ماراثون انتخابي مبكر في العراق .. تدخّلات خارجية تستبق صناديق الاقتراع
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في كل دورة انتخابية عراقية، تتحول الأجواء السياسية إلى ساحة مزدحمة بالتراشق الكلامي، وحملات دعائية مكثّفة، وصراع خفيّ على الأصوات، لا يقتصر على الداخل فقط، بل يمتد إلى صراعات النفوذ الإقليمي والدولي. ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الجديد، بدأت المؤشرات على دخول البلاد في مرحلة مبكرة من الاصطفافات، وسط تحذيرات من عودة "الخطاب الناري" واستغلال أدوات غير تقليدية من داخل وخارج العراق.
منذ عام 2005، شكّلت الانتخابات العراقية ساحة تنافسية حادة بين القوى السياسية، لكنها أيضًا تحوّلت إلى ميدان مفتوح أمام تدخلات الدول الإقليمية والدولية، عبر وسائل إعلام، ودعم مالي، ونفوذ مباشر أو غير مباشر. ومع تطور أدوات التأثير السياسي، برزت "الجيوش الإلكترونية" كعامل مؤثر في تشكيل الرأي العام، إلى جانب استخدام الشائعات والدعاية السوداء والتضليل الإعلامي. وفي ظل التحضيرات للانتخابات المقبلة، يُتوقع أن تشهد الساحة السياسية تصاعدًا في الحملات الدعائية التي لا تقتصر على البرامج، بل تتضمن حربًا كلامية محتدمة، تتداخل فيها المصالح الداخلية مع الحسابات الخارجية.
أستاذ الإعلام أحمد عبد الستار أكّد أن التراشق الكلامي بين القوى السياسية سيبدأ قبل نحو ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات، موضحًا أن الحملات الدعائية ستكون في ذروتها في هذه الفترة، لكنها ستشهد أيضًا تهدئة تدريجية مع اقتراب يوم الاقتراع.
وقال عبد الستار، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الانتخابات العراقية تهمّ عددًا من الدول الإقليمية والدولية، وهذا ما يفسر الاهتمام الإعلامي الكبير بها، سواء عبر تغطيات موجهة أو تقارير وتحليلات على المنصات الأجنبية". وأشار إلى أن "الجيوش الإلكترونية ستكون من الأدوات المستخدمة للتأثير على الرأي العام وترجيح كفة بعض الأطراف، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة"، لافتًا إلى أن "بعض السفارات تمتلك أدوات أخرى مثل القوى الناعمة، والشائعات، والضغوط الاقتصادية، ووسائل الدعم السياسي".
وأكد عبد الستار أن "الحديث عن تدخل السفارات فقط عبر الفضاء الإلكتروني مبالغة، لأن هناك قنوات أكثر تأثيرًا تستخدمها الدول ذات المصالح داخل العراق، سواء كانت تلك الدول عربية أو غربية"، مشددًا على أن "التدخل الخارجي في الانتخابات لم يعد مباشرًا كما كان، بل بات أكثر دهاءً وتخفيًا خلف أدوات ناعمة يصعب تتبعها".
ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، يبدو المشهد السياسي العراقي مرشحًا للتصعيد من الآن، وسط حالة ترقّب من الشارع لما ستؤول إليه التحالفات، وحدّة الخطاب السياسي، ومدى تأثير التدخلات الخارجية في صياغة النتائج. وبينما تتسابق الأحزاب على كسب الأصوات، تتسابق قوى خارجية أيضًا على التأثير في هذه المعادلة المعقّدة، بما يجعل من كل انتخابات عراقية "معركة بوجهين": داخلي معلن، وخارجي خفيّ.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
السوداني: عودة البنك العربي مهمة وتعكس حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الأحد، ان عودة البنك العربي مهمة وتعكس حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، ان "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني استقبل، اليوم الأحد، وفد البنك العربي برئاسة صبيح المصري رئيس مجلس إدارة البنك، يرافقه عدد من أعضاء مجلس إدارة البنك، بمناسبة قرب افتتاح فرع البنك (المصرف العربي/ العراق) في العاصمة بغداد".
وأضاف انه "جرى خلال اللقاء، مناقشة تعزيز التعاون بين العراق والبنك في المجالات المالية والمصرفية، ومشاركة المصرف في تمويل المشاريع الاستثمارية المختلفة".
وأكد رئيس الوزراء أن "البنك العربي كان متواجداً في العراق بشكل مباشر منذ ما يقارب ثمانين عاماً"، موضحاً أن "عودته الآن مهمة وتعكس حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يشهده البلد حالياً".
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى "أهمية ألَّا يقتصر نشاط المصرف على تقديم الخدمات المالية، وإنما يسهم في عملية التنمية والاستقرار الاقتصادي في البلد"، مؤكداً "استعداد الحكومة لتقديم جميع أشكال الدعم والإسناد، بما يعزز النشاط المصرفي العربي والأجنبي، خدمةً للاقتصاد العراقي وتنميته".
من جانبه، أبدى وفد المصرف "الاستعداد لتمويل عدد من المشاريع الاستثمارية وتوسيع نشاطاتهم المصرفية، بالشكل الذي سيسهم في خلق فرص العمل وتنشيط القطاع الاقتصادي".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام