شبكة اخبار العراق:
2024-09-17@10:30:48 GMT

صداقة الأمكنة تودعنا إلى غير رجعة

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

صداقة الأمكنة تودعنا إلى غير رجعة

آخر تحديث: 24 غشت 2023 - 12:39 مغفران حداد

لم يكن المكان يوما مجرد تضاريس وحجارة وجغرافيا، بل هو أحد مكونات وأركان الوجود في هذا العالم، ويتشكّل وجوده بحضور الزمن والشخصيات، وفي أحيانٍ كثيرة يتعلق الإنسان بالمكان ارتباطاً وجودياً وفلسفياً يصعب تفسيره، وفاة معظم المكتبات في بيروت مثل مكتبة (واي ان) التي تحولت إلى متجر لبيع الأحذية، وقبلها أقفلت مكتبة (البرج) و(خياط) في وسط بيروت ومكتبه (راس بيروت)،وتحولت مكتبة (النهار) قرب مصرف لبنان في الحمرا إلى نوع من الذكرى تبيع ما تبقى من كتب في المستودعات، وأقفلت مكتبة (ناشرون) في مبنى ريبيز ومكتبة (النجمة) في شارع المقدسي، هكذا حال الأمكنة الثقافية في بيروت، سائرة نحو التأزم وباتت في طريق الانقراض، فمنذ الأزمة الاقتصادية في عام 2019 وأمكنة المثقفين وعشاق الكتب تحولت إلى محال تجارية ولم يعد باستطاعة الكثير من دور النشر عرض كتبها.

قبل أيام قليلة أعلن إغلاق مقهى زرياب في دمشق القديمة وخيّم الحزن على مرتاديه ومحبي المقهى بعد إعلان صاحب المقهى (برنار جمعة) في أسطر رثاء عبر صفحة المقهى الرسمية جاء فيه: ( بعد 13 سنة من الذكريات والمشاعر المختلفة التي حاول زرياب أن يحتضنها ويقدمها كمساحة حملت الكثير من النجاحات والخيبات ولأن لكل رحلة نقطة نهاية نحو بداية أفضل، نأسف بأن نبلغكم أن يوم الأحد 27 من عام 2023 سيكون اليوم الأخير لمقهى زرياب على أمل اللقاء في رحلة جديدة ووقت قادم) .من لم يدخل مقهى زرياب يظن أن مشاعر الحزن والفراق إزاء جدران صماء بكماء وطاولات قدمت عليها وجبات مطبوخة منزلية كل يوم، فيها شيء من المبالغة، ولكن التعلق بالمكان لا يأتي من فراغ، كل سائح زار دمشق لأول مرة، يحثه أصدقائه على ارتياد مقهى زرياب. بعد مشاوير كثيرة وعناء يوم طويل، تكون لديك رغبة جامحة بارتشاف أكثر من فنجان قهوة وتدخن بشراهة، يلفت حواسك ليس فقط طعم المأكولات الدمشقية، بل كيف أن الكتابة لدى المثقفين تنبثق من الكراسي وسقف الخشب والحجارة البيضاء الناتئة، رفوف هنا وهناك تلقي عليك التحية لتقترب منها، كاميرات قديمة، فوانيس ملونة وشرائط كاسيت لمطربين يعود صنعها للزمن الجميل الذي انتهى قبل عقود، وأعواد موسيقى قديمة تعزف لكَ ألحاناً طربية، وكتب قيّمة ضمن رف حجري داخل أحد الجدران تجذبك كالمغناطيس لتتصفحها، عشق المرء للمكان ليس ما يلمسه ويعيشه في الواقع، بل يتعلق حتى بالأمكنة التي يقرأها في رواية، فالروائي هو من يرسم ويصنع في كتاباته مدناً وأمكنة من خياله ليقدمها للقارئ في سطور بعيدة عن الواقع يتعلق بها ويشد الرحال معها.ماذا نفعل اليوم في صداقة الأمكنة التي تودعنا إلى غير رجعه، خبر إغلاق مقهى زرياب في دمشق، جعل  مشاعرنا خليطا بين الألم والغربة والحنين، هي ذاتها التي اجتاحتني عندما سمعت بخبر إغلاق مقهى (الويمبي)، إنها ليست أسماء عادية يا سادة، إنها جزء من ذاكرة دمشق وبيروت الثقافية السياحية السياسية، إنها جزء من كيانك، من ذكرياتك، لقاءاتك بصداقات تبقى في الوجدان، المسألة ليست فراق الحجر وليست نوستالجيا حالمة مفصولة عن الواقع الاقتصادي المنهار، دمشق وبيروت تتشاركان في الكثير من الهموم اليوم، فهل علينا نسيان ذكرياتنا في مقهى زرياب ونبدأ في نسج ذكريات جديدة مع مقهى جديد لو زرنا دمشق في المرة المقبلة، وربما ستتغير ملامح المكان ونفتش على جميع الأزقة المؤدية إليه ولا نجدها، مثل حال مكتبة (نوبل السورية) الواقعة مقابل فندق الشام وسط العاصمة دمشق، هذه المكتبة التي ولدت في سبعينيات القرن الماضي وكانت معلماً ثقافياً ولها فضل على ملايين الناس الذين اقتنوا من كتبها، التي زادت من جمالية بيوتهم ومن معرفتهم ومعرفة أولادهم بعدهم، لكن ملامح المكان تغيرت وأضيفت إلى سلسلة من المكتبات الشهيرة التي أغلقت في دمشق مثل مكتبة (ميسلون) المجاورة لمكتبه نوبل ومكتبة (اليقظة) عند مقهى الكمال التي تحولت إلى محل لبيع الأحذية أو مكتبة (الذهبي) التي تحولت لمحل شعبي لبيع سندويشات الفلافل، مكتباتنا العربية رويدا رويدا تتحول من قِبلة للكتّاب والناشرين إلى معقل للنراجيل، ومقاهينا العريقة التي كانت مكاناً أثرياً وتراثياً وملتقى للمغتربين العرب والأجانب تتحول إلى مكان مهجور مغلق لا حياة فيه.في أيام الحرب العالمية الثانية أصدرت الحكومة البريطانية تعليمات بضرورة إبقاء جميع المسارح والسينمات والمكتبات والمقاهي مفتوحة أمام الناس لكي يحافظ الشعب اللندني، على توازنه النفسي والفكري في ظل تساقط القنابل الألمانية اليومية عليهم، واليوم في ظل الحرب الاقتصادية والإقليمية والوضع الأمني الهش في بعض عواصمنا العربية، هل من أحد مهتم بالحفاظ على توازننا النفسي والفكري؟.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

تحتوي على الكثير من الماء.. فوائد الكوسة الصغيرة لجسم الإنسان

أفاد باحثون من الولايات المتحدة أنهم تمكنوا من تحديد فوائد الكوسة الصغيرة لجسم الإنسان.

 

ولقد ثبت أن هذه المنتجات يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على عمل جسم الإنسان بأكمله وفي السابق، لم يفترض الباحثون أن هذه الخضار يمكن أن تكون مفيدة جدا.

 

ويختار الكثير من الناس الربيع، عندما يكون موسم الفيتامينات والخضروات والفواكه ولا يتوقفون عن اختيارهم لهذا المنتج، ولكن في هذه الأثناء، يفعلون ذلك عبثا وتحتوي هذه الخضروات على 24 سعرة حرارية فقط، أي أنها غذائية ومفيدة لأولئك الذين يشاهدون شكلهم، ولكن هذه ليست كل مؤشرات قيمتها للجسم.

 

وفقا للعلماء، فإن 95٪ من الكوسة تتكون من الماء، والباقي مخصص للبروتينات والكربوهيدرات وهذه عناصر مهمة لعمل جسم الإنسان ويمتصها الجسم أيضا وتزيل السموم جنبا إلى جنب مع السوائل الزائدة والكوليسترول.

 

وميزة الكوسة هي أنه على الرغم من الكمية الكبيرة من السوائل في تكوينها، فإنها يمكن أن تشبع الشخص بسرعة وتحتوي على الحد الأدنى من الدهون، وهو مثالي لأولئك الذين يحبون إنقاص الوزن.

 

ويقول العلماء إن كل هذا مؤشر على أنه يجب استهلاك الكوسة بانتظام، ومن المهم أيضا إعطائها للأطفال، لأنها مفيدة أيضا للجسم المتنامي.

 

وتحتوي الخضروات الصغيرة على فيتامين ج، الذي يقوي المناعة، وأشار أيضا إلى فوائدها للأطفال الصغار بسبب نقص الحساسية وتحت الضغط، سيكون هذا المنتج أيضا لا غنى عنه وسيساعد الجسم على التعامل بشكل أفضل مع المرض.

مقالات مشابهة

  • تحتوي على الكثير من الماء.. فوائد الكوسة الصغيرة لجسم الإنسان
  • ويجز وأسماء جلال.. صداقة أم أكثر؟
  • عمار بن حميد: الإمارات والصين ترتبطان بعلاقات صداقة تاريخية
  • لماذا تحولت التحقيقات حول محاولة اغتيال ترامب إلى قضية دولية؟
  • محمد آدم: أملنا كبير في تحقيق الانتصار الأعظم ودحر “الجنجويد” بلا رجعة
  • الحوثيون: صاروخنا وصل إلى إسرائيل والمستقبل يخفي الكثير
  • في إطار الجهود للحفاظ على الإرث المعماري.. ترميم وإعادة تأهيل بيت الكُتاب في جدة التاريخية
  • فيديو لوزير في بيروت يتبلّل بـالعسل .. شاهدوه!
  • الإعلامية مها منصور: أرفض الصداقة بين الجنسين قطعيا في أي مجال..فيديو
  • ناهد رشدي تتصدر قائمة نجوم رحلوا في يوم ميلادهم.. فرحة تحولت إلى ذكرى حزينة