غادر رجل صيني هاربا على متن «جيت سكي» وقطع مسافة 200 ميل (321 كيلومترا) في البحر وصولا إلى كوريا الجنوبية.
وقال ناشط كوري جنوبي في مجال حقوق الإنسان، الأربعاء، إن الرجل الصيني الذي وصل إلى الساحل الغربي لكوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، بعد عبور البحر الأصفر، يعتقد أنه منشق سياسي كان مسجونا في الصين ذات يوم.


وأضاف الناشط، لي دايسون، المقيم في كوريا، في مقابلة عبر الهاتف مع صحيفة «واشنطن بوست»، إن «كوون بيونغ، وهو مواطن من العرقية الكورية، يبلغ من العمر 35 عاما، واسمه في لغة الماندرين، كوان بينغ، وصل إلى مدينة إنتشون الساحلية الأسبوع الماضي».
وإنتشون، التي تقع على بعد ساعة بالسيارة غرب العاصمة سيول، هي موطن المطار الرئيسي في البلاد.
وأكد لي أن كوون سافر أكثر من 300 كيلومتر، من مقاطعة شاندونغ الصينية للوصول إلى كوريا الجنوبية، حيث يعيش بعض أقاربه.
وأشار الناشط الحقوقي، الذي يعرف كوون منذ عام 2019، إلى أنه تأكد من هوية الرجل بعد السماح له بزيارة منشأة لخفر السواحل حيث كان كوون محتجزا، الثلاثاء.
وأكد أحد الأقارب في كوريا الجنوبية أيضا أن هذا الشخص هو كوون، وفقا لما ذكره لي.
وقال لي إن كوون يسعى للحصول على اللجوء السياسي خارج الصين، ويفضل أن يكون ذلك في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو كندا.
وأضاف: «كون كوون يتمتع بصحة جيدة ومعنويات جيدة».
وتابع لي أن كوون درس سابقا كطالب جامعي في ولاية أيوا.
وقال خفر السواحل الكوري في بيان صحفي، الأحد، إن شخصا يقود جيت سكي باللون الأحمر سعة 1800 سي سي، ويحمل أكثر من 200 لتر من الوقود، قد وصل إلى الشاطئ في إنتشون، وتم اعتقاله لعبور الحدود بشكل غير قانوني.
وأضاف أن الشخص زار كوريا من قبل لكنه لم يكشف عن اسمه ورفض التعليق أكثر، بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية.
وتشير التفاصيل التي أوردها خفر السواحل حول كيفية العثور على الرجل، إلى أنه استعد للرحلة جيدا، حيث كان يرتدي سترة نجاة وخوذة ويحمل منظارا وبوصلة. وكان قد ألقى عبوات وقود فارغة في البحر بعد التزود بالوقود على طول الطريق.
وفي عام 2017، سجن كوون لمدة 18 شهرا في الصين بتهمة «التحريض على تقويض سلطة الدولة» بعد أن نشر خطابات وصور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحكومة الصينية.
وفي إحدى الصور، ارتدى كوون قميصا أبيض يشبه الزعيم الأعلى الصيني، شي جين بينغ، بهتلر. وقالت محكمة صينية إن كوون أهان «سلطة الدولة والنظام الاشتراكي»، وفقا لـ»فرونت لاين ديفندرز»، وهي مجموعة مناصرة تابعت قضيته.
وقال لي إنه منذ إطلاق سراحه من السجن، خضع كوون لحظر سفر يمنعه من مغادرة الصين بشكل قانوني.
وحاول مغادرة الصين والدخول إلى كوريا عن طريق تقديم طلب لجوء سياسي في عام 2019، لكن العملية ألغيت في النهاية بسبب حظر السفر.
وفي عهد شي، تستخدم الصين بشكل متزايد حظر السفر لإبقاء منتقدي النظام، المواطنين والأجانب على حد سواء، في البلاد، حيث يمكن مراقبتهم وإسكاتهم بسهولة أكبر، وفقا للصحيفة.
ورفضت السفارة الصينية في سيول التعليق على أسئلة الصحيفة، قائلة إنه ليس لديها معلومات ذات صلة بالقضية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا کوریا الجنوبیة إلى کوریا

إقرأ أيضاً:

اتهامات وتحالفات.. كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لهجوم نووي مع كوريا الجنوبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى عرض مهم للولاء، تعهدت كوريا الشمالية بدعم ثابت لغزو روسيا لأوكرانيا، مما يسلط الضوء على التحالفات المتعمقة بين موسكو وبيونج يانج. خلال اجتماع رفيع المستوى فى موسكو، تعهدت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوى سون هوى بدعم بلادها لما وصفته بـ "يوم النصر" لروسيا، مؤكدة على صعود "أخوة السلاح التى لا تقهر" بين البلدين. أكد اللقاء مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على التحالف العسكرى والسياسى والاستراتيجى الذى يعتقد الخبراء أنه قد يؤدى إلى زعزعة استقرار ديناميكيات الأمن العالمى بشكل أكبر.

وتزايدت خلفية التعهد بسبب اتهامات كوريا الشمالية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، اللتين تزعم بيونج يانج أنهما متورطتان فى مناقشات سرية بشأن توجيه ضربة نووية ضد كوريا الشمالية. فى حين تفتقر هذه الادعاءات إلى الصدق، إلا أنها لا تتفق مع الحجج التى قدمتها كوريا الشمالية. وقد أثارت هذه التصريحات مخاوف بشأن التصعيد المحتمل فى شبه الجزيرة الكورية. ووفقًا لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية، حذر تشوى من أن "الوضع فى شبه الجزيرة الكورية قد يصبح متفجرًا فى أى لحظة"، وهو ما يعكس الرواية القديمة لكوريا الشمالية حول الدفاع عن النفس ضد التهديدات الغربية المتصورة.

زيادة التعاون العسكري

يرافق وعد كوريا الشمالية بالولاء لروسيا زيادات ملموسة فى التعاون العسكري، حيث أقر لافروف بوجود "اتصالات وثيقة للغاية" بين قطاعى الدفاع الروسى والكورى الشمالي. ويقول المحللون إن هذا التعاون العسكرى المكثف يعكس اعتماد موسكو الاستراتيجى على بيونج يانج وسط صراعها الطويل الأمد مع أوكرانيا.
أشارت التقارير الواردة من الاستخبارات الأمريكية والأوكرانية إلى أن الجنود الكوريين الشماليين يصلون الآن إلى روسيا، ومن المحتمل أن يتم نشرهم فى الصراع الأوكراني. وأفاد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بأن نحو ٨ آلاف جندى كورى شمالى متمركزون بالفعل فى منطقة كورسك الروسية، على الحدود مع أوكرانيا، مع انتشار ٢٠٠٠ جندى إضافى عبر الأراضى الروسية. وقال بلينكن: "لم نر بعد هذه القوات منتشرة فى قتال ضد القوات الأوكرانية، لكننا نتوقع أن يحدث ذلك فى الأيام المقبلة"، فى إشارة إلى القلق بشأن تورط كوريا الشمالية عسكريا خارج حدودها.
وأثار تحرك القوات الكورية الشمالية لدعم روسيا انتقادات من زعماء العالم، حيث وصف وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى تصرفات كوريا الشمالية بأنها محاولة "لإطالة أمد الحرب فى أوروبا" من خلال تعزيز القوة العسكرية الروسية. وحذر لامى كذلك من أن العلاقات المتنامية بين كوريا الشمالية والكرملين تشكل "عواقب خطيرة على أمن أوروبا ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ"، وهو الشعور الذى يتقاسمه المحللون الذين يراقبون إعادة التنظيم الاستراتيجى بين الدولتين الاستبداديتين.

تصعيد التوترات 

ردًا على هذه التطورات، انتقد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى رد الغرب الصامت على تورط كوريا الشمالية فى الحرب، مشيرًا إلى أن بوتن يختبر عزيمة كل من حلف شمال الأطلسى وكوريا الجنوبية. ناشد زيلينسكى الحصول على إذن لضرب القوات الكورية الشمالية المتمركزة بالقرب من الحدود الأوكرانية، وهو الطلب الذى تردد الحلفاء الغربيون فى منحه.
وفى الوقت نفسه، أعرب وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاى يول عن حذره، مشيرًا إلى أن سيول ستراقب عن كثب مدى تورط كوريا الشمالية قبل النظر فى تقديم دعم عسكرى إضافى لأوكرانيا. وقال تشو: "سنراقب مستوى مشاركة القوات [الكورى الشمالي] فى الحرب، وما هو المقابل الذى ستحصل عليه كوريا الشمالية من روسيا"، ملمحًا إلى رد كوريا الجنوبية المحتمل اعتمادًا على تطور الدور العسكرى لكوريا الشمالية فى الصراع.
التجارب النووية 
وفى خضم هذه التوترات الدولية، عززت كوريا الشمالية من مخاوفها بإطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات متطور. ووصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إطلاق الصاروخ بأنه "عمل عسكرى مناسب" ردًا على ما أسماه "الاستفزازات المتعمدة" من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. ويؤكد توقيت الاختبار استعداد بيونج يانج لإظهار قدراتها العسكرية المتقدمة كشكل من أشكال الردع.
وأشار محللون غربيون إلى الاختبار الصاروخى باعتباره تصعيدًا كبيرًا، مما يشير إلى أن موقف كوريا الشمالية الدفاعى أصبح أكثر عدوانية مع تماشيه بشكل أوثق مع الأجندة الجيوسياسية لروسيا. وقد أثارت هذه الخطوة إدانة من جانب المراقبين الدوليين، لأنها تزيد من المخاطر فى منطقة متقلبة بالفعل وتهدد بإثارة المزيد من العسكرة من جانب كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
إن التأثيرات المترتبة على هذا التحالف الناشئ تمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا وشبه الجزيرة الكورية. إن تشديد الروابط بين موسكو وكوريا الشمالية يأتى فى ظل تحالف أوسع نطاقًا بين روسيا وما يسمى "محور المقاومة" الإيراني، وهى شبكة غير رسمية من الجهات الفاعلة المناهضة للغرب بما فى ذلك الجماعات فى لبنان وقطاع غزة. وقد أدت التصريحات الأخيرة التى أدلى بها كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، والتى تشير إلى استعداد إيران للقدرات النووية، إلى تكثيف التدقيق الغربى فى تحالفات روسيا.
وفى محاولة لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة ٤٢٥ مليون دولار لأوكرانيا، والتى تشمل صواريخ اعتراضية دفاعية وذخائر أخرى تهدف إلى تعزيز الدفاعات الجوية والبرية لأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تعهد مسئولون دفاعيون أمريكيون بتقديم أصول إضافية إلى الشرق الأوسط، بما فى ذلك أنظمة الدفاع الصاروخى الباليستى وقاذفات بي-٥٢، مما يشير إلى نية واشنطن دعم حلفائها وسط عدم الاستقرار المتزايد.
ويشير الخبراء إلى أن هذه العلاقة الثلاثية المكثفة بين كوريا الشمالية وروسيا وإيران لديها القدرة على تحويل ديناميكيات القوة على مستوى العالم، حيث تسعى روسيا إلى الحصول على الدعم خارج حلفائها التقليديين لمواجهة العقوبات الغربية وتعزيز جهودها الحربية فى أوكرانيا. ويشير المحللون إلى أن هذه التحالفات قد تشجع الدول الأخرى ذات المواقف العدائية تجاه الغرب، مما يشكل تحديًا لنفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى عبر مناطق متعددة.

عصر جديد من التحالفات الاستراتيجية؟

إن التعاون الوثيق بين كوريا الشمالية وروسيا يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الأمن العالمي، وخاصة مع مواجهة كل من البلدين للعزلة عن المجتمع الدولي. ومع نشر كوريا الشمالية لقواتها لمساعدة الأهداف العسكرية الروسية، ومناقشة القدرات النووية علنًا من قبل المسئولين الكوريين الشماليين والإيرانيين، فإن المخاطر أعلى من أى وقت مضى. ويبقى السؤال ما إذا كانت القوى الغربية ستعيد ضبط استراتيجياتها استجابة لهذا التعاون المتصاعد بين بعض أكثر الأنظمة إثارة للجدل فى العالم.
ومع تعمق هذه الشراكة، يحذر المحللون من العواقب البعيدة المدى التى قد تترتب على الاستقرار فى أوروبا وشرق آسيا والشرق الأوسط، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى استجابات استراتيجية تعالج الأبعاد العسكرية والدبلوماسية لهذا التحالف الناشئ. ويراقب العالم عن كثب كيف تتحدى هذه التحالفات النظام القائم، وهو ما يشير إلى أن التداعيات قد تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس كوريا الجنوبية: لا نستبعد إرسال أسلحة إلى أوكرانيا
  • كوريا الجنوبية: لا نستبعد إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا
  • كوريا الجنوبية تلمّح إلى تسليح أوكرانيا بشكل مباشر
  • رئيس كوريا الجنوبية: اتفقت مع ترامب على الاجتماع قريبا
  • اتهامات وتحالفات.. كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بالتخطيط لهجوم نووي مع كوريا الجنوبية
  • أول تعليق من كوريا الجنوبية بعد فوز ترامب.. مخاوف من طريقة التعامل مع كوريا الشمالية
  • كوريا الجنوبية تغرم شركة ميتا 15 مليون دولار بسبب جمع معلومات غير قانونية عن مستخدمي فيسبوك
  • كوريا الجنوبية: كوريا الشمالية تطلق عدة صواريخ
  • أميركا توقع اتفاقاً نووياً مع كوريا الجنوبية
  • واشنطن تعلن عن اتفاق نووي مع كوريا الجنوبية