موقع النيلين:
2025-03-25@20:37:09 GMT

لماذا الإنصرافي؟

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

لماذا الإنصرافي؟
لا توجد محاولات كافية لتفكيك أهم ظاهرة إعلامية في الفضاء السوداني وتحديد أسباب المتابعة الواسعة التي يحظى بها الأستاذ صرفة الذي أستطاع جذب انتباه مئات الألاف إن لم يكن ملايين المتابعين من جميع الأعمار والأركان.

في الفضاء السوداني معظم المعلقين لا يهمهم تحليل الظاهرة وفهم أسبابها. يبدأ وينتهي الاهتمام بقبول الظاهرة أو رفضها, مع أو ضد، بدون أي محاولة لسبر غورها وفك شفرة نجاحها الساحق في الوصول حتي لو كان فرد مثل الأستاذ صرفة قادرا علي الوصول لأذن جماهير غفيرة لا تستطيع كل الأحزاب مجتمعة علي الوصول لعشرها ببضاعتها البائرة.


يمكن لأي مراقب الاختلاف أو الاتفاق مع جوهر محتوي خطاب الأستاذ صرفة ولكن لن يجادل مراقب جاد في نجاحه في الوصول إلي جماهير واسعة وهذا الوصول يحتاج لتحليل أسبابه حتي تستفيد منه الجماعات السياسية الأخرى لان التأثير الايجابي هو هدف كل حزب وكل مثقف عام.

مع ملاحظة أن قوة التأثير لا تعني سلامة البضاعة ولا فسادها بالضرورة. فمن من الممكن أن يكون الشخص مؤثرا تأثيرا صحيا أو تأثيرا ضارا وعدم الإتفاق مع محتوي الرسالة لا يثبت عدم تأثيرها.

ويستحيل التأثير في غياب لغة تواصل فعال مع الجماهير وللاسف هذا هو حال الأحزاب السودانية والجماعات الأيديلوجية فقد صارت كل جماعة كالممسوس الذي يتحدث مع نفسه في شكل شلة مغلقة تعرف رطانته، يتحدث مع ذاته الجماعية فقط. وصار أعلام من مثقفين كل منهم مجرد كاهن يعظ داخل كنيسته لجماهيره التي أمنت بالرسالة قبل سنوات وأتت إلي المعبد خاشعة وجاهزة للحوقلة والتهليل بلا فحص ولا تفكير ولكن بكل لغات الدين والإلحاد وما بينهما. ولا يملك هذا المثقف أي لغة تواصل مع جماهير واسعة خارج كنيسته لكسبها لصف قضيته.

وهكذا يصير التبشير السياسي والفكري ممارسة نرجسية في إحتضان الذات الجماعية هدفها التطمين المتبادل وليس التواصل مع الجماهير بغرض التعليم المتبادل والمزاوجة بين النظرية والممارسة والواقع.

الأحزاب لا تسأل نفسها لماذا انصرفت الجماهير عن أدبياتها والصحافة الأسفيرية صارت مضحكة، مليئة بالهراء المكرر والمعتت الذي لا يهتم أحد بالاطلاع عليه لان كل المكتوب تنويعات علي نغم وااي الكيزان.

أدناه قراءة ذكية لظاهرة الأستاذ صرفة، وجدتها في صفحة الصديق عمرو صالح يس، ولكنها مقتضبة تفتح الموضوع علي أمل إثراء من أخرين.
معتصم اقرع معتصم أقرع
كتب الأستاذ عمر صديق:
“في كل مجتمع يمر بلحظة تحولات كبرى، يظهر صوتٌ لا ينتمي إلى النخبة، لا يخضع لمعاييرها، ولا يعترف بشرعية أدواتها في صناعة الوعي. هذا الصوت لا يولد في القاعات المغلقة، ولا يصوغ عباراته وفقًا لموازين الخطاب النخبوي الرصين، بل ينطلق من تفاعل مباشر مع نبض الحياة اليومية، من الحاجة الفطرية إلى خطاب لا يتعالى على التجربة، بل يتماهى معها. في مثل هذه اللحظات، لا يكون السؤال عن دقة الطرح أو اتساقه النظري، بل عن السبب الذي جعل الناس يجدون فيه ذاتهم، عن السر في أن خطابًا بسيطًا قادرٌ على تحريك ما عجزت عنه خطابات معقدة ومؤدلجة.
النخبة تنزعج، ليس لأنها تملك حقيقة مختلفة، بل لأنها تكتشف فجأة أن سلطتها الرمزية ليست مطلقة، أن قدرتها على تحديد مسارات الفكر والتوجيه لم تعد مسلّمة. الإنزعاج الحقيقي للنخب لا يكمن في معارضة الطرح، بل في الشعور بأن شيئًا ما قد أفلت من قبضتها، أن هناك لحظة جماعية تتشكل خارج إطارها، دون الحاجة إلى منظّريها وخبرائها. إن رفضها لهذه الظاهرة ليس رفضًا لعناصرها المباشرة، بل رفض لفكرة أن يكون للشارع وعيٌ مستقل، أن يتحدث بصوته الخاص، بلا وساطة معرفية تفرض عليه ما يجب أن يفكر فيه.
لكن هل يمكن اختزال هذه الظاهرة في شخص، في أسلوب، في خطاب معين؟ إن الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بفرد هو سوء فهم جوهري، فالذي يتكرر عبر التاريخ ليس الأشخاص بل الحاجات النفسية والاجتماعية التي تستدعي ظهورهم. في أزمنة الانهيارات الكبرى، ينهار المنطق الرسمي، ويتراجع الخطاب العقلاني البارد أمام فيض المشاعر الجمعية. في هذه اللحظة، يصبح الصوت الأكثر صدقًا هو الذي يستطيع أن يلتقط هذا الفيض، أن يعيد صياغته بلغة تتجاوز التصنيفات التقليدية، لغة تبدو في ظاهرها ساخرة أو فوضوية، لكنها في عمقها تعبير عن حاجة وجودية إلى اليقين والانتماء.

ليست القضية في أن هذا الصوت صائب أو مخطئ، بل في أنه تعبير عن فراغ حقيقي، عن حاجة إلى بوصلة شعورية في زمن ارتباك الاتجاهات. السؤال الأكثر عمقًا ليس عن مدى منطقية الطرح، بل عن السبب الذي جعل الخطاب النخبوي عاجزًا عن الوصول، عن المسافة التي نشأت بين الثقافة الرسمية والحياة الحقيقية، وعن الشرخ الذي جعل الناس يتجهون إلى خطاب غير مؤطر، لكنه في جوهره أكثر التصاقًا بواقعهم.

إن الظواهر التي تهز النظام الرمزي لأي مجتمع لا تُفهم بتحليل منطقي مباشر، بل بتأمل أعمق في البنى الخفية التي تحكم تشكيل الوعي الجمعي، في المساحات التي تُركت فارغة فامتلأت بما يعبر عنها بطرق غير مألوفة. وفي النهاية، ليست المسألة في قبول الظاهرة أو رفضها، بل في فهمها، لأنها ليست مجرد حدث، بل علامة على تحولات أعمق، لن تتوقف عند هذا الحد..”

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: خطاب ا

إقرأ أيضاً:

حملة بولاية ضنك للتأكد من سلامة السلع

تشهد المحلات التجارية بولاية ضنك بمحافظة الظاهرة نشاطًا ملحوظًا وحركة مستمرة شرائية نشطة قبل عيد الفطر المبارك من شراء مستلزمات العيد الأساسية وفي سبيل تفعيل تكاملية الأدوار بين المؤسسات الحكومية ذات الصلة بقضايا المستهلكين حيث نفذت في ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة الحملة المشتركة التي نظّمتها هيئة حماية المستهلك بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة

وأوضح الدكتور سلطان بن حميد الزيدي مدير إدارة هيئة حماية المستهلك بمحافظة الظاهرة أن الحملة الرقابية والتوعوية الموسعة تأتي ضمن جهود هيئة حماية المستهلك المتواصلة لدعم رؤية عُمان، حيث تهدف إلى توحيد الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الحكومية عبر تشكيل لجنة مشتركة تضم عددًا من الوحدات الحكومية المعنية بالرقابة على الأسواق والسلع.

وأفاد مدير إدارة هيئة حماية المستهلك بالظاهرة بأن الحملة انطلقت وفق خطة عمل محددة، تهدف إلى الإشراف الرقابي والتوعوي على المنشآت التي تقدم سلعًا وخدمات للمستهلكين، والتي تشهد زيادة في الطلب قبل العيدين، مثل المسالخ، وحظائر بيع الماشية بأنواعها، ومحلات بيع اللحوم الحمراء، ومحلات بيع وتوزيع الخضروات والفواكه، ومحلات صناعة وبيع الحلوى العمانية.

ونظرًا لارتباط هذه المحلات المباشر بصحة المستهلك، تقوم الحملة بتكثيف الجهود لمراقبة صحة وسلامة الغذاء، والتأكد من مطابقة السلع للاشتراطات الصحية وطرق العرض السليمة، بالإضافة إلى ضمان تخزينها بعيدًا عن أشعة الشمس والغبار والأتربة، كما تشمل الحملة الجهود التوعوية للبائعين والمستهلكين.

من جهة أخرى يقوم مفتش صحي بدائرة سلامة وجودة الغذاء في المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة بتنفيذ حملة موسعة من خلال زيارات ميدانية مكثفة للتأكد من جودة وسلامة المنتجات الغذائية، كما تقوم الدائرة بسحب عينات من الفواكه والخضراوات والمواد الغذائية من الأسواق المحلية والمنافذ الحدودية، لفحصها والتأكد من خلوها من متبقيات المبيدات الحشرية والمواد الضارة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقييم المنشآت الغذائية بالمحافظة لضمان استمرارية جودة وسلامة السلع الغذائية في جميع الأسواق بولايات ومحافظات سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • الطرابلسي يبحث مع ممثلي الأمم المتحدة ملف الهجرة غير الشرعية
  • حملة بولاية ضنك للتأكد من سلامة السلع
  • زيدان لمجلس الزمالك: لماذا لم تشتكوا المواقع التي نشرت خبر توقيع زيزو للأهلي؟
  • نقلة نوعية في الخدمات المصرفية من بنك ظفار مع خدمة "الوصول إلى باب المنزل"
  • الإمارات: الوصول إلى سلاسل التوريد أساسي للنمو الاقتصادي العالمي
  • منظمة دولية: الضفة الغربية لم تشهد تهجيرا قسريا وتدميرا بهذا الحجم منذ عقود
  • أطباء بلا حدود: لم تشهد الضفة تهجيرا وتدميرا بهذا الحجم منذ عقود
  • تنبيه من شرطة أبوظبي بشأن الأحوال الجوية
  • دائرة البلديات والنقل تطلق نظام «سهل» في أبوظبي