إسطنبول " وكالات ": قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن احتجاجات المعارضة على احتجاز رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو تحولت إلى "حركة عنف".

وأضاف أن حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، مسؤول عن أي ضرر بالممتلكات أو أذى يلحق بأفراد الشرطة خلال الاحتجاجات.

وقال أردوغان، عقب اجتماع لمجلس الوزراء مساء امس في أنقرة، إن على حزب الشعب الجمهوري التوقف عن "تحريض" المواطنين.

وأضاف أن "استعراضهم" سينتهي في النهاية وسيشعرون بالخجل من "الشر" الذي فعلوه ببلدهم.

وقال الرئيس البالغ من العمر 71 عاما "تابعنا بدهشة كأمة الأحداث التي وقعت بعد دعوة زعيم حزب المعارضة الرئيسي للنزول إلى الشوارع عقب عملية فساد في إسطنبول. تحولت (الاحتجاجات) إلى حركة عنف".

وأضاف "حزب المعارضة الرئيسي مسؤول عن الجرحى من أفراد الشرطة وتحطك نوافذ متاجر وتضرر ممتلكات عامة. سيُحاسب على كل هذا، سياسيا في البرلمان، وقانونيا أمام القضاء".

وأثار اعتقال إمام أوغلو، أبرز منافس سياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الماضي أكبر احتجاجات في شوارع تركيا منذ أكثر من 10 سنوات. وقضت محكمة تركية الأحد بحبس إمام أوغلو على ذمة المحاكمة بتهم فساد ينفيها.

ويصف حزب الشعب الجمهوري اعتقال إمام أوغلو بأنه مسيس ويتنافى مع مبادئ الديمقراطية. وتنفي الحكومة الاتهامات وتقول إن القضاء مستقل.

الى ذلك، ذكرت وسائل إعلام تركية اليوم الثلاثاء أن السلطات التركية احتجزت 55 شخصا لاتهامهم بإهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأسرته خلال مظاهرات للاحتجاج على اعتقال منافسه الرئيسي.

وأوضحت وكالة الاناضول التركية للأنباء أن المحتجزين المشتبه بهم متهمون بالمشاركة في " مظاهرات غير مصرح لها" في وقت متأخر من أمس أمام مكتب عمدة إسطنبول المعزول أكرم إمام أوغلو.

وقد تم تداول صورة لمجموعة تهين والدة أردوغان الراحلة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يتسن التأكد من مقاطع الفيديو بصورة مستقلة.

وأدان وزير الداخلية علي يرلي كايا التعليقات المسيئة لأردوغان ووالدته الراحلة، ووصفها بـ " الهجوم الخسيس" ضد " قيمنا الأخلاقية". وقال يرلي كايا أمس إنه تم اعتقال أكثر من ألف شخص لصلتهم بالاحتجاجات التي أعقبت احتجاز إمام أوغلو في 19 مارس الجاري.

وأدان إمام أوغلو، الذي تم حبسه لاتهامه بالفساد، ويواجه تحقيقا منفصلا يتعلق باتهامات بالإرهاب، الاهانات على موقع" اكس" للتواصل الاجتماعي.

مع ذلك، تعهد مجددا" بالكفاح بكل السبل الشرعية" ضد ما وصفه بـ " الانقلاب".

من جهة أخرى، أفرج الثلاثاء عن سبعة من الصحافيين الثمانية الذين اعتقلوا من منازلهم في اسطنبول فجر الاثنين وبينهم مصور فرانس برس، مع بقائهم تحت إشراف قضائي، على ما أعلن أحد محاميهم لفرانس برس.

وقالت MLSA وهي جمعية حقوقية تتابع قضيتهم إن عشرة صحافيين اعتقلوا بتهمة "انتهاك قانون التجمع والتظاهر".

وأعلنت سلطات محافظة انقرة تمديد حظر التجمعات المعمول به في العاصمة التركية حتى الأول من أبريل.

والتجمعات محظورة منذ أسبوع في إسطنبول وإزمير والعاصمة حيث اعتُقل نحو 1200 شخص خلال التجمعات اليومية منذ ذلك الحين.

ومع ذلك، تجمع الآلاف مجددا مساء امس أمام مبنى بلدية إسطنبول.

وحذر وزير الداخلية التركي علي يرليكايا صباح اليوم الثلاثاء على منصة اكس قائلا "اوقفت قواتنا الامنية 43 محرضا والعمل مستمر لاعتقال مشتبه بهم آخرين".

من جهته، دان مجلس أوروبا "الاستخدام غير المتناسب للقوة" خلال التظاهرات. وقال مفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان مايكل أوفلاهرتي "أدعو السلطات التركية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان حول احترام حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية الإعلام".

واختار الحزب رئيس البلدية في اليوم نفسه ليكون مرشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2028.

ويقوم الطلاب بالتعبئة في اسطنبول وأنقرة وإسكيشهير المدينة الطلابية الواقعة بينهما ويواصلون الدعوة إلى مقاطعة الدروس.

وأعلن طلاب إسطنبول عن التنسيق بين جامعاتهم من خلال الدعوة إلى تجمع جديد بشكل يومي، وخلال يوم امس أوقفت الشرطة مسيرة الطلاب بالقوة ومنعتهم من الوصول إلى مقر البلدية حيث يجمع حزب الشعب الجمهوري آلاف المتظاهرين كل مساء.

ودعا حزب الشعب الجمهوري إلى مقاطعة إحدى عشرة علامة تجارية معروفة بأنها قريبة من السلطات، بما في ذلك سلسلة شهيرة من المقاهي. وقال أوزيل "يمكننا أن نعد القهوة بأنفسنا".

ودان العديد من المسؤولين الحكوميين بينهم وزير الخارجية هاكان فيدان من واشنطن حيث يقوم بأول زيارة لمسؤول تركي منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة، الإهانات الموجهة إلى والدة الرئيس اردوغان.

وقال فيدان "إن التهجم الوقح على رئيسنا ووالدته الراحلة في ساراتشان (مقر البلدية) هو نتاج انهيار أخلاقي ونفسية قذرة ويضر بالسلم الاجتماعي".

كما دان رئيس حزب الشعب الجمهوري هذه الإهانات وكتب على منصة اكس "من غير المقبول الخلط بين الاحتجاجات والشتائم".

وقال الرئيس أردوغان مساء الاثنين متوجها الى المعارضة في خطاب متلفز "كفوا عن تعكير صفو مواطنينا باستفزازاتكم".

في هذه الاثناء، زار أوزغور أوزيل رئيس حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، عمدة إسطنبول المسجون أكرم إمام أوغلو اليوم الثلاثاء، وذلك بعد ست ليال من الاحتجاجات الحاشدة التي تطالب بالإفراج عنه.

ويعد إمام أوغلو، الذي اعتقل في 19 مارس الجاري، بتهمة الفساد، المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان الذي دام حكمه 22 عاماز وينظر بشكل كبير إلى أن اعتقاله له دوافع سياسية وتسبب في إثارة مظاهرات تحول بعضها إلى العنف في جميع أنحاء البلاد.

ولكن الحكومة تصر على أن القضاء التركي مستقل ولا يؤثر عليه النفوذ السياسي.

ووصل أوزيل رئيس حزب الشعوب الجمهوري، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، إلى سجن سيليفري غربي إسطنبول في قافلة من المركبات صباح اليوم الثلاثاء.

ومن المتوقع أن يطلع وسائل الإعلام على حالة العمدة الذي أمضى ليلته الثانية في السجن.

وأعلن أوزيل الليلة السابقة أن اليوم الثلاثاء، سيكون آخر تجمع للحزب خارج مبنى البلدية في اسطنبول، داعيا الناس للانضمام إليه.

وقال أيضا إن الحزب سيعين عضوا في المجلس البلدي ليتولى منصب العمدة بدلا من إمام أوغلو، مما يمنع إمكانية تعيين عضو من قبل الدولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حزب المعارضة الرئیسی حزب الشعب الجمهوری رجب طیب أردوغان الیوم الثلاثاء إمام أوغلو

إقرأ أيضاً:

أردوغان يدين "إرهاب الشوارع" بعد سجن أوغلو

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من يحتجون ضد سجن السياسي المعارض، وعمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بـ "إرهابيي الشوارع"، ووصف الاحتجاجات السلمية إلى حد كبير بأنها عنيفة.

وقال أردوغان إن "إرهابيي الشوارع" يهاجمون الشرطة بالحجارة والعصي والأحماض والفؤوس، مضيفاً أن هذا لم يزعج حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي يتزعمه إمام أوغلو.

وأضاف الزعيم التركي إن الحزب سيحاسب على ذلك في المحكمة.

وقال، مساء الإثنين، إن الأحداث "سرعان ما تحولت إلى حركة عنيفة"، بعد دعوات من حزب الشعب الجمهوري لمعارضة اعتقال عمدة المدينة.

واعتقل إمام أوغلو، الأحد، على خلفية تحقيقات ضد الفساد.

كما يجري التحقيق معه بتهم تتعلق بالإرهاب.

تركيا تصدر قراراً جديداً ضد رئيس بلدية إسطنبول - موقع 24قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الأحد، إن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو أُقيل من منصبه، بعد أن أصدرت محكمة تركية أمراً رسمياً بإلقاء القبض عليه بتهم فساد.

ويرى حزبه أن الاتهامات ما هي إلا محاولة من أردوغان للقضاء على منافس سياسي، ودعا إلى احتجاجات سلمية.

وقال إمام أوغلو مساء الإثنين، في رسالة تم نشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي إكس،:"يا قوات الأمن ورجال الشرطة الأحباء، أرجوكم عاملوا شعبنا بشكل جيد".

كما تم تنظيم احتجاجات في أماكن عديدة في تركيا هذا المساء، رغم حظر المظاهرات في إسطنبول وأنقرة وإزمير.

مقالات مشابهة

  • بعد اعتقال أوغلو..أتراك يتعهدون بمواصلة الاحتجاجات في تركيا
  • تركيا.. اعتقال متظاهرين بتهمة “إهانة أردوغان وعائلته”
  • إمام أوغلو يعلق على إهانة والدة أردوغان
  • أردوغان يدين "إرهاب الشوارع" بعد سجن أوغلو
  • تركيا تعتقل عددا من الصحفيين وسط احتجاجات على سجن منافس أردوغان
  • وسط استمرار الاحتجاجات.. تركيا تشدد الإجراءات الأمنية وتمنع التنقل إلى إسطنبول
  • خامس ليلة من الاحتجاجات في تركيا بعد أن أمر القضاء بسجن خصم أردوغان أكرم إمام أوغلو
  • استمرار الاحتجاجات في تركيا مع نقل رئيس بلدية اسطنبول إلى السجن
  • رفضوا احتجاز عمدة إسطنبول..اعتقال المئات في تركيا