التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين يكشف انقساماً داخلياً ويزيد الضغوط على أوروبا.. وتصاعد نفوذ فانس داخل الإدارة الأمريكية
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت واشنطن تسريباً غير مسبوق للنقاشات الداخلية حول توجيه ضربة عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، مما سلط الضوء على خلافات حادة داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكشف عن توجهات أكثر عدائية تجاه الحلفاء الأوروبيين.
التسريب، الذي تم عبر الصحفي جيفري جولدبيرج من مجلة The Atlantic، أظهر مداولات بين نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هاجسيث، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، وكبير مستشاري ترامب ستيفن ميلر، بشأن توقيت الضربة وأبعادها الاستراتيجية.
خلافات حول أوروبا ودورها في الدفاع عن مصالحها
رغم أن الضربة العسكرية استهدفت حماية حركة الملاحة البحرية وردع إيران، إلا أن فانس استغل النقاش للتأكيد على أن الولايات المتحدة تتحمل عبئًا يفترض أن يقع على عاتق أوروبا، مشيراً إلى أن "3% فقط من التجارة الأمريكية تمر عبر قناة السويس، بينما تعتمد أوروبا على الممر بنسبة 40%".
وأضاف: "ثمة خطر حقيقي في أن الرأي العام الأمريكي لا يدرك سبب تدخلنا"، ملمحًا إلى ضرورة تأجيل الضربة لشهر على الأقل لإعداد خطاب سياسي يبررها.
موقف فانس يعكس توجهه المتشدد تجاه أوروبا، حيث سبق أن وصف حلفاء مثل بريطانيا وفرنسا بأنهم مجرد "دول عشوائية لم تخض حربًا منذ 30 أو 40 عامًا"، متجاهلًا مشاركتهم في حربي أفغانستان والعراق.
تصاعد نفوذ فانس داخل الإدارة الأمريكية
المداولات كشفت عن النفوذ المتزايد لفانس في صنع السياسة الخارجية، حيث أوكل مستشاره الأمني أندي بيكر تمثيله في المناقشات، فيما أرسل هاجسيث مستشاره دان كالدويل، المعروف بدعمه لفكرة تقليص التدخلات الأمريكية الخارجية لحماية أوروبا.
وأثار هذا التوجه قلق المسؤولين الأوروبيين، حيث اتهمت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فانس بـ"محاولة افتعال صراع" مع الحلفاء. فيما وصفه دبلوماسي أوروبي آخر بأنه "الأخطر على أوروبا داخل الإدارة"، معتبرًا أنه "مهووس بتقويض العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا".
ترامب أكثر براغماتية.. لكن فانس أكثر تصعيدًا
بينما ينظر ترامب إلى العلاقة مع أوروبا من منظور براغماتي قائم على الضغط لزيادة إنفاقها الدفاعي، يبدو أن فانس أكثر تشددًا، إذ يرى أن الحلفاء الأوروبيين يتبنون قيماً "لا تتوافق مع الولايات المتحدة".
وقد حاول هاجسيث تهدئة النقاش، مشيرًا إلى أن الضربة تخدم "القيم الأمريكية الأساسية" مثل حرية الملاحة، لكنه وافق على إمكانية تأجيلها. أما والتز، صاحب التوجه التقليدي في السياسة الخارجية، فقد أكد أن "الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على إعادة فتح الممرات البحرية"، لكنه أيد فرض تكلفة على أوروبا مقابل التدخل.
في النهاية، وضع ميلر حدًا للنقاش، مؤكدًا أن ترامب "أعطى الضوء الأخضر"، لكنه شدد على ضرورة أن تدرك أوروبا ومصر "ما يُنتظر منهما في المقابل".
تحول استراتيجي: الخليج بديل عن أوروبا؟
التوجه العدائي تجاه أوروبا امتد إلى تصريحات إعلامية، حيث أشار المبعوث الأمريكي البارز ستيف ويتكوف إلى أن "اقتصادات الخليج قد تصبح بديلًا أقوى من أوروبا"، بينما وافقه المذيع المحافظ تاكر كارلسون قائلاً: "سيكون ذلك أفضل للعالم، لأن أوروبا تحتضر".
وتكشف هذه التسريبات عن سياسة أمريكية جديدة أقل التزامًا تجاه أوروبا وأكثر استعدادًا لاستخدام النفوذ العسكري كورقة مساومة، مما يضعف الثقة في التحالف عبر الأطلسي. فمع تصاعد الانقسامات داخل الإدارة الأمريكية بين نهج ترامب البراغماتي وموقف فانس التصعيدي، تزداد الضغوط على أوروبا لإعادة النظر في استراتيجيتها الدفاعية في عالم أكثر اضطرابًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب اليمن الولایات المتحدة داخل الإدارة على أوروبا
إقرأ أيضاً:
الاتصالات تبحث تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وجذب الاستثمارات الأمريكية لمصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، السيدة هيرو مصطفى غارغ، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى مصر، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأمريكية إلى السوق المصرية.
وأكد الدكتور عمرو طلعت خلال اللقاء على الشراكة المثمرة بين مصر والولايات المتحدة في هذا المجال، مشيرًا إلى التواجد القوي والمتزايد للشركات الأمريكية في قطاع الاتصالات المصري، ومؤكدًا تطلع الوزارة إلى المزيد من الاستثمارات الأمريكية وفقًا لاستراتيجية "مصر الرقمية".
من جانبها، شددت السفيرة الأمريكية على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، مشيدةً بالتطور الملحوظ الذي يشهده القطاع في مصر، ومؤكدةً اهتمام القيادة الأمريكية بتعميق العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية مع مصر.
تناول اللقاء جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بناء القدرات الرقمية ودعم ريادة الأعمال، حيث رحبت السفيرة الأمريكية بتعزيز التعاون في هذا المجال. كما تم التطرق إلى الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي وسبل التعاون مع القطاع الخاص لتطوير التطبيقات الذكية، إلى جانب دور الوزارة في اللجنة الاقتصادية المشتركة بين مصر والولايات المتحدة.
واتفق الجانبان على تنظيم لقاءات متخصصة بين المسؤولين المصريين والأمريكيين لتعزيز التعاون واستكشاف الفرص الاستثمارية أمام الشركات الأمريكية، مستفيدين من الكفاءات المصرية الشابة في القطاع. كما تم الإشارة إلى زيارة الدكتور عمرو طلعت إلى الولايات المتحدة عام 2023، والتي شهدت مباحثات مثمرة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
حضر اللقاء عدد من قيادات وزارة الاتصالات، ومن الجانب الأمريكي المستشار التجاري بالسفارة سكوت بوزيل والمسؤول الاقتصادي آدم جاروفالو.