الاشتباك المتكرر مع حاملة الطائرات و 3 اهداف قاتلة
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
أولا: الحد من الدور الهجومي الذي تلعبه حاملة الطائرات الأمريكية وتحويل وضعها إلى الدفاع وبالتالي إفشال الهجمات الواسعة التي يكون العدو قد حضر لها ضد الجمهورية اليمنية، وهذه تكتيكات دفاعية مهمة تتخذها القوات المسلحة اليمنية في إطار تصديها للعدوان ضد البلد.
ثانيا: تحقق الهجمات اليمنية على حاملة الطائرات اليمنية حالة إرباك واسعة وقلق وإرهاق في صفوف البحرية الأمريكية وإرهاق لدى الجنود وفقا لاعترافات قادة وضباط أمريكيين خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، ففي إحدى المقابلات مع قائد حاملة الطائرات أيزنهاور كريس هيل أكد أنه لم يكن يجد حتى وقتا لارتداء ملابسه الرسمية ويبقى بملابس النوم، وقال كارل إلزوورث، قائد سرب الساحل الغربي: "لا أستطيع أن أتذكر آخر مرة خاضت فيها البحرية مهمة أكثر تحديًا مع مزيج من التمديدات المتعددة، والفرص المحدودة للغاية للراحة والاسترخاء، والقتال الحقيقي.
قال قائد سفينة ماسون جوستين سميث،إن البحرية تواجه بيئة عمل مختلفة في البحر الأحمر عما كانت عليه في الخليج العربي في ثمانينيات القرن العشرين.
وقال سميث "إنك تواجه تهديدات أكثر تطوراً، وتواجه التواجد داخل منطقة اشتباك بالأسلحة لعدة أيام وأشهر في كل مرة".
وبحسب بزنس انسايدر قال أحد البحارة في البحرية الذي خدم في مركز المعلومات القتالية على المدمرة يو إس إس جرافيلي أثناء انتشارها: إن الطاقم ربما يكون لديه ثوانٍ فقط للرد على صاروخ قادم اعتمادًا على سرعته.
إن "الحوثيين" عدو لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ويمكن أن تحدث عمليات إطلاق الصواريخ في أي لحظة.
وفي ظل هذه البيئة، كان على البحارة الحفاظ على حالة تأهب قصوى على مدار الساعة أثناء مسح الرادار وأجهزة الاستشعار الأخرى بحثًا عن علامات تشير إلى هجمات قادمة.
وإلى جانب الصواريخ المضادة للسفن، أثبت الحوثيون أيضًا فاعليتهم في استخدام الزوارق المسيرة المحملة بالمتفجرات لضرب السفن التجارية.
وهذه السفن غير قادرة على الدفاع عن نفسها إلى حد كبير، على عكس السفن الحربية الأميركية في المنطقة، والتي لم تتعرض حتى الآن للضرب على الرغم من بعض الحوادث التي كادت أن تودي بحياتها.
وقال سميث "أعتقد أن الفرق بين حرب الناقلات وما نفعله في البحر الأحمر هو التهديد الأطول مدى والقدرة على التواجد داخل منطقة أكبر - مع وجود خطر التعرض للاستهداف أو الاشتباك الذي لا بد من حدوثه".
وأكد سميث"إن التحديات ــ من الكشف والدعم، وفرق المراقبة والاستعداد ــ أعلى كثيراً.
ولهذا السبب أقارن ذلك بالحرب العالمية الثانية أكثر من تفوقه، كما أعتقد، على ما شهدناه خلال حرب الناقلات". (بزنس انسايدر) وقد أدى هذا الوضع إلى أزمات نفسية لدى جنود البحرية الأمريكية ما دفع بقيادة البحرية إلى الاستعانة بمرشدين نفسيين،
كما أدت حالة الإرهاق إلى ضعف في المدارك والقدرات ما تسبب بحوادث من بينها اسقاط طائرة اف 18 وحادث تصادم حاملة الطائرات ترومان مع سفينة تجارية. إلى جانب ذلك فإن الانتشار الطويل للسفن الحربية يؤدي إلى التقليل من عمرها ويؤثر على مستقبل البحرية الأمريكية بشكل عام.
ثالثا: استنزاف البحرية الأمريكية في كل اشتباك يجري يتم تهديد قدرة البحرية الأمريكية على الاستدامة وتعطيل استمرارية الأسطول في البحر الأحمر، حيث تنفق البحرية مخزونها الاستراتيجي في مواجهة الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة. يقول سيباستيان برونز، الخبير البحري في مركز الاستراتيجية والأمن البحري ومعهد السياسة الأمنية في جامعة كيل في ألمانيا: "لقد أثبت الحوثيون أنهم قوة هائلة. إنهم جهة فاعلة غير حكومية تمتلك ترسانة أكبر وهي قادرة حقًا على إحداث صداع للتحالف الغربي.
هذا هو المستوى الأعلى في الوقت الحالي، وعندما تواجه القوات البحرية مشكلة في الاستدامة على هذا المستوى، فإن الأمر مثير للقلق حقًا".(فورين بوليسي) لقد استخدمت البحرية الأمريكية في البحر الأحمر المئات من الصواريخ الاعتراضية وذلك أكثر مما تم استخدامه خلال ثلاثين عام وفقا للقائد البحري المتقاعد برايان كلارك.
وفي يناير الماضي، كشفت البحرية أنها أطلقت ما يقرب من 400 ذخيرة منذ أكتوبر 2023 كجزء من العمليات القتالية في البحر الأحمر، بما في ذلك 120 صاروخًا من طراز SM-2، و80 صاروخًا من طراز SM-6، وإجمالي 20 صاروخًا من طراز Evolved Sea Sparrow (ESSM) وصاروخًا من طراز SM-3 . وتتراوح تكلفة الوحدة الواحدة من هذه الصواريخ بين 12.5 و28.7 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-3، وحوالي 4.3 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-6، وما يصل إلى 2.5 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-2، وفقًا لموقع The War Zone .
وخلال جلسة تأكيد تعيينه وزيرا للبحرية، أقر جون فيلان بأن البحرية تواجه نقصا في الذخائر. وقال فيلان في جلسة الاستماع التي عقدت في 27 فبراير/شباط: "لذا، إذا تم تأكيد ترشيحي، أعتزم التركيز على هذا الأمر بسرعة كبيرة وحل هذه المشكلة لأنني أعتقد أننا عند مستوى منخفض بشكل خطير من منظور المخزون، وكذلك الجديد".
هذا الاستنزاف يهدد جاهزية البحرية الأمريكية لأي معركة مستقبلية وكفاءتها المتدنية أصلا. وإلى جانب الاستنزاف تواجه السفن البحرية مشكلة في إعادة تحميل الصواريخ في مسرح العمليات، ونفاد صواريخ مدمرة معينة يجعلها أكثر عرضة للاستهداف، بالرغم من أن جميع السفن في الوقت الحالي تقع في الخطر، وبحسب قادة عسكريين أمريكيين فإن ما تحتاجه القوات المسلحة اليمنية هو صاروخ واحد فقط ينجح في الوصول إلى سفينة حربية، بينما تحتاج البحرية الأمريكية إلى القدرة على الاعتراض بنسبة مئة بالمئة وهذا شيء صعب ومكلف للغاية وغير مستدام.
رابعا: إن الجرأة في مواجهة حاملة الطائرات الأمريكية التي تعد رمزا للقوة الضاربة وإجبارها على التراجع إلى الخلف وتعطيل فاعليتها، ينعكس سلبا على مكانة البحرية التي كانت تقول إنها الأقوى في العالم، وكانت تعتمد على مجرد الحضور في منطقة ما لإثارة مخاوف الخصم وإجباره على الرضوخ.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة فی البحر الأحمر صاروخ ا من طراز حاملة الطائرات
إقرأ أيضاً:
تقرير : البحرية الأمريكية في مأزق وجودي بالبحر الأحمر.. استنزاف غير مسبوق وتكلفة لا يمكن تحملها
يمانيون../
تعرض البحرية الأمريكية لأزمة عميقة في البحر الأحمر، حيث تواجه عمليات استنزاف متواصلة تضعف قدراتها الدفاعية، وتفرض عليها واقعًا عسكريًا جديدًا غير متكافئ مع القوات اليمنية. تقرير جديد نشره موقع Medium للخبير العسكري د. آدم تبريز، يكشف أن واشنطن باتت أمام مأزق استراتيجي وجودي بسبب تكاليف العمليات الهائلة، ونفاد مخزون الصواريخ، وغياب القدرة على الاحتفاظ بتفوقها البحري.
نزيف مالي مستمر: 50 صاروخًا أمريكيًا ضد كل طائرة مسيرة يمنية!
يشير التقرير إلى أن التكلفة الاقتصادية باتت أحد أكبر تحديات البحرية الأمريكية، حيث يعتمد اليمن على صواريخ ومسيرات منخفضة الكلفة لكنها ذات فاعلية عالية، في حين تضطر الولايات المتحدة إلى استخدام صواريخ اعتراض مكلفة مثل SM-3 وSM-6، والتي تتراوح تكلفة الواحد منها بين 10 و30 مليون دولار.
ويكشف التقرير أن البحرية الأمريكية تطلق ما يقارب 50 صاروخًا في كل مواجهة ضد طائرات مسيرة يمنية لا تتجاوز قيمتها بضعة آلاف من الدولارات، مما يخلق نزيفًا اقتصاديًا لا تستطيع واشنطن تحمله على المدى الطويل.
أزمة إعادة تحميل الصواريخ.. نقطة ضعف قاتلة
واحدة من أكبر المشكلات التي تواجهها البحرية الأمريكية، وفقًا للتقرير، هي عدم قدرتها على إعادة تحميل صواريخها وسط البحر. هذا يعني أن أي سفينة تستهلك مخزونها من الصواريخ تحتاج إلى العودة إلى القواعد العسكرية لإعادة التسلح، وهو ما يستهلك وقتًا طويلًا، ويضعف الكفاءة العملياتية، ويجعل السفن الأمريكية عرضة للخطر في حال استمرت الهجمات.
كما أن عمليات الاستبدال والإمداد محدودة، حيث تعاني واشنطن من تآكل مخزونها الصاروخي، خاصة مع استمرار التوترات في مناطق استراتيجية أخرى مثل المحيط الهادئ في مواجهة الصين، ما يفرض ضغوطًا إضافية على وزارة الدفاع الأمريكية.
البحرية الأمريكية في معركة استنزاف خطيرة.. ومخاوف من تقليص التواجد
يرى التقرير أن استمرار استنزاف القوات الأمريكية في البحر الأحمر قد يدفع واشنطن إلى إعادة النظر في وجودها العسكري بالمنطقة.
ويوضح التقرير أن البحرية الأمريكية تواجه أزمة غير مسبوقة، حيث لم تتوقع واشنطن أن تتمكن القوات اليمنية من فرض معادلة ردع فعّالة بهذا الشكل، مما قد يجبرها على اتخاذ قرارات صعبة مثل:
تقليص عدد السفن الحربية في البحر الأحمر لتقليل الاستنزاف.
إعادة تقييم العمليات العسكرية والبحث عن بدائل دفاعية أقل كلفة.
اللجوء إلى خيارات سياسية أو دبلوماسية لتجنب التورط في صراع غير محسوم.
اليمن يفرض قواعده.. وواشنطن أمام مأزق غير متوقع
يقرّ التقرير بأن الولايات المتحدة لم تحسب حساب قدرة اليمن على الصمود بهذا الشكل، مشيرًا إلى أن القوات اليمنية استطاعت خلال السنوات الماضية بناء قدرات عسكرية متطورة مكنتها من تغيير معادلات القوة في البحر الأحمر.
ويخلص التقرير إلى عدة نقاط رئيسية:
القوات اليمنية نجحت في استنزاف القدرات العسكرية الأمريكية بشكل غير مسبوق.
التفوق العسكري الأمريكي لم يعد مستدامًا بسبب ارتفاع التكاليف ونقص المخزون الصاروخي.
واشنطن عالقة في معركة لا يمكنها حسمها عسكريًا، مما قد يجبرها على تقديم تنازلات سياسية.
البحرية الأمريكية قد تضطر إلى تقليص وجودها في البحر الأحمر، مما يمنح صنعاء نفوذًا أكبر في رسم مستقبل المنطقة.
ختامًا: هل تقترب واشنطن من الانسحاب؟
التقرير يضع صورة قاتمة لمستقبل الوجود الأمريكي في البحر الأحمر، حيث تواجه البحرية الأمريكية ضغطًا اقتصاديًا وعسكريًا غير مسبوق، في حين تثبت صنعاء أنها أصبحت لاعبًا رئيسيًا في رسم قواعد الاشتباك.
وإذا لم تجد الولايات المتحدة استراتيجية جديدة لمواجهة هذا التحدي، فقد تجد نفسها أمام خيار وحيد وهو الانسحاب التدريجي من المنطقة، تاركة المجال مفتوحًا أمام قوى جديدة لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي.