بقلم: تاج السر عثمان
١
اشرنا سابقا إلى أن الذكرى ال٤٠ لانتفاضة مارس - أبريل ١٩٨٥ التي تتزامن من الذكرى السادسة لاعتصام القيادة العامة الذي أطاح براس النظام في ثورة ديسمبر.. تهل علينا، والبلاد تمر بظروف الحرب اللعينة الجارية حاليا، اضافة إلى خطر حديث العطا الذي يهدد باشعال المنطقة ، فقد دمرت الحرب البلاد والعباد، وتهدد بتقسيم البلاد، وإشعال المنطقة مع تصاعد الحرب بعد استعادة الجيش للقصر، واحتلال الدعم السريع لمدينة لقاوة.
إضافة لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والإنسانية، ونزوح حوالي ١٢ مليون شخص داخل وخارج البلاد، وتهدد المجاعة حوالي ٢٦ مليون مواطن سوداني، وخطر الافلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الانسانية، الذي يشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم، ومصادرة حقوق الإنسان كما في حملات الاعتقالات والمحاكمات الكيدي بتهمة التعاون مع الدعم السريع ، والتعذيب الوحشي حتى الموت في سجون طرفي الحرب، والانتهاكات الفظيعة كما في الإبادة الجماعية وحالات الاغتصاب والانتهاكات الجنسية، التي وثقتها المنظمات الحقوقية وكما كشفت السجون للدعم السريع في سوبا وغيرها، فضلا عن خطر إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى عرقية و قبلية تؤدي لتمزيق وحدة البلاد، وتهدد الاستقرار الإقليمي.
٢
في حين استعاد الجيش القصر الجمهوري، تتصاعد الحرب كما في تعزيز "قوات الدعم السريع" سيطرتها في غرب البلاد، مما يهدد بتقسيم البلاد، بالعمل على قيام حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، رغم الرفض الإقليمي والدولي لها.
إضافة إلى أنه لايوجد حسم عسكري قادر على إنهاء الحرب بشكل كامل في كافة ربوع السودان. فمع تصاعد العنف، تزايدت الضغوط الدولية لإنهاء هذا الصراع، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف الحوار السياسي.
من جانب اخر في اتجاه التصعيد اعتبرت وزارة الخارجية التشادية في بيان صدر يوم الاثنين أن التصريحات التي أدلى بها ياسر العطا، مساعد قائد الجيش السوداني، تمثل إعلان حرب ضد تشاد، مؤكدة على حقها في اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن نفسها. أشار العطا خلال كلمته في عزاء مسؤول الإعلام العسكري بولاية القضارف شرقي السودان إلى أن مطاري أم جرس وإنجمينا أصبحا “أهدافًا عسكرية مشروعة” للجيش السوداني، مما أثار قلقًا كبيرًا في المنطقة.وأكد البيان أن “تصريحات العطا تحمل تهديدات واضحة لأمن وسلامة أراضي دولتنا”، محذرًا من أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصعيد خطير في الأوضاع الإقليمية.
٣
خطورة هذه الأوضاع التي تطيل أمد الحرب والمزيد من الدمار، تتطلب تصعيد النضال الجماهيري في الداخل والخارج لوقف الحرب واسترداد الثورة، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، وحل كل المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم ومدنهم، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات وجيوش الحركات من السياسة والاقتصاد. مواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کما فی
إقرأ أيضاً:
تشاد: تصريحات مساعد قائد الجيش السوداني "إعلان حرب"
اعتبرت الخارجية التشادية في بيان، يوم الاثنين، إن التصريحات التي أطلقها ياسر العطا مساعد قائد الجيش السوداني، إعلان حرب عليها، مشددة على حقها في الدفاع عن نفسها.
ولدى مخاطبته عزاء مسؤول الإعلام العسكري بولاية القضارف شرقي السودان، قال العطا إن مطاري أم جرس وإنجمينا أصبحا "هدفين عسكريين مشروعين" للجيش السوداني.
ورأى البيان أن "تصريحات العطا تضمنت تهديدات صريحة لأمن وسلامة أراضي دولتنا"، محذرا من أن تؤدي هذه التصريحات إلى تصعيد خطير في المنطقة بأسرها.
واتهت الخارجية التشادية السودان بمحاولة زعزعة استقرار تشاد، باستخدام وسائل "إرهابية"، مؤكدة حق تشاد في الرد بحزم على أي محاولة اعتداء على أراضيها. وأضاف البيان "إذا تعرض شبر واحد من أراضي تشاد للتهديد، فسيكون ردها حاسما وفقا للمبادئ القانونية الدولية".
واكد البيان التزام تشاد بالحياد في النزاع الداخلي السوداني، حيث تبذل جهودا مستمرة للمساهمة في إيجاد للمأساة التي يعاني منها السودانيون منذ ما يقارب العامين.
وقال إن الصراع في السودان هو شأن داخلي تتحمل مسؤوليته الأطراف المتحاربة وحدها. وأوضح "الوضع الحالي هو نتيجة سياسات القادة السودانيين، وليس نتيجة أي تدخل من تشاد".
وطالب البيان قادة الجيش السوداني بالتركيز على الوقف الفوري لإطلاق النار في بلادهم، بدلا من "إطلاق التهديدات العبثية".