الجزيرة:
2025-04-14@23:55:45 GMT

هل تنزلق إسرائيل إلى حرب أهلية في عهد نتنياهو؟

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

هل تنزلق إسرائيل إلى حرب أهلية في عهد نتنياهو؟

القدس المحتلةـ "لن تكون هناك حرب أهلية"، عبارات بات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يكررها كثيرا في الآونة الأخيرة، وذلك في ظل تصاعد الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب على غزة وإبرام صفقة تبادل، وذلك في محاولة بائسة لتصوير نفسه على أنه مناحيم بيغن على متن سفينة "ألتالينا" قبل 77 عاما.

ويروق لليمين الإسرائيلي الاستشهاد بموقف بيغن حينما كان قائدا لمنظمة "إرغون إتسل" خلال النكبة، ومنع حربا أهلية بكلماته التصالحية بين المنظمات العسكرية اليهودية المسلحة ما بعد حرب 1948، والحكومة الإسرائيلية الأولى برئاسة ديفيد بن غوريون، التي أرادت إخضاع كافة المنظمات المسلحة تحت قيادة الجيش.

وتشهد إسرائيل حاليا حالة من الانقسام وتعميق الشرخ المجتمعي والاستقطاب السياسي والخلافات بشأن قضايا خلافية جوهرية، سواء قانون تجنيد الحريديم أو الإصلاحات بالجهاز القضائي أو إقالة رئيس الشاباك رونين بار، لتعود قراءات الكتاب والمحللين إلى الأحداث التاريخية بشأن الخلافات داخل الحركة الصهيونية، وهي الصراعات التي تغذت وتوسعت في عهد الحكومة الإسرائيلية الحالية.

آلة السم

في العودة إلى الوراء، يقول مراسل شؤون التاريخ في صحيفة هآرتس، عوفر أديرت، إن الفحص الدقيق للأحداث التاريخية يشير إلى أن عبارة "لن تكون هناك حرب أهلية"، كان شعارا فارغا، وكما حدث في مناسبات أخرى طوال التاريخ الصهيوني، فإن الذي حرض الشعب وقسمه أكثر من غيره كان اليمين.

إعلان

وأضاف أديرت أن "الذي دفع الناس إلى الحرب الأهلية أكثر من أي شخص آخر هو اليمين، واليوم في إسرائيل، كما كان الحال آنذاك، فهو أيضا من يفترض أن يدعو للتحذير من الانزلاق إلى حرب بين الأخوة، لكنه على ما يبدو يدفع نحوها، وهو ما يشكل تهديدا لاستقرار إسرائيل واستمراريتها كدولة ديمقراطية يهودية موحدة".

واستعرض أديرت بعض محطات التاريخ الصهيوني التي حملت في طياتها تحريض جامح شنه اليمين ضد حاييم أرلوزوروف الذي قتل عام 1933، وإلى التحريض الذي قاده اليمين ضد إسحاق رابين عام 1995، قائلا إن "اليمين هو الذي قادنا عدة مرات عبر التاريخ إلى خطوة واحدة على شفا الحرب الأهلية".

وأوضح أن نشطاء تيار معسكر اليمين لجؤوا إلى أساليب الإرهاب الشخصي والترهيب والتشهير والتحريض الجامح ونشر الكراهية والأكاذيب، قائلا إن "نتنياهو، آخر شخص في العالم يستطيع أن يكتب الجملة التالية: لن تكون هناك حرب أهلية".

ويعتقد أديرت أن "نتنياهو عراب التحريض والانقسام السياسي الإسرائيلي لأجيال، والذي دخل المعترك السياسي مستغلا موجات التحريض التي أطلقها ضد إسحاق رابين، ثم شغل لاحقا آلة السم التي لا تزال تعمل بقوة في هذه اللحظات خلال الحرب على غزة".

خطر نتنياهو

وفي مؤشر على جدية المخاطر التي تهدد استقرار إسرائيل داخليا، ينشط رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، في اجتماعات مع كتل أحزاب المعارضة وإحاطات لوسائل الإعلام بإرسال رسائل أن نتنياهو يشكل خطرا وجوديا على إسرائيل ويدفع بها نحو الدكتاتورية، ولا بد من الإطاحة به وعزله.

وأختار ليبرمان، افتتاح الجلسة الأسبوعية لكتلته البرلمانية بالتهديد والوعيد لرئيس الوزراء، قائلا إنه "إذا لم تحترم الحكومة قرار المحكمة العليا بشأن تجميد إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الشاباك، رونين بار، سأتوجه إلى الرئيس إسحاق هرتسوغ، وسأطلب منه إقالة رئيس الوزراء نتنياهو من منصبه".

إعلان

وأضاف ليبرمان: "علينا جميعا أن نتذكر أن كل مسؤول وجميع مؤسسات الدولة يجب أن تكون موالية للمملكة لا للملك، في اللحظة التي يتغير فيها هذا الوضع، تتحول الديمقراطية إلى دكتاتورية، وإسرائيل بالطريق لتتحول إلى مملكة نتنياهو، لكننا سنحبط وسنمنع ذلك"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت.

وبدا ليبرمان أكثر جديا في خطابه، حين قدم رسما توضيحيا لقنبلة تحمل "الخط الأحمر" للانتقال بين الديمقراطية والدكتاتورية، ليذكر بالرسم التوضيحي الذي قدمه رئيس الوزراء نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة العقد الماضي بشأن المشروع النووي الإيراني.

وأوضح ليبرمان أن "الاختبار سيكون قرار الحكومة باحترام حكم المحكمة العليا من عدمه"، مشيرا إلى أنه غير متأكد من "الاستقرار العقلي" لرئيس الوزراء: "لأنني أعرفه منذ عقود، فأنا أنظر إليه وإلى تعبيرات وجهه وكلامه، وأقول إنني لست متأكدا من استقراره العقلي".

الدولة العميقة

وتحت عنوان "سيكون من الصعب إعادة جنِّي الدولة العميقة إلى القمقم"، كتبت الدبلوماسية السابقة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، توفا هرتسل، مقالا بالموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل"، استعرضت فيه الحديث المتزايد عن "الدولة العميقة" وتداعيات ذلك على مستقبل إسرائيل من حيث الثقة المتبادلة بين مؤسسات الحكم والجمهور.

وأشارت إلى أن الترويج بإسرائيل إلى مصطلح "الدولة العميقة"، خاصة من قبل نتنياهو، يذكّر بـ"بروتوكولات حكماء صهيون"، وهي وثيقة نشرتها المخابرات القيصرية في روسيا أوائل القرن الـ20، التي من المفترض أنها تحتوي على خطة يهودية مفصلة للسيطرة على العالم.

وقالت هرتسل: "لا يتعين عليك أن تكون مؤرخا لكي تدرك أن عندما يلقي القادة باللوم في إخفاقاتهم على أعدائهم، فإن الطريق إلى القمع يكون قصيرا، ويتم تصوير الحاكم على أنه شخص يعمل على إنقاذ البلاد، وإذا كان هذا يتطلب تفكيك المؤسسات القائمة ومنحه هو وأتباعه مزيدا ومزيدا من السلطة، وهذا عمليا ما يقوم به نتنياهو".

إعلان

وفي الحالة السائدة في إسرائيل، تعتقد أنه سيكون من الصعب إعادة الجنّي -الذي أطلقه نتنياهو والروح الشريرة المتمثلة في الدولة العميقة- إلى القمقم.

حرب أهلية

وبدوره، حذر رئيس مجلس إدارة معهد "جابوتنسكي" في إسرائيل، يوسي أحي- مائير، وهو كاتب مقال في صحيفة معاريف، من تداعيات الأوضاع الداخلية التي تشهدها إسرائيل، ورجح أن التلويح بكلمة "خائن"، والشرخ المجتمعي والاستقطاب السياسي والانقسام كلها عوامل تقود إلى حرب أهلية.

وأوضح أحي-مائير، الذي كان سابقا عضوا بالكنيست عن حزب الليكود، أن كلمة "خائن" باتت دارجة وشائعة في الخطاب العام الإسرائيلي عامة وبين الليبراليين على وجه الخصوص، قائلا: "ليس من ينطق بها ويروج إليها هم على هامش المعسكر السياسي، بل هم قادة يتصدرون المشهد، فإن اندلعت حرب أهلية، سيتحملون المسؤولية".

وتساءل إذا كانوا سيتجاوزون هذه الأيام الصعبة من دون الوقوع في حرب أهلية، قائلا: "يمكننا أن نأمل، ولكن من الصعب تصديق ذلك، لأن حاملي لواء التحريض، الذين يصفونه بالخيانة، هم قيادات الأحزاب والمتحدثون البارزون في وسائل الإعلام، وإذا اندلعت حرب أهلية، فإنهم سوف يتحملون مسؤولية الكارثة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الدولة العمیقة رئیس الوزراء حرب أهلیة

إقرأ أيضاً:

رئيس "الشاباك" يلوح بالاستقالة وسط أزمة سياسية وقانونية مع نتنياهو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يبدو أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) على أعتاب زلزال داخلي جديد، بعدما نقلت "القناة 12" العبرية عن مصادر مطلعة أن رئيس الجهاز، رونين بار، يعتزم تقديم استقالته خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسط تصاعد الخلافات مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

هذا التطور يأتي بعد قرار المحكمة العليا في إسرائيل إصدار أمر مؤقت يلزم بار بالبقاء في منصبه، على الأقل حتى إشعار آخر، ومنحت المحكمة مهلة حتى 20 أبريل لإيجاد تسوية قانونية بشأن المحاولة المثيرة للجدل التي قادها نتنياهو الشهر الماضي لإقالة بار من رئاسة الجهاز.

الصراعات السياسية والقانونية

بحسب التقرير، فإن بار يعتقد أن استمرار هذه الصراعات السياسية والقانونية يلحق أذى بالغًا بجهاز الشاباك، الذي يُعد أحد أعمدة المنظومة الأمنية في إسرائيل، ما يدفعه نحو اتخاذ قرار نهائي بالرحيل. ومن المتوقع أن يتقدم بمذكرة رسمية للمحكمة خلال الأسبوع المقبل يوضح فيها دوافعه وتاريخ استقالته.

وتعود جذور الأزمة إلى مارس الماضي، حين أعلن رئيس الوزراء نتنياهو فقدانه الثقة ببار وسعيه إلى إقالته، وهي سابقة لم تشهدها إسرائيل من قبل، إذ لم يتم إقالة رئيس لجهاز الشاباك على هذا النحو في تاريخ البلاد.

وتتهم جهات سياسية وإعلامية إسرائيلية نتنياهو بأنه يتعامل مع المنصب الحساس لرئيس الشاباك من منطلقات شخصية، وسط مزاعم بتضارب مصالح، على خلفية التحقيقات الجارية في قضايا تتعلق بمقربين منه يُشتبه بتورطهم في أعمال علاقات عامة لصالح قطر أثناء عملهم في محيطه السياسي.

ويذهب منتقدو نتنياهو إلى ما هو أبعد من ذلك، متهمين إياه بمحاولة التنصل من مسؤولية الإخفاق الأمني الذي رافق هجوم "حماس" في 7 أكتوبر 2023، وتحميل بار تبعات ذلك، في حين يتجاهل مسؤوليته السياسية باعتباره رئيس الحكومة وصاحب القرار الأول في المنظومة الأمنية.

وتثير هذه الأزمة تساؤلات حادة حول استقلالية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في ظل تدخلات سياسية متزايدة، لا سيما في فترة مشحونة بالتوترات الإقليمية والتحديات الداخلية. كما أن استقالة بار، إن تمت، قد تُحدث فراغًا خطيرًا في أحد أكثر أجهزة الأمن حساسية في إسرائيل، في توقيتٍ لا يحتمل الارتباك المؤسسي أو تراجع الثقة.

 

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل بين الانقسام والتجهيز لما بعد نتنياهو
  • بعد زيارة نتنياهو الفاشلة للبيت الأبيض.. ذعر في إسرائيل من قرارات ترامب
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر نتنياهو من فشل المهام في غزة
  • رئيس "الشاباك" يلوح بالاستقالة وسط أزمة سياسية وقانونية مع نتنياهو
  • «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. الحصاد المر 5
  • المجلس الوطني الفلسطيني: استهداف مستشفى المعمداني يشكل فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل
  • أولمرت: إسرائيل على شفا حرب أهلية
  • باراك يتهم نتنياهو بقيادة إسرائيل نحو الهاوية.. دعا إلى عصيان مدني لإزاحته
  • باراك يتهم نتنياهو بقيادة إسرائيل نحو الهاوية.. دعا لعصيان مدني لإزاحته
  • باراك يتهم نتنياهو بقيادة إسرائيل نحو الهاوية ويطالب بتنحيته