حذر المحلل العسكري الإسرائيلي يوسي يهوشع في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت من أزمة ثقة غير مسبوقة تعصف بالجيش الإسرائيلي، محذرا من تداعياتها الخطيرة على مسار الحرب على غزة.

وسلط المقال -الذي جاء تحت عنوان "القتال من أجل المنزل وليس داخله"- الضوء على تنامي مشاعر السخط والتهرب من الخدمة بين صفوف الجنود، خاصة قوات الاحتياط بسبب فقدان الثقة في الحكومة، بسبب عدم تقديرها معاناتهم وإرهاقهم، مقابل استمرار تهرب الحريديم المتدينين من الخدمة في الجيش.

الرفض الرمادي للتجنيد

واستعرض المقال ما قال إنها إنجازات ميدانية للجيش الإسرائيلي في غزة، مثل تصفية رئيس وزراء حماس عصام الدعليس وخليفته إسماعيل برهوم، وتدمير العشرات من أهداف الحركة.

لكن يهوشع حذر من أن هذه الإنجازات تخفي وراءها أزمة اجتماعية عميقة.

وكتب يهوشع "المستويات العليا تواجه صعوبة في فهم حقيقة أن جزءا كبيرا من المجتمع الذي من المفترض أن ينفذ مهمة العودة إلى القتال بدأ ببساطة الآن يفقد الثقة".

 وأضاف "التحدي الكبير ليس تشغيليا على الإطلاق، لكن يجب أن تعود القيادة إلى رشدها وإلا سينهار التماسك الاجتماعي مثل برج الورق".

وأوضح المحلل العسكري أن هذه الفئة من المجتمع ليست من المحتجين في الشوارع ولا من المعارضين التقليديين لنتنياهو ولا من المتعاطفين مع غزة، بل هي فئة جنود الاحتياط.

إعلان

معاناة ميدانية حقيقية

وكشف المقال عن معاناة ميدانية حقيقية، إذ يعاني جنود الاحتياط من "إرهاق هائل" يؤثر على وضعهم الشخصي والاقتصادي والعائلي.

ولفت يهوشع إلى أن "جدارا متناميا من عدم الثقة" يتشكل في ظل ما وصفها بـ"لامبالاة الحكومة وحتى عدم اكتراثها بتضحياتهم الهائلة منذ 7 أكتوبر".

ونقل المحلل عن ضباط ميدانيين تحذيراتهم من ظاهرة أطلق عليها اسم "الرفض الرمادي"، موضحا أنها تتجلى في "تصريحات أقل صوتا والمزيد من التهرب بالأعذار من نوع أو آخر".

وهاجم المحلل العسكري بشدة أداء بعض الوزراء المتشددين، خاصة وزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف الذي وصفه بأنه "يمزق الساحة" بتصريحاته المثيرة للجدل.

وكتب "بينما الآباء والأزواج يستعدون لوضع قد لا يعود الجنود منه يبصق وزير في وجوههم، في حين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمسح اللعاب بإدانة ضعيفة ويستمر كالمعتاد".

وقد نقلت الصحف الإسرائيلية فيديو تم تصويره للوزير غولدكنوبف وهو يرقص في عرس على أنغام أغنية لطائفة ناطوري كارتا اليهودية ترفض التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي، وتقول "نحن لا نؤمن بحكم الكفار، لا نؤمن بهم، ولن نذهب إلى مكاتبهم (للتجنيد)، نموت ولا نتجند".

وتساءل المحلل العسكري "كيف يمكن للمقاتلين أن يفهموا رسالة مفادها أنهم سيستمرون في التضحية بكل شيء فيما يرقص غولدكنوبف وناخبوه؟".

تحدٍ علني

وأشار إلى أن قانون التجنيد الجديد "لن يصحح عدم المساواة، بل سيزيدها"، معتبرا أن الحكومة "تعمل جاهدة على منح إعفاءات قانونية لفئات بأكملها من السكان".

وحذر يهوشع من أن "التحدي الآن ليس عمليا على الإطلاق، بل علني"، مؤكدا أن "الحروب لا تحسم فقط في ساحة المعركة ولكن أيضا في الساحة الاجتماعية".

وكتب "إذا لم يعتقد الذين يخدمون في "جيش الشعب" أن القيادة تريد مصالحهم الفضلى فإن التماسك الاجتماعي سينهار مثل برج الورق".

إعلان

وختم المحلل العسكري مقاله بتحذير صارخ "في المناقشات الداخلية يصرخ الجيش بأنه ليس لديه جنود، في حين رئيس الوزراء منشغل بإقالة رئيس الشاباك رونين بار، من المستحيل الاستمرار على هذا النحو، وبالتأكيد لا يمكن هزيمة حماس".

ودعا إلى "إجراءات واضحة وحاسمة" بدءا من "معاقبة المتهربين" وصولا إلى "مكافأة الذين يخدمون"، محذرا من أن "استمرار الوضع الحالي سيجعلنا نقاتل داخل المنزل بدلا من القتال من أجله".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان المحلل العسکری

إقرأ أيضاً:

مقال بواشنطن بوست: في جباليا يستيقظون على رائحة الدم والغبار

فريدة الغول صحفية ومعلمة من غزة كتبت مقالا في صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن أهوال عاشها أهالي مخيم جباليا في شمالي قطاع غزة المحاصر يوم الثلاثاء الماضي جراء استئناف إسرائيل حربها بعد 57 يوما من هدوء حذر.

تقول الكاتبة في مقال لها إنها استيقظت في وقت مبكر من ذلك اليوم على رائحة الدم والغبار الخانق ودوي انهيار مبان وأصوات صراخ من بعيد تصم الآذان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: لماذا يتسامح العالم مع فظائع إسرائيل في غزة؟list 2 of 2المعارضة الإسرائيلية تهدد بإضراب عام وأميركا تحذر رعاياهاend of list

وتتساءل فريدة الغول: هل عادت الحرب مجددا بعد هدوء حذر وهدنة لم تقوَ على الصمود طويلا؟

وفي أقل من 24 ساعة، إنزاح الستار عن مشاهد مرعبة. فقد أسفرت الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل عن مقتل أكثر من 400 شخص، من بينهم 130 طفلا على الأقل، وتحولت المنازل التي أُعيد بناؤها بشق الأنفس على مدار الشهرين الماضيين إلى خراب مرة أخرى، وفق الغول.

ركام

وتضيف أن الشوارع التي ما إن بدأت تحس بالأمان حتى امتلأت بالركام والزجاج المهشّم، في حين أُجبرت العائلات التي لم تهنأ بالعودة إلى الديار على النزوح مرة أخرى حاملة معها ما استطاع أفرادها حمله بأيديهم.

ويبرز المقال الوحشية واللامبالاة بالإنسانية التي تواجهها غزة، ودعت الكاتبة إلى فهم المعاناة العميقة التي يعيشها الناس تحت الحصار والقصف، خاصة في شهر رمضان.

إعلان

وتكافح العائلات للبقاء على قيد الحياة، وتستخدم الأثاث القديم والبلاستيك الملوث وقودا للطبخ والتدفئة، مما يزيد من المخاطر الصحية.

فمنذ أكثر من أسبوعين حتى الآن، استأنفت إسرائيل حصارها، حيث منعت دخول الطعام والماء والوقود إلى غزة. وقالت الغول "في مخيم اللاجئين الذي أعمل فيه للمساعدة في توزيع القليل من الطعام المتوفر، تفطر العائلات في رمضان بأقل القليل من الحمص والخبز والشاي".

وتبرز الكاتبة أن على أهالي المدينة الآن تحمل ما لا يطاق، في وقت تتساقط فيه القنابل على رؤوسهم وتمزق أجساد أطفالهم وشيوخهم، ويُضطر الآباء للتخلي عن الطعام كي يأكل أطفالهم.

وتصف فريدة الغول كيف أنها تكابد، في شهر الصوم، لإحضار طعام لأطفال شقيقها وسط القصف والخطر، حيث أُجبرت على الفرار للنجاة بجلدها.

وأكدت أنها تجهش بالبكاء وهي تسير في شوارع جباليا التي كانت تعج بفوانيس رمضان والأغاني وضحكات الأطفال، أما الآن "فقد بات الجميع مشردين وتائهين، لكنهم ما انفكوا متشبثين ببصيص أمل في النجاة بطريقة ما".

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يُصدر توجيهًا بشأن برنامج المساندة التصديرية الجديد
  • نائب رئيس جنوب السودان يندد بالوجود العسكري الأوغندي
  • يديعوت أحرونوت تكشف الاسم العبري لحيوان الوشق المصري
  • بنيس: "المعارضة الرقمية" قد تهدد التماسك الاجتماعي بسبب "عنفها اللفظي"
  • مقال بواشنطن بوست: في جباليا يستيقظون على رائحة الدم والغبار
  • التصعيد الإسرائيلي: رسائل تتجاوز الرد العسكري
  • أخبار العالم | إسرائيل تهدد بالتصعيد العسكري في بيروت.. حماس تعلن استشهاد القيادي صلاح البردويل في غارة جنوب غزة واحتجاجات عارمة ضد نتنياهو وقرار إقالة رئيس الشاباك
  • العربدة الإسرائيلية وانهيار القوانين الدولية
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل فوجئت بتصريحات ويتكوف