ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
د. أحمد بن علي العمري
لقد أصبحت الكتابة مُيسَّرة ومتاحة للجميع وكذلك تسهلت عمليات النشر؛ فالكل يكتب والكل ينشر، والآخرون يصورون فيديوهات ويحكون سيناريوهات، وهناك من يكتب المقال وهناك من يكتب حتى الكتاب ومن يُبدي رأيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا إضافة لمن يحاضر ويقيم المؤتمرات والندوات عبر العالم سواء كان ذلك حضوريًا أو عبر الاتصال الإلكتروني، ويكاد أن يتساوى المُلقون والمُتلقِّين؛ فالجميع يشارك كلا حسب مستواه ومقدرته وإمكانياته المتعلم وغير المتعلم والكبير والصغير والذكر والأنثى.
وقد بلغ السيل الزبى عند بعض الكتاب دون التحقق من المفيد والغث والسمين والهزيل والجيد والضعيف، وكل له متابعيه ومحبيه ومعجبيه وحتى المدافعين عنه.
لكن ماذا عن الفكرة والمضمون والمحتوى وهذا هو الجوهر ولب الموضوع وبيت القصيد؛ فجودة الكتابة أهم بكثير من نشرها؛ حيث إنَّ المحتوى الأساسي كالفكرة والأسلوب والعمق هو المرتكز بينما الشكل كالتوزيع والمنصات والتسويق تبقى أمورًا ثانوية.
ومن الضروري التأكيد على الأولوية؛ إذ إن الكتابة القوية هي العمود الفقري لأي عمل أدبي أو فكري وبدونها يفتقد الموضوع تأثيره بغض النظر عن قنوات النشر.
وفي هذا العصر الرقمي أو ما يسمى بعصر الذكاء الاصطناعي، يمكن لاستراتيجيات النشر توسيع وتسريع الوصول لكنها لا تعوض عن ضعف المحتوى، ومثال على ذلك منشورات التواصل الاجتماعي الفيروسية التي تفتقر إلى العمق تختفي بسرعة من كل منصة؛ سواءً كانت كتباً أو مدونات أو مقالات أو حتى تغريدات تتطلب أسلوبًا مختلفًا لكن الجوهر يجب أن يبقى أصيلا وقويًا.
في السياق العربي؛ حيث البلاغة والأدب لهما مكانة عالية، ويتضح التركيز على جودة الكتابة أكثر إلحاحًا لأن الكتابة القوية تحترم القارئ وتترك أثرا طويل الأمد.
مثال على ذلك "ألف ليلة وليلة" بقيت آثارها إلى يومنا هذا، رغم تغير طرق النشر عبر القرون. وفي عصرنا هذا كتاب ناجحون على المنصات مثل مدونة أو (Medium) يعتمدون عمق الأفكار أكثر من الترويج، وعليه فإن النتيجة الحتمية والمؤكدة تقول: المحتوى أولًا ثم النشر.
ولهذا فإنني أوصي نفسي وأوصي الجميع أن نستثمر الوقت في تطوير الحرفة الأدبية وأن نستخدم أدوات النشر كوسيلة لا كغاية؛ لأن الكتابة الحقة هي الأساس الذي تبنى عليه جميع أشكال النشر مهما تطورت المنصات.
إن التأثير الحقيقي يظل نابعًا من قدرة الكلمات على لمس العقل والقلب معًا والنشر الذكي يوسع دائرة الوصول لكنه لا يخلق المعنى من العدم. لهذا اجعل دائمًا قلمك صادقًا وسوف تجد طريقك إلى القارئ، حتى لو بدأت من زاوية صغيرة في هذا العالم المترامي الأطراف.
وفي كل الأحوال يجب المراعاة والتقيد والالتزام بالخطوط الحمر أكانت دينية أو وطنية أو اجتماعية.
ولكل ما سبق نؤكد أنه: ليس المهم كيف تنشر؛ بل المهم كيف تكتب؟
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها. وكل عام والجميع بألف خيرٍ ومسرة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: من حق الزوجة الخروج للعمل إذا رفض زوجها.. ولكن بشروط
حددت دار الإفتاء المصرية حالات بشأن عمل المرأة بغير إذن زوجها، وهي كالآتي: إذا ارتضى الزوج بعمل زوجته قبل الزواج فعليه السماح لها بالعمل كما تشاء وليس من حقه مخالفة الشرط.
وقالت دار الإفتاء إنه إذا كان عمل المرأة متقدما على عقد الزواج، أي أنها كانت تعمل قبل الزواج، فلا بد أن تلزم عملها، وإن رفض الزوج ذلك، ولها أن تتحمل ما يترتب على ذلك من الخروج إلى العمل بغير إذنه.
وتابعت: “وإذا أرادت الزوجة أن تعمل بعد الزواج، ولم يكن هناك شرط قبل الزواج، فلا يجوز لها أن تخرج إلى العمل بدون إذن الزوج، ويجب عليها الامتثال لأمر زوجها، وإن رفضت تعتبر ناشزا وتسقط حقها في النفقة وكانت آثمة أيضا”.
وأضافت الإفتاء أنه لا بد من موافقة العمل لأحكام الشريعة وعدم الخروج عنها أو مخالفتها سواء كان للرجل أو المرأة.
هل من حق الزوج إجبار الزوجة على ترك العمل؟ سؤال ورد لدار الإفتاء.
وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن مثل هذه الأمور تحل بالتفاهم بين الزوج والزوجة ولن يحلها البحث عن الحكم الشرعي لأن الأصل فيها التفاهم بينهما.
وأضاف ممدوح، خلال رده على سؤال “هل من حق الزوج إجبار الزوجة على ترك العمل؟” عبر فيديو على موقع “يوتيوب”، أنه من الناحية الشرعية يحق للزوج أن يمنع زوجته عن العمل في حال أنه يكفى أهل بيته ولا يمنع عنهم المال، وعلى الزوجة طاعة زوجها حتى يستقر بيتها.
واستكمل قائلا إنه على المرأة أولا أن تستخدم ذكاءها في حل هذه المشكلة في أن تختار التوقيت المناسب للحديث، وأن تحاول إقناع الزوج باللين وبالتفاهم والود، فإن فشلت تلجأ لدار الإفتاء.
حكم عمل المراة كداعية على الإنترنت
يتخوف الكثيرون من طبيعة عمل المرأة كداعية، وذلك بسبب احتكاكها بالرجال في المجتمع وتعرضها لبعض المواقف أو الأسئلة التى قد تسبب لها الحرج.
وردت دار الإفتاء على سؤال “حكم عمل المرأة كداعية على النت” .
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، خلال رده على سؤال “ ما حكم عمل المراة كداعية على الإنترنت؟”، عبر البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع “فيس بوك”، إنه لا مانع ما دامت تتحدث فى أمور منضبطة ومعلومات صحيحة.
المساواة بين الرجل والمرأة
أجمع المسلمون على أن المرأة والرجل سواء في التكليف أمام الله، في الثواب والعقاب، وذلك لأنهم آمنوا بكلام ربهم، حيث قال تعالى: «مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ» وقد أكد النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- على ذلك المعنى حيث أوصى بالنساء فقال: «استوصوا بالنساء خيرًا » وفي بيان المساواة بينهما في أصل العبودية والتكاليف الشرعية قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن النساء شقائق الرجال».
ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يفضل الذكر على الأنثى -كما كانت عادة العرب- في التربية والعناية، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده يعني الذكور عليها أدخله الله الجنة».