كشفت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في قطاع غزة، أولغا تشريفكو، عن تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر، واصفة الوضع بأنه "أصبح أكثر كارثية" مع استمرار القصف وإغلاق المعابر.

وقالت تشريفكو في مقابلة للجزيرة: "لقد واجهنا أسبوعا عصيبا جدا منذ بدأ التصعيد في الهجمات، وهذا لم يتوقف منذ الثاني من الشهر الجاري، نسمع أصوات الانفجارات في كل أنحاء غزة، والمئات يُقتلون والمئات يصابون، وهذا بالطبع له أثره المروع على المدنيين".

وشددت المتحدثة الأممية على أن إغلاق المعابر لفترة طويلة يعطل العمليات الإنسانية ويؤثر مباشرة على حياة الناس، موضحة أن "الناس يحاولون أن يعيدوا بناء حياتهم بعد 15 شهرا من العناء والمعاناة والقصف. وكثيرون منهم يحاولون العودة إلى بيوتهم، ولكن يجدونها عبارة عن ركام".

وأضافت أن "المواد والموارد التي حصلنا عليها خلال وقف إطلاق النار قمنا بتوزيعها على الناس لتحسين الوضع الصحي والمأوى، لكن كل هذه النجاحات الآن يتم تعطيلها، لأننا لا نملك الموارد الكافية".

وحول الوضع في الأسواق، أوضحت تشريفكو أن "الرفوف خالية، ليس هناك خضار ولا فاكهة، والناس يحاولون شراء هذه الموارد لكي يبقوا على قيد الحياة، ولكن هذه المواد غير موجودة".

إعلان

استهداف المستشفيات

وتطرقت المتحدثة الأممية إلى استهداف المستشفيات والبنية التحتية المدنية، مؤكدة أن الأمم المتحدة توثق هذه الانتهاكات بقولها: "لدينا مكاتب وموظفون يقومون بالتوثيق، ودعونا باستمرار إلى حماية البنية التحتية المدنية".

وأشارت إلى أن "الهجوم على المستشفيات، بما في ذلك الهجوم على مستشفى ناصر، أمور مروعة، لأن مستشفى ناصر هو واحد من 13 مستشفى تم الهجوم عليها".

وحول التوصيف القانوني للوضع الإنساني في غزة، قالت تشريفكو إن "هناك كثيرا من المصطلحات القانونية وأترك هذا لزملائي القانونيين، ولكن بالنسبة إلينا -نحن العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية- فالوصف هو أنه هذا أمر لا يمكن تخيله على الإطلاق".

وأكدت أن "حتى الحروب لها قواعد وقوانين، وهناك التزامات محددة على طرفي الصراع الالتزام بها، ونحن طالما طالبنا وقلنا إن هذا الأمر عبارة عن التزامات مقدسة ويجب الالتزام بها، ومن ذلك حماية المدنيين وحماية البنية التحتية المدنية، وعدم استهداف العاملين في قطاع الرعاية الصحية".

وعن أصعب موقف إنساني واجهته خلال عملها في غزة، قالت تشريفكو: "لقد مر عام ونصف العام، وفي كل مرة نظن أن الأمور لن تزداد صعوبة، تصبح الأمور أكثر صعوبة، والناس هنا يقولون إن ما يجري هو جحيم لم نر مثيلا له في أي مكان في العالم وفي أماكن الصراع وأماكن الحرب، هذا الأمر بكل بساطة لا يمكن وصفه".

وحول المدة التي يمكن لسكان غزة التعامل مع هذا الوضع، أضافت: "هذا السؤال نطرحه على أنفسنا: متى يكفي؟ ومتى نقول كفى؟ الناس بحاجة إلى وقت يستطيعون فيه أن يعيشوا حياتهم، وهم لا يدرون متى سيجدون السلامة والأمان".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الأونروا تصف الأوضاع في غزة بـالجحيم.. وتحذر مع تفاقم الأزمة الإنسانية

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن الوضع في قطاع غزة يشهد تدهورًا مستمرًا حتى أصبح أشبه بـ"الجحيم"، مشيرًا إلى أن الظروف الإنسانية في القطاع وصلت إلى مستويات غير قابلة للتحمل في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل.

وفي تصريحات صحفية على هامش مشاركته في "منتدى أنطاليا الدبلوماسي"، قال لازاريني: "الوضع في غزة أسوأ من أي وقت مضى، لا يوجد مكان آمن في القطاع، ونحن نشهد يوميًا قصفًا إسرائيليًا مكثفًا ومجاعة متفاقمة وأوبئة، فضلًا عن ظروف حياة غير إنسانية".

وأضاف لازاريني أن قتل إسرائيل 15 من أفراد طواقم الإسعاف والدفاع المدني في نهاية آذار / مارس الماضي يمثل تصعيدًا خطيرًا، واعتبر أن "استهداف هؤلاء الأشخاص الذين كانت هوياتهم معروفة يمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني"، مطالبًا بفتح تحقيق دولي مستقل لمعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

كما لفت إلى تصريح سابق للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي وصف الوضع في غزة بـ"حقل الموت"، مؤكدًا أن الوضع في القطاع لم يتحسن بل ازداد سوءًا بعد انهيار الهدنة. وقال: "كنا نعتقد أن الوضع بلغ ذروته قبل انهيار الهدنة، ولكن منذ ذلك الحين، تفاقمت الأوضاع بشكل أكبر".


وأشار لازاريني إلى أن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة قد أوشكت على النفاد، بعد إغلاق المعابر لمدة شهر، مؤكدًا أن الأونروا تواصل مطالبتها برفع الحصار المفروض على القطاع والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

وأكد أن مرتكبي هذه الجرائم لم تتم محاسبتهم حتى الآن، رغم تزايد الأوضاع المأساوية في القطاع. وأضاف: "الصحفيون الفلسطينيون الذين يغطون هذه الأحداث يوميًا في غاية الشجاعة، ونحن بحاجة لدعم الصحافة المستقلة في غزة".

وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الوحشي على قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد وجرح عدد كبير من الفلسطينيين، على وقع توغلات وعمليات نسف واسعة في رفح، وقالت مصادر محلية، إن عددا من الشهداء والجرحى سقطوا في خانيونس، في أعقاب قصف منزل الليلة لعائلة قديح في بلدة خزاعة شرق المدينة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تؤكد أن الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء العدوان الصهيوني
  • أوتشا”: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء العدوان الصهيوني
  • الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في غزة الأسوأ منذ بدء الحرب
  • ألمانيا: الوضع في غزة كارثي ويجب استئناف وقف النار فورا
  • أوكسفام: غياب شبه تام لمقدرات الحياة لـنحو اثنين مليون شخص في غزة
  • أونروا تصف الأوضاع في غزة بـالجحيم.. وتحذر مع تفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأونروا تصف الأوضاع في غزة بـالجحيم.. وتحذر مع تفاقم الأزمة الإنسانية
  • أوكسفام: 2 مليون شخص في غزة يفتقرون لمقدرات الحياة
  • كارثة صحية بقطاع غزة.. إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الطبية
  • دعوات أممية لمنع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة