عادة ما نتفاجأ خلال فترات الأعياد بزيادة جرائم السرقة، حيث تزداد بشكل ملحوظ خاصة عندما تتزامن مع إجازات طويلة تمتد لأسبوع أو أكثر، وفي السنوات الأخيرة، شهدت هذه الجرائم تزايدًا ملحوظًا، خصوصًا بعد مغادرة العديد من المواطنين لمنازلهم لقضاء الإجازة في مسقط رأسهم، وعند عودتهم، يكتشفون أن منازلهم قد تعرضت للسرقة، مما يسبب لهم خسائر مادية جسيمة، وتتعزز هذه الزيادة في الجرائم بسبب حركة التنقلات الكبيرة للأسر والأفراد، والغياب عن المنازل لفترات طويلة، مما يتيح الفرصة أمام مرتكبي السرقات للاستفادة من هذه الظروف.
وبحسب ما كشفه الادعاء العام مطلع هذا العام، فقد سجّلت سلطنة عُمان زيادة بنسبة 22.5% في عدد القضايا لعام 2024 مقارنة بعام 2023م، حيث بلغ إجمالي القضايا 46.359 قضية، منها 4.002 قضية تتعلق بالسرقة وابتزاز الأموال.
وتعكس هذه الأرقام زيادة ملحوظة في جرائم السرقة، مما يبرز هذا النوع من الجرائم كأحد التحديات الأمنية الأبرز التي تواجه الأفراد والعائلات، خاصة خلال فترة الأعياد، حيث تزداد المخاطر مع تزايد الإجازات وحركة التنقلات الكبيرة.
ورغم الجهود الحثيثة التي تبذلها شرطة عُمان السلطانية لمكافحة هذه الجرائم، فإن الأرقام تشير إلى تصاعد في حجم القضايا الواردة من مختلف المناطق، ففي عام 2024، وردت 32.856 قضية من شرطة عُمان السلطانية، مما يعكس حجم التحدي الأمني المتزايد، كما أن ارتفاع نسبة القوى العاملة السائبة التي تشكل 46.8% من إجمالي المتهمين في القضايا الجنائية، يزيد من تعقيد الوضع الأمني، مما يعكس الحاجة الملحة لتكثيف الجهود والرقابة على هذه الفئة للحد من تفشي الجرائم.
ومع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك نؤكد على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية لحماية المنازل من السرقات والمخاطر المحتملة، وننصح بتأمين المنازل بشكل محكم من خلال إغلاق النوافذ والأبواب بإحكام، وتركيب كاميرات مراقبة لتأمين المراقبة المستمرة، بالإضافة إلى تفعيل صفارات الإنذار، كما يُفضل إغلاق أسطوانات الغاز وصنابير المياه لضمان عدم حدوث أي خطر قد يعكر صفو العيد.
ونوجّه نداءنا بشكلٍ خاصٍ إلى قاطني محافظة مسقط، حيث تشير الإحصائيات الصادرة عن الادعاء العام إلى أن المحافظة تسجّل أكبر عدد من القضايا، حيث بلغ عددها 20.852 قضية، تليها محافظة شمال الباطنة بـ7.500 قضية، وهذا يبرز الحاجة الملحة لتكثيف الإجراءات الأمنية في هذه المناطق، التي تعد الأكثر تعرضًا للسرقات؛ لضمان سلامة المنازل وحماية الممتلكات.
فضلًا عن ذلك، تكشف الإحصائيات عن تزايد الجرائم المرتبطة بقانون العمل، والشيكات، والاحتيال، التي أصبحت تهدد المجتمع العُماني بشكل عام، وهذا مما يؤكد حجم التحديات الأمنية في سلطنة عُمان التي لا تقتصر على السرقات فحسب، بل تمتد لتشمل مجموعة واسعة من الجرائم الأخرى التي تؤثر سلبًا على استقرار المجتمع وأمنه.
إن استمرار ارتفاع أعداد جرائم السرقة، خاصة خلال فترات الإجازات، يستدعي ضرورة تعزيز التعاون بين المواطنين والسلطات الأمنية، ويُعد العمل المشترك بين الجميع هو السبيل الأمثل للحد من هذه الجرائم ومنع تفاقمها، وضمان سلامة المجتمع واستقراره.
نرجو لكم عيد فطر مباركًا، مليئًا بالفرح والسرور، بعيدًا عن أي قلق أو مشاكل.
وكل عام والجميع بخير.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الإعلام الحكومي بغزة: نطالب بفتح المعابر بشكل عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب
أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الأحد، أن التنقل في قطاع غزة أصبح «شبه مستحيل»، في حين تواصل إسرائيل منع إدخال غاز الطهي والوقود للقطاع، ما تسبب في توقف عمل المخابز والمرافق الحيوية.
وقال المكتب الإعلامي في بيان، إن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لوقف «الجرائم» الإسرائيلية، وضرورة فتح المعابر بشكل عاجل، لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب.
وقال البيان: «إننا أمام كارثة إنسانية مركبة، تتصاعد خطورتها مع استمرار هذا الحصار الخانق، وسط صمت دولي وعربي مخزٍ، يُشجع الاحتلال على المضي قدماً في سياساته الإجرامية دون رادع».
وبعد هدوء نسبي في غزة على مدى أسابيع، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير، تعثرت محاولات الاتفاق على تمديد وقف القتال، واستأنفت إسرائيل غاراتها الجوية، ونشرت قوات برية في مناطق متفرقة من القطاع.
الاحتلال يقصف خان يونسوأفاد تلفزيون «فلسطين»، اليوم، بأن الغارات الإسرائيلية على خان يونس ورفح أسفرت عن مقتل 23 شخصاً خلال الساعات الأخيرة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن «جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني» أعلنت، اليوم، إصابة عدد من مسعفي الجمعية برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال محاصرتهم في رفح جنوب قطاع غزة.
وأوضحت الجمعية في بيان: «القوات الإسرائيلية حاصرت عدداً من مركبات إسعاف الجمعية في أثناء تغطيتها لاستهداف منطقة الحشاشين في رفح».
مراحل الهدنةوأسهم اتفاق وقف إطلاق النار في تحقيق هدوء نسبي، والإفراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، ودخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع، وامتدَّت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار 6 أسابيع، تمَّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم 8 جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.
ولا يزال 58 رهينة من أصل 251 خُطفوا خلال هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر 2023 محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا.
وأدَّت الحرب في غزة إلى مقتل 49 ألف شخص على الأقل، معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدُّها الأمم المتحدة موثوقة.
اقرأ أيضاًحماس تستنكر دعوة وزير مالية الاحتلال لتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية
بعد استشهاده.. من هو القيادي السياسي في حركة حماس «صلاح البردويل»؟
عاجل| حماس تقصف تل أبيب بصاروخ من طراز «M90»