إيران.. حملة اعتقالات تطال ناشطين وأقارب متظاهرين قضوا في الاحتجاجات
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
قالت منظمات حقوقية محلية ودولية، الأربعاء، إن السلطات الإيرانية "تتحرك" لتجنب تكرار الاضطرابات التي شهدتها البلاد العام الماضي، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لحادثة مقتل، ماهسا أميني، التي أدت إلى اندلاع احتجاجات واسعة.
وأفادت المنظمات أن قوات الأمن الإيرانية تعتقل الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق النساء وأفراد عائلات الأشخاص الذين قضوا في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، العام الماضي.
وتوفيت مهسا أميني، في سبتمبر الماضي، عن 22 عاما، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق، على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في البلاد.
وأشعل مقتل الشابة الكردية احتجاجات ضخمة، قابلتها قوات الأمن الإيرانية بحملة قمع وحشية، وفقا لشبكة "سي إن إن".
وقالت الأمم المتحدة في نوفمبر من العام الماضي، إن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاحتجاجات، من بينهم أكثر من 40 طفلا.
بالمقابل، قدرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان، ومقرها الولايات المتحدة، في يناير، العدد بأكثر من 500 قتيل من بينهم 70 طفلا، فيما اعتقل الآلاف خلال أشهر من المظاهرات التي عرفتها أنحاء واسعة من البلاد.
وأعدمت إيران سبعة متظاهرين لمشاركتهم في الاحتجاجات، وفقا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
"اعتقالات ومضايقات"وكشف مجموعة من المحامين المتطوعين للدفاع عن نشطاء حقوق الإنسان بالبلاد، في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن السلطات اعتقلت والد أحد المتظاهرين الذين تم إعدامهم والمستشار القانوني للعائلة، الثلاثاء.
وفي قضية منفصلة، اعتقلت شيرمين حبيبي، زوجة فريدون محمودي، وهو متظاهر قتلته قوات الأمن خلال المظاهرات، ونقلت إلى مكان غير معروف، الثلاثاء، وفقا لتقرير صادر عن وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان.
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير، هذا الأسبوع، إن عائلات 33 شخصا قتلوا خلال الاحتجاجات تعرضت "لانتهاكات" في الأشهر الأخيرة في عشرة أقاليم بالبلاد، كما تعرضت عائلات شخصين أُعدما على خلفية الاحتجاجات للمضايقة والترهيب.
وفي الوقت نفسه، أفادت منظمة "بيدرزاني" المستقلة لحقوق المرأة، في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتقال 11 ناشطة حقوقية ورجل واحد، في مقاطعة جيلان، شمال غرب طهران الأسبوع الماضي.
وأكدت وسائل إعلام حكومية، اعتقال السلطات إثني عشر ناشطا بتهم "التحضير لاضطرابات ولخرق الأمن" في المحافظة الواقعة على بحر قزوين. ورفض ممثلو الادعاء في جيلان تقديم تفاصيل عن الجهة الأمنية التي تقف وراء الاعتقالات، بحسب "بيدرزاني".
وقالت "سي إن إن"، إنها لم تتوصل برد الخارجية الإيرانية على استفساراتها حول الموضوع.
من جانبها، أوضحت تارا سبهري فار، باحثة متخصصة في الشؤون الإيرانية بمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، في بيان صحفي، أن السلطات الإيرانية "تمارس أقصى قدر من الضغط على المعارضين السلميين قبل الذكرى السنوية لوفاة ماهسا أميني”.
واستأنفت شرطة الأخلاق الإيرانية دورياتها لمراقبة ارتداء الحجاب، بحسب شبكة "سي إن إن" التي أشارت إلى أن السلطات الإيرانية تدرس مشروع قانون صارم يقول الخبراء إنه سيكرس إجراءات عقابية قاسية غير مسبوقة على مخالفي الحجاب.
ويحدد مشروع القانون المكون من 70 مادة مجموعة من الإجراءات العقابية، بما في ذلك فترات سجن أطول بكثير للنساء اللائي يرفضن ارتداء الحجاب، وعقوبات جديدة صارمة على المشاهير والشركات الذين ينتهكون القواعد، فضلا على استخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف على النساء المخالفات لقواعد اللباس المفروضة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الاحتجاجات حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.