تدخل اليمن العربي بقيادة الأمين العام لحزب أنصار الله عبد الملك الحوثي يضع الأنظمة العربية في دائرة الحرج، ويلف حول عنق الأنظمة حبل الشك في المواقف، ويطرح على الجماهير العربية السؤال الكبير: لماذا يخوض اليمن العربي حرب الواجب والشرف ضد الصهاينة، انتصاراً لمظلومة غزة، في الوقت الذي اكتفت بقية الأنظمة العربية ببيانات الشجب والإدانة للعدوان الإسرائيلي دون زيادة أو نقصان؟ لقد أكد اليمن بأنه البلد العربي الوحيد الذي التزم بميثاق جامعة الدول العربية، الذي يحض على الدفاع المشترك إذا تعرض أي قطر للعدوان، وغزة واقعة تحت عدوان أمريكي إسرائيلي لا لبس فيه، ولا تشكك بحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة، فلماذا تدير الأنظمة العربية الظهر لميثاق جامعة الدول العربية، قبل أن تدير الظهر لنكبة أهل غزة، وخراب القضية الفلسطينية؟ دخول اليمن المعركة بشكل علني مع أهل غزة ليؤكد على شمولية المعركة، وأن أرض غزة ليست شأناً إسرائيلياً محضاً، لجيش العدو الحق في ممارسة القتل والتهجير كما يطيب لسلاحه الأمريكي، لقد جاء تدخل اليمن في المعركة بمثابة إعلان لكل العالم بأن أرض غزة ليست شأناً إسرائيلياً وأمريكياً، يُقرر مصيره كما يطيب لرئيسها ترامب، تهجيراً أو ذبحاً، دخول اليمن المعركة أعطى للحرب عمقها العربي، فالحرب تجري على ألأرض العربية من غزة حتى اليمن، وضد عدو واحد معلن، غير مستتر، هو العدو الأمريكي الداعم بكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً للعدو الإسرائيلي.

تدخل اليمن في معركة طوفان الأقصى يتوافق مع المزاج الجماهيري في كل البلاد العربية، التي راحت تنظر لليمن نظرة احترام وتقدير، نظرة كلها إعجاب بهذا الموقف الجريء الذي لم ترتق إليه بقية الأنظمة العربية، فاليمن العربي بمواقفه لم يحرج ويربك حسابات الأنظمة العربية، بل أفسد المخطط الإسرائيلي القائم على الاستفراد بكل جبهة على حدة، بما في ذللك اختطاف أهل غزة كرهينة، وحشرهم في بيت الطاعة الإسرائيلي، ومنعت عنهم كل وسائل الإعلام الأجنبية، لتمارس ضد المدنيين أبشع أنواع القتل والذبح والقصف والتجويع، وكأن تدمير غزة أمرٌ إلهي، ولا يحق لأي بشر بان يتدخل في الشأن الداخلي الإسرائيلي، فجاء اليمن العربي ليقول: لا، غزة عمقنا العربي، وغزة ليست محمية إسرائيلية، ولن نسمح للصهاينة بممارسة جرائم الحرب، كما يطيب لأحقادهم.   الشعوب العربية التي هللت لصواريخ اليمن العربي تعرف ان لهذه الصواريخ مدلول استراتيجي أبعد من التأثير السياسي لهذه الصواريخ، وتتجاوز الأثر الميداني المباشر، فالجماهير العربية لا تنتظر من صواريخ اليمن أن تحرر كامل تراب فلسطين، ولا تتوقع من صواريخ اليمن أن تقضي على قدرات الجيش الإسرائيلي، وأن تقتل مئات الأعداء، وقد يكون الرد الأمريكي على صواريخ اليمن أكثر إيلاماً، ومع ذلك، فإن صواريخ اليمن تحمل رسائل عدم الاستقرار للكيان الصهيوني، رسائل تؤكد أن الأمن الإسرائيلي معدوم، طالما استمر العدوان على غزة، وأن هذا الكيان الصهيوني الذي ترهبه الأنظمة العربية، تستخف به اليمن العربي، وتقصفه بالصواريخ، وتفرض على الملايين من الصهاينة أن يهبوا من نومهم فزعين مرعوبين، ويهرعون إلى الملاجئ بقمصان النوم، وهذا يكفي، يكفي اليمن فخراً بصواريخه أن دخل الخوف إلى كل بيت من بيت الأعداء، وطرح الفزع عليهم السؤال الكبير: إلى متى؟ إلى متى تبيتون مع الخوف؟ إلى متى تفرون من الموت الذي سيطاردكم بالقلق طالما واصلتم عدوانكم على أهل غزة. صواريخ اليمن تؤكد للإسرائيليين أن حصار غزة سيقابله حصار الإسرائيليين في البحر الأحمر، وإغلاق مصادر النمو الاقتصادي، ليضيف استهداف مطار بن غوريون في منقطة اللد بعداً اقتصادياً وأمنياً ومعنويا، فشركات الطيران الأجنبية التي تعودت على الهبوط في مطار بن غوريون بسلام، حتى في عز الحروب مع الدول العربية، هذه الشركات بدأت في مراجعة حساباتها الأمنية، فصواريخ اليمن تغطي سماء المطار، وتحجب الأكاذيب الصهيونية عن الأمن المخادع، وعن الاستقرار الكاذب، وعن المستقبل الواعد الذي افتقده الإسرائيليون، وهم العاجزون حتى عن الرد على صواريخ اليمن، وذلك وفق الأوامر الأمريكية.  دكتور جامعي، أسير محرر بعد عشر سنوات في السجون الإسرائيلية، عضو مجلس وطني فلسطيني، ورئيس بلدية خان يونس سابقاً

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الأنظمة العربیة الیمن العربی صواریخ الیمن أهل غزة

إقرأ أيضاً:

في بيان بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية، الخارجية تحيّ دور الجامعة في العمل العربي المشترك

أصدر وزارة الخارجية بيان بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة الدول العربية ( 22 مارس 1945- 22 مارس 2025) والذي يصادف يوم السبت، وتقدمت بهذه المناسبة العظيمة بالتهاني الصادقة للأمة العربية، وحيّت الدور المهم الذي تضطلع الجامعة به في العمل العربي المشترك والدفاع عن حقوق الشعوب العربية، وتوطيد التضامن العربي في وجه المخاطر والتحديات الوجودية التي تحيط بالدول العربية.
وثمن السودان في بيان الخارجية عالياً دور الشقيقة مصر في تأسيس واستضافة وقيادة الجامعة العربية منذ إنشائها.
وجاء في البيان “لقد ظلت جامعة الدول العربية علي مدي تاريخها تقف بصلابة وبوضوح مع وحدة وسيادة واستقرار السودان وتنافح عنه في المحافل الإقليمية والدولية”.
وزاد البيان “يجدد السودان التزامه بالمبادئ التي قامت عليها جامعة الدول العربية، ويذكر بأن أمنه واستقراره ووحدة شعبه وأراضيه، جزء لا يتجزأ من أمن وسلام الأمة العربية”.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يعترض صواريخ من اليمن
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 30 فلسطينيًا في الضفة الغربية
  • وفاة مراهق فلسطيني في سجن "مجدو" الإسرائيلي
  • هذا الذي يدور في اليمن‬ .. ‫وهذا القادم‬ !
  • البرلمان العربي: الجامعة العربية ستظل بيت الأمة
  • في بيان بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية، الخارجية تحيّ دور الجامعة في العمل العربي المشترك
  • صواريخ اليمن تواصل استهداف الاحتلال.. وتعطيل العمل بمطار بن غوريون (شاهد)
  • سفير الصومال في القاهرة يؤكد أهمية الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية
  • العربي الأوروبي لحقوق الإنسان يُدين العدوان الإسرائيلي في غزة