شبكة انباء العراق:
2025-03-25@22:18:19 GMT

الصغار لايتواضعون

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

لاأدري إن كان المعنى مطابقا للعنوان في قول المتنبي
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
أراقب سلوك بعض المتوهمين إن التعالي يرفعهم وهم صغار في حقيقتهم، فيتصرفون بإستعلاء متناه، وينعزلون عن من هم أفضل وأرفع منزلة منهم لعلهم أن يحظوا ببعض الإنتباه، وواحدهم حين يتكلم يرفع الحروف ويخفضها ويرميها في الهواء، ثم يشفطها، وتراه يقولها كأنه يقرصها، وأمثال هولاء من التافهين كثر خاصة في زمن الفوضى التي ترفع شأن الجبان والتافه والحرامي، وتكون لهم الحظوة بين الناس، ويعتمد أمثال هولاء على تفاهة العقل الجمعي للمجتمع، فترى الناس وتسمعهم يشتمون الحرامي والقاتل والمتجبر، ولكنهم يتغيرون حين يواجهونه، فإذا دخل عليهم محفلا عاما، أو في مناسبة دينية، أو سياسية، أو في مجلس عزاء تنادوا مصبحين يتراكضون، ويقفون كأنهم تخطفهم الطير، وقد يصطدمون ببعض لفرط السكر والدهشة من زيارته المفاجئة، ويقدمون له كل الترحاب والكلمات المعسولة، وحين يمضي يتباهون أنهم إلتقطوا معه الصور، أو تكلموا إليه حصلوا منه على موعد للقاء قريب.


الصغار لايعرفون التواضع، ولايفهمونه، لأنهم يمثلون التكبر، والتكبر لايرفع صاحبه، بل يحط من شأنه وقيمته، فهو يتوهم رفيع المكانة، ولكنه في الحقيقة لاوجود له، لأنه ظهر بصورة من يدعي شيئا ليس فيه، وكمن يقرض الشعر، وهو لايعرف الأوزان، أو يحاول أن يكون صحفيا وهو حمار، أو يريد أن يشتغل في السياسة، وهو لايفقه منها شيئا، وهو مايعانيه العراق الذي يعاني الخراب بسبب أبنائه حين دخلوا في دوائر ليست لهم، ولامن شأنهم طمعا بمنزلة ومكانة ومال وجاه وسلطان، فصار كثر يريدون أن يكونوا سياسيين وقادة للبلد، ولكنهم تاهوا وتيهوه معه، ويريدون أن يكونوا كتابا وصحفيين ونجوما في التلفزيون، ويريدون أن يكونوا أطباء ومهندسين ونوابا في البرلمان ومدراءا عامين وأصحاب مناصب ومراتب عليا وضباطا في الجيش والشرطة ومقاولين وتجارا وأصحاب شركات ووزراء.
سباق المسافات الطويلة يغري الناس ليشاركوا فيه طمعا في الوصول الى النهاية التي يأملون أن يجدوا عندها صندوق العجائب ليفتحوه، ويجدوا أوراقا مكتوبة فيها أسماؤهم، فهذا نائب، وهذا وزير، وذاك صحفي، والآخر مستشار ووكيل، وكل يغني على ليلاه، بينما البلد يضيع بين أطماع الجوار، وعنجهية الكبار، ولاأمل في الخلاص من الوهدة التي وجد العراقيون أنفسهم فيها، وفوق كل ذلك يزداد عدد الصغار المتعجرفين الذين يرون في أنفسهم أفيالا، وهم فئران مذعورة، متجاهلين إن الكبر كبر النفس والعقل والوجدان، وليس بالنظرة والطفرة واللباس والمكتب الفاخر والسيارة، فكلها لاتجعل من الحمار غزالا، ولامن العنز نسرا.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ماركو مراد: نؤكد على احترامنا لكل الأندية بما فيها الأهلي والزمالك

أكد ماركو مراد الإعلامي بقناة صدى البلد على إحترامه لكل الأندية بما فيهم الأهلي والزمالك وذلك بإفتتاح حلقته ببرنامج ملعب البلد.

وقال ماركو مراد خلال تصريحاته على قناة صدى البلد: نؤكد على احترامنا الكبير لكل الأندية، بما فيهم الأهلي والزمالك، ونكن كل الاحترام والتقدير لمجالس إدارتهم سواء كان كابتن حسين لبيب أو كابتن محمود الخطيب 

وأضاف: إننا نقف على مسافة واحدة من كل الأندية المصرية، دورنا هنا نقدم مضمون يليق بحضراتكم وينال إعجابكم وليس إثارة الفتن أو الدخول في أزمات كما أشار البعض.


 

مقالات مشابهة

  • خالد سرحان: الفنانون ليسوا آلهة ولن يكونوا فوق النقد
  • كريم حسن شحاتة: الرياضة أخلاق.. وعلى اللاعبين أن يكونوا قدوة للجماهير
  • ماركو مراد: نؤكد على احترامنا لكل الأندية بما فيها الأهلي والزمالك
  • كشف المستور.. البيت الأبيض يقر بخطأ إضافة صحفي لمجموعة بشأن اليمن ومجلس الأمن القومي يحقق وترمب يقول: لا نعلم شيئا
  • 4 مناطق في قطاع غزة استأنف الاحتلال التوغل البري فيها (خريطة)
  • جزيرة غامضة الولادة فيها غير ممكنة.. صور
  • بعد موافقة النواب.. كيف يضمن مشروع قانون العمل حقوق الموظفين وأصحاب العمل؟
  • ماذا وراء تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط التي قال فيها إن مصر مفلسة والنظام مهدد بالسقوط؟
  • حالات يجوز فيها الاستحقاق بالجنسية المصرية.. تعرف عليها