قتلى وجرحى بغارات أمريكية على صنعاء
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
واصلت الضربات الجوية الأمريكية استهداف مواقع جماعة الحوثي في اليمن حتى فجر اليوم الثلاثاء، حيث أعلن الحوثيون أن إحدى الغارات على العاصمة صنعاء أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة أكثر من 12 آخرين.
وتدخل هذه الهجمات يومها العاشر دون أي مؤشرات على توقفها، في إطار حملة يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستهدف الجماعة المسلحة التي تهدد التجارة البحرية وإسرائيل، بينما يسعى أيضاً إلى ممارسة ضغوط على إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين.
ونشرت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، عبر منصّة "إكس"، لقطات جديدة للمقاتلات الأميركية وهي تنتطلق من حاملة الطائرات هاري ترومان لتنفيذ غارات على مواقع عسكرية حوثية في اليمن.
Give ‘em Hell Harry!!!#HouthisAreTerrorists pic.twitter.com/BdYihp7PyK
— U.S. Central Command (@CENTCOM) March 25, 2025ولم تكشف الولايات المتحدة حتى الآن عن تفاصيل دقيقة حول الأهداف التي تستهدفها، إلا أن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز زعم أن الضربات نجحت في القضاء على قيادات حوثية بارزة، من بينهم مسؤول الصواريخ الأول في الجماعة.
غير أن الحوثيين لم يؤكدوا هذه المزاعم حتى الآن، حيث اعتادوا التقليل من حجم خسائرهم والمبالغة في نجاح هجماتهم ضد السفن الحربية الأمريكية.
وقال والتز في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس"، الأحد: "لقد استهدفنا مقار قيادتهم، ومراكز الاتصالات، ومصانع الأسلحة، وحتى بعض منشآت إنتاج المسيرات".
غارات أمريكية تستهدف مطار الحديدة في اليمن - موقع 24أفادت وسائل إعلام تابعة لميليشيا الحوثيين، ليل السبت، بوقوع هجوم أمريكي جديد على مطار الحديدة الدولي، في غرب اليمن.
وفي غارة أمريكية الأحد، استهدف صاروخ مبنى في أحد الأحياء الغربية بالعاصمة صنعاء، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 13 آخرين، وفقاً لما نقلته وكالة سبأ التابعة للحوثيين عن مسؤولين صحيين.
وأظهرت لقطات مصورة نشرها الحوثيون أنقاض المبنى المدمر، مع برك دماء منتشرة على الأرض المغطاة بالغبار الرمادي الناتج عن القصف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سنتكوم اليمن الحوثيين صنعاء الحوثي اليمن سنتكوم صنعاء
إقرأ أيضاً:
سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن
يمانيون../
في تطوّر ميداني نوعي، أكدت البحرية الأميركية، مساء الإثنين، سقوط طائرة مقاتلة من طراز «F-18» عقب استهدافها في هجوم مشترك شنّته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات «هاري ترومان» ومجموعة السفن الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.
هذا الاعتراف الرسمي الأميركي، الذي يأتي بعد بيانات سابقة حاولت التقليل من حجم الهجمات اليمنية، يعكس تحوّلاً جوهرياً في قواعد الاشتباك البحري ويضع واشنطن في زاوية مواجهة مفتوحة مع تكتيكات يمنية أثبتت فعاليتها رغم الفارق الهائل في القدرات.
يتطابق هذا الاعتراف مع ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عملية هجومية معقدة اخترقت الدفاعات الأميركية وأجبرت «ترومان» على الانسحاب نحو أقصى شمال البحر، في سابقة تُسجّل للمرة الأولى منذ بداية العدوان الأميركي المستجد على اليمن منتصف مارس الماضي.
أبعد من مجرد إسقاط طائرة
توقيع هذا الإنجاز الميداني يُمثّل ضربة قاسية لصورة الردع الأميركي في المنطقة، كما يضع علامة استفهام حول فعالية التقنيات الدفاعية لحاملات الطائرات الأكثر تطوراً في العالم، والتي ظلت لعقود رموزاً للهيمنة الأميركية.
ويرى مراقبون أن العملية لم تكن مجرد تصعيد عسكري، بل كانت نتيجة تراكم معلومات استخبارية دقيقة امتلكتها صنعاء حول مواقع التحرك ونقاط الضعف في التشكيل البحري الأميركي، ما يعكس تطوراً نوعياً في القدرات الاستخباراتية والهجومية للقوات اليمنية.
لكن هذا الاعتراف الأميركي لا يخلو من دلالات مقلقة؛ إذ يخشى مراقبون أن يكون مقدّمة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين في محاولة لتعديل صورة الفشل العسكري، وامتصاص صدمة الرأي العام المحلي والدولي. في هذا السياق، حذّر نشطاء يمنيون من أن إسقاط الطائرة قد يدفع واشنطن إلى شنّ عمليات انتقامية عنيفة، كما حدث في مدينة صعدة عندما استُهدف مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة وأودى بحياة 68 مدنياً.
منجزات يمنية وتخبط أميركي
وسائل إعلام أميركية، بينها شبكة «سي إن إن» وموقع «ريسبونسبل ستيتكرافت»، لم تتجاهل حجم ما حدث، وأكدت ضراوة الاشتباكات البحرية التي خاضتها القوات اليمنية في مواجهة البحرية الأميركية، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات جاءت رداً مباشراً على الغارات الأميركية على صعدة وصنعاء.
ومنذ منتصف مارس، نفذت صنعاء أكثر من 25 هجوماً على حاملة الطائرات «ترومان» وسفن مرافقة، ضمن معركة بحرية مفتوحة تهدف إلى ردع العدوان الأميركي وإحباط عملياته الهجومية.
وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وصف إسقاط الـ«F-18» بأنه “إثبات عملي للتفوق العسكري والتقني الذي بلغته الصناعات الحربية اليمنية”، لافتاً إلى “قفزة غير مسبوقة” في منظومات الدفاع الجوي، وقدرتها على التصدي لأحدث الصناعات العسكرية الأميركية والإسرائيلية على حد سواء.
رد أميركي مأزوم
من جهتها، حاولت القيادة المركزية الأميركية التقليل من تأثير العمليات اليمنية، مشيرة إلى تنفيذ أكثر من 800 غارة جوية ضد منشآت القيادة والسيطرة ومراكز تصنيع الأسلحة والمنظومات الدفاعية. غير أن إصرارها على نفي استهداف المدنيين يصطدم بواقع عملياتها الميدانية، التي أوقعت عشرات الضحايا من الأبرياء في الأيام الماضية.
وفي تناقض فاضح، تقول القيادة المركزية إن ضرباتها تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة، بينما تنقل وسائل إعلام أميركية عن مصادر في “البنتاغون” أن تلك الضربات غالباً ما تستند إلى مصادر مفتوحة، من ضمنها منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد وثقت الأجهزة الأمنية في صنعاء قيام ناشطين موالين للتحالف السعودي – الإماراتي بنشر إحداثيات لأهداف في مناطق تحت سيطرة «أنصار الله»، استُخدمت لاحقاً في تحديد مواقع القصف الأميركي، كما حدث في منطقة “ثقبان” شمال العاصمة، والتي خلّف القصف فيها 12 قتيلاً وعدداً من الجرحى، حسب ما أعلنته وزارة الصحة.
نحو معادلة ردع جديدة
الهجوم اليمني على «ترومان» وأسقاط الـ«F-18» لم يكن فقط تطوراً ميدانيًا بل إعادة ترسيم لمعادلات الردع في البحر الأحمر. فصنعاء لا تواجه فقط واشنطن، بل تتحدى حضورها العسكري بكامل رموزه، وترسل رسائل صلبة إلى تل أبيب والرياض وأبوظبي مفادها أن زمن “الهجمات دون رد” قد انتهى.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الورطة الأميركية في اليمن تتعقّد أكثر من أي وقت مضى، في وقتٍ تكشف فيه العمليات اليمنية عن نموذج مقاومة غير تقليدي قادر على إعادة صياغة موازين القوى… ولو بإسقاط طائرة واحدة.