تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تشهد الهند، التي تحتضن نحو 204 ملايين مسلم (حسب تقديرات عام 2019)، احتفالات رمضان كدليل على التنوع الثقافي والديني الغني للبلاد، مُبرزةً التعددية الثقافية والالتزام بالحرية الدينية.

وبحسب مقال نشرته صحيفة “عمان أوبزرفر” بالانجليزية  فإن الجالية المسلمة في الهند تعد ثالث أكبر جالية مسلمة في العالم، وأكبر جالية مسلمة كأقلية.

 

يشكل المسلمون حوالي 14 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. وتستضيف الهند 10.9 بالمائة من مسلمي العالم.

وما يميز الشهر الكريم في الهند هو تنظيم قادة سياسيين وأقطاب شركات ومشاهير وشخصيات بارزة أخرى موائد إفطار جماعية، تعمل هذه المناسبات كأداة للتواصل الاجتماعي، مما يعزز النسيج الاجتماعي القوي للبلاد، بحسب الصحيفة.

وتساهم موائد الإفطار هذه في تمكين القادة من التواصل مع ناخبيهم المسلمين، وتعزيز الوئام المجتمعي، وإظهار التضامن مع الجالية المسلمة الواسعة في جميع أنحاء البلاد.

وتستضيف موائد الإفطار التي ينظمها القادة والمشاهير أفرادًا من مختلف مناحي الحياة، بغض النظر عن عقيدتهم. 

وهي شهادات ليس فقط على المشاركة والرعاية، بل أيضًا بمثابة منصات لتعزيز الحوار وسد الفجوات وتقوية الروابط بين المجتمعات المختلفة.

وبينت الصحيفة أن هذه التجمعات تعزز الرسالة بأن رمضان ليس مجرد وقت للعبادة الدينية، بل أيضًا فترة لتعزيز الوحدة والاحترام المتبادل والتفاهم عبر الانقسامات السياسية والثقافية، مما يعكس الروح الحقيقية للديمقراطية التعددية في الهند.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الاحتفالات تتجذر بعمق في النسيج الثقافي للأمة، وتنسج نسيجًا جميلًا من التقاليد يمتد من كشمير إلى كيرالا، ومن حيدر أباد إلى لكناو، ومن آسام إلى البنغال.

يتم تناول وجبة السحور، المعروفة بأسماء مختلفة في مناطق مختلفة من الهند، قبل صلاة الفجر وتعتبر حاسمة لأنها توفر التغذية للحفاظ على طاقة الأفراد طوال يوم الصيام. 

في أجزاء كثيرة من الهند، يتضمن تقليد السحور التجمعات العائلية، حيث يجتمع المسلمون قبل الفجر لتناول أشهى أطباق السحور والصلاة معًا.

يُعدّ كسر الصيام، المعروف باسم "الإفطار"، أحد أكثر اللحظات المنتظرة في اليوم بالنسبة للمسلمين الذين يصومون خلال شهر رمضان المبارك.

وفي الهند، يُنظر إلى هذا التقليد على أنه مناسبة لتقوية الروابط الأسرية وتعزيز الأخوة.

وبالتالي، يتم الاحتفال بالإفطار بحماس، وغالبًا ما يشمل تجمعات كبيرة من العائلة والأصدقاء والجيران. إنه وقت يجتمع فيه أفراد المجتمع لتبادل وجبة الطعام والاحتفال ببركات الشهر الكريم.

تنبض المدن والأسواق بأشهى أطباق الإفطار، وتملأ الهواء رائحة الوجبات الخفيفة وغيرها من أصناف الإفطار التي تثير شهية المارة من محلات الحلويات والمقاهي الصغيرة. لا يستطيع المرء مقاومة إغراء هذه الوجبات الخفيفة، مما يدفع الكثيرين إلى شراء بعضها لأخذها إلى منازلهم لعائلاتهم.

في مدن مثل حيدر أباد ولكناو، يكون الإفطار حدثًا كبيرًا. في حيدر أباد، تتحول الشوارع المحيطة بتشارمينار الشهير إلى مركز صاخب لبائعي الأطعمة الذين يبيعون أطعمة الإفطار المحلية المتخصصة مثل السمبوسة والباكورا والدحي بوري. تملأ رائحة البرياني الطازج الهواء بينما ينتظر الناس بفارغ الصبر صلاة المغرب، التي تشير إلى وقت كسر الصيام.

 في لكناو، تنبض تقاليد الطهي في مطبخ الموغلاي بالحياة خلال الإفطار، حيث يتم تقديم أطباق غنية مثل كباب التونداي والشيرمال (خبز مسطح حلو) إلى جانب المشروبات المنعشة مثل روح أفزا (مشروب حلو بنكهة الورد).

يتوج كل يوم من أيام الصيام بمجموعة أطول من صلاة الجماعة الليلية في المساجد، والمعروفة باسم التراويح، والتي تشير إلى صلاة السنة الخاصة التي تؤدى حصريًا خلال شهر رمضان المبارك.

في الهند، تتضمن هذه الصلوات تلاوة أجزاء طويلة من القرآن ويمكن أن تتكون من أي عدد من الركعات (عدد السجود في الصلاة) تتراوح من 8 إلى 20، اعتمادًا على الممارسات والتقاليد الإقليمية.

وبحسب الصحيفة فإن يُعدّ فعل الخير، أو الزكاة، أحد أركان الإسلام الخمسة. خلال الشهر الكريم، يتم تشجيع المسلمين على العطاء بسخاء للفقراء والمحتاجين. إنهم يؤمنون بأن رمضان ليس مجرد صيام وإفطار وسحور؛ بل هو أيضًا عن العطاء ومساعدة المحتاجين، حيث يشار إلى الشهر على أنه "شهر العطاء".

في الهند، تتجلى روح الخير هذه بأشكال مختلفة، من التبرعات للمساجد والمؤسسات الدينية إلى توفير الطعام للمحتاجين خلال الإفطار. تنظم العديد من المساجد فعاليات خيرية واسعة النطاق طوال شهر رمضان، حيث يتم توزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين، مما يضمن حصول الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو عقيدتهم، على وجبة خلال الإفطار. في مدن مثل كيرالا وكلكتا ودلهي، تتحد المنظمات الخيرية والأفراد لإعداد وتوزيع آلاف وجبات الإفطار على المشردين والمجتمعات المهمشة.

إن مشهد المتطوعين الذين يطبخون معًا ويحزمون الوجبات ويوزعونها يتردد صداه بعمق داخل المجتمع، مما يسلط الضوء على جوهر التعاطف والتآزر الذي يجسده رمضان. 

لا تفي أعمال الخير هذه بواجب الزكاة فحسب، بل تعزز أيضًا حسن النية وتحسن العلاقات المجتمعية، مما يجسد القيم الإنسانية المشتركة التي تتجاوز الاختلافات.

مع تقدم شهر رمضان وازدياد الشعور بالصداقة الحميمة، غالبًا ما يجد الناس أنفسهم يفكرون في أفعالهم ويشاركون في مبادرات مجتمعية أعمق. 

ويستغل الكثيرون هذا الوقت لإصلاح العلاقات مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء المتخاصمين، مدركين أن روح التسامح والمصالحة لها نفس القدر من الأهمية خلال هذا الشهر الكريم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشهر الکریم شهر رمضان فی الهند

إقرأ أيضاً:

“دبليو كابيتال” للوساطة العقارية تتوقع تدفق المستثمرين من الهند والصين وأوروبا على عقارات دبي

توقعت شركة “دبليو كابيتال” للوساطة العقارية، التي تتخذ من دبي مقرا لها، أن تحفز اضطرابات الاقتصاد العالمي، المدفوعة بسياسات الجمركية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تدفق المستثمرين الأجانب من معظم جنسيات العالم ولاسيما من الهند والصين وأوروبا إلى عقارات دبي خلال الفترة المقبلة.
وأشارت إلى أنه مع استمرار تداعيات الحرب التجارية وعدم وضوح المشهد الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يواصل المستثمرون توجههم نحو الأصول الآمنة، وستظل دبي من أبرز الوجهات العقارية الجاذبة على الصعيدين الإقليمي والدولي في ظل هذه الظروف.
وأكدت “دبليو كابيتال”، على أن القطاع العقاري في دبي يواصل تأكيد مكانته كخيار استثماري آمن ومستقر للأفراد والمستثمرين على حد سواء وذلك أثناء فترات التوترات الاقتصادية العالمية، موضحًا أن العقار من الأصول التي تحتفظ بقيمتها على المدى الطويل، مما يجعله ملاذًا مثاليًا في مواجهة التضخم وتقلبات الأسواق المالية.
وتعليقًا على التقرير، قال وليد الزرعوني، رئيس مجلس إدارة شركة “دبليو كابيتال” للوساطة العقارية، إن سوق دبي العقارية أثبتت تفوقها في العقد الأخير، وبرزت مكانتها منذ جائحة كورونا على وجه التحديد، حيث سجلت تدفقًا متزايدًا لرؤوس الأموال الأجنبية، لا سيما من الهند والصين وأوروبا، حيث يسعى المستثمرون من هذه الدول إلى تنويع محافظهم الاستثمارية وتقليل المخاطر المرتبطة بالتقلبات السياسية والاقتصادية في بلدانهم.
وأكد وليد الزرعوني، على أنه مع تصاعد حدة الحرب التجارية العالمية، التي أشعل شرارتها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بفرض رسوم شاملة على الواردات إلى الولايات المتحدة، وفقا لقاعدة المعاملة بالمثل مع مختلف دول العالم، مما يدفع المستثمرين حول العالم نحو إعادة تقييم خياراتهم الاستثمارية. وقد انعكس هذا التوتر التجاري سلبًا على أسواق الأسهم وسلاسل التوريد العالمية وأدى إلى البحث عن بدائل أكثر استقرارًا وأمانًا لحماية رؤوس أموالهم.
وتابع الزرعوني بقوله: “يشير المقدار الهائل من العقارات التي تم شراؤها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام إلى أن دبي تمثل الملاذ الآمن للمستثمرين، وذلك وفقًا لبيانات دائرة الأراضي والأملاك خلال الربع الأول من عام 2025، تجاوزت القيمة الإجمالية للمبيعات 141 مليار درهم وهي ثالث أكبر قيمة ربعية على الإطلاق في تاريخ السوق وبنسبة نمو 30%، مقارنة بـ 108.5 مليار درهم خلال نفس الفترة من العام الماضي، وهو إنجاز برهانًا على القوة الراسخة لثقة المستثمرين في قطاع العقارات في دبي”.
وأضاف أن دبي باتت تشكل ملاذًا استثماريًا جذابًا، ليس فقط بفضل استقرارها السياسي والأمني وتنوع اقتصادها، بل أيضًا لما توفره من فرص في قطاع العقارات، وخاصة العقارات الفندقية والسكنية الفاخرة، مشيراً إلى أنه في ظل ارتفاع الطلب المتوقع على العقارات في دبي خلال فترات الحروب والأزمات العالمية، فإنه من المتوقع زيادة أسعارها.
وذكر وليد الزرعوني، أن الإقبال المتزايد على شراء الأراضي والوحدات السكنية والتجارية يعكس ثقة المستثمرين في هذا القطاع الحيوي، خاصة في دبي التي تشهد نموًا عمرانيًا متسارعًا، كما أن الاستثمار في العقار لا يقتصر على فئة معينة، بل يشمل الأفراد ذوي الدخل المتوسط والصغير، بفضل تنوع الفرص العقارية وتعدد خيارات التمويل.
وأكد وليد الزرعوني أن مستقبل السوق العقارية واعد، خاصة مع التوجهات الحكومية الداعمة للقطاع، مثل توفير البنية التحتية وتعزيز برامج الإسكان، وهذه العوامل مجتمعة تسهم في استقرار السوق وتعزز جاذبيته كأحد أفضل الخيارات الاستثمارية المستدامة في الوقت الراهن.
وتابع الزرعوني: “أيضا مع النمو المتسارع الذي يشهده قطاعا السياحة والضيافة في دبي، تبرز العقارات الفندقية كأحد الخيارات الاستثمارية الواعدة، فالنمو الاقتصادي المستمر في الإمارة، إلى جانب الزيادة الملحوظة في أعداد الزوار سنويًا، يعزز من جاذبية هذا النوع من الاستثمار، مما يجعل الوقت الحالي مناسبًا للمهتمين بالدخول إلى هذا السوق الحيوي”.
وذكر أن السياسات الحكومية المرنة وتسهيلات الإقامة التي تم تقديمها للمستثمرين، مثل الإقامات الذهبية، ساهمت في تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب، فضلًا عن مزايا إضافية مثل انخفاض الضرائب ووضوح القوانين التنظيمية جعلا من دبي وجهة آمنة ومربحة في نظر المستثمرين الباحثين عن الأمان والربحية في آن واحد.


مقالات مشابهة

  • مقتل 3 في احتجاجات على قانون أوقاف المسلمين في الهند
  • رئيس «تضامن النواب»: الرئيس السيسي وجه الدعم الكامل للمواطن لأنه أمن قومي.. والدساتير المصرية تنص على دعمه
  • شرطة دبي: الدوريات السياحية نموذج فريد في الدمج بين الحداثة الأمنية والترويج الحضاري
  • “دبليو كابيتال” للوساطة العقارية تتوقع تدفق المستثمرين من الهند والصين وأوروبا على عقارات دبي
  • «وثيقة مهمة للترقي».. رابط استخراج صحيفة أحوال المعلم 2025 وكيفية طباعتها
  • صحيفة إسبانية: إصابة بالدي مدافع برشلونة تُبعده عن الملاعب 3 أسابيع
  • صحيفة إيرانية: واشنطن لم تطلب تفكيك المنشآت النووية خلال مفاوضات عُمان
  • تراجع كبير لثقة المستهلكين في الولايات المتحدة
  • عواصف رعدية تودي بحياة 69 شخصا في الهند ونيبال
  • هذه هي العقبات - صحيفة: لقاءات مصرية مع حماس ستناقش التصور المقترح للتهدئة