عربي21:
2025-05-02@07:37:03 GMT

كاتب إسرائيلي يتحدث عن تهديد خفي وجهه ويتكوف إلى مصر

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

كاتب إسرائيلي يتحدث عن تهديد خفي وجهه ويتكوف إلى مصر

اعتبر الكاتب الإسرائيلي، تسفي برئيل، أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ألقى "قنبلة صادمة قوية زرعت الرعب وأرسلت موجات ارتدادية مزلزلة، وذلك في المقابلة المطولة مع تاكر كارلسون، وفيها وضع القاهرة على "طاولة العمليات، وبدون تخدير أو إعداد قال إن مصير المنطقة مرهون بمصير غزة، وأن مصر في خطر الآن".



وقال الكاتب في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" إن ويتكوف أكد أن "كل ما حدث في لبنان، مثل تعيين الرئيس الجديد بفضل تصفية السنوار وحسن نصر الله، ينقلب إذا فقدنا مصر"، مضيفا أن سبب ذلك يعود لأن البلاد بحسب الإحصاءات، توجد "فيها نسبة بطالة عالية جدا، وفي أوساط الشباب في جيل أقل من 25 سنة تصل إلى 25 بالمئة، والدولة لا يمكنها العيش في ظل نسبة بطالة كهذه".

وجاء في مقابلة ويتكوف قوله عن مص: "بدرجة كبيرة هم مفلسون وبحاجة كبيرة للمساعدة. إذا كان لدينا حدث سيء في مصر فإن هذا سيعيدنا الى الوراء"، وأكد الكاتب أن "كل مكونات الانفجار كانت في هذه الكبسولة اللفظية التي جمعها ويتكوف بمهارة. فربط مستقبل 110 مليون مواطن مصري بمصير مليوني مواطن في غزة كان الجزء الحساس في الإهانة، ومن هنا تطور الأمر إلى درجة اعتبار مصر دولة مفلسة".

وأوضح الكاتب أنه رغم ذلك بإن "نسبة البطالة غير دقيقة، لأنه حسب الإحصاءات الرسمية في مصر التي تظهر في أبحاث غربية أيضا، فإن نسبة البطالة هي 6.3 بالمئة، وفي أوساط الشباب ارتفعت النسبة إلى 14.5 بالمئة، والتشخيص الصادم، الذي يؤكد على أن مصر لن تتمكن من الاستمرار مع نسبة بطالة كهذه، وأخيرا هناك الإشارة الخفية ولكن المهددة، اعتماد مصر على المساعدات، الأمريكية بالطبع".

وأضاف برئيل، أنه "في مصر شاهدوا علاقة مباشرة بين نشر المقابلة وبين التقرير الذي نشر قبل يوم في صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، الذي بحسبه مصر وافقت على استيعاب بشكل مؤقت نصف مليون غزي في مدينة ستتم إقامتها في شبه جزيرة سيناء، ومصر خرجت عن أطوارها كي تنفي رسميا هذا التقرير، وتلقت بالتحديد من ويتكوف صفعة هزتها، إلا أن الردود لم تتأخر".


وعن هذا رد الصحفي والمحلل المصري نشأت الديهي أن "ويتكوف هو مبادر عقارات لم يقرأ التاريخ، هو لا يعرف الخطوط الجغرافية، ولا يعرف طبيعة المنطقة وتعقيداتها أو دور مصر في المنطقة".. مصر ليست دولة مفلسة، ولتذهب مساعداتكم الى الجحيم".

وأوضح الكاتب أن مساعد وزير الخارجية المصري السابق حسين الهريدي، أكمل "ترديد الغضب عندما وصف في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، أقوال ويتكوف بأنها تهديد مبطن لمصر، وأن تصريحاته هي نوع من الابتزاز وفرض الخوف من أجل الضغط عليها للموافقة على تهجير قسري للفلسطينيين ومن أجل عدم إفشال محاولة تصفية القضية الفلسطينية".

أما الصحافي المعروف أحمد موسى فقد قال إنه "رغم المشكلات الاقتصادية الصعبة في مصر إلا أننا ساعدنا أخوتنا الفلسطينيين بأموالنا وعرقنا وساهمنا بـ 75 بالمئة تقريبا من إجمالي المساعدات الدولية التي دخلت إلى قطاع غزة.. الشعب في مصر سيقف أمام جميع الضغوط وليكن ما يكون، ونحن لن نسمح بتمرير خطة التهجير من أجل الحفاظ على الأمن الوطني في مصر".

وأكد الكاتب أن "مصر وبحق تمر بصعوبات اقتصادية كبيرة، لكن ليس بسبب غزة، والرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في إجراء عدة إصلاحات اقتصادية معقدة، من بينها خطوات كانت فيها إمكانية كامنة لضعضعة استقرار الدولة، مثل رفع أسعار الوقود، وبعد ذلك رفع أسعار الخبز، الأمر الذي لم تتجرأ على المس به قبله أنظمة خلال عشرات السنين، وبعد ذلك قام بتعويم سعر الجنيه المصري الذي انخفض سعره 40 بالمئة مقابل الدولار، ولكن أساس نجاح السيسي هو في تجنيد دول الخليج ووضعها في الدور لاستثمار عشرات مليارات الدولارات في الدولة، ومن بين المشاريع دولة الامارات تعهدت باستثمار حوالي 35 مليار دولار في مشروع عقارات، والسعودية تعهدت باستثمار 10 مليارات دولار، وقطر يتوقع أن تزيد استثماراتها في مصر إلى 7 مليار دولار".

وأضاف "صحيح أن طوق النجاة الاقتصادي الذي تلف به دول الخليج مصر، الذي هو أكبر بعشرة أضعاف من حجم المساعدات التي نحصل عليها من الولايات المتحدة، ما زال غير كاف من أجل إخراج مصر من صعوباتها، وبالاساس هو لا يعتبر البديل للدعم السياسي والعسكري الذي تحصل عليه مصر من الولايات المتحدة، التي تفتح للقاهرة أبواب مؤسسات التمويل الدولية، ولكنها تسمح لها برسم الخطوط الحمراء ومواجهة الضغط السياسي الثقيل، مثل الضغط الذي استخدمه منذ فترة غير بعيدة الرئيس ترامب من أجل أن تستوعب هي والأردن 2 مليون غزي".

وذكر أن "ترامب تراجع في هذه الاثناء عن هذا الطلب وأوضح بأنه لن يكون إخلاء قسري لسكان غزة، وذلك بعد أن قام بإجراء عدد من المحادثات الصادقة مع حاكم السعودية محمد بن سلمان. ولكن عندما يسمعون في مصر تشخيص ويتكوف، وبعد يوم يسمع عن إقامة إدارة الهجرة الطوعية في إسرائيل، فان القلق يعود إلى واجهة الساحة العامة".

وأكد أن "مصر ساعدت وهي مستعدة للاستمرار في مساعدة سكان غزة، وهي أيضا تطمح إلى المشاركة في مشروع إعادة إعمار القطاع، الذي اذا تم تطبيقه فإن من شأنه أن يحقق لها أرباح كبيرة، ولكن استيعاب سكان من القطاع فيها، حتى لو جاءوا بشكل طوعي، هو قصة مختلفة كليا".


وأشار إلى أنه بالنسبة للقاهرة الحديث يدور عن "تهديد متعدد الطبقات، يبدأ بالخوف على الامن القومي وخطر أن تنمو في داخل اللاجئين الذين سيتم استيعابهم بؤر إرهابية سترغب في العمل ليس فقط ضد إسرائيل، بل ستتعاون مع منظمات تعمل الآن في داخل مصر، كما أن البلاد ما زالت تخوض حرب ضروس دموية ضد المنظمات الإسلامية المتطرفة، والأمر الأخير الذي تحتاجه الآن هو أن تحصل هذه المنظمات على زيادة تتمثل في قوة عسكرية مدربة حاربت في غزة".

واعتبر أن "استيعاب غزيين في مصر يعني من ناحية وطنية تصفية القضية الفلسطينية، كما كتب الديهي، ونقل حلها إلى حدود مصر حتى لو تم حبس اللاجئين في مدينة خاصة ستقام من أجلهم، وتحصل مصر من أجلهم على أموال طائلة، وهذا أيضا هو السبب في أن الفكرة التي طرحها يئير لبيد التي بحسبها ستتولى مصر السيطرة على القطاع لفترة محدودة، هي فكرة مدحوضة كليا، وفي الواقع مصر استوعبت 100 ألف غزي، الذين هربوا إليها في بداية الحرب عندما كان معبر رفح مفتوحا، ولكنها تقيد بشكل كبير حرية حركتهم، وتمنعهم من العمل، وهم حتى لا يمكنهم الحصول على مساعدات الأونروا، لأن هذه المنظمة غير مسموح لها بالعمل في مصر وتوجد لها ممثلية صغيرة فقط".

وأكد الكاتب أن "المرضى والمصابين الذين دخلوا مصر يوجدون في المستشفيات بشروط اعتقال مقيدة، وفي مرات كثيرة يطلب منهم شراء الأدوية لأنفسهم، والمرافقون لهم مسموح لهم الخروج من المستشفى فقط بمرافقة رجال الأمن ولفترة محدودة.. وريفييرا مصرية على صيغة ترامب لا تنتظر اللاجئين الذين سيهاجرون إليها بشكل طوعي".

وقال إن "رفض مصر استيعاب سكان غزة مدعوم بصورة وثيقة بمواقف جميع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية التي تتبنى الخط الأكثر تصلبا ضد خطة الترانسفير.. وترامب وويتكوف يعرفان جيدا موقف الرياض، وهي الدولة التي يعتمد عليها بشكل كبير تشكيل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولكن عندما تحدث ويتكوف عن الربط بين غزة وبين التطبيع المأمول بين إسرائيل والسعودية، لسبب ما نسي ذكر أن تغيير السكان في غزة، حسب رأيه، يتوقع أن يتحطم على صخرة معارضة السعودية، ومعه حلم التطبيع".

وبيّن برئيل أن ويتكوف الذي يتحدث عن التطلع إلى توسيع دائرة الدول التي ستنضم إلى "اتفاقات أبراهام"، لا يتحدث عن الخطر الذي ستشكله خطة الترانسفير على العلاقات بين "إسرائيل" ومصر واتفاق السلام بين الطرفين.

وأكد أنه "عندما تقوم إسرائيل بتوسيع حجم العملية العسكرية في غزة، وفي الجيش يتحدثون عن احتلال لفترة طويلة وسيطرة مدنية وليس فقط عسكرية في القطاع، وعندما فكرة الهجرة الطوعية تتطور إلى خطة عملياتية، فإن الخوف في مصر هو من احتمالية أن الترجمة العملية لهذه الهجرة هي أن إسرائيل ستقوم بفتح، بمبادرة منها، فتحات عبور بين غزة ومصر وستسمح للسكان الراغبين في ذلك بالانتقال إلى الطرف الثاني للحدود".


وأهتم أن "المعنى هو أن مصر ستواجه خيارين، إما استيعاب في أعقاب الضغط مئات آلاف اللاجئين، أو وضع أمامهم قوة عسكرية تمنع دخولهم، وتأثير هذه السيناريوهات على العلاقات بين مصر وإسرائيل يمكن أن يكون كارثي، وإذا حدث حادث سيء، الذي يتوقع أن يحدث لمصر والذي حذر منه ويتكوف، فإن هذا هو الحدث، ومن أجل منعه فإن ويتكوف وترامب يجب عليهما أن يكونا أكثر وضوحا وحزما والقول بأن أي هجرة مهما كانت، حتى لو بالإكراه، ليست خطة عمل وليست المسار للحل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ويتكوف غزة مصر الولايات المتحدة مصر الولايات المتحدة غزة الاحتلال ويتكوف صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکاتب أن من أجل فی مصر فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتب أردني: كيف سيؤثر حظر الإخوان المسلمين على مستقبل البلاد؟

يرى الكاتب محمد أبو رمان، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية في الجامعة الأردنية،  أن قرار الحكومة الأردنية تنفيذ قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين يمثل تحولًا غير مسبوق في العلاقة بين الدولة والحركة الإسلامية، لكنه لا يعني القضاء الكامل على الإسلاميين في البلاد، خاصة مع استمرار مشاركة جبهة العمل الإسلامي في الحياة السياسية.

ويقول في مقاله له منشور على موقع "ميدل إيست آي" إن هذا الإجراء جاء بعد اتهامات لأعضاء الجماعة بالتخطيط لهجمات داخل الأردن وتهريب أسلحة إلى الضفة الغربية، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة، مشيرًا إلى أن الدولة تسعى لضبط العلاقة مع الإسلاميين دون الوصول إلى سيناريو الإقصاء الكامل كما حدث في دول عربية أخرى.



ويؤكد أبو رمان أن هذه الأزمة تعكس منعطفًا حاسمًا في السياسة الأردنية، محذرًا من أن غياب رؤية واضحة من الطرفين قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد الداخلي.

ويرى أن تفسير الخطوة باعتبارها نتيجة لضغوط خارجية غير دقيق، موضحًا أن القرار ينبع من اعتبارات داخلية تهدف إلى حماية الاستقرار، في وقت تتعالى فيه الدعوات المحافظة لاعتماد سياسات أكثر تشددًا تجاه المعارضة السياسية وحقوق الإنسان.

وتلايا المقال كاملا:

تواجه البلاد منعطفًا حرجًا قد يؤدي إما إلى مزيد من القمع، أو إلى تسهيل التجديد السياسي.

على الرغم من أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية هذا الشهر لحظر جماعة الإخوان المسلمين غير مسبوقة، وتمثل مرحلة جديدة في علاقتها، إلا أن هذا لا يمثل القضاء التام على الحركة الإسلامية.

لا تزال جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، تحتفظ بوضعها البرلماني القانوني، وتؤكد أنها ستواصل مشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية والعامة في البلاد.

فماذا يعني هذا التحرك ضد الإخوان، وما هي عواقبه المحتملة؟

يُمثل هذا الحظر تطبيقًا لحكم قضائي سابق ضد الجماعة، والذي قضى بعدم وجود أساس قانوني لوجودها في الأردن. لكن الإخوان لم يمتثلوا لهذا الحكم، وواصلوا العمل سرًا.

تغير الوضع بعد اتهام أعضاء الجماعة مؤخرًا بالتخطيط لهجمات داخل المملكة، إلى جانب مزاعم بتهريب أسلحة إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

دفعت مخاوف الأردن بشأن ما قد يعنيه هذا لمستقبل البلاد إلى اتخاذ إجراءات صارمة، وسط مخاوف من صلات الإخوان بحماس وإيران وخطر زعزعة الاستقرار الداخلي.

تأتي هذه الأزمة بعد أشهر قليلة من مساعدة الأردن للولايات المتحدة ودول أخرى في صد هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، ردًا على اغتيال إسرائيل قادة من حماس وحزب الله والحرس الثوري، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.

تعميق الخلاف

ازداد الخلاف بين الدولة الأردنية وجماعة الإخوان المسلمين تفاقمًا على مدى أكثر من عقد منذ الربيع العربي، وبلغ أدنى مستوياته مع تداعيات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والانتخابات البرلمانية الأردنية في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي حقق فيها حزب جبهة العمل الإسلامي مكاسب كبيرة.

أدى الاشتباك بين الإخوان والدولة في الشوارع، مدفوعًا باحتجاجات مواجهة، إلى تأجيج ما يُزعم أنه ظهور خلايا مسلحة، والذي أصبح بدوره مبررًا للحظر.

هذا لا يعني بالضرورة أن الأردن يُكرر نماذج عربية أخرى، حيث صُنّفت جماعة الإخوان منظمة إرهابية وسُجن أعضاؤها، أو أنه يتجه نحو إقصاء كامل للإسلام السياسي من العملية السياسية في البلاد.

بل يبدو أن الحكومة تُميّز بين جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة - التي، في نظر الدولة، فقدت وضعها القانوني - و"جبهة العمل الإسلامي"، الذي لا يزال تُشارك في الأنشطة السياسية والبرلمانية.

هذا التمييز يفتح الباب أمام قادة جبهة العمل الإسلامي لإعادة تقييم مسار الحزب وعلاقته بالدولة. كما يُتيح للحزب فرصةً لتطوير رؤية استراتيجية مختلفة، وتجنب المسار الذي قاد جماعات الإخوان المسلمين في دول عربية أخرى نحو السجن والنفي.

هذا مهمٌّ بشكل خاص بالنظر إلى أن الإسلاميين ظلّوا تاريخيًا حركةً سلميةً ضمن الإطار السياسي للدولة الأردنية، تهدف إلى إحداث تغيير تدريجي. رغم الأزمات المتكررة، لم يصل الطرفان قط إلى مرحلة المواجهة الشاملة، كما حدث في أماكن أخرى، لأنهما سمحا للبراغماتية والواقعية السياسية بتوجيههما في أوقات الأزمات.

الديناميكيات الداخلية

في حين حاول بعض المعلقين المقربين من جماعة الإخوان المسلمين في الخارج ربط الأحداث الأخيرة بالأجندات الدولية والإقليمية، زاعمين أن الأردن تعرض لضغوط خارجية، إلا أن هذا على الأرجح غير دقيق. فقد رفض الأردن تاريخيًا مثل هذه الضغوط وقاوم دعوات من حلفائه العرب لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية.

في الوقت نفسه، سعت بعض وسائل الإعلام العربية إلى استغلال الحظر والمبالغة في تأثيره، وتصويره كدليل على أن الأردن يسير على خطى دول عربية أخرى في استهداف الإسلاميين.

تتجاهل جميع هذه التفسيرات الديناميكيات الداخلية الحاسمة التي تُشكل علاقة الدولة مع الإخوان.

هذا لا يعني بالضرورة أن الأزمة بين الدولة والإسلاميين الأردنيين ستنتهي في هذه المرحلة.

من المحتمل أن تتطور الأمور في الأيام المقبلة، إذا فشل الطرفان في بلورة رؤى واضحة وقواعد جديدة للعبة السياسية، من أجل الحفاظ على الاستقرار الداخلي.

يُعدّ هذا الأمر ملحًا بشكل خاص في ظلّ تزايد الأصوات المحافظة الداعية إلى سياسات قمعية متزايدة في التعامل مع المعارضة السياسية وقضايا حقوق الإنسان.

في نهاية المطاف، لا ينبغي الاستهانة بخطورة وأهمية الأزمة بين الدولة الأردنية والإسلاميين - قوة المعارضة الرئيسية في البلاد.

تُمثّل هذه الأزمة منعطفًا حاسمًا في السياسة الأردنية، منعطفًا قد يتجه إما نحو التراجع التدريجي عن أجندة الإصلاح الديمقراطي في البلاد، أو قد يُشكّل خطوة ضرورية نحو تطوير الإطار السياسي الأردني إلى إطار قائم على تفاهمات داخلية أكثر وضوحًا وتماسكًا.

ميدل إيست آي

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي بدمشق وتوجه رسالة تهديد
  • وفاة الكاتب الرياضي محمد الشنيفي
  • والدة الطفل ياسين: جعلت ابني يرتدي قناع «سبايدرمان» لحمايته نفسياً
  • إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
  • أردوغان: إسرائيل تسعى لتوسيع رقعة الحرب.. وتركيا ترفض تهديد استقرار سوريا
  • فيديو لزعيم دروز إسرائيل يتحدث عن تغيير قريب في سوريا
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • الكاتب واليسناريست أحمد فوزي صالح: مسلسل ظلم المصطبة مكتوب من 7 سنوات
  • فليحفظ المجتمع الدولي ماء وجهه
  • كاتب أردني: كيف سيؤثر حظر الإخوان المسلمين على مستقبل البلاد؟