الثوب الفلسطيني ينافس القفطان في ليالي القاهرة الرمضانية
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
تتنوع مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم في مصر، حيث تزين الفوانيس والأضواء المنازل والساحات، وتصنع الحلويات الخاصة برمضان، لتضفي أجواءً من البهجة الخالصة. وبالنسبة للنساء، فإن الفرحة الرمضانية تتجسد في ارتداء العباءة، التي أصبحت جزءًا لا غنى عنه من أمسيات الشهر الفضيل. هذا الزي الرمضاني، الذي لاقى رواجًا لدى المصريات من مختلف الفئات، يتفاوت في خاماته وتصاميمه وأسعاره، لكنه يحمل في طياته ذات الشعور الخاص بفرحة ثلاثين يومًا لا تتكرر سوى مرة واحدة في العام.
العباءة الرمضانية، التي ظهرت قبل سنوات، تتغير سنويًا وفقًا للموضة، لكنها تظل محافظة على طابعها الفلكلوري، إذ تعكس هوية المصريين بتطريزات نوبية أو فرعونية أو بدوية. ومع دخول العبايات الخليجية والقفطان المغربي والزي التونسي والجزائري إلى السوق المصري، ظل "الثوب الفلسطيني" الأكثر انتشارًا لدى النساء خلال رمضان.
كنوع من التضامن مع غزة، برز الثوب الفلسطيني في رمضان 2024 كشكل من أشكال الدعم المعنوي، إلى جانب الكوفية والعلم وخريطة فلسطين التي أصبحت إكسسوارات يرتديها الرجال والنساء. لكن في رمضان 2025، تحول من رمز تضامني إلى موضة اكتسحت سوق العبايات الرمضانية، متفوقًا على القفطان المغربي، الذي شهد رواجًا في العامين الماضيين. وساهمت هجرة العديد من أهل غزة إلى القاهرة في انتشاره، حيث تخصص بعضهم في تصميمه وتفصيله وبيعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إعلان الثوب الفلسطيني.. من رمز تضامن إلى موضة متجذرةعبر مجموعة خاصة بالجالية الفلسطينية في القاهرة، نشرت هالة فؤاد، 32 عامًا، إعلانًا عن بيع الثوب الفلسطيني، وهو المشروع الذي بدأته قبل عامين في مصر. لم تكن هالة قد جاءت بسبب الحرب؛ بل سبق وجودها في القاهرة أحداث غزة بعامين، حيث تزوجت من مصري واستقرت معه قبل 20 شهرًا من السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. لقاؤهما الأول كان ضمن فرق الكشافة الدولية، ثم جاءت إلى القاهرة برفقة والدتها في رحلة علاج، قبل أن تعود الأم وحدها إلى غزة، بينما بقيت هالة زوجة وأمًا لطفلين.
"كل شيء أصبح فلسطينيًا"، هكذا تصف هالة التحول الذي شهدته الأسواق بعد الحرب. ففي حين أغلقت الحرب أبواب الرزق داخل غزة، فتحت أبوابًا جديدة للفلسطينيين في الخارج، حيث أصبح كل ما يرمز إلى الأرض المقدسة مطلوبًا بكثرة، من العلم والكوفية إلى الخريطة الفلسطينية. لكن الثوب الفلسطيني كان الأكثر رواجًا، ليصبح مصدر دخل أساسي لها ولأسرتها.
تقول هالة: "الفكرة كانت لزوجي، عماد عبد الرحمن، الذي ساعدني على إنشاء صفحة المشروع، تسويقها، والتعامل مع التجار والزبائن من مختلف الجنسيات. فالأمر لم يقتصر على المصريين أو الفلسطينيين المقيمين في مصر، بل امتد ليشمل جنسيات أخرى أيضًا".
مشروع فلسطيني في القاهرةتختار هالة التصاميم من التراث الفلسطيني المعروف عالميا، فكل قطعة فيه تروي تاريخ بلدة، من يافا أو غزة، أو نابلس، أو جنين، تقول هالة للجزيرة نت، "الثوب الفلسطيني يحمل تاريخ كل بلدة، ونجحت في الحصول على صفقة من الأقمشة الفلسطينية المطرزة بتصاميم خاصة من غزة في رمضان الماضي، لكن هذا العام وبعد إغلاق المعبر، اتفقت مع مصانع في مصر تصنع الأثواب الفلسطينية بخامات وجودة عالية".
توضح هالة، أن الطلب على الثوب الفلسطيني خلال رمضان يتضاعف تضاعفا ملحوظا مقارنة بالأيام العادية، خاصة من المصريات، اللاتي يقبلن عليه بمختلف الألوان والتصاميم، بغض النظر عن رمزيته، فالأهم بالنسبة لهن هو كونه زيًا فلسطينيًا. أما بالنسبة للفلسطينيات المقيمات في القاهرة، فالأمر مختلف؛ فالثوب بالنسبة لهن "فخر وعزة.. وقطعة تراثية لا غنى عنها، تحمل هويتهن الفلسطينية".
إعلانوتشير هالة إلى أن الثوب الفلسطيني المصنوع يدويًا، الذي يحاكي تصاميم تقليدية معينة، يكون أغلى ثمنًا، فقد يصل سعره إلى 5 آلاف جنيه (99 دولارا أميركيا)، في حين تتراوح أسعار الأثواب العادية بين 1000 و2500 جنيه (19.8-49.5 دولارا أميركيا).
الثوب يحمل رسالة "إنّا باقون"كما يحمل كل ما يرتبط باسم فلسطين معنى وقيمة، كذلك يحتفظ الثوب الفلسطيني برمزية عميقة. تقول هالة لـ"الجزيرة نت": "الأثواب الفلسطينية ليست مجرد زينة تحتفظ بها النساء في خزائنهن، بل هي إرث تنتقل عبر الأجيال، لتحمل القضية في وجدان بناتنا، وتؤكد أننا باقون على هذه الأرض مهما طال الزمن".
ورغم، أن العودة إلى غزة قد لا تكون قريبة بسبب الظروف الصعبة، خاصة مع رعاية طفليها الصغيرين، تحرص هالة على نقل حكايات مدينتها لهما. تخبرهما دومًا عن المدينة التي لا تُقهر، وعن الوطن الذي سيكون لهما يومًا ما، وطن يحمل الثوب الفلسطيني تاريخه، وتحفظ الأرض قصته.
تعيش الشيف الفلسطينية، أمل عمران، في مصر منذ سبع سنوات، وكانت تحرص خلال زياراتها السنوية لأهلها في غزة على جلب أثواب تقليدية ترتديها في شهر رمضان، إلا أن الحرب حالت دون تلك الزيارات، وحرمتها من عادة استقبالها الشهر بثوب فلسطيني جديد. ومع تزايد انتشار الأزياء الفلسطينية في القاهرة بفضل القادمين من غزة بعد الحرب، تمكنت أمل من اقتناء ثلاثة أثواب جديدة من داخل مصر، تحمل النقوش ذاتها التي تعكس تراث غزة. وتقول: "اشتريت ثلاثة أثواب من القاهرة، رغم اعتيادي سابقًا على شرائها من غزة، والثوب المصنوع هنا لا يختلف إطلاقًا عن نظيره في بلادي".
وتوضح أمل، في حديثها للجزيرة نت، أن هناك نوعين من الثوب الفلسطيني يُصنعان في مصر: أحدهما مطرز يدويًا، والآخر باستخدام الماكينات. ورغم تطابق التصاميم والألوان، إلا أن الفارق يظهر في الخامة ودقة الصنعة، ما ينعكس على السعر، إذ يصل ثمن المصنوع يدويًا إلى ضعف سعر العادي.
إعلانوتضيف أمل، البالغة من العمر 47 عامًا، أنها قد لا تتمكن من العودة قريبًا إلى غزة، إلا أنها لا تفارق ثوب وطنها، الذي تراه وسيلة لرواية حكاية الأرض والشعب الذي لا يُقهر، وتؤكد أن الوطن باقٍ في عقلها وقلبها، وفي زيٍّ يحكي تاريخه وتحفظ الأرض قصته.
أما علياء عبد الله، 37 عامًا، فترى في الثوب الفلسطيني رمزًا للفخامة والبساطة في آن واحد. وقد اشترت ثوبها من أحد المعارض في حي التجمع الخامس بالقاهرة، وتقول: "الثوب الفلسطيني بسيط وغير مكلف، ويجمع بين التراث القريب من قلوب المصريين وسعره المعقول مقارنة بالثياب الخليجية أو المغربية المنتشرة في رمضان. أشعر بالفخر كلما ارتديته، والجميع يسألني عن نقوشه ومعانيها ومكان شرائه… إنه يمنحني إحساسًا لا يشبهه أي زي آخر، مهما غلا ثمنه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الثوب الفلسطینی فی القاهرة فلسطینی ا فی رمضان فی مصر
إقرأ أيضاً:
بيراميدز ينافس الأهلي والزمالك على صفقتين من العيار الثقيل.. ويرد بقوة على أنباء انتقال الشيبي للأحمر
كشفت مصادر مطلعة داخل نادي بيراميدز عن موقف النادي الرسمي بشأن الشائعات المتداولة حول إمكانية رحيل النجم المغربي محمد الشيبي، الظهير الأيمن للفريق الأول، إلى النادي الأهلي خلال فترة كأس العالم للأندية 2025، سواء على سبيل الإعارة أو من خلال بيع نهائي.
بيراميدز يغلق الباب في وجه الأهلي بشأن الشيبيوأكد مصدر مسؤول داخل بيراميدز، أن النادي لم يتلق أي اتصالات رسمية أو غير رسمية من إدارة الأهلي بشأن التعاقد مع محمد الشيبي، مشددًا على أن الحديث عن الموافقة على رحيله لا أساس له من الصحة.
وأضاف المصدر: «اللاعب جدد تعاقده مع النادي مؤخرًا، وسيتم الإعلان الرسمي عن ذلك في الفترة المقبلة، ومن غير المنطقي التفكير في بيع أحد الأعمدة الأساسية في هذا التوقيت الحاسم، خاصة أن الفريق ينافس بقوة على الثلاثية التاريخية: لقب الدوري، ونهائي كأس مصر، والتأهل لنهائي دوري أبطال إفريقيا».
"بن شرقي يبدع هجوميًا ويتعثر دفاعيًا".. شوبير يُطالب عماد النحاس بالتدخل لإنقاذ التوازن في الأهلي أسامة نبيه بعد الهزيمة القاسية من سيراليون: "الكرة عاقبتنا.. وسنقاتل للتعويض أمام زامبيا" صراع مشتعل بين الأهلي وبيراميدز على حارس المقاولونفي سياق متصل، اندلع صراع جديد بين الأهلي وبيراميدز، ولكن هذه المرة على ضم حارس مرمى المقاولون العرب الشاب محمد سيحا، المُعار حاليًا لصفوف حرس الحدود، والذي برز بشكل لافت خلال الموسم الجاري بعد أن خرج بشباك نظيفة في 7 مباريات بالدوري، مما لفت أنظار كبار الأندية إليه.
وأكد مصدر مطلع أن إدارة بيراميدز بدأت بالفعل مفاوضات قوية مع إدارة المقاولون ومحمد سيحا لبحث إمكانية ضمه في الانتقالات الصيفية المقبلة، في ظل اقتراب الحارس المخضرم شريف إكرامي من الاعتزال مع نهاية الموسم، مشيرًا إلى أن المفاوضات قد تشهد تطورات مهمة قريبًا، في ظل دخول الأهلي على خط المنافسة أيضًا.
تشكيل الزمالك المتوقع أمام المصري البورسعيدي اليوم في الدوري المصري بحضور ميسي.. إنتر ميامي يودّع دوري أبطال كونكاكاف بخسارة قاسية أمام فانكوفر ويخفق مجددًا في الوصول للنهائي بيراميدز ينافس الزمالك على لاعب بتروجتفي خطوة جديدة تعكس طموحات الفريق السماوي في تدعيم صفوفه بعناصر مميزة، فتحت إدارة بيراميدز خطوط اتصال مع اللاعب الفلسطيني حامد حمدان، نجم خط وسط بتروجت، والذي لفت الأنظار بقوة خلال الموسم الحالي، ليصبح هدفًا لعدة أندية أبرزها الزمالك.
وقال المصدر إن إدارة بيراميدز ترى في استعادة حامد حمدان خطوة استراتيجية، خاصة أنه سبق له اللعب ضمن فرق الناشئين بالنادي، ويملك إمكانيات فنية تؤهله للعودة بقوة للمنافسة داخل صفوف الفريق الأول.