قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز -أمس الأحد- إن 3 أرباع حركة الشحن الأميركية التي يجب أن تمر عبر البحر الأحمر تضطر حاليا إلى تجنّب المنطقة والمرور عبر الساحل الجنوبي لأفريقيا، بسبب الضربات التي ينفّذها الحوثيون في اليمن.

وقال والتز عبر شبكة "سي بي إس" إنّ "75% من شحناتنا البحرية التي ترفع العلم الأميركي تضطر الى المرور عبر الساحل الجنوبي لأفريقيا بدلا من قناة السويس".

وقد توقفت هجمات الحوثيين مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والكيان المحتل، في غزة يوم 19 جانفي الماضي، لكن الحوثيين استأنفوها قبل أسبوع وتوعدوا بتكثيفها طالما استمر الاحتلال في ضرباته على القطاع الفلسطيني المدمر.

وأعلن البيت الأبيض امس الأحد أن التهديدات المستمرة من الحوثيين أجبرت السفن الأميركية على تجنب المرور في البحر الأحمر، متوعدا الجماعة المدعومة من إيران بالمزيد من الضربات، وذلك بعد ساعات من اتهام الحوثيين لواشنطن بتنفيذ ضربات جوية على صنعاء أسفرت عن مقتل مدني وإصابة 13 آخرين بينهم أطفال، وفق اعلام الحوثيين.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

من الميدان اليمني إلى طهران.. رسائل ومخاطر الضربات الأمريكية على الحوثيين

ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”

المصدر: مجلة إيكونوميست

طاردت أمريكا وحلفاؤها الحوثيين، المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران، مرارًا وتكرارًا منذ أن بدأوا مهاجمة السفن في البحر الأحمر في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومع ذلك، كانت الضربات التي شنتها أمريكا في 15 مارس/آذار الأولى في عهد دونالد ترامب. أسفرت الانفجارات عن مقتل أكثر من 50 شخصًا واستهدفت قادة الجماعة، بما في ذلك، وفقًا لشبكة فضائية عربية، بعض عملاء إيران. بعد إعاقة إسرائيل لحزب الله، الميليشيا المدعومة من إيران في لبنان، والإطاحة ببشار الأسد في سوريا، بدا الجنرالات الأمريكيون واثقين من أن عضوًا آخر في “محور المقاومة” الإيراني سيكون الهدف التالي.

لأمريكا ثلاثة أهداف رئيسية من خلال هذه الهجمات. أولًا، تسعى إلى وقف ضربات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. لقد قصف الحوثيون أكثر من 130 سفينة احتجاجًا على الحرب الإسرائيلية في غزة وحصارها على السفن. توقفوا مؤقتًا بعد توقيع هدنة في يناير/كانون الثاني، لكن عندما منعت إسرائيل مؤخرًا المساعدات إلى غزة وأغلقت الكهرباء فيها، هدد الحوثيون باستئناف الهجمات. ردًا على ذلك، أمر السيد ترامب بشن ضربات استباقية.

ثانيًا، يعتقد الرئيس أنه يستطيع زيادة الضغط على آيات الله الإيرانيين إلى أقصى حد من خلال إضعاف وكيل آخر لهم، وإجبارهم على قبول صفقة للحد من برنامجهم النووي. ثالثًا، يريد أدميرالاته التباهي بحاملات الطائرات باهظة الثمن قبل مراجعة الإنفاق الدفاعي. يقول ديفيد دي روش، المحلل العسكري في واشنطن: “البحرية بحاجة إلى استعادة كبريائها، لا يمكن أن تُرى معركة انتهت بالتعادل أمام عصابة من الحوثيين الذين لا يرتدون أحذية”.

صنعاء بعد القنابل الأميركية.. خوف السكان وتحدي الحوثيين إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية سياسة ترامب.. استخدام المطرقة ضد الحوثيين لضرب إيران بالهراوات

ومع ذلك، فإن الهجمات على الحوثيين من قبل أمريكا وحلفائها في العام الماضي كانت غير فعالة بشكل لافت. لا يزال الحوثيون يسيطرون على منطقة أكبر بنحو 30 مرة من تلك التي يديرها حزب الله. إنهم يحكمون 25 مليون شخص، أي 15 ضعف عدد السكان في مناطق الميليشيات اللبنانية، ومشجعيهم أكثر بكثير.

مثل حزب الله، يقود الحوثيين رجل الدين عبد الملك الحوثي. لكن على عكس حزب الله، فإنهم يديرون أيضًا حكومة الأمر الواقع التي ستستمر، حتى لو قُتل قادة من الحوثيين. بعد عقد من الزمن في السلطة، أعيد تعليم العديد من اليمنيين في “معسكرات ثقافية” ليروا العالم على طريقة الحوثيين. يبدو أن القنابل الأمريكية تؤكد ما تعلموه: الكافر يقتل المسلمين مرة أخرى. احتشد المؤيدون في الشوارع للهتاف وتأييد تحدي زعيم الحوثيين في خطاب مصور بعد الضربات الأمريكية، معلنًا استئناف هجماته على السفن.

هذا التحدي يزيد أيضًا من المخزون الإقليمي للحوثيين. إن انتقاد زعيمهم للقادة العرب باعتبارهم مرتزقة لتخليهم عن الفلسطينيين ودعم عمليات التدمير الإسرائيلية يتردد صداه من الجزائر إلى أفغانستان. في المملكة العربية السعودية المجاورة، مع الأقلية الشيعية الكبيرة، يحظى ببعض الدعم القوي. عقدان من القتال شديد المخاطر – أولًا ضد الحكومة اليمنية، ثم ضد السعوديين والإماراتيين، ومؤخرًا أمريكا وإسرائيل – رفعهم من ميليشيات رثة إلى قوة إقليمية. يقول فارع المسلمي، المحلل اليمني في مركز أبحاث تشاتام هاوس: “الحوثيون هم العضو الوحيد في المحور الإيراني الذي شهد تعزيز موقفهم خلال العام الماضي”.

تحليل معمق- زعيم الحوثيين يقود “محور المقاومة”.. أكثر مركزية في استراتيجية إيران؟! ترامب: إيران “ستتحمل مسؤولية” أي هجوم يشنه الحوثيون

قد تتفاقم العاصفة. سيستمر الحوثيون في إطلاق صواريخهم وطائراتهم المسيرة (في 20 مارس/آذار والأيام اللاحقة أطلقوا صواريخ على تل أبيب تم اعتراضها قبل وصولها إلى إسرائيل). قد تضر بعض هذه الهجمات بحاملة طائرات – وسمعة أمريكا، كما يحذر السيد دي روش. بحثت إدارة بايدن عن وكلاء محليين للتعاون معهم، لكنها اعتبرت أن منافسي الحوثيين العديدين في اليمن فاسدون وغير كفؤين للغاية بحيث يصعب المجازفة بتسليحهم. في وقت لا يزال البعض يحاول إظهار الرغبة، وإشعال الحرب الأهلية في اليمن.

يوسع ترامب تهديداته، ووعد بمحاسبة إيران على هجمات الحوثيين وحذرهم من عواقب “وخيمة”. ومع ذلك، فإن نهجه لا يؤدي إلا إلى تصلب قلوب قادة الملالي في إيران. قد ينتهزون الفرصة لحشد شعبهم الغاضب ضد عدو مشترك ويذهبون إلى المواجهة والقنبلة النووية. قد تنضم إسرائيل بعد ذلك إلى المعركة. ثم يأتي الحوثيون لمساعدة راعيهم ويطلقون النار مرة أخرى على مدن الخليج ومحطات النفط. من السهل جدًا تخيل الأسوأ.

تحليل- ما بعد الهجمات على الحوثيين.. الولايات المتحدة بحاجة إلى سياسة شاملة تجاه اليمن إرباك التُجار في صنعاء.. كيف تؤثر العقوبات الأمريكية على القطاع الخاص؟! تحقيق حصري- تمردات وصراع نفوذ.. فشل الهيكلة يشلّ مؤسسات صنعاء

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. سلاح أمريكي فتاك يدخل المعركة ضد الحوثيين!
  • البيت الأبيض: الضربات ضد الحوثيين ناجحة وهذا هو الأهم بالنسبة لترامب
  • مجلس الأمن القومي الأميركي: نراجع الطريقة التي أُضيف بها صحفي لمجموعة بشأن الحوثيين باليمن
  • مستشار الأمن القومي الأميركي يعترف: معظم حركة الشحن عبر البحر الأحمر توقفت بسبب الضربات اليمنية
  • مسؤول أمريكي: 75 بالمئة من سفننا غيرت مسارها بالبحر الأحمر بسبب الحوثيين (شاهد)
  • 75 % من السفن الأميركية تغير مسارها بفعل الضربات اليمنية
  • المرور تتوعد أصحاب السيارات الرياضية: التفحيط بالشوارع غرامته 200 ألف دينار
  • بماذا تختلف الضربات الأمريكية الأخيرة على مواقع الحوثيين؟
  • من الميدان اليمني إلى طهران.. رسائل ومخاطر الضربات الأمريكية على الحوثيين