10 قواعد لاستخدام "Chat GPT" بفعالية
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
د. عمرو عبد العظيم
أصبح تطبيق Chat GPT أداة قوية يمكن الاعتماد عليها في مجالات متعددة مثل التعليم والبحث، وإدارة الأعمال، ولكن تحقيق أفضل النتائج يتطلب معرفة كيفية التعامل معه بذكاء، فالكثير من المستخدمين يقعون في أخطاء شائعة تقلل من فعالية استخدامهم لهذه التقنية المتطورة، وفي هذا المقال، سنتعرف على 10 قواعد أساسية تساعدك على الاستفادة القصوى من Chat GPT، مع تصحيح بعض الأخطاء التي قد تؤدي إلى الحصول على إجابات غير دقيقة أو غير مفيدة.
أولًا: وضوح ودقة الأسئلة هو المفتاح للحصول على إجابة جيدة، فكلما كان السؤال عامًا ومبهمًا، كانت الإجابة غير دقيقة أو بعيدة عن المطلوب، مثلًا، إذا كنت تحتاج إلى بحث عن التعليم، لا تطلب "اكتب لي بحثًا عن التعليم"، بل حدد التفاصيل، مثل "اكتب لي بحثًا من 1000 كلمة حول تأثير التكنولوجيا على التعليم، مع مقدمة وخاتمة"، فالتحديد يساعد الذكاء الاصطناعي على تقديم إجابة أكثر دقة وتناسقًا.
ثانيًا: تقسيم الطلبات الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يساعد في تحسين جودة الإجابات، وبدلًا من أن تطلب تقريرًا شاملًا دفعة واحدة، يمكنك تقسيمه إلى أقسام محددة، مثل "أنشئ لي تقريرًا ماليًا شهريًا يتضمن الإيرادات والمصروفات وتحليل الأداء"، وهذا النهج يضمن الحصول على إجابات أكثر تنظيمًا ووضوحًا.
ثالثًا: توفير السياق المناسب يعزز من دقة الإجابات، وإذا سألت سؤالًا عامًا مثل "كيف أستخدم الذكاء الاصطناعي؟"، فقد تحصل على إجابة عامة جدًا، ولكن عند إضافة سياق محدد، مثل "كيف يمكن للمدارس استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الإدارة الأكاديمية؟"، فإن الإجابة ستكون أكثر صلة وملاءمة لاحتياجاتك.
رابعًا: طلب تحسين الإجابات أو إعادة صياغتها يضمن لك الحصول على أفضل نسخة ممكنة من المحتوى، فلا تتردد في طلب مراجعة وتحسين النصوص، مثل "راجع هذا النص لغويًا ونحويًا وأعد صياغته ليكون أكثر احترافية وسلاسة"، فهذا يساعدك في الحصول على محتوى أكثر دقة وجودة.
خامسًا: تجربة عدة صيغ للأسئلة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على جودة الإجابات، فإذا لم تحصل على إجابة مرضية من المحاولة الأولى، جرّب إعادة صياغة سؤالك بطريقة مختلفة، مثلًا، بدلًا من "ما هي أفضل التقنيات؟"، يمكنك أن تسأل "ما هي أفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تحليل بيانات الطلاب؟" فهذه الطريقة تسهل الحصول على إجابة أكثر تفصيلًا وتركيزًا.
سادسًا: مراجعة وتحرير النتائج ضرورية لضمان صحة ودقة المحتوى الذي تحصل عليه، فلا تأخذ الإجابة كما هي، بل راجعها، أضف لمساتك الخاصة، وتأكد من أنها تلبي احتياجاتك الفعلية، وإذا كنت بحاجة إلى ملخص لمقال، لا تقل فقط "لخص لي هذا المقال"، بل اطلب "لخص لي هذا المقال في 5 نقاط رئيسية مع إبراز الفكرة العامة والاستنتاجات"، فهذا يسهل تنظيم الإجابة وجعلها أكثر إفادة.
سابعًا: تجنب مشاركة المعلومات الحساسة؛ حيث إن الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن الاستشارات المهنية المتخصصة، ولا يجب الوثوق به في الأمور التي تتطلب سرية وأمانًا عاليين، وبدلًا من مشاركة بياناتك الشخصية أو تفاصيل حسابك البنكي، يمكنك طلب معلومات عامة حول "ما هي الخطوات الأساسية لحل مشكلات الحسابات البنكية؟"، مما يحمي خصوصيتك مع الاستفادة من المعلومات المفيدة.
ثامنًا: استخدامه كأداة مساعدة وليس بديلًا كاملًا هو مفهوم يجب أن يدركه كل مستخدم، ولا يجب الاعتماد على ChatGPT بشكل كامل؛ بل يجب استخدامه كأداة تعزز إنتاجيتك وتحسن أفكارك، فعلى سبيل المثال، بدلًا من أن تطلب "اكتب لي خطة عمل كاملة"، يمكنك طلب "ساعدني في وضع إطار لخطة عمل تشمل الأهداف والاستراتيجيات"، مما يسمح لك بالتحكم في المحتوى النهائي وصياغته بما يتناسب مع احتياجاتك.
تاسعًا: الاستفادة من الميزات المتقدمة مثل تحليل البيانات، إنشاء تقارير، وتقديم اقتراحات إبداعية يمكن أن يعزز من فعالية استخدامك لـChatGPT، وكلما كان طلبك أكثر تحديدًا، كانت الإجابة أكثر فائدة، وعلى سبيل المثال بدلًا من أن تقول "أعطني فكرة لمشروع"، يمكنك طلب "اقترح لي فكرة مشروع مدرسي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب"، فبهذه الطريقة، تحصل على إجابة مخصصة تناسب مجالك واحتياجاتك.
عاشرًا: التعلم المستمر وتحسين مهاراتك في استخدام Chat GPT يجعلك أكثر احترافية في التعامل معه، ومع مرور الوقت ستكتشف طرقًا أفضل لصياغة الأسئلة وتحليل الإجابات للوصول إلى المعلومات التي تحتاجها بسرعة وكفاءة، فالتجربة والتطوير المستمر هما مفتاح الاستفادة القصوى من هذه التقنية.
ومن هنا يمكننا القول إن استخدام Chat GPT بفاعلية لا يقتصر على طرح الأسئلة فقط، بل يتطلب اتباع أسلوب صحيح في الصياغة، تقديم المعلومات الكافية، والمراجعة الدقيقة للنتائج، فمن خلال تطبيق هذه القواعد العشرة، يمكنك الاستفادة القصوى من هذه الأداة، مما يجعل تجربتك أكثر إنتاجية وإبداعًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كتاب لم يكتبه أحد.. كيف خلق الذكاء الاصطناعي كاتبا وهميا؟
تبين أن مؤلف كتاب فلسفي نشر مؤخرا ليس موجودا في الواقع، حيث تولى الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع أحد المفكرين الإيطاليين خلق "الكاتب الوهمي" ونظريته الفلسفية المطروحة في الكتاب.
وبحسب تقرير نشر موقع "بي بي سي"، فإن الكتاب الذي حمل عنوان "الهيبنوقراطية: ترامب، ماسك وهندسة الواقع"، صدر في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي في إيطاليا.
وتم تقديم الكتاب على أنه من تأليف "فيلسوف ومنظّر في وسائل الإعلام" من هونغ كونغ يدعى جيانوي شون، ويعمل على "تأثير التقنيات الرقمية على الوعي الجمعي وتشكّل الذات المعاصرة".
غير أن الصحفية الإيطالية سابينا ميناردي، وبعد محاولات متعددة للتواصل مع شون لإجراء مقابلة، اكتشفت أن "الاسم لم يكن سوى اسم مستعار لعمل خلقه وحرّره المفكر الإيطالي أندريا كولاميديشي بالتعاون مع أداتين للذكاء الاصطناعي هما ‘تلون’ و’كلود’، في إطار مشروع فلسفي يهدف إلى كشف تأثير الذكاء الاصطناعي في إنتاج خطاب متلائم ومقنع".
يقدم الكتاب، الذي جذب اهتمام الصحافة الفكرية الأوروبية، نقدا للنظام العالمي من خلال شخصيتين مركزيتين هما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك.
ويطرح الكتاب فرضية مفادها أن "نظاما جديدا يبرز اليوم لا يُمارَس فيه التحكم من خلال قمع الحقيقة، بل من خلال تكاثر السرديات إلى درجة يصبح فيها وجود أي نقطة ثابتة أمرا مستحيلا".
ويطرح العمل رؤية فلسفية مفادها أن "الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه في الكابيتول لا يُمثل مجرد حدث سياسي أو انتصار لأيديولوجيا معينة، بل يُجسّد بشكل حاسم بروز نظام جديد للواقع، حيث تمارس فيه السلطة تأثيرها من خلال التلاعب المباشر بحالات الوعي الجماعي".
كما جاء في الكتاب أن “كل حدث، كل صورة، كل كلمة هي جزء من آلية لا تكتفي بتمثيل الواقع، بل تقوم باستبداله. فالمحاكاة لم تعد تقلد الواقع، بل تسبقه. إنها من تُشكّله (…) وهي لا تُقدّم نفسها كنظام سردي واحد، بل ككون من الاحتمالات".
المفارقة، بحسب تقرير "بي بي سي"، أن العمل الذي ينتقد "أشكالا جديدة من التلاعب"، اعتمد أسلوب خداع الجمهور عبر اختلاق مؤلف وهمي، وصور شخصية للكاتب الوهمي مولدة بالذكاء الاصطناعي.
تجدر الإشارة إلى أن قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، ينص على أن "عدم وسم النصوص أو الفيديوهات أو المقاطع الصوتية المُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي يشكل انتهاكا جسيما"، وهو ما لم يتم الالتزام به في حالة هذا الكتاب. ولم يُعرف بعد ما إذا كان كولاميديشي سيخضع للمساءلة القانونية.
وبعد الكشف عن حقيقة المؤلف، أُضيفت فقرة توضيحية على الموقع الإلكتروني الخاص بالعمل، جاء فيها: "بعدما عرف الناس أن شون ليس شخصا حقيقيا بل نتيجة تعاون بين إنسان وذكاء اصطناعي، لم ينتهِ المشروع، بل دخل في مرحلة جديدة".
وأضافت الفقرة أن "هذه المرحلة تُظهر أن شون هو مثال على طريقة تفكير جديدة، لا تأتي فقط من عقل بشري واحد، بل من تعاون بين البشر والآلات. شون أصبح اليوم وسيلة لاختبار أفكار وأساليب جديدة في الفلسفة، ويساعدنا على فهم كيف يمكن أن نُنتج أفكاراً مختلفة عندما نعمل معاً - بشراً وآلاتٍ ـ بدلاً من الاعتماد فقط على كاتب واحد أو عقل فردي".