أكد الدكتور محمد عبد الرحمن، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن عددًا من الفقهاء أجازوا دفع الزكاة لغير المسلمين إذا كانوا من المستحقين لمصارف الزكاة، كالفقير والمسكين، وذلك استنادًا إلى العموم في آية مصارف الزكاة، التي لم تفرق بين المسلمين وغيرهم. 

وأشار الدكتور محمد عبد الرحمن، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إلى أن الإمام الرازي في تفسيره أكد هذا المفهوم بقوله إن "عموم قوله للفقراء والمساكين يتناول الكافر والمسلم"، بل إن بعض الفقهاء نصّوا على بطلان تخصيص الفقراء والمساكين بالمسلمين فقط، ومنهم العلامة الأسنوي الذي شدد على وجوب دفع الضرر عن أهل الذمة والمستأمنين بالستر والإطعام كما يجب للمسلم.

 

وأضاف أن هذا الرأي هو المشهور عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتبناه عدد من التابعين، مثل محمد بن سيرين، والزهري، وجابر بن زيد، وإكرمة، وابن شبرمة، وكذلك الإمام زفر من أصحاب الإمام أبي حنيفة. 

وأوضح الدكتور عبد الرحمن أن هذا الاتجاه الفقهي يتماشى مع ما طبقته الدولة الإسلامية منذ نشأتها تحقيقًا للتعايش مع أصحاب الديانات الأخرى، مستشهدا بقول الإمام السرخسي في "المبسوط"، حيث روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى شيخًا من أهل الذمة يسأل، فقال: "ما أنصفنا، أخذنا منه في حال قوته ولم نرد عليه في حال ضعفه"، ثم فرض له من بيت المال. 

وشدد على أن دفع الزكاة للفقراء من الأقارب أولى من غيرهم، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "أرى أن تجعلها في الأقربين"، داعيًا إلى مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية في تحقيق التكافل والعدالة الاجتماعية.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا؟.. الإفتاء تجيبالأزهر يوضح أحكام زكاة الفطر ومتى تقبل؟ |تفاصيلآخر موعد لإخراج زكاة الفطر.. الإفتاء تحذر من هذا الوقتزكاة الفطر.. موعدها وأحكامها وقيمتها لهذا العام

وفي السياق ذاته، أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن زكاة الفطر فُرضت على كل مسلم، سواء كان حرًا أو عبدًا، ذكرًا أو أنثى، مستشهدًا بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى، وأمر بها أن تُخرج قبل خروج الناس إلى الصلاة".

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن جمهور الفقهاء حددوا آخر وقت إخراج زكاة الفطر مع بداية صلاة العيد، أما بدايتها فيجوز إخراجها من أول يوم في رمضان، كما قال الإمام النووي، لأن سبب وجوبها هو الصيام، ومن الأفضل تعجيلها حتى يتمكن الفقراء من تلبية احتياجاتهم قبل العيد، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم". 

وبخصوص قيمتها لهذا العام، أوضح الشيخ محمد كمال أن دار الإفتاء المصرية حددت الحد الأدنى لـ زكاة الفطر بـ 35 جنيهًا للفرد، لكن من أراد أن يُخرج أكثر فله الأجر والثواب، قائلًا: "لو حد عاوز يطلع 100 أو 1000 جنيه عن كل فرد فليفعل، فهو يتاجر مع الله وليس مع البشر". 

وأضاف أن هذا المبلغ حُسب على أساس قيمة القمح، باعتباره الطعام الأساسي لغالبية الناس، مشددًا على أن زكاة الفطر واجبة على من يملك الحد الأدنى، أما من لا يستطيع دفعها بالكامل فقد سقطت عنه شرعًا. 

وتابع: "بادروا بإخراج زكاة الفطر من الآن، ولا تؤخروها لليلة العيد حتى يتمكن الفقير من شراء احتياجاته في وقت مناسب، ولكم بذلك الأجر والثواب عند الله".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور محمد عبد الرحمن الأزهر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الزكاة دفع الزكاة المزيد زکاة الفطر

إقرأ أيضاً:

هل يجوز صيام يوم أو اثنين فقط من الأيام البيض.. ماذا يقول الفقهاء؟

مع دخول شهر شوال وانقضاء شهر رمضان، يتجدد اهتمام الكثيرين بصيام الأيام البيض، ويتساءل البعض عن حكم صيام يوم أو يومين فقط من هذه الأيام، وهل يُعد ذلك مشروعًا أم لا.

دار الإفتاء المصرية أوضحت أن صيام يوم أو يومين فقط من الأيام البيض جائز، وهو من الأعمال الصالحة المستحبة في الإسلام. 

ورغم أن بعض الفقهاء يرون الأفضلية في صيام الأيام الثلاثة كاملة – وهي أيام 13 و14 و15 من كل شهر هجري – فإنهم لا يرون مانعًا شرعيًا من صيام يوم أو يومين منها فقط.

وأكدت الإفتاء أن صيام الأيام البيض سُنّة نبوية، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يواظب عليها ويوصي بها، لما فيها من فضل وثواب كبير. فهي من العبادات التي يحبها الله عز وجل، ويُرجى لمن يصومها مغفرة الذنوب ومضاعفة الأجر.

صيام الستة البيض من شهر شوال مكروه في هذه الحالة.. فانتبهفضل وثواب صيام الست من شوال.. الإفتاء توضح

وأشارت إلى أن الخلاف بين العلماء لا يعني تحريم صيام يوم أو يومين، بل هو اختلاف في الأفضلية، حيث يُفضل البعض صيام الثلاثة أيام كاملة، بينما يرى آخرون أن من صام يومًا أو يومين فقد نال أجرًا كبيرًا، واتبع سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ولو جزئيًا.

كما استشهدت دار الإفتاء بعدة أحاديث نبوية تؤكد فضل هذه الأيام، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول شعبان فلا تصوموا حتى يعدل الهلال، وإذا كان ثلاث عشرة فصوموا" – رواه البخاري ومسلم. 

كذلك حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانت الليالي البيض، وصلى العشاء، فليوفك الصائم، ولينته عن الخطيئة" – رواه الترمذي وابن ماجه.

في النهايةقال جمهور العلماء ، أن صيام يوم أو يومين من الأيام البيض أمر مستحب وجائز شرعًا، ولا حرج فيه، وإن كان الأفضل صيام الثلاثة أيام كاملة لمن استطاع.

مقالات مشابهة

  • حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يكثرون من الإساءة إلي ولأسرتي؟.. الأزهر يجيب
  • فضل الصلاة في الصف الأول.. الإفتاء تكشف ثوابها
  • هل المال المدخر للزواج وشراء مسكن الزوجية عليه زكاة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان؟.. الأزهر يجيب
  • هل يجوز اللعب وتصفح الموبايل أثناء قراءة الأذكار؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز تأخيره؟ موعد توزيع ميراث المتوفي بعد دفنه
  • هل يجوز الدعاء لشخص معين باسمه خلال السجود بالصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز صيام الأيام البيض متفرقة؟.. أمين الفتوى يوضح
  • ما حكم من حلف بالله كذبًا على أمر فعله أنه لم يفعله؟.. الأزهر يجيب
  • هل يجوز صيام يوم أو اثنين فقط من الأيام البيض.. ماذا يقول الفقهاء؟