كل سيدة ستصل إلى فترة توقف نهائى للطمث بشكل طبيعى، ما كان يُعرف خطأ بسن اليأس، و هو تغير متوقع يحدث في كثير من الأحيان بشكل سلس و لكن قد يصاحبه بعض الأعراض مثل اضطرابات النوم، وانحراف في المزاج قريب من الإكتئاب، و آلام جسدية عديدة.
عادة ما تصل المرأة إلى هذا التوقف في حوالى الخمسين من عمرها، وهى تنتقل إلى هذه المرحلة بالتدريج، في أقل من ١٠٪ من الحالات يحدث هذا التغير بشكل فجائي، و قد يحدث مبكرا بين عمر الأربعين و الخامسة و الأربعين، و في حوالى ١٪ من النساء تنقطع الدورة نهائيا قبل سن الأربعين
و تُسمى هذه الحالة “قصور المبيض الأولي” و هذه حالة يختلف التعامل الطبى معها إلى حد ما عن التعامل مع حالات التوقف الطبيعي للطمث.
االعرض الأكثر شيوعا في المرحلة التمهيدية للتوقف النهائي للطمث هو اضطراب في مواعيد الدورة الشهرية، و على الأغلب التباعد بين دورة و أخري، ثم تبدأ الهبات الحرارية و قد تستمر لسنوات بعد انقطاع الطمث. و الهبات الحرارية شعور مفاجئ يستغرق بعض الوقت بحرارةٍ في الوجه و الرقبة يشبه أن يتعرض الجسم لاندلاق ماء ساخن، يصاحبه تعرق ، و صعوبات في النوم، و قد يصاحبه إرهاق جسدي، و آلام في المفاصل، و البعض يشتكين من نحافة في الشعر. كما يترافق ذلك مع تحلل متزايد في بنية العظام، و هو أمر قد يصل بعد سنوات إلى مرض وهن العظام. و للتغلب على هذه الأعراض في حالة استمرارها، و تأثيرها السلبى على جودة الحياة قد نحتاج إلى تعاطى الهرمونات التعويضية، و نقصد ب التعويضية أنها تعوض هرمون الإستروجين الذي لم يعد المبيض يفرزه بكميات كافية. و في حالة وجود الرحم يجب إعطاء هرمون الاستروجين و البروجستوجين معا، أما إذا كان الرحم قد استؤصل فيكتفى بهرمون الاستروجين، و جرعة الهرمون التى تُعطى هنا أقل كثيرا من تلك الموجودة في أقراص منع الحمل ثنائية الهرمون. و يمكن إعطاءها على شكل أقراص بالفم أو لصقات على الجلد، و هناك جرعات متفاوتة، تعطى الجرعة الأقل التى تكفى للتحرر من الأعراض، و لأقل فترة ممكنة حتى تنتهى الأعراض أو تصبح سهلة الإحتمال.
معنى أن تعطى فترة ستة أشهر ثم نتوقف و نراقب الأعراض فإن شعرت المريضة بعد توقف العلاج أنها لا تحتاجها نتوقف نهائيا عن أخذها. ا يجوز إعطاء الهرمونات التعويضية لكل النساء، فهناك موانع لا عطائها، كما إن إعطاءها لفترات طويلة أي سنوات غير محبذ و قد أجازت هيئة الغذاء والدواء أدوية أخرى ظهرت كفاءتها .
و قد تعاود النساء في عمر ما بعد انقطاع الطمث أكثر من مرة أعراض مزعجة في الأعضاء البولية و التناسلية الخارجية، تعيق أنشطتهن و تؤثر على المشى و التبول و العلاقة الزوجية ، وهذه يكفى فيها إعطاء دهون هرمون الإستروجين الموضعية التي ينحصر تأثيرها في هذه المنطقة و لا تؤثر على باقى الجسم. و الهدف من الارتقاء بنوع الرعاية هنا هو الحفاظ على جودة الحياة في سن ما بعد الخمسين و هو السن الذي تعيش فيه السيدات مددا قد تصل إلى ثلاثين أو أربعين عاما و لله الحمد.
SalehElshehry@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
فوائد البكاء تفوق التوقعات.. اعرف الوقت المناسب ومتى يجب التوقف
يعتقد الكثير من الأشخاص أن البكاء مجرد حالة للتعبير عن الحزن فقط ولكنه يحقق العديد من الفوائد للإنسان.
ووفقا لما جاء في موقع verywellhealth نعرض لكم أهم فوائد البكاء الصحية والنفسية.
فوائد البكاء
عادة نشعر بتحسن بعد البكاء، لأنه يُخفف من حدة المشاعر والتوتر ويُشير العلم إلى أن البكاء مفيد للأسباب التالية.
له تأثير مهدئ
يمكن أن يكون للبكاء تأثيرٌ مُهدئٌ للبعض، ولكن ليس للجميع فهو يُنشّط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، المسؤول عن تعزيز الاسترخاء والهضم والتعافي كما يُطلق البكاء الإندورفين، وهو مُسكّن طبيعي للألم في الجسم أو "هرمونات السعادة"، مما يُعطي شعورًا بالهدوء و معالجة مشاعرنا وإيجاد الراحة النفسية .
يساعد على تخفيف الألم
تساعد الإندورفينات التي يفرزها جسمك عند البكاء في تخفيف أنواع معينة من الألم كما يُنشّط البكاء الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، مما يُعزز الاسترخاء ويُقلل التوتر، وقد يُساعد في إدارة الألم كما يُساعد التحرر العاطفي المُصاحب للبكاء على تقليل مشاعر الضيق والانزعاج، مما يُسهم في تخفيف الألم بشكل عام .
يعزز المزاج
يمكن للبكاء أن يُطلق العنان للمشاعر المكبوتة ويُحفّز إفراز الإندورفين، مما يُحسّن مزاجك.
إضافةً إلى ذلك، غالبًا ما يُحفّز البكاء على طلب الدعم الاجتماعي والحصول عليه، مما يُعزّز الشعور بالتواصل والراحة، مما يُحسّن مزاجك بشكل ملحوظ .
يحشد الدعم من الآخرين
عندما ترى شخصًا يبكي، فمن المرجح أنك تعتبر ذلك إشارة استغاثة غير لفظية واضحة، مما يدفعك إلى استجابة تعاطفية وعادةً ما يثير البكاء الفضول والدعم والطمأنينة لدى من حولك. يميل معظم الناس بطبيعتهم إلى الاستجابة للدموع بلطف واهتمام و يمكن للبكاء أن يقوي الروابط الاجتماعية من خلال السماح للناس بمشاركة نقاط ضعفهم، مما يعزز الروابط العميقة .
يفرز هرمونات لتخفيف التوتر
يُخرج البكاء المواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر، مثل الكورتيزول، من خلال الدموع، مما يُساعد على تطهير الجسم حتى أن الدراسات تُظهر أن الدموع العاطفية تحتوي على هرمونات التوتر أكثر من أنواع الدموع الأخرى .
مساعدات النوم
يمكن أن يساعد التحرر العاطفي من خلال البكاء على تقليل القلق والتوتر اللذين قد يُصعّبان عليك النوم والبقاء نائمًا طوال الليل بالإضافة إلى ذلك، فإن الإندورفين الذي يُفرزه جسمك عند البكاء يُهدئ عقلك ويساعدك على الحصول على نوم أكثر هدوءًا وراحة .
يحارب البكتيريا
دموعك تحتوي على الليزوزيم، وهو إنزيم ذو خصائص مضادة للميكروبات ويساعد الليزوزيم على حماية عينيك من العدوى عن طريق تحييد الجراثيم الضارة التي تلامسها و علاوة على ذلك، يساعد البكاء على التخلص من الشوائب للحفاظ على نظافة عينيك وصحتها.
يحسن الرؤية
يُرطب البكاء عينيكِ بشكل طبيعي، ويمنع جفافهما، ويضمن بقاء قرنيتكِ (الطبقة الخارجية المُقببة التي تُركز الضوء وتعمل كحاجز واقي) رطبةً وشفافةً كما تُساعد الدموع على إزالة الغبار والحطام وغيرها من المُهيجات، مما يُقلل من خطر الإصابة بالعدوى .
التعافي من الحزن
يسمح لنا البكاء بالتعبير عن مشاعرنا ومعالجتها، وهو أمر ضروري للتعافي العاطفي بعد حدث أو موسم عصيب ويوفر تنفيسًا للمشاعر الجياشة المرتبطة بالحزن ، مما قد يكون مفيدًا في التعامل مع الخسارة والتصالح مع مشاعرنا.
يعيد التوازن العاطفي
كمتنفس طبيعي للمشاعر المكبوتة، يساعد البكاء على التخلص من التوتر والضغط النفسي وهو عملية تنفيسية تُمكّننا من معالجة المشاعر وحلها واستعادة التوازن.
يساعد الأطفال على التنفس والنوم
قد يكون سماع بكاء طفل رضيع أمرًا مرهقًا أو مقلقًا، لكن للبكاء فوائد للرضع، فهو يساعدهم على التنفس من خلال تنظيف مجاريهم الهوائية وزيادة استنشاق الأكسجين، خاصةً أثناء الضيق أو الانزعاج كما أن النمط الإيقاعي للبكاء يُنظم تنفس الطفل وكما هو الحال بالنسبة للبالغين، فإن البكاء يُخفف التوتر والضغط النفسي، مما يُساعد الأطفال على الاسترخاء وتحسين نومهم.
لا توجد نصيحة محددة بشأن مقدار البكاء المناسب و يختلف المقدار اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، ويتأثر باختلافات الأفراد في الحساسية العاطفية، وآليات التكيف، وظروف الحياة.
البكاء استجابة عاطفية طبيعية وصحية تُساعد على التنفيس عن المشاعر المكبوتة والتوتر في حين أن بعض الناس قد يجدون راحةً في البكاء المتكرر، قد يُعبّر آخرون عن مشاعرهم ويتعاملون معها بطرق مختلفة .
في النهاية، ليس هناك حدّ أقصى للبكاء و من الضروري أن تسمح لنفسك بتجربة مشاعرك ومعالجتها بصدق، ساعيًا إلى توازن بين التعبير عن مشاعرك والحفاظ على سلامتك العاطفية.
متى يجب زيارة الطبيب
البكاء أمر طبيعي ومع ذلك إذا كنت تبكي أكثر من المعتاد مما يؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية أو علاقاتك أو صحتك العامة، فاستشر الطبيب .
إذا أصبحت نوبات البكاء يصعي السيطرة عليها أو تتداخل مع قدرتك على القيام بالمهام أو المسؤوليات اليومية، فقد يشير هذا إلى ضائقة عاطفية كامنة يمكن أن تستفيد من التدخل العلاج
إذا كان البكاء مصحوبًا بمشاعر مستمرة من الحزن أو اليأس أو الإحباط، أو إذا استمر على الرغم من محاولات إدارته بشكل مستقل، فقد يكون التواصل مع أخصائي الصحة العقلية مفيدًا.