حافظ إبراهيم.. شاعر النيل.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب بسلسلة عقول
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «حافظ إبراهيم.. شاعر النيل»، للكاتب عبد السلام فاروق، ضمن إصدارات سلسلة عقول.
الكتاب يتناول قصة اليتيم الذي تحدي ظروفه ليصنع مجده وحده، إنه شاعر النيل حافظ إبراهيم، شاء القدر أن يولد على شاطئ النهر الخالد في مدينة ديروط، ثم يغادر أبوه هذه الدنيا فيغادر حافظ الصعيد إلى القاهرة بصحبة أمه وشقيقته إلى بيت خاله في المغربلين وهو في الرابعة، ثم لا يلبث أن ينتقل إلى طنطا تموج به الحياة موجاً، وهو يتقلب فيها تقلب المكافح الذي يصارع الغرق، ويصبح ملاذه في أشعار يقرأها أو يصيغها، ينفس بها شيئاً مما يعتمل في صدره.
أطلق عليه طه حسين لقب "شاعر الشعب": لأنه عانى معاناتهم، وكابد آلامهم، ثم كتم همومه في صدره وبات يتقن الدعابة والفكاهة والمزاح في أحلك الظروف، وكما تكلم عن البؤس والكفاح بلسان المتألم، عرف المزاح في مسامراته وقصائده، عملاً بقول القائل: «إذا لم يكن في جيبك مال، فليكن في لسانك سكر».
إنها قصة موحية خصبة الأحداث، عميقة العبرة، مثيرة للدهشة في كثير من مواطنها عن سيرة شاعر رائد من شعراء مصر الغنية بمبدعيها.
إن قصة حافظ إبراهيم هي قصة شاعر من عامة الناس، استطاع التعبير عن همومهم الخاصة والعامة؛ فرفعوه لمكانة عالية عندما شعروا أنه يتحدث بلسانهم، فلقبوه بشاعر الشعب، وشاعر الاجتماعيات، وشاعر الوطنية، وشاعر النيل.
أكثر حافظ من أشعار المواساة والرثاء حتى لقبه العقاد بشاعر المحافل، لكنه استطاع أن يجعل من أشعار المناسبات أشعارًا عاطفية ذات تأثير عميق على نفوس السامعين. وقد ترجم حافظ رواية البؤساء، كما ألف كتابا شبيها بحديث عيسى بن هشام للمويلحي، وأسماه «ليالي سطيح» فأبدع في النثر إبداعه في الشعر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين شاعر النيل المزيد حافظ إبراهیم شاعر النیل
إقرأ أيضاً:
فتيان بن علي الشاغوري الأسدي.. شاعر برع في وصف دمشق
ولد فتيان بن علي الشاغوري الأسدي في القرن السادس الهجري في مدينة بانياس الساحلية، تلقى العلوم في الجامع الأموي بالعاصمة دمشق، ثم عمل معلما للناشئة، يُقرئ النحو ويدرس الأدب، وتخرج على يديه أشهر علماء عصره منهم، الإمام الأصفهاني.
اتخذ من حي الشاغور في دمشق سكنا له، بعد أن غادر بلاده بسبب الأخطار التي كانت تحيط به من حروب الإفرنجة في ذلك الزمن، وكان الشاعر الدمشقي عارفا بشؤون الحرب، يستوحي كثيرا من مشاهدها في قصائده.
خدم فتيان الشاغوري الملوك الأيوبيين ومدح في شعره الناصر صلاح الدين الأيوبي وبعض أمراء جيشه. وقد لقيه ياقوت الحموي في آخر أيامه وسمع منه بعضا من أشعاره وأعجب بها. وكان الشاغوري قد ناهز حينها التسعين من العمر.
طرق جميع فنون الشعر، وكان يجمع في شعره بين مدن وأماكن عدة، كأنه يترك للقارئ بطاقة تعريف لهذه الأماكن. وكان أبرع ما يميز شعر فتيان الشاغوري كلفه بدمشق:
اذكر دمشق فإن الله فضّلها… على البلاد بما لا يُمترى فيه.
وصف طبيعة دمشق وصفا دقيقا، تجول في ضواحيها ومتنزهاتها النائية، ولم يكن كغيره من الشعراء يتحدث عنها حديثا عابرا يتوافق مع كل بيئة ويصلح في كل زمان ومكان، بل كان حديثا عن المدينة، لا يكون إلّا لها ولا يصلح إلا لها.
إعلانورغم أن التكلف والصنعة الثقيلة غلبا على الأدب في العهد الأيوبي، كان فتيان الشاغوري بعيدا عن التصنع، قويا في لغته وصادقا في عاطفته تطاوعه الفكرة وتواتيه القافية، شاكيا الحنين إلى ديار من يهوى:
ألا هل إلى باب البريد سبيل
فليلي بزوراء العراق طويل
متى تلتقي أجفان عيني والكرى
وهل يتلاقى بكرة وأصيل؟
هلموا انظروا حالي وفي خده دمي
شهيد، فقولوا قاتل وقتيل
أزيد له ذلا ويزداد عزة
وكل محب للحبيب ذليل
وما حسَن عن ذلك الحسن سلوة
ولا الصبر عن ذلك الجمال جميل!
29/4/2025