الجارديان: المحادثة المُسربة لإدارة ترامب تكشف عمق كراهيتها لأوروبا
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
رأت صحيفة الجارديان البريطانية، أن التسريب «الاستثنائي» لمحادثة خاصة بإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر تطبيق «سيجنال» حول الغارات الجوية ضد الحوثيين يكشف عمق كراهية الإدارة الأمريكية لأوروبا.
وذكرت الصحيفة، في تحليل نشرته اليوم الثلاثاء، أن الرسائل التي تمت مشاركتها عبر التطبيق عن غير قصد مع رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك» تكشف الحقيقة الصريحة حول مشاعر نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، ووزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، تجاه الحلفاء الأوروبيين.
وقالت الصحيفة، إنه إذا لم تكن أوروبا مُنتبهة بالفعل، فإن التسريب الاستثنائي لمداولات فانس ومسؤولين رفيعي المستوى آخرين في إدارة ترامب بشأن ضربة ضد الحوثيين كان علامة أخرى على أنها مُستهدفة.
وبحسب الصحيفة، كان للضربة ضد الحوثيين في ظاهر الأمر علاقة أكبر بسياسات الإدارة الأمريكية في حماية التجارة البحرية أكثر من مخاوفها من استغلال أوروبا للإنفاق الدفاعي الأمريكي والقدرات العسكرية الأمريكية.
لكن يبدو أن فانس كان مُصمما على استخدام هذه الزاوية كسبب لتأجيل الضربة، وزعم فانس أن الولايات المتحدة، مرة أخرى، تفعل ما ينبغي أن تفعله أوروبا، مما يتماشى مع حججه السابقة بأن الولايات المتحدة تدفع مبالغ طائلة مقابل الأمن الأوروبي، ومع سخريته من حلفائه الأوروبيين عندما وصفهم بأنهم «دولة عشوائية لم تخض حربا منذ 30 أو 40 عاما»، وفقا للصحيفة.
وأشارت الجارديان إلى أن رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك» جيفري جولدبرج كتب أنه خلال هذه المناقشة السياسية، اقتنع بأنه كان يقرأ تصريحات فانس الحقيقي، بالإضافة إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، وكبير مستشاري ترامب ستيفن ميلر.
ثم ذهب فانس إلى أبعد من ذلك. فقد أقر ضمنيا بوجود اختلاف بين سياسته الخارجية وتصريحات ترامب بأن الضربة ستقوض سياسة الرئيس تجاه أوروبا - وهي سياسة قادها فانس في خطابه المثير للانقسام في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث اتهم القادة الأوروبيين بالانحياز إلى ناخبيهم، وفي تعليقاته المشككة في الاتحاد الأوروبي على قناة فوكس نيوز.
وقالت الصحيفة إنه في جوهره، أشار الخلاف إلى أن آراء فانس في السياسة الخارجية لا تتوافق تماما مع آراء ترامب. ويرى ترامب بشكل عام أن العالم قائم على المعاملات، وقد زعم المتفائلون في أوروبا أنه قادر على فرض نتيجة إيجابية من خلال إجبار تلك الدول على إنفاق المزيد على ميزانيات الدفاع. لكن فانس يبدو أكثر ميلا للمواجهة وأكثر التزاما بالمبادئ في كراهيته للتحالف عبر الأطلسي، وقد هاجم القادة الأوروبيين لدعمهم قيما يقول إنها لا تتوافق مع الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأمور تجعل فانس مصدر قلق أكبر لأوروبا. واتهمت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، فانس بـ«محاولة إثارة المشاكل» مع الحلفاء الأوروبيين. وقال دبلوماسي أوروبي آخر: «إنه خطير للغاية على أوروبا.. ربما يكون الأخطر في الإدارة».
اقرأ أيضاًترامب يتعهد بفرض رسوم ثانوية على فنزويلا اعتبارا من 2 أبريل
مصطفى بكري: تصريحات مبعوث ترامب «هجص واستهبال» وهدفها الضغط على مصر لقبول التهجير
ترامب يكشف حقيقة مشاركة إيلون ماسك في خطة عسكرية ضد الصين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الحوثيين الرئيس الأمريكي ترامب دونالد ترامب سيجنال
إقرأ أيضاً:
ملف الشهر.. أوروبا وأميركا علاقات تاريخية غيّرها ترامب
بث موقع الجزيرة نت، على منصات مواقع التواصل الاجتماعي حلقة جديدة من "ملف الشهر" المخصص لتناول الموضوعات الراهنة والمستجدات المهمة على الساحة العالمية.
ملف هذا الشهر بعنوان " أوروبا وأميركا علاقات تاريخية غيّرها ترامب"، وتطرق إلى العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، مستعرضا مختلف المحطات التي مرت بها منذ نشأتها في القرن الثامن عشر، وكيف خالف الرئيس دونالد ترامب مبادئ الخارجية الأميركية بشأن علاقاتها التجارية والسياسية والأمنية مع أوروبا.
وبدأت العلاقات الأوروبية الأميركية باكرا، منذ ثورة الاستقلال الأميركية بين 1775 و1783، حينما دعمت دول أوروبا أميركا بالمال والجنود والسلاح.
ثم وخلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها، مثلت واشنطن حليفا إستراتيجيا لدول القارة الأوروبية ومظلة أمنية لها في مواجهة التهديد السوفياتي ثم الطموحات التوسعية الروسية.
ولعقود طويلة، سار الطرفان في طريق الشراكة بخطوات متناسقة أحيانا، ومتعثّرة أحيانا أخرى، إلا أنهما لم يفترقا أبدا، يقينا منهما أن التوازن في علاقتهما ضمان لاستقرار النظام العالمي.
وباستثناء التباين في المواقف بين أميركا وبعض الدول الأوروبية، أساسا فرنسا، بشأن الحرب في العراق عام 2003 والتوتر اللاحق لتداعيات الأزمة المالية العالمية عام 2008، لم تعرف العلاقة اهتزازات كبيرة، إلا في فترتي حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
إعلانفلم يتردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في عهدته الأولى ومع بداية فترة رئاسته الثانية في سن قوانين تنفيذية تستهدف المصالح الأوروبية وتحد من مستوى تحالفها مع واشنطن، بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية والتهديد بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن لم ترفع دول أوروبا إنفاقها العسكري إلى 5% من ناتجها المحلي وكذلك بتقديم مقاربة مختلفة بشأن الحرب في أوكرانيا.
وتنذر المؤشرات المختلفة إلى أن الشرخ الحاصل في العلاقات الأميركية الأوروبية بفعل سياسات ترامب من شأنه أن يقوض السلم والأمن الدوليين.