اعترافات جلاد البعث: إعدام الشيخ عارف البصري ورفاقه.. قرار سياسي بغطاء أمني
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
25 مارس، 2025
بغداد/المسلة: في ظل السعي المستمر لكشف جرائم النظام البعثي السابق في العراق، تتوالى الاعترافات التي تسلط الضوء على الفظائع المرتكبة بحق المعارضين.
وأحدث هذه الاعترافات جاءت من اللواء السابق في مديرية الأمن العامة، خير الله حمادي عبد جارو، الذي كشف عن تفاصيل مروعة لعمليات إعدام جماعية وتعذيب ممنهج نفذها النظام البائد.
أوضح حمادي أن قرار إعدام الشيخ عارف البصري ورفاقه الأربعة في ديسمبر 1974 كان قرارًا سياسيًا اتخذه رئيس الجمهورية آنذاك، أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين.
وأشار إلى أن البصري، بصفته قائدًا بارزًا في حزب الدعوة الإسلامية، كان يُنظر إليه كتهديد رئيسي للنظام بسبب تأثيره الكبير على الشباب من خلال خطبه وكتاباته.
وتم اعتقال البصري مع 30 شخصية دينية وقيادية أخرى في يوليو 1974، وتولى التحقيق معهم ضباط معروفون بقسوتهم، حيث وُجهت إليهم تهم التحريض على المظاهرات بهدف إسقاط النظام، وهي تهم كانت عقوبتها الإعدام المحتوم.
كشف حمادي أن جثامين الشهداء نُقلت من سجن أبو غريب إلى معهد الطب العدلي وسط تعتيم إعلامي شديد. ورغم محاولات النظام منع التجمعات، احتشد عدد كبير من المواطنين، معظمهم من طلبة الجامعات الغاضبين. رفضت السلطات تسليم الجثامين خشية أن يتحول التشييع إلى تظاهرة ضد النظام، ودفنتهم سرًا في مقابر النجف الأشرف، مع تهديد عائلاتهم بعدم إقامة مجالس عزاء تحت طائلة العقاب.
في شهادة أخرى، تحدث حمادي عن عمليات إعدام جماعية نفذها أثناء توليه منصب مسؤول دائرة أمن ناحية بلد عام 1981. بعد إعدام شيخ عشيرة الحمزاويين، قيس عبد علي مجيد، ومجموعة من أبناء العشيرة بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الإسلامية، لجأ أفراد من العشيرة إلى بساتين بلد هربًا من ملاحقة الأجهزة الأمنية.
ونظراً لصعوبة الوصول إليهم، لجأ حمادي إلى خطة لاغتيالهم باستخدام السم. تم تنظيم وليمة عشاء دُس فيها السم في مشروبات البيبسي كولا، مما أدى إلى وفاة عدد منهم، واعتقال وإعدام من حاولوا طلب العلاج في المستوصف المحلي.
وفي سياق آخر، أشار حمادي إلى توجيهات علي حسن المجيد، المعروف بـ”علي كيمياوي”، بتنفيذ إعدامات بأساليب وحشية.
وذكر حادثة إعدام ثلاثة من أعضاء حزب الدعوة الإسلامية عام 1984، حيث تم تقييدهم وزرع عبوات ناسفة على أجسادهم، ثم تفجيرهم عن بُعد في منطقة نائية، في مشهد يعكس مدى الوحشية التي انتهجها النظام في تصفية معارضيه.
تأتي هذه الاعترافات لتؤكد مجددًا حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام البعثي بحق أبناء الشعب العراقي، وتسلط الضوء على ضرورة مواصلة الجهود لكشف الحقائق وتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
السوق العقارية المصرية تشهد استقرارًا ملحوظًا بفضل مشروعات جديدة واستثمارات ضخمة
قال أحمد عارف، عضو غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات، إن السوق العقاري المصري يمر حاليًا بمرحلة من التوازن والاستقرار النسبي، مدعومًا بتزايد الطلب الحقيقي، خاصة على المشروعات السكنية المتكاملة التي تراعي معايير الجودة والاستدامة، في ظل توسع الدولة في تطوير المدن الجديدة وتعزيز البنية التحتية.
وأشار عارف إلى أن القطاع لا يزال من بين أكثر القطاعات جذبًا للاستثمار، سواء من المستثمرين المحليين أو المؤسسات الأجنبية، لما يتمتع به من قدرة على امتصاص المتغيرات الاقتصادية، وتوافر قاعدة طلب قوية مدفوعة بنمو سكاني مرتفع واحتياجات عمرانية متجددة. موضحًا أن السوق يشهد تحولًا واضحًا نحو المجتمعات الذكية والمستدامة، وهو ما يفرض على الشركات تبني نماذج تطوير أكثر مرونة وابتكارًا.
وفي هذا السياق، أوضح عارف أن شركة إمكان مصر قد استكملت مؤخرًا زيادة رأسمالها ليصل إلى 2.56 مليار جنيه، بهدف دعم توسعها داخل السوق المصري، لاسيما في ظل النتائج الإيجابية التي حققتها خلال السنوات الماضية، من خلال مشروع "البروچ" في هليوبوليس الجديدة، والذي يمثل نموذجًا متكاملاً لمجتمع عمراني حيوي يجمع بين التخطيط المتوازن والبنية التحتية الذكية والمساحات الخضراء.
وأضاف أن المشروع يستهدف تقديم وحدات سكنية بجودة عالية، تستجيب لمتطلبات الطبقة المتوسطة والعليا، مع التركيز على الحفاظ على البيئة وجودة الحياة. وقد شهد المشروع مؤخرًا انطلاقة جديدة في أعمال البناء في عدد من القطع السكنية التي من المتوقع أن تضيف وحدات جديدة خلال الفترة المقبلة، ما يسهم في تقليل الفجوة بين العرض والطلب.
وأكد أن دعم المساهمين لخطط التوسع يعكس الثقة في فرص السوق المصري، خاصة في ظل توجه الدولة لتعزيز تصدير العقارات، وتشجيع المستثمرين على دخول السوق سواء من خلال التطوير المباشر أو الشراكات مع كيانات قائمة. واختتم عارف تصريحاته بالتأكيد على أهمية استمرار العمل وفق معايير صارمة للجودة والشفافية والابتكار لتأمين مستقبل مستدام لهذا القطاع الحيوي.