ستارمر من قلب غواصة نووية: لدينا علاقة خاصة بأميركا ولا نثق في بوتين
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن المبادرة، التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أثارت قلق القادة في جميع أنحاء أوروبا.
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قاد هو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الأسابيع القليلة الماضية محادثات مع الزعماء الأوروبيين بشأن إحلال السلام في أوكرانيا، وتوسط الأول بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقد أجرى مراسل الصحيفة مارك لاندلر مقابلة مع ستارمر خلال تفقد رئيس الوزراء البريطاني الغواصة النووية (فانغارد) الاثنين الماضي أثناء إجرائها مناورة تدريبية قبالة الساحل الغربي لأسكتلندا.
علاقات خاصةوخرجت الصحيفة من تلك المقابلة بـ4 استنتاجات، موضحة أن ستارمر شدد على ضرورة أن تساعد أوروبا في تأمين أي تسوية سلمية بين أوكرانيا وروسيا، إذ بدون ترتيبات أمنية قوية فإن أي اتفاق سلام سيجعل أوكرانيا عرضة لغزوات أخرى في المستقبل.
ومع أن بريطانيا وفرنسا كليهما التزمتا بإرسال قوات إلى أوكرانيا، فإن ستارمر قال إن الوقت لا يزال مبكرا، نظرا للغموض الذي يكتنف مباحثات السلام، كما أن المهمة العسكرية التي ستُناط بقوة الردع غير واضحة المعالم.
إعلانوأكد ستارمر على ضرورة الحفاظ على "العلاقة الخاصة" بين بلاده والولايات المتحدة، معتبرا ذلك أمرا بالغ الأهمية.
وأقر أيضا بأهمية الدور الذي تضطلع به العائلة المالكة البريطانية على الصعيد الدبلوماسي، لافتا إلى أن الملك تشارلز الثالث قدم دعوة لترامب لزيارة بلاده.
آن أوان العملكذلك، تحدث ستارمر عن حاجة بريطانيا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية، معترفا بأنه لم يدر بخلده يوما ما أنه سيرى روسيا تحتل دولا مرة أخرى. وبرر تراجع أولوية الإنفاق على الدفاع إلى ثمار السلام التي ظلت تجنيها أوروبا ردحا من الزمن، لكنه قال إنه "يشعر بأن وقت الكلام قد انتهى وحان الآن وقت العمل".
ولفت مراسل الصحيفة إلى أن الغواصة (فانغارد) -التي كانت تبحر بهدوء في أعماق المحيط الأطلسي عندما كان يتجاذب أطراف الحديث مع رئيس الوزراء البريطاني- مصممة لتكون سلاح ردع في أي صراع نووي مع روسيا، وهي واحدة على الأقل من 4 غواصات من الطراز نفسه تقوم بدوريات بشكل دائم.
ووصف ستارمر هذه الغواصات بأنها رمز يدل على قوة التزام بريطانيا تجاه حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في وقت تتعرض فيه قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها للانتقادات، ليس أقلها من الرئيس ترامب.
لا ثقة في بوتينووفقا لنيويورك تايمز، فقد كانت الأسابيع القليلة الماضية حاسمة، ولحظة استفاقة، حيث يجد ستارمر نفسه يبذل جهودا مضنية من أجل انفراط عقد التحالف بين أوروبا والولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وعن ضعف أوروبا المتزايد والتوترات في حلف الناتو، نقلت الصحيفة عنه القول: "لقد أدركنا في قرارة أنفسنا، أن هذه اللحظة قادمة عندما بدأت الدبابات الروسية في عبور الحدود مع أوكرانيا قبل 3 سنوات بقليل".
وأفادت الصحيفة بأن ستارمر يحاول تجميع قوة عسكرية متعددة الجنسيات يسميها تحالف الراغبين، والهدف منها هو الحفاظ على سماء أوكرانيا وموانئها وحدودها آمنة بعد أي تسوية سلمية، لأنه لا يثق -كما يقول- في بوتين، الذي سيصر على تجريد أوكرانيا من قدراتها الدفاعية بعد التوصل إلى اتفاق "لأن ذلك يعطيه ما يريده، وهو غزوها مرة أخرى".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات
إقرأ أيضاً:
أزمة الغواصات الأمريكية تتفاقم: أربع من كل عشر خارج الخدمة وتهديد لقدرات الردع ضد الصين وروسيا
يمانيون../
كشف تقرير دفاعي أمريكي عن تفاقم أزمة حادة داخل سلاح الغواصات الأمريكي، حيث بات نحو 40% من غواصات الهجوم النووي غير قادرة على تنفيذ المهام بسبب أعطال تقنية وتأخيرات طويلة في الصيانة. وجاء التقرير في مقال نشره برنت م. إيستوود، محرر شؤون الدفاع والأمن القومي، على منصة 1945، محذرًا من أن هذا الوضع يُقوّض القدرة الأمريكية على الردع البحري في ظل تنامي التهديدات من الصين وروسيا.
وأشار إيستوود إلى أن البحرية الأمريكية تضم 71 غواصة، من بينها 53 غواصة هجومية سريعة، إلا أن عددًا كبيرًا منها متوقف عن الخدمة، فيما تعجز القاعدة الصناعية عن مواكبة الحاجة الفعلية، حيث لا تُنتج أكثر من 1.2 غواصة سنويًا، مقابل الحاجة الفعلية لبناء غواصتين على الأقل سنويًا لتعويض النقص.
وتطرق الكاتب إلى تأثير قرارات سابقة اتخذتها الإدارة الأمريكية بالاكتفاء بإنتاج غواصة واحدة سنويًا، مما أدى إلى تراجع القدرات الإنتاجية على مدى سنوات، في وقت باتت الصين تمتلك أكبر سلاح بحري في العالم، وتحتفظ روسيا بأسطول متطور من الغواصات النووية.
وأوضح المقال أن الغواصة “يو إس إس كونيتيكت”، التي تعرضت لحادث في بحر الصين الجنوبي عام 2021، لا تزال خارج الخدمة، ومن غير المتوقع أن تعود للعمل قبل 2026، في إشارة إلى حجم التأخير في إصلاح الأسطول.
وفي سياق متصل، حذّر السيناتور روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، من تداعيات هذا التراجع، داعيًا إلى رفع وتيرة الإنتاج وتحسين جاهزية الأسطول، مشيرًا أيضًا إلى نقص في الكوادر البشرية المؤهلة للعمل ضمن طواقم الغواصات.
ولفت إيستوود إلى أن هذا النقص البشري تفاقم خلال جائحة كورونا، حيث تراجع التجنيد وتوقفت برامج التدريب المتقدمة، خصوصًا مدرسة الطاقة النووية، ما زاد من صعوبة ملء الفراغ في صفوف البحارة المهنيين.
كما تواجه شركات بناء الغواصات مثل “إلكتريك بوت” و”نيوبورت نيوز” صعوبات كبيرة في تلبية الطلب على البناء والصيانة، وسط نقص حاد في الكفاءات الفنية مثل المهندسين واللحامين، وهي أزمة تعود إلى ما قبل الجائحة وتفاقمت بعدها.
وختم الكاتب بالتحذير من أن هذه الأزمة مرشحة للاستمرار حتى عام 2028 أو ما بعده، رغم محاولات الكونغرس والإدارة الأمريكية تسريع المعالجات، مرجحًا أن تتصاعد الدعوات داخل المؤسسة السياسية – خصوصًا في حال عودة ترامب إلى الرئاسة – لزيادة الاستثمارات في هذا القطاع، رغم أن الحلول تبقى صعبة ومعقدة وتتجاوز مجرد ضخ التمويل.