إيكونوميست: تسريب صادم يكشف ازدراء فريق ترامب بحلفائه
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
يدرك أغلب الناس مدى الحرج الذي يسببه إرسال رسالة خاطئة إلى الشخص الخطأ، ولكن عندما يكون المسؤول عن ذلك مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، وتكون الرسالة خطة عسكرية مفصلة لقصف اليمن، ويكون المستلم صحفيا بارزا، فإن الخطأ لا يكون فضيحة فقط، بل يحتمل أن يشكل خرقا خطيرا للأمن القومي.
هكذا افتتحت صحيفة إيكونوميست تقريرا لها بدأته بتأكيد البيت الأبيض أن الرسائل التي أُرسلت عن غير قصد إلى رئيس تحرير مجلة "أتلانتيك" جيفري غولدبرغ ونشرها مُفصلة في تقرير بمجلته، تبدو حقيقية.
وكتب غولدبرغ أنه كان على علم بقصف أهداف لجماعة الحوثيين في جميع أنحاء اليمن قبل أن تقع بساعتين، موضحا أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أرسل له رسالة نصية تتضمن خطة الحرب في الساعة 11:44 صباحا، تضمنت معلومات دقيقة عن الأسلحة والأهداف والتوقيت.
وذكر غولدبرغ أنه تلقى طلب اتصال على سيغنال من مستخدم يدعي أنه والتز يوم 11 مارس/آذار الجاري، ولم يستغرب ذلك لأن العديد من الأعضاء في إدارة ترامب لديهم علاقات وثيقة مع الصحفيين الرئيسيين، وهكذا انضم إلى مجموعة نقاش تسمى "مجموعة الحوثيين الصغيرة"، تم إنشاؤها ظاهريا لتنسيق العمل القادم ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، لاستئنافهم إطلاق النار على السفن المارة عبر باب المندب.
إعلان كراهية للأوروبيينوتضم المجموعة -حسب الصحفي- 18 عضوا بينهم جيه دي فانس نائب الرئيس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، وهيغسيث وآخرون.
وفي مجموعة سيغنال -كما يقول غولدبرغ- أعرب فانس عن شكوكه بشأن العملية الوشيكة، مشيرا إلى أن الأوروبيين يعتمدون أكثر بكثير من أميركا على التجارة عبر قناة السويس، وأضاف "لست متأكدا من أن الرئيس يدرك مدى تناقض هذا مع رسالته بشأن أوروبا".
وأشار هيغسيث إلى أن الانتظار يحمل خطرين "إذا تسربت هذه المعلومات سنبدو مترددين، وإذا اتخذت إسرائيل إجراء أو انهار وقف إطلاق النار في غزة، فلن نتمكن من بدء هذا الأمر بشروطنا الخاصة"، ورد والتز بالإشارة إلى القيود التي تواجهها القوات البحرية الأوروبية، واقترح أن الحلفاء سوف يتحملون الفاتورة.
وقال فانس "أكره إنقاذ أوروبا مجددا"، فرد وزير الدفاع قائلا "أشاركك تماما كراهيتك للاستغلال الأوروبي، لكن مايك محق، فنحن الوحيدون على هذا الكوكب القادرون على فعل ذلك، أشعر أن الآن هو الوقت المُناسب نظرا لتوجيهات الرئيس بإعادة فتح ممرات الشحن".
ثم اختتم "إس إم"، وهو على الأرجح ستيفن ميلر نائب رئيس موظفي ترامب، النقاش قائلا: إن ترامب أعطى الضوء الأخضر، ولكن بقي عليه أن يوضح لمصر وأوروبا ما تتوقع الإدارة الحصول عليه مقابل اتخاذ هذا الإجراء. وأضاف "إذا نجحت الولايات المتحدة في استعادة حرية الملاحة بتكلفة باهظة، فيجب أن يكون هناك المزيد من المكاسب الاقتصادية في المقابل".
وفي صباح اليوم التالي، وبعد وقت قصير من سقوط القنابل الأولى على صنعاء، عادت قناة سيغنال إلى الحياة، فأشاد والتز بالعملية ووصفها بأنها "عمل مذهل" ونشر ثلاثة رموز تعبيرية عبارة عن قبضة وعلم أميركي ونار، ولكن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط وروسيا ستيف ويتكوف تفوق عليه بعرض خمسة رموز تعبيرية.
إعلان مزيد من القلقوبعد الكشف الصحفي الذي وضع والتز في حرج كبير مع أمله ألا تكون هناك عواقب وخيمة، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي إن هناك مراجعة جارية لمعرفة كيف "أُضيف رقم غير مقصود إلى المجموعة" لكنه أصر على أن هذه المجموعة "دليل على التنسيق السياسي العميق والمدروس بين كبار المسؤولين".
ولا توجد أي إشارة في هذه المناقشات -حسب غولدبرغ- إلى أن القصف في اليمن سيحقق الكثير من الفائدة، ولا إلى إمكانية التصعيد مع إيران، ولا إلى دور إسرائيل في وقت ظهر فيه أن وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوشك على الانهيار.
وأشار الكاتب إلى ويتكوف الذي بدا -حسب رأيه- مفتونا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إن هدفه لم يكن إنهاء الحرب في أوكرانيا فحسب، بل بناء شراكة جديدة بين أميركا وروسيا، ووبخ الدول الأوروبية على اعتقادها بأن الروس سيزحفون على أوروبا، وقال "أعتقد أن هذا سخيف".
وختم غولدبرغ بأن هذه التعليقات ستعزز المخاوف الأوروبية من أن أميركا قد تتحول بسرعة من حامية لأوروبا إلى ما يشبه العدو، مستنتجا أن تسريبات سيغنال لن تؤدي إلا إلى زيادة القلق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات
إقرأ أيضاً:
مسؤولون أمريكيون كبار شاركوا خطط الضربة في اليمن مع صحفي في دردشة جماعية
يمن مونيتور/ واشنطن/ ترجمة خاصة:
تورط كبار أعضاء حكومة دونالد ترامب في خرق أمني خطير أثناء مناقشة الخطط العسكرية السرية للهجمات الأمريكية الأخيرة على جماعة الحوثي المسلحة في اليمن.
في خطأ غير عادي، استخدمت شخصيات رئيسية في إدارة ترامب – بما في ذلك نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، وماركو روبيو، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد – تطبيق الدردشة التجاري سيجنال لعقد اجتماع ومناقشة الخطط – بما في ذلك أيضًا صحفي بارز في المجموعة.
لم تتم الموافقة على سيجنال من قبل حكومة الولايات المتحدة لمشاركة المعلومات الحساسة.
ومن بين المشاركين في المحادثة مستشار ترامب ستيفن ميلر، ورئيسة موظفي ترامب سوزي ويلز، والمبعوث الرئيسي لترامب ستيف ويتكوف.
تم الكشف عن الاختراق في مقال نشره يوم الاثنين جيفري غولدبرغ، محرر مجلة أتلانتيك، والذي اكتشف أنه تم إدراجه في محادثة سيجنال تسمى “Houthi PC Small Group” وأدرك أن 18 عضوًا آخر في المجموعة من بينهم أعضاء في حكومة ترامب.
وقال الرئيس دونالد ترامب للصحفيين بعد ظهر يوم الاثنين إنه لم يكن على علم بالمقال الذي نشرته مجلة أتلانتيك.
وفي روايته، قال غولدبيرغ إنه قام بإزالة مواد حساسة من حسابه، بما في ذلك هوية ضابط كبير في وكالة المخابرات المركزية وتفاصيل العمليات الحالية.
وأكد بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، التقرير، وقال للمجلة: “يبدو أن هذه سلسلة رسائل أصلية، ونحن نراجع كيف تمت إضافة رقم غير مقصود إلى المحادثة”.
وأضاف هيوز: “يُجسّد هذا الحوار التنسيقَ السياسيَّ العميقَ والمدروسَ بين كبار المسؤولين. ويُشير النجاحُ المُستمرُّ للعمليةِ الحوثيةِ إلى عدمِ وجودِ أيِّ تهديدٍ للقواتِ أو الأمنِ الوطني”.
ومن المرجح أن يثير هذا الحادث المزيد من المخاوف بشأن مدى موثوقية إدارة ترامب في ضوء المعلومات الاستخباراتية التي يتقاسمها حلفاؤها السابقون – لا سيما وأن هيجسيث يتفاخر في إحدى المراحل بضمان “أمن العمليات بنسبة 100٪” بينما يقرأ صحفي مشهور رسالته.
وتشمل المناقشات التي اطلع عليها غولدبرغ تعليقات من فانس، الذي بدا غير مقتنع بضرورة مهاجمة اليمن، فضلاً عن المحادثات حول الثمن الذي ينبغي أن نتوقعه من الأوروبيين وغيرهم من البلدان مقابل قيام الولايات المتحدة بإزالة التهديد الموجه إلى طريق الشحن العالمي الرئيسي.
ووصف المعلقون الأمنيون والاستخباراتيون في الولايات المتحدة خرق الأمن التشغيلي بأنه غير مسبوق – سواء بالنسبة لاستخدام خدمة الدردشة التجارية أو لإدراج غولدبرغ.
في الجيش الأميركي، تعمل أعلى المستويات السياسية وأجهزة الاستخبارات بموجب قواعد صارمة فيما يتصل بتبادل المواد السرية ومناقشة القضايا المتعلقة بالأمن العملياتي حيث قد تتعرض الأرواح والنتائج للخطر في حالة الكشف عنها.
في حين يعتبر سيجنال بمثابة خدمة دردشة مشفرة آمنة، فإن نقطة ضعفه هي أن الهواتف التي تم تثبيته عليها قد تكون عرضة للخطر.
وكان من بين الذين شعروا بالفزع إزاء هذا الخرق النائب الديمقراطي بات رايان، وهو من قدامى المحاربين في الجيش وعضو في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، والذي وصف الخرق باستخدام لقب “فوبار” الذي يعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية – والذي يعني “فاسد إلى حد لا يمكن التعرف عليه”.
وأضاف “إذا لم يعقد الجمهوريون في مجلس النواب جلسة استماع حول كيفية حدوث هذا الأمر على الفور، فسأفعل ذلك بنفسي.”
كتب شين هاريس، مراسل الأمن القومي لفترة طويلة – سابقًا في صحيفة واشنطن بوست والآن مع مجلة أتلانتيك – على بلو سكاي: “خلال 25 عامًا من تغطية الأمن القومي، لم أشاهد قصة مثل هذه أبدًا”.
ويكتب غولدبرغ أنه كان يشك في البداية في ما إذا كانت الرسائل قد تكون نوعًا من عملية التضليل الأجنبية، لكنه أصبح مقتنعًا بأنها حقيقية بسبب اللغة والمواقف المقدمة ولأن الخطة التي نوقشت تزامنت مع هجوم فعلي على اليمن.
وكان أحد التبادلات اللافتة للنظر هو قيام فانس وهيجسيث بإبداء تعليقات مهينة حول أوروبا.
كتب غولدبرغ: “وجّه الحساب المُعرّف باسم “جيه دي فانس” رسالةً في الساعة 8:45 إلى @بيت هيغسيث: “إذا كنت تعتقد أننا يجب أن نفعل ذلك، فلنذهب. أنا ببساطة أكره إنقاذ أوروبا مجددًا”. (جادلت الإدارة بأن حلفاء أمريكا الأوروبيين يستفيدون اقتصاديًا من حماية البحرية الأمريكية لممرات الشحن الدولية).
يُتابع غولدبرغ: “ردّ المستخدم المُعرَّف باسم هيغسيث بعد ثلاث دقائق: “نائب الرئيس: أُشاركك تمامًا كراهيتك للاستغلال الأوروبي. إنه لأمرٌ مُثيرٌ للشفقة. لكن مايك مُحق، فنحن الوحيدون على هذا الكوكب القادرون على فعل ذلك.
وفي الواقع، تشارك نحو 20 دولة في مهمة حماية الشحن البحري من هجمات الحوثيين، بما في ذلك السفن الحربية البريطانية.
وعندما أصبح غولدبرغ على علم بالهجوم على اليمن، سجل كيف عاد إلى قناة سيجنال:
قدّم مايكل والتز [مستشار الأمن القومي الأمريكي] للمجموعة تحديثًا. مرة أخرى، لن أقتبس هذا النص، باستثناء الإشارة إلى أنه وصف العملية بأنها “عمل مذهل”.
وبعد دقائق قليلة، كتب شخص آخر: “بداية جيدة”.
بعد فترة وجيزة، ردّ والتز بثلاثة رموز تعبيرية: قبضة، وعلم أمريكي، ونار. وسرعان ما انضمّ آخرون، بمن فيهم “مار” (ماركو روبيو). كتب: “أحسنتَ يا بيت وفريقك!!”. و”سوزي وايلز” أرسلت رسالة نصية: “أحسنتَ للجميع – وخاصةً في مسرح العمليات والقيادة المركزية! رائع حقًا. بارك الله فيكم.”
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةاتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...