سبكتيتور: مقتل بريغوجين كشف ضعف بوتين
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
رأى البروفسور الفخري في كلية الدراسات السلافية والأوروبية الشرقية في جامعة لندن، مارك غاليوتي، أن ثلاث نتائج ستترتّب على المقتل المفترض لزعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين.
يشعر القوميون المتطرفون بالغضب
وكتب في مجلة "سبكتيتور" البريطانية أن أموراً كثيرة لا تزال غير واضحة بشأن مصير بريغوجين، بدءاً بما إذا كان قد مات بالفعل في الطائرة الخاصة التي تحطمت في منطقة تفير الروسية، وصولاً إلى سبب تحطم الطائرة.
من غير المرجح حتى لعملياتها في إفريقيا أن تستمر على المدى الطويل، بالنظر إلى مدى ارتباطها بالصفقات الشخصية والتدفقات المالية غير المشروعة والتفاهمات الفاسدة التي توسط فيها بريغوجين نفسه. وقد تحاول شركات مرتزقة روسية أخرى، مثل شركة ريدوت التي يديرها وزير الدفاع سيرغي شويغو، المنافس اللدود لبريغوجين، التدخل في أعمال فاغنر. لكن من غير المرجح أن تتمكن من استبدالها بهذه البساطة.
#Prigozhin’s death has exposed #Putin’s weakness
Quick first thoughts on the latest episode in the murderous Russian soap opera/Shakespearean drama for @SpecCoffeeHouse https://t.co/DdBR5P6Irf
ثالثاً، إن بوتين الذي كان يتعين على الأقل كسب موافقته على أي قرار لقتل بريغوجين قد انتقل إلى حقبة جديدة وأكثر صراحة من الاغتيالات. لم يكن هذا انتقاماً على نحو أعظم مما كان عليه في الماضي وحسب، بل أيضاً بعدما أعطى بوتين على ما يبدو ملازمه الأسبق وقفاً موقتاً على الأقل لتنفيذ حكم الإعدام. وربما يأمل الرئيس الروسي أن يؤدي ذلك إلى تعزيز موقفه، لكن يمكن القول إن العكس قد يكون صحيحاً.
موقف النخبة حسب الكاتب، من المرجح أن تنظر النخب الروسية إلى هذا باعتباره دليلاً لا على أن بوتين قوي، بل على أنه عشوائي بشكل قاتل ومتزايد. إن تحوله بهذه السرعة من انتقاد بريجوجين باعتباره خائناً، إلى دعوته لقمته الإفريقية الأخيرة، ثم إلى قتله، لن يفعل شيئاً لتهدئة الأعصاب بشأن حالة بوتين الذهنية وقبضته على النظام.لقد كان التمرد بحد ذاته علامة على فشله في إدارة النزاعات الأفقية بنجاح؛ منذ البداية، كانت هذه الإدارة محورية في أسلوب حكم بوتين. وبطبيعة الحال، من خلال التمرد ــ حتى ولو كان بقصد إقناع الرئيس بدعمه ضد شويغو لا بهدف الإطاحة به ــ حسم بريغوجين مصيره. أعظم التهديدات مع ذلك، إن علامة الاستبداد المنظم بشكل جيد هي أن النظام لا يحتاج إلى قتل المطلعين على بواطن الأمور بشكل علني، لأنهم خاضعون للردع حيال خرق قواعد النظام في المقام الأول.
ومن غير المرجح أن تأتي أعظم التهديدات التي يواجهها بوتين من الشوارع، ناهيكم عن فلول المعارضة الليبيرالية، بل من النخبة البراغماتية التي تزن على نحو مستمر مخاطر العيش في ظل حكمه مقارنة بأولئك الذين لا يفعلون ذلك. ومن يسمون بـ"الوطنيين المندفعين" الذين يعتقدون أن نظامه غير كفوء إلى حد لا يسمح له بالانتصار في الحرب مع أوكرانيا يشكلون تهديداً أيضاً. لحظة تقترب إذا افترضنا، تابع غاليوتي، أنه هو الذي قتل بريغوجين ــ ويجب أن يكون هذا هو افتراضنا العملي في الوقت الحالي ــ فربما كان بوتين يأمل إخافة المجموعتين بمثل هذا العرض السافر للقوة والعنف. لكنه قد يجد أنه فعل العكس.
يشعر القوميون المتطرفون بالغضب، وقد بدأ بعضهم يتعهدون فعلاً بالانتقام، بما أنهم رأوا في بريغوجين البلطجي ذاك النوع من الرجل الذي في نظرهم سيفعل كل ما بوسعه للفوز بالحرب. أما أهل النخبة الأوسع فهم أكثر حذراً، ولكنهم ربما يقتربون من النقطة التي يعتبرون فيها أنفسهم رهائن له وليس من أنصاره. هذا لا يعني أنهم سينقلبون عليه في أي وقت قريب، حيث يجب أن تسوء الأمور كثيراً قبل أن يتم التغلب على المخاطر في مسار العمل هذا، لكن نقطة التحول المحتملة هذه تقترب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني يفغيني بريغوجين
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يحذر القارة العجوز من سياسة بوتين
أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيرات جديدة ضد سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن تلك السياسات قد تنتهي بضم الدول المستقلة، ودعا الأوروبيين إلى “الاعتناء بأنفسهم” لمواجهة التحديات القادمة.
ومع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من دخول عامها الثالث، تمكنت روسيا خلال هذه الفترة من السيطرة على مناطق استراتيجية في عدة محاور على طول الحدود بين البلدين، بينما تسعى كييف جاهدة لاستعادة تلك الأراضي.
وفي كلمته خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، خاطب زيلينسكي القادة الأوروبيين مشددًا على ضرورة عدم انتظار سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وفقًا لتقرير صحيفة *الغارديان*. وبدلًا من ذلك، دعاهم إلى اتخاذ خطوات موحدة لحماية القارة الأوروبية من التهديدات الروسية.
وأضاف زيلينسكي أن على أوروبا “الاعتماد على نفسها” في ظل احتمال عودة ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، مؤكدا أهمية تعزيز مكانتها كقوة لا غنى عنها على الساحة الدولية. كما دعا إلى زيادة الاستثمارات في التكنولوجيا والدفاع، خاصة الطائرات المسيّرة وأنظمة الدفاع الجوي الحديثة.
وعن اتفاق السلام المحتمل بين روسيا وأوكرانيا، رأى زيلينسكي أن تنفيذه يتطلب نشر 200 ألف جندي من قوات حلف الناتو لضمان تطبيقه، مستبعدًا تقليص الجيش الأوكراني من حجمه الحالي البالغ 800 ألف جندي إلى خُمس قوته.
وأكد زيلينسكي أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مشروط بضمانات أمنية غربية، و”أفضل ضمان” هو العضوية في حلف شمال الأطلسي، والذي تعارضه كل من أمريكا وألمانيا وسلوفاكيا والمجر.
وحذر زيلينسكي القادة الأوروبيين، من أن روسيا تحولت إلى اقتصاد حرب، وكانت تنتج أكثر من أوروبا من حيث الإنتاج العسكري، وهو الأمر الذي يراه إذا ترك دون رادع، فسوف يعود بوتين بجيش أكبر بعشر مرات من الجيش الحالي، ويبتلع كما يقول الدول المستقلة التي كانت تنتمي إلى الاتحاد السوفييتي.
بوابة روز اليوسف
إنضم لقناة النيلين على واتساب