ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية مع إقبال المتداولين على شراء أسهم التكنولوجيا المتضررة، مما مدّد الصعود الذي حفّزته إشارات على أن سياسات التجارة الأميركية ستكون أكثر تحديداً مما كان متوقعاً، حيث قال الرئيس دونالد ترمب إنه قد يمنح العديد من الدول استثناءات من الرسوم الجمركية. وتراجعت السندات إلى جانب الذهب.

دفع التوجه نحو المخاطرة في وول ستريت بأسهم جميع الفئات الرئيسية -من الشركات الصغيرة إلى الكبيرة- إلى الارتفاع، في انتعاش أعقب موجة بيع من أعلى مستويات قياسية، تحدى فكرة "الاستثنائية الأميركية".

صعد مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 1.5%. وقادت شركة "تسلا" المكاسب بين الشركات الكبرى، بعد انخفاض دفع أسهم مجموعة "العظماء السبعة" (أبل، أمازون، ألفابت، إنفيديا، تسلا، مايكروسوفت، ميتا) لتسجيل أسوأ ربع لها منذ عام 2022. وارتفع مؤشر لصناع الرقائق ويحظى بمتابعة واسعة، بنسبة 3%. وقفزت أسعار غالبية العملات المشفرة.

عودة روح المخاطرة إلى السوق

قال خوسيه توريس من "إنتر آكتيف بروكرز" (Interactive Brokers): "روح المخاطرة تتلقى دفعة في بداية الأسبوع، حيث يستعد المتداولون لضخ استثماراتهم بقوة في الأصول عالية المخاطر".

من المتوقع أن تكون موجة الرسوم الجمركية القادمة من ترمب أكثر تحديداً، عوضاً عن وابل التهديدات الذي أطلقه بين الحين والآخر، وفقاً لمساعديه وأشخاص متحالفين معه، وهو ما قد يشكل ارتياحاً للأسواق القلقة من آثار حرب رسوم شاملة.

في غضون ذلك، ينصح استراتيجيون من "جي بي مورغان تشيس" و"مورغان ستانلي" و"إيفركور" عملاءهم بأن التراجع الأخير قد أصبح وراءهم.

قال إيفان فاينسيث من "تيغريس فاينانشيال بارتنرز" (Tigress Financial Partners): "تبدو الأسهم، وكأنها ستواصل الارتفاع من مستوياتها المفرطة في البيع، وأي تقليص في التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية سيكون بمثابة حافز صعودي".

وأضاف: "أعتقد أننا شهدنا أسوأ تراجع في السوق، رغم أننا سنستمر في رؤية تقلبات متزايدة في بداية الشهر المقبل، استناداً إلى نتائج سياسات ترمب الجمركية".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأسهم الأميركية الأسهم مؤشرات الأسهم مؤشرات أسهم التكنولوجيا ترمب المزيد

إقرأ أيضاً:

فريد زكريا عن رسوم ترامب الجمركية: الاقتصاد الأمريكي معروض للبيع

(CNN)--  تناول محلل الشؤون السياسية ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN، فريد زكريا، في مقال حمل عنوان" الاقتصاد الأمريكي معروض للبيع" نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الجمعة، الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شركاء واشنطن التجاريين ثم أعلن تعليقها لمدة 90 يوما ماعدا الصين التي زاد من نسبتها. 

وقال زكريا عن تراجع ترامب المفاجئ إنه "لاقى استحسانا عالميا بعد إصراره على عدم التراجع عن رسومه الجمركية، ووصفه كل من حثه على ذلك بالمذعور".

 وأضاف أن ترامب "تراجع عن مساره وأوقف تعريفاته الجمركية المتبادلة الضخمة لمدة 90 يوما (باستثناء الصين) ريثما يتفاوض على صفقات مع دول أخرى".

 ولكنه لفت إلى الشعور بالارتياح "قد يكون سابقا لأوانه"، لعدة أسباب: "أولًا، لا تزال التعريفات الجمركية الأمريكية عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من 100 عام، وفقًا لمختبر الميزانية في جامعة ييل، وهو ما سيكلف الأمريكيين غاليا".

وتابع أن "الأهم من ذلك، أن مفاوضات التعريفات هذه ستؤدي حتمًا إلى سلسلة من الفساد، حيث يتحول الاقتصاد الأمريكي من السوق الحرة الرائدة في العالم إلى المثال الأبرز للرأسمالية المحسوبية".

وقال إن "اقتصاد السوق يعمل على أفضل وجه عندما تكون القيود المفروضة عليه محدودة، وخاصةً عندما تكون هذه القيود واضحة وعادلة وقابلة للتطبيق على الجميع".

وأضاف أنه "كلما ازدادت الضرائب والقواعد واللوائح تعقيدًا، ازداد انعدام الكفاءة، كما تُظهر الدراسات في دولة تلو الأخرى، من الهند إلى نيجيريا إلى المغرب، ولكن الأهم من ذلك، أنه كلما ازداد التعقيد، ازداد الفساد:.

وذكر أن "مع الرسوم الجمركية، تأتي إعفاءات جمركية، غالبًا ما تُمنح بالمئات لصناعات وشركات وحتى منتجات محددة، وفي عامي 2018 و2019، أعلنت إدارة ترامب عن مجموعة متنوعة من الرسوم الجمركية، بما في ذلك 25٪ على الصلب، بالإضافة إلى برنامج إعفاءات؛ وقد تلقت حوالي 500 ألف طلب، وهذا الأسبوع، عندما سُئل ترامب عن كيفية تحديده لهذه الإعفاءات، أجاب: غريزيا، وتشير الدراسات إلى أن غرائز السياسيين عادةً ما تفضل مساهميهم، مما يُشجّع على الفساد، وكان هذا صحيحا في حالة الرسوم الجمركية على مدى معظم التاريخ الأمريكي، إلى أن غير الرئيس فرانكلين روزفلت النظام، ومع مرور الوقت (تحولت سياسة الرسوم الجمركية من سياسة قذرة إلى سياسة نظيفة بشكل ملحوظ)، على حد تعبير(الاقتصادي الأمريكي) بول كروغمان".  

وذكر أن "الوضع يزداد سوءا بسرعة، فقد خلصت دراسة أكاديمية مفصلة عن الرسوم الجمركية في ولاية ترامب الأولى إلى أن "الشركات التي استثمرت بشكل كبير في علاقاتها السياسية مع الجمهوريين قبل وأثناء إدارة ترامب كانت أكثر حظا في الحصول على إعفاءات على المنتجات الخاضعة للرسوم الجمركية، وفي المقابل، انخفضت فرص الشركات التي قدمت تبرعات للسياسيين الديمقراطيين في الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية".

ولفت إلى أن هذه الدراسة "تناولت أكثر من 7000 طلب إعفاء من الرسوم الجمركية على الصين في الفترة الأولى، ووجدت أن تبرعًا بقيمة 4000 دولار فقط لمرشحين ديمقراطيين قلل من فرص حصول الشركات على إعفاء إلى أقل من واحد من كل 10، كما يشير تيموثي كارني من معهد أمريكان إنتربرايز (AEI)، وهو مركز أبحاث محافظ، فإن "انتخابات ترامب الأولى خلقت طفرة في جماعات الضغط التجارية" من 921 عميلًا لجماعات الضغط، يعمل أعضاء جماعات الضغط في مجال التجارة، إلى ذروة بلغت 1419 بحلول 2019، مع أعلى الرسوم الجمركية في العالم الصناعي، أصبح السوق الأمريكي مفتوحًا الآن".

وتابع: "ستتجه الدول والشركات إلى واشنطن لعقد صفقات والحصول على استثناءات وإعفاءات وشروط خاصة، وفي الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت فيتنام عن سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تهدئة إدارة ترامب والحصول على صفقة تجارية جيدة، من بينها: الموافقة على تشغيل مشروع ستارلينك التابع لإيلون ماسك في البلاد، وخطة لتسريع مشروع منظمة ترامب".

وقال: "في الواقع، هناك ما لا يقل عن 19 مشروعًا عقاريًا يحمل علامة ترامب التجارية حول العالم قيد التطوير أثناء فترة رئاسته، وربما العديد من المشاريع الأخرى قيد التنفيذ، وأطلق ترامب شركته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وعملته الرقمية الخاصة؛ ومن المؤكد أن دولًا أخرى ترى في كل هذا دعوة للاستثمار والتأثير على السياسة الخارجية والاقتصادية الأمريكية".

وذكر أنه "كان من المحزن للغاية مشاهدة بعض الرأسماليين الأمريكيين الأسطوريين - شخصيات مرموقة من وول ستريت - يؤيدون عملية إبرام صفقات ستُثقل السوق الحرة الأمريكية بالرسوم الجمركية والضرائب والقواعد والإعفاءات والاستثناءات".

 وقال إنه "يجدر بنا أن نتذكر تحذير(العالم الاقتصادي البارز) ميلتون فريدمان المتكرر: يمكنك أن تطلب من أي رجل أعمال بارز أن يلقي عليك خطابًا بليغًا عن مزايا السوق الحرة ولكن عندما يتعلق الأمر بأعمالهم الخاصة، فإنهم يريدون الذهاب إلى واشنطن للحصول على تعريفة جمركية خاصة لحماية أعمالهم حيث يريدون خصمًا ضريبيًا خاصا، ودعمًا ضريبيا".

وتحدث فريد زكريا عن الهند، التي نشأ فيها حيث قال إنها "كانت بلدا مثقلا بالرسوم الجمركية، والحواجز الجمركية العالية المصممة لحماية الصناعة المحلية وحمايتها مما كان يُعتبر منافسةً أجنبية غير عادلة، وأدى ذلك إلى الركود والفقر والفساد المستشري، مما أدى إلى تسييس الاقتصاد بشكل مُفرط، بحيث لا يمكن لأي شركة، مهما كان حجمها، أن تستمر في العمل في الهند دون علاقة جيدة مع الحكومة".

وأضاف: "عندما وصلت إلى أمريكا، شعرت بسعادة غامرة لرؤية أن معظم الشركات تمارس عملها دون أي اكتراث بمن في البيت الأبيض، لكنني الآن أشاهد رواد التكنولوجيا يُجرون مقابلات يشيدون فيها بعبقرية ترامب، وعمالقة وول ستريت يتسابقون لنشر تهنئة للرئيس، على غرار كوريا الشمالية، على براعته في إنقاذ الاقتصاد من أفعاله"، واختتم مقاله بسؤال: "في أي بلد أعيش؟". 

أمريكاالصينالهندكوريا الشماليةالإدارة الأمريكيةالحكومة الصينيةالحكومة الهنديةدونالد ترامبنشر السبت، 12 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • مؤشرات الأسهم الأوروبية تنهي تداولاتها على ارتفاع
  • ارتفاع معظم بورصات الخليج بعد إعفاءات من الرسوم الجمركية الأمريكية
  • صعود جماعى لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الاثنين
  • المجلس التصديري للملابس الجاهزة: الرسوم الجمركية الأمريكية فرصة قوية لنا
  • ترمب: لم أعلن عن أي استثناءات من التعريفات الجمركية يوم الجمعة
  • كيف ستواجه الصادرات المصرية الرسوم الجمركية الأمريكية؟
  • صعود شبه جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الأحد
  • هل تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العماني؟
  • مكاسب قوية للأسهم الأميركية نهاية أسبوع مضطرب بسبب الحرب التجارية
  • فريد زكريا عن رسوم ترامب الجمركية: الاقتصاد الأمريكي معروض للبيع