التعاون على البر والتقوى في رمضان بين الفردية والجماعية
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
جاء ذلك في الحلقة بتاريخ (2025/3/24) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، والتي ناقشت مفهوم البر والتعاون الجماعي في الشهر الكريم، مع التركيز على التوازن بين العبادات الفردية والأعمال الاجتماعية، وضرورة تجنب التحزب المذموم الذي يفرق الأمة.
واستهل الدكتور داداش حديثه بشرح معنى "البر" الذي تكرر في القرآن الكريم نحو 30 مرة، موضحا أنه يشمل كل عمل صالح يقرب الإنسان إلى الله، من الإيمان بالغيب إلى الإنفاق على المحتاجين.
واستشهد بقوله تعالى: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" (آل عمران: 92)، مشيرا إلى أن البر لا يقتصر على العبادات الروحية، بل يمتد ليشمل الأخلاق الحسنة والإحسان إلى الآخرين.
وأضاف أن البر في اللغة يعكس الصدق والاتساع، حيث يُوصف البار بأنه المطيع لربه، والمحسن إلى والديه، والمتصدق مما يحب، كما لفت إلى أن المفسرين ربطوا البر بالإيمان القلبي والعمل الصالح معا.
تفاعل اجتماعيوأكد الدكتور داداش أن صيغة "وتعاونوا" في الآية الكريمة تحمل دلالة على التفاعل الجماعي، قائلا: "فعل الخير عملية تبادلية لا تكتمل بجهود فردية منعزلة".
وضرب مثالا بالصلاة في الجماعة، وحلف الفضول الذي شارك فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة لنصرة المظلومين، مشيرا إلى أن التعاون يُضاعف تأثير الأعمال ويجعلها أكثر استمرارية.
إعلانوحذر من الخلط بين "التعاون على البر" و"التحزب المذموم"، موضحا أن الأول يهدف إلى نشر الخير وإصلاح المجتمع، بينما الثاني يقوم على التعصب والانقسام.
وتوقف الضيف عند دور القدوة في تحفيز الناس على البر، مستذكرا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بنفسه قبل أمر الصحابة، كبدء تحريم الربا بدماء أقاربه، كما أكد أن النموذج الحي يؤثر أكثر من الكلام المجرد.
ولفت الدكتور داداش إلى أن الصمود الأخلاقي لأهالي غزة خلال الحرب الأخيرة أصبح نموذجا عالميا جذب غير المسلمين إلى الإسلام، بينما يحذر من أن بعض المسلمين -بتصرفاتهم البعيدة عن التعاليم- قد يصبحون سببا في تنفير الآخرين.
خصوصية رمضانوتحدث الدكتور داداش عن خصوصية رمضان في تعزيز التعاون، مشيرا إلى أن الصيام يذكِّر الأغنياء بمعاناة الفقراء، ويحفزهم على الإنفاق، مستحضرا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يُضاعف جوده في رمضان.
وحث على ترشيد الإنفاق لدعم الدول الإسلامية الفقيرة، محذرا من تكرار أخطاء الماضي، مثل إهمال الفقراء في مصر زمن الدولة العباسية، مما مهّد لغزو المغول.
وفي سياق متصل، ناقش الدكتور التحديات المعاصرة التي تواجه جمعيات الخير، مثل اتهامات انحراف أموال الزكاة، ودعا العاملين في هذا المجال إلى الشفافية، واختيار الأوجه الأكثر احتياجا، كما طالب المتبرعين بالتثبت من مصداقية الجمعيات قبل الدعم.
وأكد أن الإنفاق مما يُحب هو اختبار حقيقي للإيمان، مستذكرا كيف بادر الصحابة كعمر بن الخطاب بالتبرع بأغلى ما يملكون، وأضاف: "من يعرف أن المال زائل، وأن العمل الصالح هو الباقي، يُطلق يده بالعطاء من دون تردد".
وذكّر الدكتور مصطفى بولند داداش بالمقصد القرآني: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ"، داعيا المسلمين إلى الجمع بين العبادات الفردية والأعمال الاجتماعية، خاصة في زمن تتفاقم فيه الأزمات الإنسانية.
إعلان 24/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان إلى أن
إقرأ أيضاً:
صاحب فتوى سرقة الكهرباء.. وفاة الدكتور إمام رمضان أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر
توفى مساء أمس السبت 22 مارس، الدكتور إمام رمضان ، أستاذ العقيدة والفلسفة بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر الشريف.
فتوى سرقة الكهرباءوكان الدكتور إمام رمضان، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، قد أثار جدلا واسعا خلال الساعات الماضية بعدما أفتى فتواه بتحليل سرقة الكهرباء والغاز والمياه التابعة للدولة.
وعُرف عن الدكتور إمام رمضان، أنه يثير جدلاً بسبب فتاويه غير المنضبطة، وتم فصله مؤخراً، بسبب فتاويه غير المسئولة، ولكنه لم يلتزم وخرج جديدًا بآراء تخالف الفكر الأزهري الوسطي، ويعمل الدكتور إمام رمضان في كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة تخصص العقيدة والفلسفة.
واقعة خلع البنطلونوكان الدكتور إمام رمضان، قد تعرض للفصل منذ فترة بسبب واقعة خلع البنطلون داخل المحاضرة والتي اثارت الرأي العام وعاد لاثارة الجدل من جديد.
وعرفت الواقعة إعلاميا وقتها باسم "واقعة خلع البنطلون" بعدما أصر الدكتور إمام رمضان، على خلع طالبين سرواليهما أمام زملائهما الطلاب في المحاضرة بحجة التعلم.
وبدأت أحداث القصة بتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لأستاذ بكلية التربية بجامعة الأزهر أصر على خلع طالبين في المحاضرة لملابسهما بشكل غير لائق بالعملية التعليمية، وهددهما برسوبهما لو لم يستجيبا لأوامره.
وقرر الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر - وقتها-، على الفور بعد إبلاغه بالواقعة من عميد الكلية الدكتور حشمت عبد الحكيم - وقتها- إيقاف الأستاذ عن العمل واحالته إلى التحقيق العاجل.
وظهر نفس الدكتور في فيديو آخر نشره الطلاب يوضح صورة أخرى للحقيقة، حيث ظهر الدكتور في الفيديو مع أحد الطلاب يجبره كذلك على خلع البنطلون فلما رفض الطالب وأصر على رفضه سمح له بالانصراف وقال للطلاب: "أليس من باب أولى أن يستحي من الله طالما لم يخلع البنطلون بسبب خجله منا".