كاثيميريني: اللوبي اليهودي قلق من احتمال حصول تركيا على مقاتلات إف-35
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – قالت صحيفة كاثيميريني، اليونانية، إن إمكانية بيع واشنطن مقاتلات إف-35 إلى تركيا، يشكل مصدر إزعاج لـ اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.
وتقول تقارير تركية إن واشنطن تدرس رفع العقوبات عن تركيا والسماح لها بشراء مقاتلات إف-35، وأن القضية تمت مناقشتها في المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس أردوغان.
وعقب الاتصال، كان رفع عقوبات قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) المفروضة على تركيا من قبل الولايات المتحدة، وتمهيد الطريق لبيع مقاتلات إف-35 إلى تركيا، مثار اهتمام لدى الرأي العام الدولي.
وقالت صحيفة كاثيميريني في تحليلها: “تركيا، التي لجأت إلى إدارة بايدن لمدة أربع سنوات بمقترحات مبتكرة لرفع العقوبات، ووجدت الآن استراتيجيتها في التركيز على دونالد ترامب. هذا من شأنه أن يعود بفوائد اقتصادية ووطنية على الولايات المتحدة”.
وذكر التقرير أن “واشنطن اقتنعت في أقل من 24 ساعة بعد اتصال ترامب وأردوغان، وأن سبل رفع العقوبات المفروضة على تركيا بسبب شرائها منظومة إس-400 قانونيًا وسياسيًا قيد الدراسة، وتُطرح سيناريوهات مُقترحة. وفي هذا السياق، ذُكر أن إتلاف منظومة إس-400 وتعطيلها من بين الخيارات المطروحة”.
وتضيف الصحيفة: “لا يتفق الجميع في الحكومة الأمريكية على إمكانية رفع العقوبات. شراء تركيا مقاتلات إف-35، سيُثير رد فعل حادًا من إسرائيل، وسيُفقد اليونان تفوقها في القوة الجوية. ولكن لم يُتخذ الرئيس الأمريكي قراره النهائي بعد، وطلب من أردوغان تقديم حجته، وسيؤكد كلامه لاحقًا”.
وذكرت الصحيفة أن ترامب سيأخذ في الاعتبار أيضًا رد فعل إسرائيل ومخاوف اليونان عند اتخاذ قراره النهائي.
ولم يصدر البيت الأبيض بيانًا بشأن رفع العقوبات عن تركيا أو بيع طائرات إف-35، وقالت صحيفة كاثيميريني إن “عدم نفي البيت الأبيض أدى إلى زيادة الاتهامات وخلق انزعاجا في دوائر الضغط اليهودية”.
Tags: أمريكااسطنبولاليونانترامبتركياكاثيميرينيمقاتلات إف 35واشنطن
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أمريكا اسطنبول اليونان ترامب تركيا كاثيميريني مقاتلات إف 35 واشنطن رفع العقوبات مقاتلات إف 35
إقرأ أيضاً:
فرص وتحديات رسالة ترامب على أمن واستقرار إيران والخليج
ينتهج الرئيس دونالد ترامب مقاربات ويطرح مبادرات غير تقليدية من خارج الصندوق، تثير كثيراً من علامات التعجب والاستفهام لرئيس وصل من خارج الدولة العميقة والنظام السياسي الحزبي الأمريكي. شغل ترامب العالم حتى قبل فوزه بالانتخابات في نوفمبر الماضي بمقترحاته من ضم كندا وجعلها الولاية 51 واستعادة قناة بنما والاستحواذ على غرينلاند من الدنمارك وحتى السيطرة على غزة وتحويلها لريفيرا الشرق بمنتجعات فلل مطلة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط بعد ترحيل سكانها قسرا إلى مصر والأردن والتفاوض مع السودان والصومال وجمهورية أرض الصومال الانفصالية لاستيعاب اللاجئين المهجرين الفلسطينيين.. ما أثار كثيرا من الانتقادات واتهامات ترامب وإسرائيل بالتخطيط لارتكاب جرائم حرب وحرب إبادة وتطهير عرقي!
كان لافتاً تسليم رسالة الرئيس ترامب حول برنامج إيران النووي عبر أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الأسبق. حسب موقع اكسيوس الأمريكي الإخباري المعروف بعلاقته الوثيقة مع مجتمعي الاستخبارات والسياسي الأمريكي، وتم تقديم إيجاز وأُطلع الحلفاء: إسرائيل - السعودية - والإمارات على فحوى رسالة ترامب لإيران.
تعمدت رسالة ترامب لإيران الغموض، لم تحدد الموعد النهائي للرد الإيراني على مبادرة ترامب - بمهلة شهرين! متى يبدأ العد التنازلي، من موعد إرسال الرسالة أو وقت استلامها أو من بدء المفاوضات؟!! وطبيعة الرد في حال رفضت إيران مبادرة ترامب بالتفاوض؟! وصفت مصادر لأكسيوس فحوى الرسالة كان "قاسياً" وحذرت بوجوب التوصل لاتفاق نووي جديد حول برنامج إيران النووي بالتفاوض، "بدلا من خيار آخر سيبقى مطروحاً. وتحذر الرسالة من تداعيات رفض مبادرة التفاوض المباشر للتوصل لحل. خاصة بعد مطالبة مستشار الأمن الوطني مايك والتز " بتخلي إيران وتسليم مكونات برنامجها النووي، والصواريخ ومخزون اليورانيوم المخصب أو تواجه إيران تداعيات قرارها"!! خاصة بعد تلقي إيران ضربات موجعة أضعفتها وحلفاءها ومحورها.
يقيّم النظام الإيراني مفاعيل وجدوى وجدية مبادرة وتهديد الرئيس ترامب بمنح إيران مدة شهرين للرد على مقترحه، بين الفرص والتحديات وتحذيره بأن مدة الشهرين ليستلم رد إيران وإلا ستكون العواقب وخيمة وهو نهج بات مكشوفا في مفاوضات حافة الهاوية التي يتقنها ترامب بالتصعيد والتهديد والوعيد ورفع السقف-ثم التراجع والتفاوض على حلول وسط.
والأهم ما تداعيات ونتائج رفض إيران مبادرة ترامب بالتفاوض؟ هل سيتسبب الرفض بعمل عسكري يستهدف منشآت إيران النووية بشكل فردي أو بمشاركة إسرائيل؟! وكيف سيهدد التصعيد أمن دولنا الخليجية؟!! أم هل المبادرة جزء من التصعيد والتلويح بالتهديد كتكتيك تفاوضي، ومقاربة اعتاد حلفاء وخصوم ترامب عليها، برفع سقف مطالبه بسياسة حافة الهاوية، ثم يتراجع ويخفض السقف. نهج وممارسة مكشوفة يتبعها ترامب بأسلوبه التفاوضي المستهلك؟ ودأبه بالتفاخر بقدراته ومهارته المميزة بالتفاوض وعقد صفقات!! لكن الواقع يناقض ذلك.
* والأمثلة كثيرة، من مطالباته حول السيطرة على غزة وجعل كندا الولاية 51، وفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين وحتى على الحلفاء في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ثم تراجع وتجميد المطالب!
وأذكّر تحريض ترامب إسرائيل قبل انتخابه، على ضرب منشآت إيران النووية رداً على قصف إيران بصواريخ ومسيرات أهداف داخل إسرائيل للمرة الثانية، رداً على اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله في بيروت في سبتمبر، واغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران في يوليو. وتتطابق تهديدات ترامب مع تهديدات الإدارات السابقة وتصميمهم على منع إيران امتلاك السلاح النووي. خاصة أن إيران خالفت بنود الاتفاق النووي ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم من 3.67% إلى 60% منذ عام 2018، وهذا يسهل رفع نسبة تخصيب اليورانيوم لنسبة 90% وعسكرة برنامج إيران النووي. وذلك رداً واحتجاجا على انسحاب إدارة ترامب الأولى من الاتفاق النووي وفرض أقسى العقوبات المستمرة على إيران منذ مايو 2018.
* تكرر إيران موقفها الرسمي بفتوى الإمام الخامنئي عام 2003 بتحريم امتلاك السلاح النووي. وجاء الرد من المرشد الأعلى علي خامنئي صاحب القرار النهائي في الملفات الحاسمة والبرنامج والاتفاق النووي الإيراني. سبق ووصف المرشد الأعلى علي خامنئي الرسالة وأسلوب ترامب بالتفاوض بـ "المخادع" لإعطاء التصور بأن إيران من ترفض التفاوض. لأن هدف ترامب وإدارته هو إبقاء العقوبات. وهذا يتطابق مع تصريحات من مسؤولين من إدارة ترامب بالتفكير بفرض المزيد من العقوبات والتشدد وحتى تسريب احتمال قيام البحرية الأمريكية بتفتيش ناقلات النفط الإيرانية، واعتبار أي اعتداء يشنه الحوثيون هو اعتداء إيراني وتتحمل مسؤوليته.
* وبرغم إعلان المرشد رفضه للتفاوض مع إدارة ترامب طالما أبقت الإدارة الأمريكية "نظام أقسى العقوبات على إيران" التي انتهجتها وطبقتها إدارة الرئيس ترامب نفسه منذ مايو 2018-بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الذي توصل إليه الرئيس أوباما مع مجموعة (5+1) للدول الكبرى وألمانيا مع إيران عام 2015-وجمّد برنامج إيران النووي وفرض قيودا صارمة على تخصيب اليورانيوم وفرضت إدارة الرئيس ترامب الأولى نظام أقسى العقوبات بنقاطه الاثني عشر أعلنها وزير الخارجية حينها مايك بومبيو. لكن لم تغلق بعثة إيران في الأمم المتحدة الباب على المفاوضات، وتركت فرصة للتفاوض على البرنامج النووي. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية استمرار دراسة رسالة ترامب. ليشدد المرشد بعد تحذير ترامب من تداعيات محتملة ضد طهران، إذا رفض عرضه، وفي خطاب للإيرانيين الجمعة الماضي، على انه "لن تجدي التهديدات نفعا... وعلى الأمريكيين أن يعرفوا أن تهديداتهم لن تُجدي نفعا في المواجهة مع إيران...وسيتلقون صفعة قوية إذا قاموا بأي تحرك يضر بالأمة الإيرانية".
لا شك مشهد مرتبك ومتناقض ومقلق، لكن قد يوفر فرصة تنزع فتيل التصعيد والمواجهة لرئيس يحلم بجائزة نوبل للسلام!.
(الشرق القطرية)