المندوبية السامية للتخطيط ستجري بحثين وطنيين حول استعمال الزمن والأسرة هذا العام
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
أعلن المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، الثلاثاء بالرباط، أن المندوبية ستجري خلال سنة 2025 بحثين وطنيين حول استعمال الزمن وحول الأسرة.
وخلال ندوة – مناقشة نظمت تحت شعار « تمكين النساء في المغرب: استيعاب التحديات لبلورة استراتيجيات فعالة »، قال بنموسى إنه « في إطار أشغال المندوبية السامية للتخطيط الم برمجة من أجل إجراء تحليل معمق للكوابح الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ذات الصلة بعدم المساواة بين الجنسين، سيتم، خلال هذه السنة، إجراء بحوث وطنية جديدة، لا سيما حول استعمال الزمن وحول الأسرة ».
وأبرز أن البحث الأول سيمكن من تقييم التوزيع الاجتماعي للشغل بين النساء والرجال، وتحديد العوامل المؤثرة في تدبير الوقت بين الأنشطة المأجورة وغير المأجورة، فيما سيقدم البحث الثاني توضيحا قيما لتطور البنيات الأسرية وديناميات النوع الاجتماعي داخل الأسر.
وأضاف أن « قياس اقتصاد الرعاية وتطور الأدوار والمسؤوليات بين أفراد الأسر سيحظى باهتمام خاص، حيث ستساعد نتائجه في تحليل تأثير التحولات المجتمعية على توزيع المهام المنزلية، واتخاذ القرار، والولوج إلى الموارد ».
وفي سياق متصل، أورد بنموسى أن المندوبية السامية للتخطيط تعتزم إجراء دراسة حول الفوارق بين الجنسين على المستويين الجماعي والإقليمي، وذلك من خلال استغلال معطيات الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنتي 2014 و2024.
وبحسبه، فإن هذه الدراسة ستسمح ببلورة خريطة مفصلة ودقيقة للفجوات بين النساء والرجال في ما يتعلق برأسمال التعليم، والصحة، والولوج إلى الخدمات الأساسية، والمشاركة الاقتصادية، وكذا تطور المؤشرات الرئيسية مع مرور الوقت.
وأكد بنموسى أن مجموع المعطيات المستخلصة من هذه الأبحاث، ومن نتائج الإحصاء العام الأخير للسكان والسكنى والدراسات حول القطاع غير المهيكل، تشكل إرثا جماعيا سيتم تقاسمه، بشكل تدريجي، على نطاق واسع.
وأشار إلى أن هذا الإرث الجماعي سيتيح للباحثين ومراكز التفكير والخبراء معطيات دقيقة تساعد في توجيه صناع القرار في القطاعين العام والخاص، والمساعدة في صياغة استراتيجيات تعزز المساواة بين النساء والرجال على المستويين الوطني والترابي.
كلمات دلالية المغرب تخطيط مجتمعالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب تخطيط مجتمع
إقرأ أيضاً:
كيف شوهت نيويورك تايمز تقريري جامعة هارفارد عن معاداة السامية والإسلاموفوبيا؟
قال الكاتب الأمريكي كوري روبن، إن جامعة هارفارد في الولايات المتحدة أصدرت تقريرين مختلفين حول معاداة السامية والتحيز ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين، لكن صحيفة "نيويورك تايمز" ركزت على تقرير واحد بعينه.
وأضاف في مقال نشره موقع "ذي انترسبت" وترجمته "عربي21"، أنه عندما يتعلق الأمر بكيفية تعاملها مع مختلف المجموعات في الحرم الجامعي، تريد هارفارد أن يدرك العالم أنها متوازنة. فهي تولي جميع المجموعات اهتماما متساويا.
وأوضح أنه "عندما أصدرت الجامعة يوم الثلاثاء تقريرا مطولا حول معاداة السامية في هارفارد، أصدرت أيضا تقريرا مطوّلا حول الإسلاموفوبيا والتحيز ضد العرب في هارفارد. ولكنك عندما تتابع تغطية صحيفة نيويورك تايمز لن تعرف أبدا أي فئة تشعر بعدم الترحيب".
وأشار إلى أنه "من المهم الإشارة إلى أن طريقة نشر صحيفة "نيويورك تايمز" لهذا الخبر ستؤثر سلبا على الرأي العام، وقد تسبب ضررا كبيرا".
ولفت الكاتب إلى فقرتين دفعتنا في ثنايا تقرير "نيويورك تايمز" عن تقريري هارفارد: "تعاونت فرقتا العمل لإعداد استطلاع رأي على مستوى الحرم الجامعي، تلقى ما يقرب من 2,300 ردا من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب. ووجد الاستطلاع أن 6% من المشاركين المسيحيين أفادوا بشعورهم بعدم الأمان الجسدي في الحرم الجامعي، بينما أفاد 15% من المشاركين اليهود و47% من المشاركين المسلمين بالشعور نفسه". و"بالإضافة إلى أن 92% من المشاركين المسلمين الذين أعربوا عن قلقهم بشأن التعبير عن آرائهم، وقال 51% من المشاركين المسيحيين و61% من المشاركين اليهود إنهم يشعرون بالشعور نفسه".
وعلق الكاتب أنه من بين جميع المقالات والادعاءات والتقارير والمقالات الفكرية ومقالات الرأي والتصريحات والخطابات الصادرة عن سياسيين منتخبين وغيرهم من الشخصيات البارزة حول تفشي معاداة السامية في الحرم الجامعي، يكشف هذان التقريران الضخمان أن المجموعة الوحيدة في الحرم الجامعي، سواء كنا نتحدث عن أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب أو الموظفين، التي تشعر بخوف وتوتر مستمر عند التعبير عن آرائها وتشعر بشكل دائم بعدم الأمان الجسدي في الحرم الجامعي هم المسلمون.
وقال إنه كثيرا ما يطلب منا أن نأخذ مشاعر وتصورات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين اليهود كمؤشرات على السلامة والأمان الموضوعيين والشعور بالترحيب الذي يشعر به اليهود أو لا يشعرون به في الحرم الجامعي في جميع أنحاء البلاد.
ومع ذلك، ووفقا لتجاربهم الذاتية في دراسات هارفارد الجديدة، فإن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين اليهود في هارفارد يشعرون دائما بمزيد من الترحيب والأمان والحرية لكونهم يهودا مقارنة بالمسلمين في هارفارد، حسب الكاتب.
وقال الكاتب أنه مع وضع ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على الكيفية التي استهلت فيها صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرها: "أصدرت فرقة عمل من جامعة هارفارد تقريرا لاذعا عن الجامعة يوم الثلاثاء، حيث وجدت أن معاداة السامية قد تسللت إلى المقررات الدراسية والحياة الاجتماعية وتوظيف بعض أعضاء هيئة التدريس ونظرة بعض البرامج الأكاديمية إلى العالم" و"كشف تقرير منفصل عن التحيز ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين في الحرم الجامعي، نشر يوم الثلاثاء أيضا، عن انزعاج وغربة واسعة بين هؤلاء الطلاب، حيث قال 92% من المشاركين المسلمين في الاستطلاع إنهم يعتقدون أنهم سيواجهون عقوبة أكاديمية أو مهنية للتعبير عن آرائهم السياسية".
وما يلحظ، حسب المقال، أن "نيويورك تايمز" بدأت تقريرها عن معاداة السامية والأولوية الثانية للتقرير المتعلق بالمشاعر المعادية للعرب والمسلمين والفلسطينيين. وبالنظر إلى الإحصاءات التي أوردتها الصحيفة نفسها في عمق المقال، يبدو اختيار الترتيب غريبا. لذا فالصحيفة تذكرنا فورا بأبشع الشرور الاجتماعية ولا شيء يضاهيها عندما يتعلق الأمر بالثلاثية "التحيز ضد العرب، والتحيز ضد المسلمين، والتحيز ضد الفلسطينيين".
وفقا لبنية التقرير، فإن "مذهب" معاداة السامية هو الفاعل والعامل. يمكن أن يلحق ضررا جسيما، متسللا ومؤثرا على الحرم الجامعي بأكمله. إنه أمر موضوعي - ما أسماه [عالم الاجتماع الفرنسي] إميل دوركهايم حقيقة اجتماعية.
وعندما يتعلق الأمر بالتحيز ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين، فإن الواقع الموضوعي لمسألة العنصرية يذوب في مشاعر الطلاب. يصبح تصورا أو رأيا ذاتيا للضحايا المزعومين، الذين قد يكونون أو لا يكونون ضحايا على الإطلاق، حسب المقال.
وأوضح الكاتب أنه في الفقرة الافتتاحية للتقرير حول معاداة السامية، استخدمت الصحيفة كلمات مثل "لاذع" و"متسلّل" و"حياة اجتماعية" و"نظرة عالمية" لوصف وضع اليهود في الحرم الجامعي.
هذه الكلمات ليست مقلقة ومخيفة فحسب، بل توجه اتهامات لجميع مستويات المؤسسة، من ممارسات التوظيف إلى قراراتها المتعلقة بالمناهج الدراسية إلى الحياة اليومية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين.
ولكن، عندما يتعلق الأمر بالتقرير حول الإسلاموفوبيا ومعاداة العرب، تختزل القضية في "انزعاج الطلاب وعزلتهم" فحسب. هذا يتناقض تماما، وفقا للكاتب، مع تداعيات النقاشات الجامعية على المنح الدراسية والباحثين المؤيدين لفلسطين. تخضع أقسام دراسات الشرق الأوسط بأكملها للمراجعة بسبب آراء مزعومة مؤيدة لفلسطين وتقمع مقالات في مجلات قانونية ويطرد الموظفون بعد التعبير عن آرائهم المؤيدة لفلسطين؛ ويفصل أساتذة بارزون ويتقاعدون في مواجهة الهجمات.
وشدد الكاتب على أنه في فوضى الكلمات التي يقدمها التقرير فـ "المجموعة الوحيدة في الحرم الجامعي، سواء بين أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب أو الموظفين، التي تشعر بالتوتر الدائم بشأن التعبير عن آرائها وتشعر دائما بعدم الأمان الجسدي في الحرم الجامعي هم المسلمون وليس اليهود".