قال الخبير في الشأن الإسرائيلي شادي الشرفا إن بث كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مقطع فيديو يظهر أسيرين إسرائيليين ينتقدان حكومة بنيامين نتنياهو لم يكن مجرد رسالة إعلامية، بل جاء في توقيت مدروس لاستثمار حالة التراجع في الاهتمام الإسرائيلي بملف الأسرى.

وأكد الشرفا أن الشريط نجح في إعادة هذا الملف إلى واجهة النقاش الداخلي، في ظل تصاعد الغضب الشعبي تجاه إدارة الحكومة لهذا الملف.

وكانت كتائب القسام بثت أمس الاثنين مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين انتقدا فيه بشدة استئناف الحكومة الإسرائيلية الحرب على قطاع غزة، وأكدا أن ذلك سيؤدي إلى مقتلهما، كما طالبا فيه الأسرى الذين أطلق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بكسر الصمت، والحديث عن حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الإسرائيليون.

وأوضح الشرفا، في حديثه للجزيرة، أن نتنياهو -على غير عادته- تولى بنفسه التعليق على الفيديو بدلا من ترك المهمة للمتحدث باسم الجيش، مما يعكس حالة من المأزق السياسي الذي يعيشه.

لكنه فشل، برأيه، في إقناع الشارع الإسرائيلي بجدية جهوده لاستعادة الأسرى، حيث جاء خطابه خاليا من التعاطف، مما عزز الانتقادات الموجهة إليه من عائلات الأسرى والمعارضة.

إعلان

وعلق نتنياهو على مقطع الأسيرين بأنه حرب نفسية، وأن مشاهدته صعبة جدا، وفق تعبيره، واعتبره يعزز الإصرار على إعادة المحتجزين بالضغط العسكري والسياسي.

ليس عشوائيا

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن توقيت بث الفيديو لم يكن عشوائيا، وإنما جاء في لحظة ضعف الحكومة الإسرائيلية واشتداد الضغط الشعبي عليها.

وأشار إلى أن كتائب القسام استغلت الفجوة العميقة بين الحكومة والجبهة الداخلية، مستفيدة من تزايد الأصوات التي ترى أن الحل الوحيد لاستعادة الأسرى هو العودة إلى طاولة المفاوضات، لا استمرار العمليات العسكرية.

ويرى عفيفة أن الرسالة الأبرز في الفيديو لم تكن موجهة للحكومة فحسب، بل للمجتمع الإسرائيلي الذي بدأ يدرك أن سياسة نتنياهو لا تحقق سوى مزيد من الأزمات.

وأضاف أن المشاهد المصورة مثلت صدمة للشارع الإسرائيلي، حيث ظهر الأسيران الإسرائيليان في وضع إنساني صعب، يتحدثان مباشرة إلى مواطنيهم، ويطلبان منهم الضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل جديدة.

في حين أشار الشرفا إلى أن أحد أكثر الجوانب لفتا في الفيديو هو دعوة الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم إلى كسر صمتهم والتحدث عن ظروف احتجازهم.

تسريبات سابقة

وقال إن هناك تعليمات واضحة من السلطات الإسرائيلية لهؤلاء الأسرى بعدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية، خاصة بعد تسريبات سابقة أظهرت تعامل المقاومة الفلسطينيَّة معهم بطرق تتعارض مع الرواية الرسمية الإسرائيلية.

وأضاف أن بعض الأسرى المفرج عنهم تحدثوا بالفعل عن ظروف إنسانية تلقوها خلال احتجازهم، مما أثار حفيظة المؤسسة العسكرية التي تسعى لتقديم صورة مغايرة للواقع.

وأكد أن هذه التسريبات دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى فرض رقابة صارمة على أي شهادات قد تؤثر على الرواية الرسمية بشأن تعامل المقاومة مع الأسرى.

في هذا السياق، شدد عفيفة على أن القسام أرادت من خلال الفيديو توجيه رسالتين متوازيتين: الأولى داخلية لتعزيز حالة الغضب الشعبي ضد حكومة نتنياهو، والثانية للوسطاء الإقليميين والدوليين بأن استمرار الحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد، وأن الحل الوحيد المتاح هو استئناف المفاوضات لإنجاز صفقة تبادل.

إعلان

وبحسب عفيفة، فإن الفيديو أحدث صدى واسعا داخل إسرائيل، حيث احتل مساحة كبيرة في وسائل الإعلام العبرية، وأثار جدلا بين المحللين والسياسيين.

ويرى الشرفا أن نتنياهو يحاول استثمار ملف الأسرى للحفاظ على شرعية الحرب المستمرة على غزة، إذ يدرك أن بقاء الأسرى لدى المقاومة يعزز تبرير العمليات العسكرية، لكنه أشار إلى أن هذا النهج قد بدأ يفقد زخمه، خاصة مع تزايد المطالبات الداخلية بضرورة البحث عن حلول سياسية بديلة.

ولا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا محتجزا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، وفق تقديرات إسرائيلية، في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

القسام تنشر رسالة لأسيرين إسرائيليين.. أخبرهم يا أوهاد (شاهد)

نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الاثنين، رسالة مصورة لأسيرين جنديين إسرائيليين محتجزين لديها في قطاع غزة.

وظهر في مقطع الفيديو الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى كتائب القسام ألكانا بوحبوط ويوسف حاييم أوحانا.

وجاء في رسالة أسرى الاحتلال، "حتى الأمس كان لي اسم وكانت لي هوية وكان عندي أمل، اليوم أنا مجرد رقم فقط، ونحن الأسرى في غزة نريد أن نخبركم عن وضعنا، نحن نريد منكم أن تعلموا أن حماس لم تطلب منا قول ذلك، وأن مقطع الفيديو هذا ليس هدفه الحرب النفسية".

وتابع الأسرى: "لكن هو أننا نحن من طلبنا وتوسلنا أن نسمع صوتنا، والرجاء منكم أن تسمعوا صوتنا (..)، قبل الصفقة الأخيرة في الـ19 من يناير، حيث كانت المعابر مغلقة طيلة أيام الحرب، تقريبا لم يكن يوجد هنالك طعام والوضع كان صعبا ولا يوجد مكان آمن، والظروف المعيشية كانت صعبة، والأكثر سوءا هو أن الشخص لا هو ميت ولا هو حي".

???????? ????????????
كَتَائِبُ الشَّهِيدِ عَزُّ الدِّينِ الْقَسَّامِ تَنْشُرُ رسالة أسيرين لديها
بعنوان "أخبرهم يا أوهاد"!
תגיד להם, אוהד !
أخبرهم يا أوهاد !
Tell them, Ohad!

الوقت ينفد...
הזמן אוזל..
Time Is Running Out... pic.twitter.com/cmb0jjsePC

— محمد علاء العناسوه (@alaa_tallaq) March 24, 2025
وأردف الأسرى بقولهم: "عندما بدأت الصفقة وتم فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، مقاتلو حماس حرصوا وكان عندهم اهتمام لتوفير لكل ما نحتاجه ولكل ما نطلبه، ليس فقط من أجل إطعامنا بل من أجل أن نشعر بأننا في وضع جيد، وفعلا بدأنا نشعر بأنه لا يوجد جوع وبدأنا نتنفس الهواء الطلق".

ولفت الأسرى في رسالتهم إلى أنهم "كانوا يشعرون أن هذا سوف ينتهي، وبالذات عندما بدأت النهاية تقترب وتلقينا الضربة الموجعة (..)، في الـ18 مارس قررت الحكومة الإسرائيلية مهاجمة غزة من الجو، هذه الهجمة من شأنها أن تؤدي إلى نهايتنا، نحن نعلم أنهم يخبرونكم بأنهم ينون إعادتنا إلى البيت، ولكن لتعلموا أن هجوم مثل الذي حدث بالأمس، كانت هذه أقرب لحظة ستؤدي إلى نهايتي أنا ومن معي، وقد شاهدنا الموت أمام أعيننا، والآن بعد الهجوم وإغلاق المعابر عاد الأمر إلى ما كان عليه".


وطالب الأسرى بتوقف الحكومة الإسرائيلية عن تكميم الأفواه، قائلين: "على الأسرى الذين كانوا معنا أن يخرجوا وأعطوهم فرصة أن يتحدثوا ويعبروا عن آرائهم، كفى تكميم أفواههم، اسمحوا لهم بالحديث، ودعوا الحقيقة تخرج إلى العلن".

وتابع الأسرى: "أوهاد لماذا لا تخبرهم؟ أنت كنت معنا، كنت تجلس معنا، تحدث من أجلنا، اشرح للجميع ما الذي كنا نمر فيه؟ ليعلم الجميع، انت تعرف كم المعاناة التي نمر بها هنا؟ (..)".

مقالات مشابهة

  • شاهد.. نتنياهو يصف فيديو الأسيرين الإسرائيليين بـ "الحرب النفسية"
  • نتنياهو يعلق على فيديو أسيرين إسرائيليين
  • نتنياهو يعلق على فيديو أسيرين إسرائيليين وتصاعد المطالب بصفقة تعيد المحتجزين
  • كتائب القسام تبث فيديو لأسيرين صهيونيين
  • لماذا ظهر أسيران إسرائيليان في فيديو القسام بأرقام لا أسماء؟
  • “القسام” تنشر رسالة مصورة لأسيرين “إسرائليين” محتجزين لديها
  • القسام تشعل الأوساط الإسرائيلية بمشاهد جديدة لأسيرين ينتقدان عودة الحرب
  • القسام تبث فيديو لأسيرين إسرائيليين ينتقدان استئناف حرب غزة
  • القسام تنشر رسالة لأسيرين إسرائيليين.. أخبرهم يا أوهاد (شاهد)