د.ابراهيم الصديق: ملحمة القصر الجمهوري: أكبر عملية تحييد وأهم إلتفاف (2)
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
هذه واحدة من أميز العمليات العسكرية فى تاريخنا الحديث ، ويمكن وصفها بأنها (معركة العقل مقابل العتاد) ، و(معركة التخطيط مقابل التهور) و(معركة الاقدام الجسور مقابل الإختباء الجبان) ، ولكل تسمية بعد ودلالة..
يستطيع المراقب الآن أن يكتشف ، حقائق مذهلة..
– أكثر من 800 – 900 هم قتلى مليشيا الدعم السريع في وسط الخرطوم وعماراتها الشواهق ونقاط التحكم ، واغلبهم تم اصطيادهم فى مساء الجمعة و يومي السبت والأحد (20-22 مارس) ، أى بعد تحرير القصر الجمهوري.
– كميات مهولة من العتاد العسكري والذخائر فى مناطق متقدمة خارج القصر الجمهوري..
– حيرة كاملة فى اوساط المليشيا ، كيف حدث ما حدث ؟ فقد رتبوا صفوفهم لمعركة استنزاف طويلة ، ولكن الأمر إنتهى خلال ساعات مع خسائر فادحة فى صفوفهم..
– ردود فعل عالمية واقليمية لإستعادة القصر الجمهوري والوزارات السيادية ، بل ربط المدن الثلاث (العاصمة المثلثة) ببعضها ، ومركز المدينة وعاصمة البلاد..
– انهيار كامل للمليشيا فى الخرطوم ، والبدء فى مغادرة المدينة بأسرع فرصة ممكنة ، منجاة بأنفسهم ، ويأساً من تحقيق أى هدف عسكري مع قوة تفتقر للروح المعنوية والكفاءة العسكرية..
فماذا حدث ؟..
حشدت مليشيا الدعم السريع كل قوتها فى مناطق رئيسة وسط الخرطوم ، وتموضعت بشكل أساسي فى 6 – 7 بنايات فى منطقة المقرن ، ومثلها فى وسط السوق العربي وأخرى على شارع النيل ، مع مئات القناصين و اجهزة مراقبة دقيقة ومتابعة لأى حركة للقوات والأفراد ، وهدفت إلى إدارة معركة طويلة..
فى اكبر وأدق عمليات المناورة تم تحييد قوة نيران المليشيا والإلتفاف عليها ، حيث تم عزل مراكز قوة المليشيا وتمركزاتها ، عن قيادتها ، وضرب مركز التأثير فى القصر الجمهوري..
كانت ساعات يومي 18-19 مارس 2025م قاسية على المليشيا فى منطقة وسط الخرطوم وتحديداً محيط القصر حيث حدثت أكبر عملية تمويه بإستخدام كثافة النيران ، بكل انواع الأسلحة ، من مدافعية ثقيلة وطيران ومسيرات وقناصة ، فأنكمشت قوة المليشيا تتحسب للحظات الهجوم من ناحيتي القيادة العامة وشارع القصر ومن ناحية شروني وتقاطع استاك او من منطقة المقرن ، بينما القوة كانت قد اتخذت مراكزها بعد إزالة أهم العقبات (قناصة العمارة الكويتية) ، وفى الاسافير انتشرت مقاطع لضباط من غرفة السيطرة والتحكم يتبادلون التهاني وقد غالبتهم الدموع..
ومع حالة ارتباك ، اتخذت غرفة تحكم المليشيا ثلاث تحركات خاطئة..
– حاولت سحب القوة فى محيط القصر الجمهوري بالطريق الوحيد الممكن وهو تقاطع ستاك ، وكانت قوات متعددة المهام فى انتظارهم (قوات المدرعات ، قوات منطقة الكدرو ، قوات القيادة العامة ، قوات العمل الخاص) وتم تدمير القوة تماماً..
وأثر ذلك نفسياً على القوة فى وسط الخرطوم..
– وهاجمت قوة ضعيفة من المليشيا القوات فى منطقة شروني ، وتصدت لها قوات المدرعات فى منطقة نادي الأسرة ، وللمدرعات خبرة فى التعامل مع المليشيا وهجماتها..
– وحاولت بقايا المليشيا سحب القيادات إلى جزيرة توتي ، وهناك قتل بعضهم وتشتت البقية..
ولم يكن أمام بقية القناصة فى عمارات السوق العربي سوى عمليات مغامرة انتهت بحياتهم أو الإستسلام ، فقد تم ضرب مركز القيادة عندهم وفقدوا الاتصال..
وستكون لهذه المعركة ما بعده فى الخرطوم ، فهي عملية قاصمة ، احدثت زلزلة فى تماسك ما تبقى من عناصر مخدوعة وحطمت أوهام التحكم والسيطرة وافقدت العناصر الثقة فى تخطيطات قادتهم..
وصحيح ، قوة التدريب والتأهيل يوفر دماء المعركة..
ذلك جانب من ملحمة وطنية ، وفى تفاصيلها الكثير من الوقائع..خلفه رجال صناديد..
حيا الله جندنا.. ذلك الفضل من الله والله أكبر..
د.ابراهيم الصديق على
25 مارس 2025م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القصر الجمهوری وسط الخرطوم فى منطقة
إقرأ أيضاً:
قوات الإحتياطي المركزي تضبط منظومة مسيرات و أجهزة تشويش بمنزل احد قادة المليشيا الإرهابية المتمردة غربي امدرمان
تمكنت قوة من الكتيبة الرابعة التابعة لقوات الإحتياطي المركزي متحرك الشهيد الفريق شرطة/ عمر حمودة من وضع يدها علي منظومة مسيرات متطورة بكامل ملحقاتها وأجهزة تشويش كاملة غرب ام درمانوقال اللواء شرطة/ كمال الدين محمد عثمان مشرف متحرك الشهيد الفريق شرطة/ عمر حموده في تصريح للمكتب الصحفى للشرطة أن خلفية الضبطية تعود لتوفر معلومات لاستخبارات المتحرك تفيد بوجود منظومة مسيرات متطورة وأجهزة تشويش بمنزل أحد قادة المليشيا الإرهابية المتمردة غربي امدرمان وبناءا علي ذلك تحركت قوة قتالية من القوات الخاصة بقيادة نقيب شرطة وبمداهمة المنزل ضبطت المسيرات وأجهزة التشويش التي يصل مدي فاعليتها الي20 كيلو متر وفرار طاقم التمرد عند عملية المداهمة.من جانبه أشاد اللواء شرطة/ قمر أحمد محمد السيد قائد قوات الإحتياطي المركزي بالإنجاز مثمنا جهود جميع القوات المشاركة بمعركة الكرامة بمسارح العمليات مؤكدا أن قيادة قوات الاحتياطي المركزي ستظل سندا للقوات المسلحة والقوات المساندة لها حتي تطهير البلاد من المليشيا المتمردة وحريصة علي أمن وإستقرار البلاد .المكتب الصحفي للشرطة إنضم لقناة النيلين على واتساب