موقع النيلين:
2025-03-25@21:06:26 GMT

مصباح الكرامة

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

بعد نجاح ثورة فولكر تنمر اليسار كثيرًا، بل حفظت ذاكرة التاريخ تصريحات مأفونة له، وعلى سبيل المثال لا الحصر: محمد منقة يقول فيما معناه: (لا يحق لأي كائنٍ من كان التظاهر، فحق التظاهر لنا وحدنا)، جعفر سفارات يهدد مع الموعد المضروب للتوقيع على الإطاري المشؤوم بألاّ يسمح لأحدٍ بالتظاهر بعد اليوم، الواثق البرير المهدي (وفقًا لقسيمة الزواج) رفض توقيع مبارك الفاضل على الإطاري بحجة عدم السماح بإغراق الإطاري… وغيرها وغيرها وهم في نشوة الهستيريا الفولكرية.

كل هذا الزبد ذهب جُفاءً، وبقيَ ما ينفع الناس ماكثًا في الأرض. وظهر ذلك جليًا في حرب الكرامة، عندما استنفر البرهان الشعب. ومن بين غمار المستنفرين كتيبة البراء بن مالك. فقد قاسمت الجيش (نبقة الفقراء)، ومازالت متوهطة في أرض الميدان دفاعًا عن الدين والعرض والأرض، هذا الأمر أصاب خونة الوطن بصدمة كبيرة، مما دفع بهم للقيام بحملة إعلامية هذه الأيام لا هوادة فيها ضد قائد الكتيبة (المصباح). لكن ليعلم هؤلاء بأن المصباح سوف يظل يضيء عُتمة الخذلان أينما رحل، ومكان حفاوة الشعب متى ما وصل، وأيقونة الكرامة متى ما ذُكر. وخلاصة الأمر رسالتنا لليسار بأن المصباح بيد الجيش، أي: إنه ترس من تروس طاحونة الجيش، العمل والتوقف بيد القيادة العامة. نقطة سطر جديد.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٥/٣/٢٤

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

في ذكرى يوم الأرض وأوهام التهجير

 

 

منير رشيد **

 

يوم الأرض ذكرى يحييها الفلسطينيون في الثلاثين من آذار كلّ عام استذكارا ً للإضراب العام والاشتباكات التي جرت في اليوم نفسه بين سكان عدة بلدات وقرى من أراضي 1948 وقوات الجيش والشرطة الصهيونية، أدت لاستشهاد عدد ٍ منهم وجرح العشرات، واعتقال المئات لإقدام سلطات الاحتلال على مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، وتضامن الفلسطينيون في الضفة َ وقطاع غزة ومخيمات اللجوء معهم.

منذ ذاك التاريخ أصبح هذا اليوم مناسبة  للتعبير عن الارتباط بالأرض وعدم التنازل عنها، أو التفريط بها، بل والسّعي إلى تحريرها والعودة إليها.

ومن المؤكد أن إحياء هذه الذكرى له دلالة في معركة الذاكرة والتاريخ بين مستعمر غاصب طارئ يسلب أرضا ًويطرد ويشرد شعباً، وبين هذا الشعب المتمسك بها المدافع عنها والرافض إلا العودة إليها وإدارة شؤونها وحكمها بإرادته الحرة وقراره المستقل.

تأتي هذه الذكرى ومشاريع تهجير أهالي غزة ومخيمات الضفة بعناوين ومُسميات مختلفة وبواعث واحدة، لكن ألم يدرك هؤلاء أنّ غزة، بل كل شبر من فلسطين ليست عقارا معروضا في بورصات العقار، وليدرك هؤلاء ويعلموا أن مشاريع سابقة منذ انتداب بريطانيا لفلسطين وتسليمها لليهود لم تتوقف، ومنها مشروع صفقة القرن حيث كشف الرئيس الأمريكي ترامب في فترة ولايته عام 2020 عنها بعنوان (السلام من أجل الازدهار)، لكن ما لا يحتاج لبرهان ودليل ما شاهده العالم ولا يزال يشاهده ما يصدر عن نساء غزة وأطفالها عدا عن رجالها وبعفوية عن تمسكهم بأرضهم وثباتهم عليها رغم الفتك والدمار والحصار والتجويع والتعطيش وقطع الكهرباء، بل كل مقومات العيش، فيوم الأرض كان احتجاجا ً وانتفاضة وثورة لمصادرة بعد الأراضي من أصحابها مع بقائهم وبدون تهجيرهم، وقدموا شهداء وجرحى ومعتقلين ولا زالوا صامدين فيها جيلا يتلوه جيل، فكيف باقتلاع ملايين البشر وتهجيرهم وتشريدهم من أرضهم والذين أصبحوا أكثر وعيا  وإدراكا  لعدوهم ومحيطهم وعالمهم، إنها أوهام الغزاة العبيد الذين لا يدركون بواعث أصحاب الحق والأرض الأحرار. إضافة إلى أن المشاريع المطروحة لإدارة قطاع غزة تدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني ومصادرة حق الشعب في اختيار قيادته وسلب حريته في التعبير عن إرادته الحرة.

من المؤكد أن مشاريع التهجير تتطلب وعيا ً إستراتيجيا ً عاما ً قبل أن يكون فلسطينا  فحسب، فمحاولات التهجير بدأت مع الصراع العربي الصهيوني، ولم تتوقف بأشكال وأنماط مختلفة وتحت مسميات الازدهار والإعمار والاقتصاد، إلا أنها ليست سوى خطة مرحلية لا تهدد هوية الشعب الفلسطيني ونضاله فقط، بل لرسم خريطة المنطقة بأكملها بما يخدم مصالح الاحتلال وداعميه وتصفية القضية الفلسطينية، وبناء دولة الاحتلال نقية عرقياً  بعد أن أقر الكنيست قانون يهودية الدولة.

إن الصراع مع الاحتلال صراع إرادة وإدارة، أثبت الشعب الفلسطيني منذ صراعه مع المحتل ولا زال أن لديه إرادة صلبة مستمرة منذ الانتداب البريطاني ولا زال متمسكا بهويته وأرضه وحقه في عودته، ويمتلك وعيا ً تراكميا ً بتفكير عدوه ومكره والتواء أساليبه وإستراتيجية أهدافه، إلا أن إدارة الصراع معه تواجه مشكلة في طريقة إدارة المواجهة مع محتل غاصب لم ولن يراعي اتفاقاً أبرمه أو سلاما ًموهوما مزعوما  ادعاه، والمشكلة في جوهرها تتمثل بين نهج المساومة والمقاومة، وما بين التفريط في الثوابت الوطنية والحفاظ عليها أو التخلي عن أغلب التراب الفلسطيني والمطالبة بكامله.

في هذه الظروف الشائكة والمعقدة، ينبغي بل يجب بلورة صيغة وطنية فاعلة تنهض بمسؤلياتها في إدارة الحالة الوطنية للدفاع عن ثوابت الشعب الفلسطيني، والمحافظة عليها وعدم التفريط بأي منها، وتعزيز صموده، ودعم مقاومته وحقه في التحرير والعودة، وإنهاء الاحتلال وقراره المُستقل.

عاشت فلسطين حرة أبية من نهرها إلى بحرها، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، وللمقاومة العز والفخار والمجد.

** عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج

مقالات مشابهة

  • كاساس: اعتذر إلى الشعب العراقي وعلينا التعويض
  • قائد القطاع الجنوبي بالجبلين: معركة الكرامة أوجدت ارتباطاً قوياً بين كافة مكونات المجتمع السوداني
  • في ذكرى يوم الأرض وأوهام التهجير
  • أردوغان يصف المحتجين بـ"الإرهابيين".. والأمم المتحدة تشدد على حق التظاهر السلمي
  • الهروط يسأل وزير التربية عن معركة “الكرامة” في المناهج
  • حزب بارزاني: رئيس مجلس نينوى الإطاري( أحمد الحاصود) يخدم التوجهات الإيرانية
  • هيئة علماء المسلمين في العراق تبعث برسالة  لـ”الجيش السوداني”
  • عمان الأهلية تُهنّىء بذكرى الكرامة وعيد الأم
  • اتحاد الاعلاميين الافارقة يثمن ادوار الاعلاميين فى معركة الكرامة