حلويات رمضان والعيد في سوريا… عبق الماضي يُحلّي الحاضر
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
دمشق-سانا
الحلويات السورية ليست مجرد سلعة، بل جزء من ثقافة المجتمع، لها حضورها في الأفراح والأحزان والأعياد، وفي شهر رمضان وموسم الأعياد يزداد الإقبال عليها لتعكس أنواعها تراثاً غنياً عمره آلاف السنين، انتشر اليوم في أصقاع الأرض وأصبح علامة فارقة تعبر عن خصوصية سوريا ومهارة صناع الحلويات فيها.
شهرة الحلويات السورية تعود إلى أيام المماليك حتى إن سلطانهم الأخير قانصوه الغوري فتن بها، وفقا للأديب المصري محمد السيد عبيد في معرض تقديمه لرواية الزيني بركات للأديب جمال الغيطاني، وظلت عبر الأزمان الحاضر الأهم في موائد رمضان والعيد، فتصدرت المشهد بعد الإفطار، كل حسب إمكاناته مشكّلةً جزءاً لا يتجزأ من طقوس المدن والبلدات السورية.
القطايف والمعروك… رموز رمضانية بامتياز لا تكتمل الأمسيات الرمضانية دون “القطايف” التي تعود وفق الباحث نزار الأسود إلى نهاية العصر الأموي، ومثلها “المعروك” الذي يعود للقرن الـ 10 الميلادي، وفق كتاب الطبيخ لابن سيار الوَرَّاق، حيث لعبت الذائقة العالية عند السوريين في تطوير مكونات هذين الصنفين.
حلويات الأسواق الشعبية تزيّن الشوارع في الأزقة القديمة والحارات، لا يمكن مقاومة رائحة “خبز رمضان” أو “الناعم”، الذي يناسب جميع شرائح المجتمع لسعره المنخفض، ويعتمد بصورة رئيسية على الدبس السوري العريق للتحلية.
حلاوة الجبن والمغلي… بين الفخامة والبساطة “حلاوة الجبن” تحتل مكانة مميزة بين الحلويات الرمضانية، وهي تعود وفق كتاب “وصلة إلى الحبيب في وصف الطيّبات والطيب” لابن العديم الحلبي للقرن 13، ومن الطُرف التي يتداولها السوريون أن أبناء مدينتي حماة وحمص يتنازعون نسبها إليهم، في حين أن هذا الكتاب يؤكد أنها حلبية المنشأ.
حلويات العيد والمعمول على رأسها وفي العيد تحمل الحلويات بعداً يتجاوز مجرد كونها أصنافاً غذائية، حيث يقول المثل الدمشقي: “العيد بلا معمول متل العرس بلا زغاريد”.
وقد عرف السوريون المعمول منذ الحقبة البيزنطية، وتوارثوه عبر التاريخ حتى وصل إلى شكله الحالي، وأصبح صناعة متطورة لها ورش ومعامل تصدر لأرجاء العالم، وأضاف له السوريون نكهات ومكونات جديدة زادت من شعبيته بين ذواقي الحلويات.
وتتسع لائحة الحلويات السورية الرائجة في العيد ولا سيما الدمشقية منها، لتضم عشرات الأنواع، منها البلورية والآسية وكل واشكر والمبرومة وزنود الست والوربات والبقلاوة والنمورة وعش البلبل والزلابية والهريسة، وظلت تعبر عن ارتباطها بالعيد ولكن غلاءها في السنوات الأخيرة جعلها خارج متناول الكثير من الفئات الاجتماعية.
الحلويات والمقولات الشعبية تعلق السوريين بالحلويات تجلى أيضاً في مقولاتهم الشعبية، فهم يصفون الشخص الذي يملك لساناً لطيفاً وكلاماً معسولاً بـ”حكيه متل القطر، بيحلي القلب”، وينقل أحد الباعة في حي الجزماتية بالميدان مقولة يستخدمها أهل هذه المهنة بأن “الحلو ما بيكتر عليه الزبون”، أي أن الشيء الجيد والمحبوب سيبقى مطلوباً دائماً.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
نشرة المرأة والمنوعات: لماذا نرغب في تناول الحلويات رغم الشعور بالشبع؟.. إرشادات لكبار السن لتجنب مخاطر العاصفة الترابية
نشر موقع “صدى البلد”، عددًا من الأخبار المهمة في مجالي المرأة والمنوعات خلال الساعات الماضية، حيث تم التطرق إلى أهم الموضوعات التي أثارت الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشهدت اهتمامًا من قبل مُتابعي السوشيال ميديا، ومن أبرزها: لماذا نرغب في تناول الحلويات رغم الشعور بالشبع؟، إرشادات لتجنب مخاطر العاصفة الترابية على كبار السن، طرق بسيطة لصنع مُعطّر منزلي طبيعي وآمن، طرق بسيطة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع، وغيرها.
نشرة المرأة والمنوعاتلماذا نرغب في تناول الحلويات رغم الشعور بالشبع؟.. خبراء يوضحون الأسباب
تحذير لكبار السن: العاصفة الترابية تهدّد صحتكم.. إليكم الإرشادات الوقائية
من مطبخك .. طرق بسيطة لصنع مُعطّر منزلي طبيعي وآمن
«القاتـ.ـل الصامت» يهدّد صحة المصريين.. طرق بسيطة للسيطرة على ضغط الدم المرتفع