واصل الجامع الأزهر اليوم الإثنين، 24 رمضان 1446هـ، عقد فعاليات ملتقى الظهر (رمضانيات نسائية) في رواق الشراقوة، تحت عنوان “منزلة الزكاة في الإسلام” بحضور الدكتورة أسماء سعيد إبراهيم، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، وهيبة حامد عبد الحميد، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، الدكتورة حياة حسين العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.

تطهر الصائم من اللغو والرفث.. أحمد عمر هاشم يوضح الحكمة من زكاة الفطر وأهميتهازكاة الفطر في الإسلام.. لماذا شُرِعت وعلى من تجب ووقت إخراجها؟

وأكدت الدكتورة أسماء سعيد إبراهيم، أن الزكاة تعد من أركان الإسلام الأساسية، حيث وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما يوضح مكانتها وأهميتها.

وأشارت إلى أن هناك فرقًا بين الزكاة والصدقة، فبالرغم من أن لفظ "الصدقة" قد يُستخدم أحيانًا للإشارة إلى الزكاة؛ إلا أن الصدقة تعتبر سنة مستحبة، يمكن أن تكون بأي شيء، ولأي شخص، وفي أي وقت، دون مقدار محدد، وتنفقها النفس ابتغاء رضا الله.

وأضافت أن الزكاة، على عكس الصدقة، هي فريضة واجبة، وتنقسم إلى نوعين: زكاة المال وزكاة الفطر، ولكل نوع منهما شروطا خاصة، تتعلق بالنصاب، وموعد الوجوب، بالإضافة إلى مقدار معين يجب إخراجه، ولا يجوز التقليل منه أو التلاعب في تفاصيله.

وأوضحت أن الزكاة تُعطى لأشخاص معينة دون غيرهم، وتعد من أسمى وسائل تطهير النفس من أمراض القلب واللسان، كما أن الالتزام بها يعزز التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، ويزيد من المحبة والمودة بينهم، مما يؤدي إلى خلق بيئة مليئة بالرحمة والتعاون.

وشددت على أن أداء الزكاة هو طاعة لله- سبحانه وتعالى-، ويجب على المكلفين بها الالتزام بها، حيث أن تركها يعرض الإنسان للعقاب الإلهي.

فيما أكدت وهيبة حامد عبد الحميد، أن الزكاة تمثل أمانة مالية بيد الأغنياء وفرض من الله- عز وجل-، تتنقل من الميسورين إلى الفقراء في إطار التكافل الاجتماعي، مشيرة إلى أن الزكاة تحتل مكانة عظيمة في الإسلام، حيث تُذكر دائمًا مقترنة بالصلاة في آيات القرآن الكريم، ما يعكس أهميتها الكبرى في حياة المسلم.

وأضافت أن الزكاة تعد وظيفة مالية تعبدية تهدف إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وتحقيق التوازن الروحي، فضلاً عن تعزيز التكافل الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي والسياسي.

ونوهت بأن إخراج الزكاة، يجب أن يكون من الطيب من المال، محذرة من التصدق بالرديء.

وفي سياق الحديث عن فضائل الزكاة، أكدت أن الزكاة تعد دليلاً قوياً على صدق إيمان صاحبها وحبه لله- تعالى-، مشيرة إلى قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "...والزكاة برهان"، أي أنها شهادة على إيمان المسلم ورغبته في نيل ثواب الله. كما أن الزكاة تسهم في تهذيب أخلاق المزكي، وتنقله من فئة البخلاء إلى فئة الكرماء، بالإضافة إلى دورها في إزالة الحقد والحسد من قلوب الفقراء.

وفي ختام الملتقى أشارت حياة  العيسوي، إلى عظمة الزكاة في الإسلام وكونها ركنًا أساسيًا من أركان الدين، بل هي الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة. وقالت العيسوي إنه لا يمكن لأي مسلم أن يجهل أهمية الزكاة، فهي فريضة من الله عز وجل تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي وتنقية المال من الشوائب. وأضاف أن الزكاة تُذكر في القرآن الكريم بشكل متكرر مع الصلاة، مما يدل على أهميتها في الإسلام.

وأكدت العيسوي أن الزكاة ليست مجرد فرض مالي، بل هي طهارة للمزكي وماله، وقالت إن الله سبحانه وتعالى أمر بإخراج الزكاة بهدف تطهير المال وزكاة النفس.

وأضافت أن الزكاة تحقق مصالح عظيمة للمجتمع المسلم، حيث تُصرف في ثمانية مصارف، تشمل الفقراء والمساكين، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، والرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل.

وأشارت العيسوي إلى أن الزكاة تعتبر  وسيلة لزيادة البركة والرزق. كما حذرت من عواقب البخل بالزكاة، حيث توعد الله سبحانه وتعالى الذين لا يؤدون الزكاة بعذاب أليم يوم القيامة.

وأوضحت العيسوي أن المال الذي لا تؤدى زكاته يعد كنزًا، ويكون وبالًا على صاحبه يوم القيامة، حيث يعذب بالمال الذي جمعه وبخل به.

جدير بالذكر أن ملتقى "رمضانيات نسائية" يأتي في إطار الخطة العلمية والدعوية للجامع الأزهر خلال شهر رمضان، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر رمضانيات نسائية الأزهر البحوث الإسلامية أركان الإسلام الزكاة المزيد التکافل الاجتماعی أن الزکاة ت فی الإسلام

إقرأ أيضاً:

ما حكم من حلف بالله كذبًا على أمر فعله أنه لم يفعله؟.. الأزهر يجيب

ما حكم من حلف بالله كذبًا على أمر فعله أنه لم يفعله؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

وقال مركز الأزهر فى إجابته عن السؤال: إنه يجب على من وقع في هذا الذنب العظيم ألا وهو الحلف بالله كذبًا، أن يبادر بالتوبة النصوح والعزم على عدم العَود إليه مرة أخرى.

وأوضح عبر صفحته الرسمية ان هذه اليمين تسمى باليمين الكاذبة، والفاجرة، والغموس أي: التي تغمس صاحبها في الإثم والنار؛ وقد قال فيها سيدنا رسول الله ﷺ: «مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ» فأنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذلكَ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هذِه الآيَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77]. [أخرجه البخاري]

هل يجوز الصلاة بالحذاء في العمل ؟ الأزهر يحدد 3 ضوابط شرعيةخطيب الجامع الأزهر: القرآن نهى عن التنازع والتفرق لأنه يضعف الوطنخطيب الجامع الأزهر: حب الوطن غريزة والنبي كان يحب بلده.. فيديو

كفارة الحلف بالله كذبا
وكشف الأزهر عن انه لا كفارة لليمين الغموس عند جمهور الفقهاء؛ بل تلزم لها توبة صادقة، من ترك للذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، ورد الحقوق لأصحابها؛ لما ورد فيها من وعيد شديد؛ غير أن فقهاء الشافعية أوجبوا فيها كفارة يمين مع التوبة، والجمع بين التوبة والكفارة أحوط وأسلم.

وأوضح ان الكفارة هى: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فمن لم يستطع صام ثلاثة أيام.
 

حكم الحلف برحمة الأم والأب وهل له كفارة عند الحنث

صرّح الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، بأن الحلف برحمة الأب أو الأم ليس محرّمًا، لكنه غير مستحبّ، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله. واستشهد العوضي بقول النبي: "من كان منكم حالفًا فليحلف بالله".

وأوضح العوضي خلال بث مباشر على صفحة دار الإفتاء أن المسلم لا ينبغي له الحلف بالله إلا في الحالات الضرورية، مشيرًا إلى أن الأصل أن يتحدث المسلم بصدق دون الحاجة إلى القسم، كأن يقول "فعلت كذا" أو "لم أفعل كذا" دون قسم.

هل يجوز الحنث باليمين طاعة للام

وفي سياق آخر، تناول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، مسألة جواز الحنث باليمين من أجل طاعة الأم، موضحًا أن هذا جائز شرعًا، بشرط أن يكون هناك سبب قوي يدعو لذلك، وأن من يفعل ذلك عليه كفارة.

كمثال على ذلك، قال كريمة إنه إذا أعطت الأم لابنها شيئًا وحلف الابن ألا يأخذه، فيجوز له التراجع عن يمينه إكرامًا لأمه، ثم يُكفّر عن يمينه بصيام ثلاثة أيام أو بإطعام عشرة مساكين.

وأشار الدكتور كريمة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف على شيء ثم وجد خيرًا منها فليكفر عن يمينه".

وأكد أيضًا أن كفارة الحنث باليمين قد وردت في قوله تعالى: "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم".

وحول مقدار الكفارة، أوضح كريمة أن الحد الأدنى لقيمة الكفارة هو 70 جنيهًا، لكنه أشار إلى أنه يجوز لمن يرغب أن يقدّم مبلغًا أكبر من هذا، بناءً على استطاعته، للمساهمة في إطعام أو كسوة المساكين كجزء من كفارة الحنث باليمين.

مقالات مشابهة

  • حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يكثرون من الإساءة إلي ولأسرتي؟.. الأزهر يجيب
  • حكم الزواج بدون دفع المهر.. اعرف رأي الشرع
  • الإبادة التلمودية والحملات الصليبية اليهودية
  • حكم الشرع في شخص أدى فريضة الحج من مال حرام.. الإفتاء يكشف
  • كيفية احتساب زكاة الذهب بعد زيادة الأسعار .. اعرف الطريقة
  • حكم القصاص في الإسلام وجزاء العفو.. دار الإفتاء توضح
  • بعد ختام الجولة الرابعة من جولات الجياد العربية 2025|عبدالله بن فهد: السعودية مهد الفروسية وليست مجرد محطة إقليمية
  • كيف تحقق طموحك دون الوقوع فيما نهى عنه الاسلام؟.. علي جمعة يوضح
  • ما حكم من حلف بالله كذبًا على أمر فعله أنه لم يفعله؟.. الأزهر يجيب
  • ضعف الثقة بالنفس والعنف المضاد.. مخاطر استخدام الضرب في تربية الأطفال