رمضان في مصر حاجة تانية.. حكمة المنصور قلاوون الذي غيّر تاريخ مصر
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع قدوم شهر رمضان الكريم، يتوجه الكثيرون في القاهرة لزيارة الأماكن التاريخية العريقة التي تحمل بين طياتها عبق التاريخ وتروي لنا قصصًا عن حضارة قديمة، من أبرز هذه الأماكن شارع المعز لدين الله الفاطمي، الذي يعد من أقدم الشوارع في العاصمة المصرية، ويضم العديد من المعالم الأثرية التي شهدت على مرور العصور، وفي هذا الشارع، يقع قصر المنصور قلاوون، أحد أبرز معالم العصر المملوكي، والذي لا يزال حتى اليوم نقطة جذب للزوار، خاصة في رمضان حيث يعج الشارع بالحركة والاحتفالات، فالناس يتجمعون لزيارة معالمه التاريخية، والتعرف على جزء من تاريخ مصر المملوكي، الذي ظل حيًا على مر العصور.
في هذا الإطار، تصبح قصة المنصور قلاوون أكثر قربًا وواقعية في ذهننا اليوم، حيث نجد في مكانه هذا الذي يقبع في قلب القاهرة، رمزًا للقوةو الحكمة والاستقرار في وقت كانت البلاد تمر فيه بتحديات مشابهة لما نعيشه اليوم، فكما كان قلاوون يسعى لتحقيق استقرار في زمنه، نجد أن الأماكن التي تحمل اسمه لا تزال تحاكي تاريخًا عظيمًا له دروسًا ملهمة لنا في الزمن المعاصر.
في أوائل القرن الثالث عشر، كانت مصر تمر بمرحلة من الاضطرابات السياسية والعسكرية بعد أن تفرقت القوى في الدولة المملوكية، وكان المماليك يحكمون البلاد في ظل تحديات متعددة، سواء من المغول في الشرق أو الصليبيين في الغرب، وفي وسط هذه الفوضى، ظهر المنصور قلاوون كأحد أبرز القادة الذين استطاعوا أن يجلبوا الاستقرار للمماليك ويحققوا نجاحات كبيرة على الساحة السياسية والعسكرية.
وُلِد المنصور قلاوون في بداية القرن الثالث عشر في أسرة مملوكية من أصل تركي، رغم أنه كان في البداية عبداً مملوكاً، إلا أن قدراته القيادية وحكمته أهلته لاعتلاء أعلى المناصب العسكرية والسياسية،وفي عام 1279م، تولى حكم مصر بعد وفاة والده، وكان عليه أن يواجه تحديات كبيرة في وقت كانت فيه البلاد مهددة من عدة جهات.
خلال فترة حكمه، تمكن قلاوون من إعادة بناء قوة الجيش المصري، وأدار البلاد بحنكة وعقلانية. أبرز انتصاراته كانت في معركة "عين جالوت" في 1260م ضد المغول، التي كانت نقطة تحول تاريخية أثبت فيها الجيش المصري قوته، كما قام بتطوير الاقتصاد المصري وزيادة الإنتاج الزراعي والصناعي، مما جعل مصر تعيش فترة من الاستقرار الداخلي والنمو الاقتصادي.
لكن ما يميز قلاوون حقًا هو اهتمامه بالعمران والتنمية الحضرية. فقد أنشأ قصر قلاوون في شارع المعز لدين الله الفاطمي، الذي يعد اليوم واحدًا من أرقى المعالم المملوكية، هذا القصر الذي تحول الآن إلى معلم سياحي وتاريخي، هو شاهد على التفوق المعماري والفني لتلك الحقبة، وفي شهر رمضان، يصبح شارع المعز مكانًا مزدحمًا بالزوار، الذين يأتون للاستمتاع بجمال هذا الشارع التاريخي، الأجواء الرمضانية التي تملأ الشارع اليوم، تشبه إلى حد بعيد تلك التي كانت سائدة في أيام قلاوون، حيث كان الناس يتجمعون في هذا المكان ليحتفلوا بالعيد، أو يستمتعوا بوجبات الإفطار في أجواء من الفخر الوطني والتاريخ.
في رمضان اليوم، يعكس إقبال الناس على شارع المعز وزيارتهم لقصر قلاوون احترامهم للتراث وتقديرهم للعراقة التاريخية لهذا المكان ، ويزور المصريون والأجانب القصر والمناطق المحيطة به للتعرف على تاريخ مصر المملوكي، متأملين في قدرة الحكام مثل المنصور قلاوون على تجاوز الصعاب وتحقيق الاستقرار والازدهار في أوقات كانت مليئة بالتحديات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العصر المملوكي المعالم الاثرية المعز لدين الله الفاطمي شهر رمضان الكريم قدوم شهر رمضان شهر رمضان شارع المعز
إقرأ أيضاً:
قيمة زكاة الفطر 2025 في مصر وموعد إخراجها والفئات التي تجوز لها
يبحث الكثير من المسلمين عن قيمة زكاة الفطر 2025 في مصر وموعد إخراجها والفئات، المستحقة لها، وذلك تزامناً مع قرب انتهاء شهر رمضان الكريم وقدوم عيد الفطر المبارك.
زكاة الفطر 2025وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص زكاة الفطر 2025 وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
أعلنت دار الإفتاء المصرية أن قيمةَ زكاة الفطر لهذا العام، هي 35 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن كل فرد، والمبلغ المحدد هو الحد الأدنى، لكن من أراد زيادة المبلغ فله ذلك، خاصة أن البعض قد يرى أن هذا المبلغ غير كافٍ لسد احتياجات الفقراء، لذا يستحب إخراج ما يشعر المسلم بأنه كافٍ، دون إلزام الآخرين بمبلغ معين يتجاوز الحد الأدنى.
وقالت دار الإفتاء إنه يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر من أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر، مؤكدا أن إخراج زكاة الفطر، يكون في شهر رمضان، وفقا للإمام الشافعي فيمكن إخراجها بداية من شهر رمضان أما إبن حنبل فقال قبل صلاة العيد بليلتين وأبي حنيفة قال قبل صلاة العيد، والأصل في إخراجها تخرج قبل صلاة العيد وفقا لحديث عن النبي».
وأكدت الدار الإفتاء أنّ أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر هو تقديمُها قبل صلاة العيد، وإن كان وقت الجواز يمتد إلى مغرب يوم العيد، ويحرُمُ تأخيرُها عنه، ويجب قضاؤُها حينئذٍ، وهذا هو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.
وتابعت الإفتاء، تعطى زكاة الفطر للمستحقين وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، وهم: «الفقراء، المساكين، العاملين على جمع وتوزيع الزكاة، الغارمين المدينين غير القادرين على السداد»، في سبيل الله، وابن السبيل المسافر المحتاج».
اقرأ أيضاًحكم إخراج زكاة الفطر للمريض الذي أفطر في رمضان.. الشيخ عويضة عثمان يوضح
ما حكم إخراج زكاة الفطر نقدَا؟.. الإفتاء تجيب
قيمة زكاة الفطر 2025 في مصر وموعد إخراجها