مارس 25, 2025آخر تحديث: مارس 25, 2025

المستقلة/- أكد فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، أن العراق يشهد تطورًا اقتصاديًا ملحوظًا يجعله وجهة جذب للاستثمارات الأجنبية، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.

في حديثه اليوم الثلاثاء، أوضح علاء الدين أن العراق يعمل على تعزيز علاقاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات، بما في ذلك الاستثمار، تطوير البنى التحتية، ومكافحة الإرهاب، مع التركيز على تسهيل بيئة الأعمال للمستثمرين الأجانب.

الاستثمار الأمريكي في العراق: فرص واعدة

وأشار علاء الدين إلى أن العراق، بفضل تقدمه الاقتصادي، بات يشكل فرصًا استثمارية كبيرة في قطاعات حيوية مثل الطاقة، التكنولوجيا، والزراعة. ولفت إلى أن العديد من الشركات الأمريكية الكبرى أظهرت رغبتها في التوسع في السوق العراقي، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا من الجانب الأمريكي بالعراق كموقع استثماري واعد. هذا التوجه يأتي في وقت تشهد فيه البلاد استقرارًا اقتصاديًا متزايدًا، وهو ما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتسهيل الإجراءات للمستثمرين الأجانب.

زيارة مرتقبة لوفد أمريكي رفيع

في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي، كشف علاء الدين عن زيارة مرتقبة لوفد أمريكي رفيع سيصل قريبًا إلى العراق، يتضمن ممثلين عن شركات أمريكية كبرى. هذه الزيارة تهدف إلى استكشاف فرص الاستثمار بشكل أكثر تفصيلًا، وزيارة المشاريع الحالية، بالإضافة إلى الاطلاع على البيئة الاقتصادية المستقرة في العراق. كما سيتم عقد لقاءات مع المسؤولين الحكوميين والشركات المحلية بهدف تسريع التعاون في مجالات الاستثمار وتطوير البنى التحتية.

شراكة استراتيجية في مكافحة الإرهاب والتنسيق الإقليمي

فيما يتعلق بالجوانب الأمنية، أكد علاء الدين أن العراق والولايات المتحدة يتعاونان بشكل مستمر في مجال مكافحة الإرهاب، وهي شراكة مستمرة منذ سنوات. وأضاف أن التنسيق الإقليمي والدولي بين البلدين يعد جزءًا أساسيًا من هذه العلاقة الاستراتيجية، حيث يتشارك الجانبان في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.

الجهود الحكومية لدعم بيئة الأعمال

وفي حديثه عن الجهود الحكومية، أوضح علاء الدين أن الحكومة العراقية، تحت إشراف رئيس الوزراء، تبذل جهودًا كبيرة لتطوير بيئة الأعمال في العراق، من خلال توفير الضمانات والحوافز للمستثمرين الأجانب. هذه الجهود تهدف إلى تقوية الاقتصاد الوطني وزيادة حجم الاستثمارات التي تساهم في خلق فرص العمل وتنمية مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد.

الزيارات الرسمية والقمة العربية

فيما يتعلق بالزيارات الرسمية، أكد علاء الدين أن كل زيارة يقوم بها رئيس الوزراء إلى الدول الصديقة والشريكة تُنظم وفق جدول عمل مدروس يخدم المصالح المشتركة بين العراق والدول الأخرى. كما أعلن عن زيارة مرتقبة إلى دولة إقليمية، تليها الاستعدادات الجارية لانعقاد القمة العربية في توقيت حساس، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تمر بها المنطقة.

التوقعات المستقبلية للعلاقات العراقية الأمريكية

من المتوقع أن تشهد العلاقات بين العراق والولايات المتحدة تطورًا ملحوظًا في السنوات المقبلة، مع زيادة الاستثمارات وتعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات. قد يكون لهذا التعاون دور كبير في تعزيز استقرار العراق الاقتصادي ومساعدته في تحقيق أهدافه التنموية على المدى الطويل.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: أن العراق

إقرأ أيضاً:

التعاون المربح للطرفين هو المسار الصحيح للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية

 

التعاون المربح للطرفين هو المسار الصحيح للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية

بقلم ليانغ سوو لي 

في 9 أبريل الجاري، أصدرت الصين كتابًا أبيض بعنوان “موقف الصين بشأن بعض القضايا المتعلقة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة”، كشف فيه من خلال بيانات مفصلة وتحليل منهجي عن طبيعة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والتحديات الواقعية التي تواجهها.
وقد جاء هذا الكتاب في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة مؤخرًا عن فرض ما يُسمى بـ”الرسوم الجمركية المتبادلة” على جميع شركائها التجاريين، بما في ذلك الصين. لذا، لا يُعدّ الكتاب الأبيض ردًا صارمًا على السياسات الأحادية الأمريكية فحسب، بل يمثل أيضًا دعوة إلى إعادة توجيه النظام الاقتصادي والتجاري العالمي إلى مساره العقلاني، ويعكس التزام الصين الراسخ بمبدأ التعاون المربح للطرفين.
أكد الكتاب الأبيض أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة تقوم بطبيعتها على النفع المتبادل والمصالح المشتركة. فعلى مدى 46 عامًا من إقامة العلاقات الدبلوماسية، ارتفع حجم التجارة الثنائية من أقل من 2.5 مليار دولار أمريكي في عام 1979 إلى نحو 688.3 مليار دولار في عام 2024، بينما تجاوزت الاستثمارات المتبادلة بين البلدين 260 مليار دولار. لم يكن هذا النمو وليد الصدفة، بل نتج عن التكامل العميق في الهيكل الاقتصادي للبلدين، وهو تكامل لا يقتصر على تجارة السلع، بل يشمل أيضًا مجالات الخدمات والاستثمار.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تحقق فائضًا كبيرًا في تجارة الخدمات مع الصين، حيث بلغ هذا الفائض في عام 2023 وحده نحو 26.57 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 9.5% من إجمالي فائضها العالمي في هذا القطاع. وهذه الأرقام تثبت بوضوح أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ليست علاقة صفرية، بل علاقة تكاملية قائمة على المصالح المتبادلة.
ومع ذلك، فإن السياسات الأحادية التي انتهجتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بدأت تقوّض هذا التوازن. فقد كشف الكتاب الأبيض أنه منذ بداية الاحتكاكات التجارية في عام 2018، فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على صادرات صينية تفوق قيمتها 500 مليار دولار أمريكي، واستمرت في تنفيذ سياسات تستهدف تطويق الصين واحتوائها، بل وتزايدت حدّة هذه السياسات مؤخرًا. وهذا النهج الذي يتنافى مع قواعد اقتصاد السوق لا يمكن إلا أن يؤدي إلى نتائج عكسية.
وبحسب تقديرات “مختبر الميزانية” في جامعة ييل، فإن تطبيق الرسوم الجمركية المتبادلة، إلى جانب ردود الفعل المضادة من الدول الأخرى، قد يؤدي إلى ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة بنسبة 2.1%. وتُقدَّر الخسائر المتوسطة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط والمرتفع بنحو 1300 و2100 و5400 دولار أمريكي على التوالي، ما يعني أن هذه الأسر ستكون في نهاية المطاف هي من يدفع ثمن تلك الرسوم.
ولم تقتصر تداعيات القرارات الأحادية الأمريكية على العلاقات الثنائية فحسب، بل امتد تأثيرها إلى النظام التجاري العالمي برمّته، مما يهدد مسيرة التعافي الاقتصادي العالمي. فقد حذّرت نجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، من أن رفع الولايات المتحدة لرسومها الجمركية قد يؤدي إلى انخفاض حجم التجارة السلعية العالمية بنسبة تصل إلى 1% في عام 2025، أي أقل بنحو 4 نقاط مئوية من التوقعات السابقة.
في مواجهة هذا التصعيد، أظهرت الصين ضبطًا للنفس ورؤية عقلانية، ولم تتخلَّ عن موقفها الرافض للحرب التجارية. وأوضح الكتاب الأبيض أن الصين ستواصل توسيع انفتاحها بالتزامن مع اتخاذ تدابير مضادة قوية لحماية مصالحها الوطنية. ففي عام 2024، بلغ إجمالي الواردات الصينية 18.4 تريليون يوان (دولار أمريكي)، مما حافظ على مكانتها كثاني أكبر سوق استيرادية في العالم للسنة السادسة عشرة على التوالي. كما تجاوزت قيمة الصفقات الموقعة في الدورات الست لمعرض الصين الدولي للاستيراد 500 مليار دولار أمريكي. وراء هذه الأرقام، تكمن حالة اليقين التي توفرها الصين للعالم من خلال الانفتاح المؤسسي، في تناقض صارخ مع الحواجز الجمركية التي تقيمها الولايات المتحدة.
إن العلاقات الاقتصادية الصينية الأمريكية ليست مجرد قضية ثنائية، بل عاملًا حاسمًا يؤثر في سلاسل التوريد العالمية وقواعد التجارة الدولية والاستقرار الاقتصادي العالمي. وفي مواجهة الخلافات، قدّم الكتاب الأبيض حلولًا واقعية وواضحة: إلغاء الإجراءات الأحادية، واستئناف الحوار المتكافئ، وتعزيز الإطار المتعدد الأطراف. وقد وجد هذا الموقف صدى واسعًا لدى المجتمع الدولي، حيث عبّرت العديد من الاقتصادات مثل الآسيان والاتحاد الأوروبي عن معارضتها الصريحة للممارسات الأمريكية التي تزعزع استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
إن الصين والولايات المتحدة، كأكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم، تتحملان مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع الدولي. فإذا تعاونتا، سيستفيد العالم بأسره، وإذا تصادمتا، فسيكون الجميع خاسرًا. وإصدار الصين لهذا الكتاب الأبيض لا يمثّل تقييمًا عقلانيًا للعلاقات الثنائية فحسب، بل يعكس أيضًا رؤية أعمق لمستقبل الاقتصاد العالمي. فالواقع يؤكد أن أي محاولات لتشويه النظام الدولي تحت شعار “أمريكا أولًا” لن تفضي إلا إلى نتائج كارثية، بما في ذلك على من يتبنّاها. فقط من خلال التمسك بالتعددية وتعزيز التعاون الرابح للطرفين يمكن فتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة والشاملة للاقتصاد العالمي.
إن مستقبل العلاقات الاقتصادية الصينية الأمريكية مرهون بقدرة الطرفين على اتخاذ القرار الصائب. أما الصين، فقد أعلنت موقفها بوضوح: التعاون لا يزال هو الخيار الأفضل.

إعلامية صينية

الوسومأمريكا الاقتصاد الصين العلاقات ليانغ سوو لي

مقالات مشابهة

  • جبران يكشف مزايا قانون العمل الجديد: يجذب الاستثمارات
  • خلال زيارة رسمية تمتد يومين.. وزير الصناعة يبحث الفرص الاستثمارية المتبادلة بين المملكة وإندونيسيا في قطاعات عدة
  • مجلس التعاون: التجارة الخليجية - الأمريكية تجاوزت 90 مليار دولار
  • التقي مساعد وزير الاستثمار ورجال أعمال..مدبولي: اتفاقية الاستثمارات تعزز التعاون بين المملكة ومصر
  • تزامنًا مع زيارة الرئيس السيسي.. 20 مليار دولار حجم الاستثمارات الكويتية في مصر
  • التخطيط : نتائج مثمرة لزيارة الرئيس الفرنسي لمصر
  • اجتماع للجنة حصر الأصول غير المستغلة بدمياط لبحث الفرص الاستثمارية
  • التعاون المربح للطرفين هو المسار الصحيح للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية
  • وزير الطاقة يجتمع مع وزير الطاقة الأمريكي لبحث تعزيز التعاون في مختلف مجالات الطاقة
  • يونامي تؤكد على استمرارها في مساعدة العراق