جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-25@22:54:19 GMT

الثأر لدماء شهداء غزة

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

الثأر لدماء شهداء غزة

 

 

راشد بن حميد الراشدي

 

الدم سيعود أثره ولو بعد حين، ودماء غزة لن تذهب هدرًا وسدى، وستعود بالويلات على كل ظالم في عالمنا الصامت تحت طغيان بعض الأمم وفجورها.

ما يحدث في غزة منذ عام ونصف العام لن يمر مرور السلام تحت محكمة العدل الإلهية العادلة بل سيعود مقتصًا من جميع طواغيت هذا الزمان ومن شايعهم عن كل قطرة دم سالت من كل بريء يُطالب بأرضه وحريته محتسبا حياته لله في مشهد لم يشهده العالم ولم تعرفه البشرية من قبل وتحت ذرائع واهية الكل يعلمها ويصمت حيالها، ولكن المشهد الحقيقي اليوم هو طغيان الأمم الظالمة على بعضها البعض وصمت الخائنين المتخاذلين الذين يجارون الأحداث وفساد الأمر خوفا وطمعا  إرضاءً لطاغية توعدهم بجحيم قادم فألجم أفواههم وأخرس ألسنتهم وقيد حريتهم عن قول حقيقة ساطعة كشمس الظهيرة.

شعبًا يباد عن بكرة أبيه حكم عليه بالإعدام من سفاح أشر ودول كافرة ليس فيها خير لمُسلم تعاونت على إخوة في الله فما كان نصيبهم منَّا إلى الصمت المطبق وحتى الصراخ والعويل والاحتجاج والإعلان عن موقفنا كأمم مُسلمة واتخاذ إجراءات تردع الظالم عن ظلمه لم نرها سوى من دول لا يصل عددها إلى أصابع يد واحدة؛ بل رأينا عكس ذلك من يشجع الظالم في السير على نهجه وحصد الصغير والعاجز والشيخ قبل الشباب.

فبأي ذنب قتلت؟

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول صلى الله عليه وسلم: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول صلى الله عليه وسلم: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

أين الأخوة والنصرة والعضد الذي نرتجيه بعد اليوم من أمة تعدادها تعدى الملياري مسلم خواء وأين دور دول العالم الأخرى التي تدعي الحرية والعدل وحقوق الإنسان وأهل غزة حتى حقوق الحيوان لم تشفع لهم من تلك المذابح التي لم يشهدها العالم من قبل فإلى أين المسير وكيف سيكون غدا المصير؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت".

العدو اليوم يحاصركم يا أمة الملياري مسلم والدور غدا عليكم فهذه حرب غوغاء صليبية وصهيونية امتحن الله بها عباده فهو يمحص اليوم الحق من الباطل فهنيئًا لعباد الله الصالحين المجاهدين العاملين وتُعسًا لعباد الله الخائنين الذين خارت قواهم على شهوات زائلة ودنيا فانية فدماء شهداء غزة لن تذهب هدرًا وستأخذ بثأرها قريبًا بإذن الله وستشرق شمس العدل والكرامة على يد رجال يحبهم الله ويحبونه أشداء على الظالمين وما ذلك على الله بعزيز.

فالله لكم أهل غزة الأخيار ينصركم ويؤيدكم على عدوكم ويخزهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين قريبًا رغم مأساوية المشهد وقلة النصير من أهلكم.

اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا.. اللهم إنا نبرأ مما فعلوا ونستعين بك عليهم في شهرك العظيم الكريم أن تقتص من عدوهم ومن شايعهم من الأمم الظالمة التي لم ترقب إلًا ولا ذمَّة في عبادك المؤمنين الذين حاصرهم الجوع والعطش وبطش العدو الظالم.

دمُ المسلم حرام وعرضه حرام، وقد جارت علينا الأمم لهوان حالنا وضعف إيماننا واتباع الهوى والبعد عن الصلاح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لا أحد مَوْصُوفٌ  بِحُبِّ  مثلُ النَّبِيِّ الكرِيم!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تيقَّنت بعد قراءتي لكتاب  المفكر الكبير عباس محمود العقاد “عبقرية محمد”، أن هذا المفكر العملاق ازداد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا محمد  بعد كتابته لهذا المؤلف الهام، ليس لأن قرأ بفهم فى سيرة النبي الكريم أو فكر بعمق او لأن مشاعره راقية وحسه بديع، ولكن  حبه لشخصية خير خلق الله أجمعين كان حبا من مفكر دارس وباحث مدقق،  وسجل ذلك فى كثير فى فصول كتابه إعجابا وتقديرا، فمثلا عندما أراد أن يتكلم عنه كرجل عظيم،لَهِج بمداد حب وبكلمات صادقة ورؤية صائبة فقال:

‫ عاش في العصور الماضية كثير من العظماء الذين تواترت الأنباء بأوصافهم السماعية، وأوصافهم المرسومة في الصور والتماثيل، غير أننا لا نعرف أحدا من هؤلاء العظماء تمت صورته السماعية أو المنقولة كما تمت صورة محمد عليه السلام من رواية أصحابه ومعاصريه، فنحن نعرفه بالوصف خيرا من معرفتنا لبعض المخلدين بصورهم وتماثيلهم التي نقلت عنهم  الحكاية والمطابقة، لأن هذه الصور والتماثيل قد تحكي للناظرين ملامح أصحابها ومعارفهم الظاهرة، وقد تحكي للمتفرسين شيئا من طبائعهم التي تنم عليها سيماهم، إلا أنها لا تحفظهم لنا كما حفظت الروايات المتواترة أوصاف النبي في كل حالة من حالاته، وكل لمحة من لمحاته: في سيماه وفي هندامه، وفي شرابه وطعامه، وصلاته وصيامه، وحله ومقامه، وسكوته وكلامه، لأن الذين وصفوه وأحبوه وأحبوا أن يقتدوا به فتحرجوا في وصفه كما يتحرج المرء في الاقتداء بصفات النجاة والأخذ بأسباب  السلامة، فكانت أمانة الوصف هنا مزيجا من العطف والتدين، وضربا من اتباع السنن وقضاء الفروض...!

وللحق كل من قرأ سيرة النبي الكريم بَدْءًا  من "سيرة ابن هشام" وهو وَاحِدٌ  من أهم الكتب التراثية التى  نقلت سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وحتى ما كُتِبَ 

  من مؤلفات عن سيرة النبي الكريم حتى الآن إِلَّا ويجد نفسه يزداد حُبًّا  وَتَعْظِيمًا له

 وفى نفسه يزداد شرفا...

ومن الكتب التى تناولت جانب الحب لحضرة النبي الكريم وأشارت إليه هو  كتاب "حاكموا الحب"   للدكتور على جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء وقد كتب فى مقدمته:

إن كثيرًا من دلائل الحب التي جرت في أيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم سواء بينه وبين زوجاته أو بينه وبين أبنائه أو بينه وبين أصحابه أو بين أصحابه بعضهم مع بعض يصعب على كثير منا في هذا العصر تفسيرها أو تأويلها فضلًا عن اليقين في وقوعها، حتى أنكرها كثير من الناس ورفضوها، وذلك لأننا صرنا نعيش في عصر انتزعت منه قيم الحب الأصيلة التي كانت تحكم أحداث عصر النبوة، ولن نستطيع أبدًا أن نستوعب مثل هذه الحوادث والدلائل إلا إذا لبسنا نظارة الحب  حتى نرى ونتذوق ونستمتع، حينئذ فقط يمكن فهم الأسباب والدوافع والحالة الشعورية والوجدانية التي عاشها الإنسان في هذا المكان وفي هذا الزمان، نعم كان الصحابة يعيشون حالة حب دائمة، وكان رسول الله  طاقة حب ورحمة وحنان ورأفة وَرِقَّة تسري روحها في كل شيء حتى الجماد.

 ‫ وأشار  إلى  بردة الإمام البوصيري والتى مدح فيها  النبى الكريم بقوله:

‫‏فَإِنَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ لَيْـسَ لَـــهُ‏

‫‏حَدٌّ فَيُعْرِبُ عَنْـهُ نَاطِـقٌ بِـفَـمِ‏

‫‏وَكَيْفَ يُدْرِكُ فِي الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ‏

‫‏قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْا عَنْهُ بِالْحُلُـمِ‏

‫ وهذان البيتان يشتملان على حقائق عدة منها:

ـ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص عظيم له حقيقة يغفل عنها كثير من المؤمنين به، فضلا عن من لم يعرفه أصلًا أو لم يؤمن به...

 ـ إن هذه الحقيقة وإن كانت ظاهرة للعيان فإنه ينكرها قساة القلوب ذوو البصائر الصدئة...

 ـ إن الإنسان إذا قارب الاطلاع على حقيقة رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ولو بصورة جزئية فإنه ينبهر بنورها، ويعشق جمالها، ويهاب جلالها، ويذوب في حبها، ويعيش فيها وتعيش فيه.

‫ وهذا  ما حدث بالضبط منذ أكثر من مئة عام مع  الكاتب العظيم  "ليو تولستوي"  أحد أعظم الأدباء العالميين، والذى اشتهر برواياته الملحمية مثل "الحرب والسلام" و"آنا كارينينا" وغيرها والتي تُعتبر من روائع الأدب العالمي، فقد أحب هذا الكاتب المبدع  النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكتب  عن بساطته وقيمه الأخلاقية...و فى كتابه  "حِكَم النَّبي مُحَمَّد" والذي صدر فى بداية القرن العشرين عام ١٩١٠ كتب فى مقدم كتابه :

"لا ريب أن النبي محمد كان من أعظم المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمته إلى نور الحق وجعلها تؤمن بالله وبالرسالة السماوية"....

الأسبوع القادم بإذن الله أكمل القراءة فى الكتاب الرائع "عبقرية محمد للمفكر الكبير عباس محمود العقاد 

مقالات مشابهة

  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • معونة للعاقل وتذكير للغافل.
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • إظهار الفرح في العيد مطلب
  • صدقة زكاة الفطر.. أحكامها وجواز دفع النقود بها
  • هل يوجد صلاة تهجد اليوم في ليلة 25 رمضان.. لا تتركها لـ9 أسباب
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد
  • لا أحد مَوْصُوفٌ  بِحُبِّ  مثلُ النَّبِيِّ الكرِيم!
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم