طالبة كورية داعمة لفلسطين تقاضي إدارة ترامب لوقف ترحيلها
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
رفعت الطالبة الجامعية الكورية الجنوبية يونسيو تشونغ (21 عاما)، المؤيدة لفلسطين، دعوى قضائية على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تريد ترحيلها خارج البلاد.
وتعيش يونسيو -الطالبة في جامعة كولومبيا– في الولايات المتحدة منذ أن كانت في السابعة من عمرها، ولكن تم إبلاغ فريقها القانوني قبل أسبوعين بإلغاء وضع الإقامة الدائمة القانونية الخاص بها، حسبما ورد في وثيقة قضائية لدى المحكمة الجزئية الأميركية للمنطقة الجنوبية من نيويورك.
وجاء في الدعوى التي رفعتها يونسيو تشونغ أمس الاثنين أن إدارة ترامب تقول إن وجودها في الولايات المتحدة يعيق خطط البلاد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. ولم تُعتقل يونسيو بعد. وزار مسؤولو الهجرة مسكنها عدة مرات بحثا عنها.
وتعهد ترامب بترحيل المتظاهرين الأجانب المؤيدين للفلسطينيين، واتهمهم بدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتشكيل عقبات أمام السياسة الخارجية الأميركية ومعاداة السامية.
ويقول المتظاهرون، وبعضهم من جماعات يهودية، إن "الإدارة تخلط خطأ بين انتقادهم لإسرائيل ودعمهم لحقوق الفلسطينيين، وبين معاداة السامية ودعم حماس". وندد المدافعون عن حقوق الإنسان بإجراءات الحكومة.
إعلان نمط واسعوقد اعتُقل الناشط الفلسطيني محمود خليل الذي شارك في احتجاجات جامعة كولومبيا هذا الشهر ويطعن على احتجازه، هو أيضا مقيم دائم بشكل قانوني في البلاد. واتهمه ترامب، دون تقديم أدلة، بدعم حماس، وهذا أمر ينفيه خليل.
وجاء في الدعوى التي رفعتها يونسيو أن الإجراءات المتخذة ضدها "تشكل جزءا من نمط أوسع من محاولات الحكومة الأميركية قمع أنشطة الاحتجاج المحمية بالدستور وغيرها من أشكال التعبير عن الرأي".
كما تقول "تركز حملة القمع الحكومية بشكل خاص على طلاب الجامعات الذين يعبرون علنا عن التضامن مع الفلسطينيين وينتقدون الحملة العسكرية المستمرة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية في غزة".
وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي إن يونسيو انخرطت في سلوك مثير للقلق، بما في ذلك عندما ألقت الشرطة القبض عليها خلال احتجاج في كلية بارنارد وصفته الوزارة بأنه "مؤيد لحماس".
ولم يقدم المتحدث مزيدا من التفاصيل حول هذا السلوك المذكور، لكنه قال إنها "مطلوبة لإجراءات الترحيل بموجب قوانين الهجرة" وسوف تتاح لها الفرصة لعرض قضيتها أمام قاض مختص بالهجرة.
وهناك حالات أخرى مشابهة. فقد اعتقلت السلطات بدر خان سوري، وهو طالب هندي يدرس في جامعة جورج تاون، الأسبوع الماضي. وحظر قاض اتحادي ترحيله.
كما طلب مسؤولون أميركيون يوم الجمعة الماضي من طالب بجامعة كورنيل يدعى مومودو تال تسليم نفسه، حسبما قال محاموه، مشيرين إلى إلغاء تأشيرته.
وبدعم أميركي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هارفارد ترفض إملاءات ترامب وتدفع الثمن.. تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا، للمعلق ديفيد إغناطيوس، قال فيه إنّ: "جامعة هارفارد التي رفضت إملاءات إدارة الرئيس دونالد ترامب ومحاولتها السيطرة على التعليم العالي في البلاد "أنقذت روحها".
وأضاف المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الجامعة، مع ذلك ستدفع ثمنا باهظا لرفضها التنازل عن استقلاليتها لإدارة ترامب"، مبرزا أنّ: "جامعة هارفارد قد: قدمت لنا درس عندما قالت لا قوية لمتنمر".
وتابع بأنّ: "إدارة ترامب حاولت ترهيب جامعة هارفارد كما فعلت مع وكالات حكومية ومدراء تنفيذيين ومكاتب محاماة وجامعات أخرى، ومن خلال التهديد بقطع التمويل الفدرالي".
وأوضح: "في حالة هارفارد كان هذا يعني مراجعة دعما على شكل منح متعددة، بقيمة 8.7 مليار دولار. وطلبت الإدارة في الأسبوع الماضي، تسوية مهينة تجعل الجامعة عرضة للتدقيق الخارجي في أي عمليات توظيف للكليات وقبول الطلاب وأمورا داخلية أخرى".
"رفضت هارفارد الإستسلام، حيث أكّد مدير الجامعة، ألان أم غاربر، أن الجامعة "لن تتنازل الجامعة عن استقلالها أو تتخلى عن حقوقها الدستورية". وقال في بيان يوم الإثنين: "لا حق لحكومة، أيا كان الحزب الحاكم، في الإملاء على الجامعات الخاصة ما يجب عليها تدريسه ومن تقبل للدراسة او توظف أو أي مجال للدراسة او البحث تتبعه" وفقا للمقال نفسه.
وأردف: "لأن الرئيس دونالد ترامب، لا يحب أن يكون الجواب "لا"، ولهذا قررت إدارته مساء الإثنين بتطبيق تهديدها وجمدت 2.2 مليار دولار في التمويل الفدرالي". معلٍّقا أنّ: "جامعة هارفارد ستعاني في هذه الدراما المتعلقة بالتعديل الأول للدستور الأمريكي".
واستدرك: "هارفارد وغيرها من الجامعات العظيمة بدت وكأنها تهيم في البرية وتتجه نحو عدم اليقين، حتى الموقف الثابت يوم الإثنين. تعرّضت حرية التعبير للتهديد من اليمين واليسار، وبخاصة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حيث شعر الطلاب اليهود والمؤيدون لفلسطين بعدم الأمان. وحاول رؤساء الجامعات شرح قواعد الحرم الجامعي لكنهم كانوا غير متماسكين".
وفي مقال مطول نشرته مجلة "ذي نيوركر" الشهر الماضي بعنوان "هل تركع هارفارد أم تتحطم؟". شرح: "كيف عانت مؤسسة هارفارد، الهيئة الإدارية للجامعة، من الإحراج بتعيين كلودين غاي، كأول رئيسة سوداء لجامعة هارفارد في تموز/ يوليو 2023، لتطردها بعد ستة أشهر وسط انتقادات لفشل هارفارد في الحد من معاداة السامية في الحرم الجامعي، واتهامات لغاي بسرقات أدبية".
وأبرز: "تعمقت أزمة هارفارد في 31 آذار/ مارس عندما أعلن البيت الأبيض عن مراجعة لمنح مقدمة للجامعة بقيم 8.7 ميار دولار، وبعث في 3 نيسان/ أبريل أول مسودة للمطالب التي يجب على الجامعة تطبيقها".
واسترسل: "وافقت جامعة كولومبيا على مطالب إدارة ترامب لكي تعيد 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي. والآن وجّه ترامب بندقيته لواحدة من أقدم الجامعات الأمريكية واكثرها احتراما وضغط على الزناد".
إلى ذلك، نقل الكاتب عن مسؤول في هارفارد قوله إنّ بيني بريتزكر، وزيرة التجارة السابقة وعضو مجلس إدارة مؤسسة هارفارد كافحت مع زملائها للتوصل إلى إجماع حول قيم هارفارد والمخاوف بشأن مستقبل الخطوط الحمراء لها.
وخلال هذه النقاشات، قال أحد المشاركين فيها: "الجامعة تأملت بشعارها "فيريتاس" وهي كلمة باللغة اللاتينية تعني: الحقيقة". ولم يقابل قادة هارفارد ترامب مباشرة، ولكن عبر وسطاء شرحوا لهم كيف تقوم الجامعة بمكافحة معاداة السامية ومحاولاتها منح المحافظين صوتا فيها.
وأبرز المقال: "كان أمل المسؤولين في الجامعة هو عرض ترامب شروطا أقل عقابية من تلك التي فرضها على جامعة كولومبيا. لكنهم اتفقوا معا أنهم سيرفضون أي شيء يفرضه الرئيس عليهم وأنهم سيرفضون التنازل أو التخلي عن حقوقهم الدستورية".
واستطرد: "إلا أن إملاءات ترامب يوم الجمعة تجاوزت الخط الأحمر. فقد حذرت رسالة الإدارة في 11 نيسان/ أبريل من أن "الإستثمارات" الفدرالية في هارفارد ليست "استحقاقا" ومن أجل الحفاظ على علاقات هارفارد المالية والحكومة الفدرالية" فعليها تغيير طريقة حكمها وتخفيض سلطة الطلاب والكليات وإلغاء أي محاباة عنصرية والتدقيق في الطلاب الأجانب الداعمين للإرهاب ومعاداة السامية".
وتابع: "زادت المطالب سوء، حيث طلبت رسالة الحكومة من إدارة جامعة هارفارد القبول بتدقيق خارجي على طلابها وموظفيها وقيادتها والتأكد من وجهة نظر التنوع، وتعيين المزيد من الأصوات المؤيدة لترامب".
وأكّد: "مهما كان موقفك من جامعة هارفارد والأيديولوجية التي تدعمها، ففي استطلاع أجرته "هارفارد كريمسون" في 2022، وجد أن نسبة 80% من طلاب الكليات وصفوا أنفسهم بالليبراليين أو ليبراليين جدا، لكن هذه مشكلة لا علاقة لها بالحكومة أو داخلة في اختصاصاتها".
وحذّر خريج سابق المؤسسة بأن أي تسوية مع ترامب هي "محاولة عدوانية للسيطرة على الجامعة". فيما جادل خريج آخر بأن قلق ترامب الحقيقي لم يكن معاداة السامية المزعومة، بل "محاولة قهر الأعداء السياسيين".
إلى ذلك، رفضت المؤسسة الصفقة بشجاعة، وفي غضون ساعات، جمدت الإدارة المنح البالغة 2.2 مليار دولار. ويعلق إغناطيوس بأنّ: "الحرية ليست مجانية، كما يقال، وستبدأ هارفارد الآن بدفع ما يعتقد المسؤولون بأنه ثمن باهظ للغاية لاستقلاليتها".
وأبرز: "كان لدى الجامعة 53.2 مليار دولار في وقفها اعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن جزءا كبيرا من هذه الأموال مقيد بآلاف الوصايا المنفصلة ولا يمكن سحبه بسهولة".
يشار إلى أن "هارفارد" قالت في الأسبوع الماضي، إنها تخطّط لاقتراض 750 مليون دولار لتلبية احتياجاتها المالية. لكن مسؤولين في الجامعة أخبروا الكاتبة أن "الأموال الخاصة لن تغطي العجز الحكومي؛ ويدرك غاربر بالفعل الحاجة إلى تسريح موظفين وتخفيض الميزانية بشكل سيقوض مهمة هارفارد البحثية، ربما لسنوات قادمة".
وتساءل إغناطيوس عما وصفها بـ"المعركة الجارية من أجل روح هارفارد؟"، مشيرا إلى مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" جادل فيه مارتن وولف، بأنّ: "ترامب، كما فعل ماو تسي تونغ في الصين قبل أكثر من 50 عاما شرع في "ثورة ثقافية" تسعى لـ"الإطاحة بالنخب البيروقراطية والثقافية" في جامعات البلاد العريقة".
وختم الكاتب، بالقول: "لم يجبر الأساتذة الليبراليون بعد على ارتداء قبعات الحمقى أو العمل في "معسكرات إعادة التأهيل" في المزارع والمصانع. ربما يكون هذا هو التالي. في الوقت الحالي، تحية لـ"هارفارد العادلة"، وكيف أنها تجسد شعار "الحقيقة"".