تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ليلة عظيمة من ليالي شهر رمضان، وقبل أكثر من 1400 سنة، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وهو كهف صغير يقع في جبل النور، بالقرب من مكة المكرمة، وقد اعتاد النبي الذهاب إلى هذا الغار ليتأمل في خلق الله، وينأى بنفسه عن ضلال قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام ويعيشون في ظلمات الجاهلية، حيث كان يبحث عن الحق، ويريد معرفة الطريق الصحيح، وكان قلبه معلقًا بالله، رغم أنه لم يكن بعد قد تلقى أي وحي.

وفي تلك الليلة المباركة، كان النبي جالسًا في الغار، متأملاً في الكون، حين فوجئ بشيء لم يكن يتوقعه أبدًا، حيث ظهر فجأةً أمامه جبريل عليه السلام، ملك الوحي، في صورة عظيمة، وملأ المكان بنوره وهيبته، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى شيئًا كهذا من قبل، فشعر بالخوف والرهبة.

اقترب جبريل من النبي، وقال له بصوت مهيب: "اقرأ"، فارتبك النبي، لأنه لم يكن يعرف القراءة، فقال باضطراب: "ما أنا بقارئ؟" أي أنه لا يعرف القراءة، لكن جبريل لم يتركه، بل ضمّه ضمًّا شديدًا حتى شعر النبي بضيق شديد، ثم أطلقه وقال له مرة أخرى: "اقرأ"، فأجاب النبي بنفس الجواب: "ما أنا بقارئ؟"، فعاد جبريل واحتضنه بقوة مرة ثانية، ثم أطلقه، وقال له للمرة الثالثة: "اقرأ"، فقال النبي: "ما أنا بقارئ؟".

عندها تلا جبريل عليه السلام أولى آيات القرآن التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (سورة العلق: 1-5).

فقد بدأت الرسالة السماوية بكلمة "اقرأ"، حين نزل جبريل عليه السلام على النبي في غار حراء، لتمتد بعدها دعوة الإسلام، وتنشر النور والهداية في العالم، ومنذ ذلك الحين، ارتبط رمضان بالقرآن، فأصبح شهر التلاوة والتدبر، حيث قال الله: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ"، فكانت هذه اللحظة أعظم لحظة في تاريخ البشرية، لحظة بداية نزول الوحي، وبداية الرسالة التي ستغيّر العالم كله، وقد شعر النبي صلى الله عليه وسلم برهبة وخوف شديدين، وخرج مسرعًا من الغار، ونزل من الجبل مرتجفًا، وقلبه ينبض بقوة من هول الموقف.

توجه النبي إلى بيته، وعندما وصل إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، قال لها بصوت مضطرب: "زملوني زملوني"، أي غطوني بالأغطية، فقد كان يشعر بالبرد والرعشة من شدة الخوف، فغطّته خديجة وهدّأته، ثم سألته عما حدث، فحكى لها النبي كل شيء.

لم تتردد السيدة خديجة في تصديقه، فقد كانت تعرف أنه الصادق الأمين، وطمأنته قائلة: "كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".

ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان رجلاً كبيرًا في السن، وكان يقرأ الكتب السماوية، وعندما سمع ورقة ما حدث، قال للنبي: "هذا الناموس الذي نزل على موسى، يا ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك"، فتعجب النبي، وسأله: "أو مخرجيّ هم؟" أي هل سيخرجني قومي من مكة؟، فقال ورقة: "نعم، لم يأتِ رجل بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا"، فقد كانت هذه بداية رحلة النبوة، وبداية نزول القرآن الكريم، الذي سيقود البشرية إلى النور والهداية، وبعد هذا الحدث العظيم، انقطع الوحي لفترة، ثم نزلت الآيات من جديد، ليبدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته إلى الإسلام، وليتحمل الصعاب والمشاق في سبيل نشر رسالة الحق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الوحي شهر رمضان غار حراء ليالى شهر رمضان مكة المكرمة النبی صلى الله علیه وسلم لم یکن

إقرأ أيضاً:

أبويا مستشار في أمن دولة| القصة الكاملة لصاحبة فيديوهات الإهانة في أكتوبر

في غضون 72 ساعة فقط، تصدرت سيدة تُعرف على مواقع التواصل بمقاطع “أبويا مستشار في أمن الدولة”حديث رواد الإنترنت، بعد أن ظهرت في سلسلة فيديوهات مثيرة للجدل بدأت بصفعها لعامل بمخبز في مدينة 6 أكتوبر، وامتدت إلى اتهامات بالتحرش داخل مطاعم ومستشفيات، لتتحول إلى واحدة من أكثر الشخصيات تداولاً ومناقشة في مصر خلال الأيام الأخيرة.

صفعة في المخبز| "بتلمس إيدي ليه؟"

الفيديو الأول الذي أشعل الحكاية كان داخل أحد المخابز، حيث ظهرت السيدة وهي تنهر عاملًا شابًا وتتهمه بأنه لمس يدها، قائلة بغضب: "انت بتلمس إيدي ليه؟"، قبل أن تباغته بصفعة على وجهه وسط ذهول الحاضرين. الشاب، ويدعى "خليل"، أكد في تصريحات لاحقة أنه لم يلمسها أبدًا، وأنها كانت تقوم بتصوير فيديو بغرض إثارة الجدل على تيك توك، مضيفًا: "مكنتش عاملها حاجة، وهي فجأة ضربتني علشان فيديو تريند".

تهديدات وادعاءات في مطعم شهير

بعد انتشار الفيديو، توالت المقاطع التي تظهر فيها السيدة ذاتها، كان من أبرزها مشهد داخل مطعم شهير، حيث دخلت إلى خيمة المطعم وبدأت في توجيه اتهامات للعاملين بالتحرش بها، مهددة: "انتو مش عارفين أنا بنت مين؟"، ما دفع العاملين لتقديم بلاغ رسمي مدعم بتسجيلات كاميرات المراقبة، والتي نفت وقوع أي تحرش أو تصرف غير لائق تجاهها. وقال العاملون: "احنا مش هنسيب حقنا، الكاميرات أثبتت كل حاجة".

سلسلة اتهامات في أماكن متعددة

ولم تتوقف الفيديوهات عند هذا الحد، فقد انتشر مقطع آخر تظهر فيه وهي تواجه فرد أمن مسنّ في أحد الكمباوندات السكنية، متهمةً إياه بالتحرش بها: "كل ما تشوفني بتنح ليه؟"، ثم مقطع آخر في مطعم تقول فيه لأحد العاملين: "واحدة زيي هتبص لواحد قصير زيك؟"، وسط تأكيد الشاب على براءته ووجود كاميرات تثبت ذلك.

هل هي حالة نفسية أم سلوك متعمد؟

عدد من مستخدمي مواقع التواصل شككوا في سلامة السيدة النفسية، مؤكدين أنها ظهرت في مقاطع أخرى سابقة وهي تتشاجر مع أفراد أمن في مستشفى 6 أكتوبر قائلة “أنا أبويا مستشار أمن دولة”، وتستخدم أسلوبًا استفزازيًا معتادًا في فيديوهاتها على تيك توك. الأمر الذي دفع البعض للتساؤل.. هل هي ضحية لاضطراب نفسي، أم أنها تتعمد إثارة الجدل لتحقيق شهرة زائفة؟

القبض على المتهمة والتحقيق جارٍ

وبعد تزايد الشكاوى والبلاغات ضدها، تمكنت الأجهزة الأمنية في الجيزة من إلقاء القبض على السيدة المتورطة في تصوير العامل والاعتداء عليه، بالإضافة إلى مضايقة العاملين في مطاعم أخرى. تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، وأُخطرت النيابة المختصة التي باشرت التحقيقات.

 عندما تتحول الشهرة إلى أداة أذى

قضية "أنا أبويا مستشار في أمن دولة" ليست مجرد واقعة عابرة، بل تكشف عن ظاهرة مقلقة تتعلق باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في تصفية الحسابات أو صناعة الشهرة على حساب الآخرين.

مقالات مشابهة

  • انتبه لـ7 أفعال عند النوم حذر منها النبي.. تفتح عليك أبواب الجحيم
  • دعاء الشفاء والوقاية من الحسد.. ردده كما قال النبي
  • كيف تعرف آيات سجود التلاوة في القرآن الكريم؟.. الإفتاء توضح
  • أبويا مستشار في أمن دولة| القصة الكاملة لصاحبة فيديوهات الإهانة في أكتوبر
  • جوني ديب بشكل مختلف يصعب التعرف عليه.. ما القصة؟ (صورة)
  • الصدرية فرعونية أم نسائية؟.. القصة الكاملة لأزمة ملابس محمد رمضان بحفل كوتشيلا
  • دعاء بعد الركوع تحبه الملائكة وتتسابق عليه أيهم يصعد به إلى السماء
  • المواظبة على الاستغفار والصلاة على النبي..تعرف على فضل كل منهما
  • بسبب رسوبهما .. القصة الكاملة لمقـ.ـتل فتاتين على يد والدهما في القاهرة
  • بالصور.. القصة الكاملة لعقار الإسكندرية المنهار