أخبارنا المغربية - محمد اسليم

منذ منتصف الشهر الماضي، لا حديث يعلو في أوساط أولياء تلميذات وتلاميذ التعليم المدرسي الخصوصي، إلا عن عقد الشراكة الذي من المنتظر أن يشرع في العمل به ابتداء من الموسم المدرسي المقبل.

كثير من هؤلاء الآباء يتحدثون عن زيادات مرتقبة تسير في سياق الزيادات التي تشهدها أسواق مختلف المواد والخدمات الأساسية، متسائلين طبعا عن العقد المنتظر؟ وعن تفاصيله وعن تحملاته المالية إن وجدت؟

للإشارة فالعقد المذكور ظهر للعلن من خلال بلاغ صحافي لوزارة التربية الـوطنية والتعليم الأولي والرياضـة أصدرته في 12 يوليوز الماضي، وأشار للقاء عمل عقده شكيب بنموسى بالرباط مع ممثلي التعليم المدرسي الخصوصي بالمغرب، والذي يأتي في إطار اللقاءات التواصلية والتنسيقية التي تعقدها الوزارة مع الفاعلين وشركاء المنظومة التربوية، وتم خلاله التداول بشأن الخدمات المقدمة بهذه المؤسسات والعلاقة التعاقدية مع الأسر مع الاستحضار الدائم للمصلحة الفضلى للتلميذات والتلاميذ.

وفي هذا الصدد قدم السيد الوزير عددا من التوصيات، من بينها تسريع وتيرة إعداد عقد الشراكة مع الأسر تزامنا مع الدخول المدرسي المقبل يؤكد البلاغ.

نور الدين عكوري رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ بالمغرب، أكد في تصريح خص به "أخبارنا المغربية" أن الوزارة مقبلة فعلا وانطلاقا من الدخول المدرسي المقبل، على إصدار عقد ستوقعه كل من الأسر والمؤسسات التعليمية الخاصة سيحدد واجبات التسجيل والتمدرس بشكل مفصل ونهائي، مشددا على أن العقد المذكور من شأنه أن يضمن حقوق جميع الأطراف، و سيقضي بالمقابل على ما وصفها بـ“الزيادات العشوائية" التي يمكن أن تلجأ إليها بعض المدارس الخاصة، إذ سيحدد متى وكيف ستتم الزيادة وكذا شروطها.

العكوري أشار كذلك إلى أن العقد النموذجي المرتقب سيقضي أيضا على بعض المشاكل وسيحدد مجموعة من النقاط التي يشوبها خلاف، ومنها واجبات التسجيل والتمدرس والتأمين المدرسي وغيرها، كما سيمكن التلاميذ من الحصول على شهادة المغادرة من مؤسسة لأخرى، إلى جانب إلزام كل مدرسة بتحديد عدد المقاعد الفارغة مع بداية الدخول المدرسي في جميع المستويات.

بالمقابل، مصدر مهني مطلع من الدار البيضاء نفى في تصريح لـ"أخبارنا" وجود أي علاقة للعقد بأي زيادة في تسعيرة أي مؤسسة خصوصية، معتبرا الأمر مجرد مبادرات مرتبطة بخصوصية كل مؤسسة على حدة.

 وردا على سؤال مرتبط بـ"الجودة" أشار المعني إلى أن "جودة التعليم بالمدرسة الخصوصية لم تكن يوما محط مساءلة أو احتجاج" من طرف الاباء، واحتجاجات مرحلة الجائحة انصبت في مجملها على الجانب المادي، مؤكدا أن أغلب هاته المؤسسات وجدت نفسها تدور في حلقات مفرغة لعدم وجود عقود مؤطرة تنظم علاقتها بالأسر ومن هنا كان منطلق التفكير في"عقد اطار" ينظم هذه العلاقة ويضمن حقوق الطرفين بشكل واضح وشفاف منذ البداية... ذات المصدر أشار كذلك أن القانون 06/00 تطرق فعلا للتعليم عن بعد ويقصد به في القانون المذكور التعليم بالمراسلة وليس التعليم عن بعد كما فرضته ظروف كورونا، ما أظهر بالملموس - يضيف المصدر - وجود فراغ قانوني خصوصا وأن المؤسسات وجدت نفسها في مواجهة عقوبات صارمة تنتظرها في حال أغلقت أبوابها قسرا يؤكد مصدرنا. ومع ذلك - يواصل المتحدث - استثمرت هاته المؤسسات في التعليم عن بعد وما تطلبه من عدة بيداغوجية ومعلوماتية إلى جانب تكوين أطر في هذا المجال، وهو ما جعل أغلب المؤسسات في موقف جد حرج بين العدد الكبير من الآباء الذين يعيشون صعوبات مادية من جهة وضرورة الاستمرارية البيداغوجية المطلوبة منها بتكاليفها الهائلة.

المصدر ذاته ثمن ما وصفها بمبادرات الوساطة التي تم اتخاذها حينها برعاية من الأكاديميات الجهوية وتنسيق مع المديريات الإقليمية للوزارة والمبنية على تدارس الحالات المستعصية داخل لجان مشتركة ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها، تصل أحيانا إلى إعفاء المتضررين جزئيا أو كليا والا فاللجوء لحلول أخرى من قبيل التقسيط أو التأجيل أو غيرهما وهو ما كلف المؤسسات الخاصة مبالغ مالية مهمة جدا في ظل ارتفاع كبير للتكاليف، منبها إلى أن أشغال هاته اللجان استمر إلى غاية 2023... ما يعني - حسبه دائما - ضرورة إيجاد حلول جذرية لما أفرزته الجائحة... موضحا بهذا الخصوص أن وزير التربية الوطنية شدد في اجتماعاته بالمهنيين دائما على ضرورة مراعاة المصلحة الفضلى للتلميذ داخل المدرسة وضمنها طبعا المدرسة الخصوصية، وهو ما قاد من خلال نقاشات الهيئات الممثلة لهذا القطاع مع الوزارة لفكرة عقد ينظم العلاقة بوضوح وبتوازن بين المدرسة الخصوصية والأسرة.

ذات المصدر كشف كذلك أن اللقاءات المتتالية مع الوزارة والتي ناقشت مجموعة من المواضيع المهمة، وخصوصا مشروع القانون 59/21 المتعلق بالتعليم المدرسي، وكذا العمل بشكل مشترك على عقد يؤطر علاقة المدرسة الخصوصية بالأسرة ويحمي مصالح الطرفين ويخرجها من حالة الإبهام التي تحيط بها ويحمي قبل كل شيء مصلحة التلميذ الفضلى واستمرارية تعلمه في كل الحالات، مؤكدا أن اللجنة المشتركة تحاول العمل بشكل متسارع على هذا العقد في أفق لقاء الوزير بهيئات التعليم الخصوصي بداية الشهر المقبل.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

5 بنود أساسية.. شكل العقد الجديد في مشروع قانون العمل الجديد

يأتي مشروع قانون العمل الجديد ليحدد معايير واضحة لعقود العمل، إذ يلزم أصحاب الأعمال بضرورة توثيق البنود الأساسية التي تضمن حقوق العمال وتحفظ حقوق أصحاب العمل، بما يحقق التوازن في العلاقة التعاقدية بين الطرفين.

وحدد مشروع القانون الجديد 5 بنود رئيسية يجب أن يتضمنها عقد العمل؛ لضمان وضوح العلاقة التعاقدية وعدم وقوع خلافات مستقبلية.

البنود الأساسية لعقد العمل

وفقًا لمشروع قانون العمل الجديد، يجب أن يشمل عقد العمل البنود التالية:

1. تاريخ بداية العقد.. وهو التاريخ الذي يبدأ فيه العامل أداء مهامه بشكل رسمي وفقًا للاتفاق المبرم بينه وبين صاحب العمل.


2. اسم صاحب العمل وعنوان محل العمل.. لضمان وضوح الجهة التي يتبعها العامل، ما يسهل الرجوع إليها في حالة نشوب أي نزاع قانوني.


3. اسم العامل ومؤهلاته ومهنته أو حرفته إلى جانب رقمه التأميني ومحل إقامته، وما يلزم لإثبات شخصيته.. مما يساعد في ضمان الشفافية وتوثيق بيانات العامل بدقة.


4. طبيعة ونوع العمل محل العقد.. لتحديد المهام والمسؤوليات التي سيقوم بها العامل داخل المؤسسة.


5. الأجر المتفق عليه.. وهو أحد أهم البنود التي ألزم بها القانون أصحاب الأعمال؛ لضمان عدم استغلال العمال أو التلاعب في مستحقاتهم المالية.

حماية حقوق العمال وتعزيز التوازن بين الطرفين

يهدف مشروع قانون العمل الجديد إلى إحداث نوع من التوازن في العلاقة بين أصحاب العمل والعمال، بحيث يحفظ حقوق الطرفين بشكل عادل يضمن مصلحة العمل واستقرار بيئة العمل، ولذلك، جاء القانون ليضع بنودًا غير مسبوقة تضمن توثيقًا رسميًا لهذه الحقوق، وهو ما يعزز الاستقرار الوظيفي ويحد من النزاعات العمالية.

ومن أبرز البنود التي تعكس اهتمام مشروع القانون بحقوق العمال، إلزام أصحاب العمل بتوثيق الأجر المتفق عليه في العقد، وهو ما يحد من التلاعب بحقوق العمال المالية.

كما يمنح القانون الجديد، العاملين، وضوحًا حول طبيعة وظائفهم ومسؤولياتهم منذ البداية، مما يساعد على تقليل المشكلات التي قد تنشأ نتيجة عدم تحديد الأدوار بدقة.

إجازة الوضع للمرأة في مشروع قانون العمل الجديد

في إطار دعم حقوق المرأة العاملة، نص مشروع قانون العمل الجديد على منح المرأة العاملة إجازة وضع لمدة 4 أشهر، وهي مدة تزيد عما كان متبعًا في القوانين السابقة، مما يعكس اهتمام المشرّع بحقوق الأمهات العاملات.

أهمية مشروع قانون العمل الجديد

مشروع قانون العمل الجديد خطوة مهمة نحو تطوير بيئة العمل في مصر، حيث يضمن للعاملين حقوقهم بشكل أكثر وضوحًا، ويوفر إطارًا قانونيًا أكثر تنظيمًا للعلاقة بين صاحب العمل والعامل. 

كما يسهم في الحد من المشكلات العمالية الناجمة عن العقود غير الموثقة أو غير الواضحة، مما يساعد على تحقيق بيئة عمل مستقرة وعادلة للجميع.

وجاء مشروع قانون العمل الجديد؛ ليضع أسسًا واضحة لعقود العمل، تلزم أصحاب الأعمال بتوثيق حقوق العمال بشكل دقيق، مع إرساء قواعد عادلة تحمي حقوق جميع الأطراف، وهو ما يعزز استقرار سوق العمل المصري ويدعم الإنتاجية داخل المؤسسات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية الاحتلال يشارك صورة للشرع ويعلق على الإعلان الدستوري المرتقب
  • تحذيرات أممية: منع دخول المساعدات إلى غزة يهدد حياة الأطفال والأسر
  • مدير التعليم بالسويس يُشدد على الانضباط المدرسي في رمضان واستعدادات شاملة للامتحانات
  • «الإعلام» تكرم الفائزين بجائزة التميز الاثنين المقبل
  • بعد تثبيت الأسعار| هذا موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. وقرار حاسم بشأن الفائدة
  • لغز حقل عكاز.. العراق بين أزمة طاقة والفساد الاستثماري
  • محافظ الفيوم يتسلم كوبونات مالية لدعم المرأة المعيلة والأسر الأولى بالرعاية بالمحافظة
  • بدء صرف صكوك الإسكان الشبابي والأسر المحتاجة في طبرق
  • معهد القطن يكشف تأثير هبوط الأسعار عالميًا على المساحات المزروعة
  • 5 بنود أساسية.. شكل العقد الجديد في مشروع قانون العمل الجديد