روسيا – أجرى العالم الفيزيائي الروسي ألكسندر بوبوف في 24 مارس 1896 أول تجربة ناجحة لإرسال واستقبال أول إشارة إبراق لاسلكية عبر الهواء.

التجربة العملية نفذها هذا العالم مع مساعده بيوتر ريبكين في مبنى جامعة في سان بطرسبوغ، وتمثلت في نقل رسالة نصية مكونة من كلمتين.

كان ريبكين في مكان يبعد حوالي 250 مترا عن موقع الاستقبال.

من هناك أرسل الإشارة المشفرة فيما كان جهاز الاستقبال في قاعة الاجتماعات، حيث احتشد عدد كبير من علماء الفيزياء والمندسين الكهربائيين والمسؤولين الإداريين الكبار في الجيش والقوات البحرية في روسيا القيصرية في ذلك الوقت.

الفيزيائي أوريست خفولسون الذي حضر التجربة كتب في وصف ما جرى قائلا: “تم وضع محطة الإرسال في قاعة المختبر الكيميائي بجامعة سان بطرسبرغ، وكانت محطة الاستقبال في غرفة الاجتماعات. جرى إرسال الحروف باستخدام أبجدية مورس، وكانت العلامات مسموعة. كان يقف على اللوحة رئيس الجمعية الفيزيائية الروسية، فيودور بيتروشيفسكي، ممسكا في يديه بقطعة من الورق تحتوي على مفتاح أبجدية مورس وقطعة من الطباشير. بعد كل إشارة منقولة، نظر إلى الورقة وكتب الحرف المقابل على السبورة. ظهرت الكلمتان (هاينريش هيرتز) على السبورة تدريجيا. هو اسم الفيزيائي الألماني الذي اقترح لأول مرة فكرة نقل المعلومات عبر الهواء. من الصعب وصف فرحة الحاضرين والتصفيق الحار لبوبوف عندما كتبت هاتان الكلمتان”.

نص هذه الإشارة اللاسلكية يظهر أن العالم المخترع بوبوف كان يدرك أن تجربته ستحدث ثورة في مجال الاتصالات اللاسلكية، ولذلك أراد في المقام الأول الإشادة بمن سبقوه في هذا المجال.

العالم الفيزيائي الروسي بوبوف لم يكن أول من حاول إرسال إشارات الراديو عير المسافات. كان الجهاز القادر على الاستجابة للإشعاع الكهرومغناطيسي في نطاق الراديو معروفا، وكان الفيزيائيان الفرنسي إدوارد برانلي والإنجليزي أوليفر لودج قد أجريا الكثير من التجارب عليه.

بوبوف قام بتحسين هذا الجهاز عن طريق إضافة نظام ردود عليه، وقام بتوصيل جرس كهرومغناطيسي بالدائرة وتبثه بحيث تنقر مطرقة الجرس على أبوب جهاز الكاشف أثناء العمل، ما مكن جهاز استقبال التذبذبات الكهرومغناطيسية من استقبال ليس فقط النبضات، بل والإشارات المستمرة.

الفيزيائي الروسي على الرغم من أنه كان يعي تماما أهمية اكتشافه، لكنه لم يسرع إلى الإبلاغ عنه عالميا. كان وقتها يعمل في الإدارة البحرية وكانت اختراعاته ذات أهمية عسكرية. منذ عام 1897 أجرى تجارب ناجحة على الراديو التلغرافي بين سفن أسطول البلطيق في روسيا القيصرية.

بعد مرور عام ونصف على التجربة، قام بوبوف بإدخال تحسينات مهمة في قسم الإرسال في التلغراف اللاسلكي، وقام بتثبيت هوائي يبلغ طوله حوالي 2.5 متر على جانب واحد من جهاز اهتزاز هيرتز ما زاد في نطاق الإرسال بشكل كبير إلى حوالي 5 كيلو مترات.

لم يتوقف هذا العالم الروسي عند هذا الحد، وابتكر في عام 1899، جهاز استقبال للإشارات عن طريق الأذن باستخدام سماعة الهاتف، ما أدى إلى تبسيط دائرة الاستقبال وتوسيع نطاق الاتصالات اللاسلكية.

في الوقت نفسه، توصل إلى اكتشاف مهم آخر. أثناء إجراء تجارب على الاتصالات اللاسلكية على السفن العسكرية لأسطول البلطيق، في صيف عام 1897، أثبت بوبوف أن الموجات الكهرومغناطيسية تنعكس عن السفن. وعلى هذا الأساس، صاغ العالم الأفكار الأولية لتطوير الرادار وملاحة الراديو المستقبلية.

الولايات المتحدة تعتبر الفيزيائي الشهير تعتبر نيكولا تيسلا الذي كان حصل على براءة اختراع لجهاز إرسال راديو في عام 1893، وجهاز استقبال راديو بعد ذلك بعامين، مبتكرا للراديو، وفي فرنسا يعتبر المخترع هو إدوارد برانلي الذي ابتكر في عام 1890 جهازا لتسجيل الموجات الكهرومغناطيسية. الهند هي الأخرى لديها مرشحها الخاص وهو جاغاديش تشاندرا، الذي أثبت في عام 1894 إمكانية إرسال موجات الراديو في نطاق المليمتر. وفي بريطانيا في نفس ذلك العام استعرض العالم أوليفر جوزيف لودج كيفية إرسال واستقبال إشارات الراديو.

مع كل ذلك، تعتبر معظم دول العالم أن مخترع الراديو هو الإيطالي غولييلمو ماركوني. ماركوني كان بدأ في إجراء التجارب على الإرسال اللاسلكي في وقت متزامن مع العالم الروسي بوبوف، وكان لديه نفس المولد الهيرتز وكان على دراية بتجارب العالم البريطانية جوزيف لودج. حاول ماركوني اقناع وزارة البريد والبرق الإيطالية باستخدام الاتصالات اللاسلكية إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

سافر ماركوني في عام 1896 إلى بريطانيا، حيث أجرى عددا من التجارب الناجحة على نقل الإشارات لاسلكيا عبر مسافات طويلة. وباستخدام شفرة مورس، تمكن من إرسال إشارة من سطح مكتب البريد العام في لندن إلى مبنى آخر على مسافة 1.5 كيلومتر. في 2 يونيو 1896، تقدم ماركوني بطلب إلى مكتب براءات الاختراع البريطاني للحصول على شهادة بشأن “تحسينات على الأجهزة المستخدمة في نقل النبضات والإشارات الكهربائية”. بعد حصوله على براءة الاختراع، تم الدفع باختراع ماركوني على أساس تجاري.

ماركوني أسس في عام 1897 شركة مساهمة كبيرة حملت اسمه، واستقطب العديد من العلماء والمخترعين البارزين للعمل معه. ساهمت الإنجازات البارزة التي تحققت، مثل أول إرسال إذاعي عبر المحيط الأطلسي في عام 1901، في تطوير شركة ماركوني، وأصبح هذا العالم البارز ثريا جدا.

رُشح ماركوني مرارا لجائزة نوبل في الفيزياء. حدث ذلك ثلاث مرات خلال حياة ألكسندر بوبوف، الذي توفي في عام 1906.

بالمقابل، الأكاديمية الروسية للعلوم لم ترشح بوبوفا لهذه الجائزة على الإطلاق. حصل ماركوني على جائزة نوبل في عام 1909، بالتقاسم مع الفيزيائي الألماني فرديناند براون، الذي قام بتحسين جهاز ماركوني.

المخترع الروسي ألكسندر بوبوف كان أكمل معداته في هذا المجال في 7 مايو 1895. بعد عام في 2 يونيو 1896، تقدم العالم الإيطالي غولييلمو ماركوني بطلب للحصول على براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية كمخترع للراديو.

نيكولا تيسلا، العالم الأمريكي من أصل صربي، الذي تنسب له أحيانا الأسبقية في هذا الاختراع، تعتبر ابتكاراته الأساس العملي لاختراعات العالمين الروسي بوبوف والإيطالي وماركوني.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الاتصالات اللاسلکیة فی عام

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يستبدل بصورة أوباما عملا فنيا يوثق محاولة اغتيال ترامب

استبدل البيت الأبيض بصورة بورتريه للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، لوحة تصور محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك عندما كان مرشحا للانتخابات الأخيرة.

ونشر حساب البيت الأبيض على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مشاهد للوحة التي تجسد محاولة اغتيال ترامب.

وقال البيت الأبيض في تعليقه على المشاهد: "بعض الأعمال الفنية الجديدة في البيت الأبيض".

وجرى نقل بورتريه أوباما إلى قسم آخر في البيت الأبيض، ليحل محله العمل الفني الجديد الذي يصور لحظة رفع ترامب قبضته في الهواء مباشرة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 13 تموز/ يوليو 2024، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول".

Some new artwork at the White House ???? pic.twitter.com/l6u5u7k82T — The White House (@WhiteHouse) April 11, 2025
وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعًا، حيث اعتبرها البعض محاولة لتسليط الضوء على لحظة درامية في مسيرة ترامب السياسية، بينما رأى آخرون أنها تسييس للمساحات الرسمية في البيت الأبيض.


ونجا ترامب من محاولة الاغتيال في أثناء إلقائه خطابًا في تجمع انتخابي بالقرب من بتلر، بنسلفانيا، أُصيب برصاصة في الجزء العلوي من أذنه اليمنى من قبل توماس ماثيو كروكس، وهو شاب يبلغ من العمر 20 عامًا من بيتل بارك، بنسلفانيا، أطلق ثماني طلقات من بندقية من طراز "إيه آر 15" من فوق سطح مبنى يقع على بعد نحو 400 قدم (120 مترًا) من المنصة. 

وقتل كروكس أحد الحاضرين، واسمه كوري كومبيراتور، وأصاب بجروح خطيرة اثنين آخرين من الحضور، تم إطلاق النار على كروكس وقتله على يد فريق القناصة المضاد التابع للخدمة السرية الأمريكية.

صرح ترامب حينها بأن إمالة الرأس في الثانية الأخيرة ربما أنقذته من إصابة قاتلة، تمت حمايته من قبل الخدمة السرية، ونُقل إلى المستشفى، حيث عولج وسُرّح بحالة مستقرة في اليوم ذاته.

وأظهرت لقطات فيديو ترامب يمسك بأذنه، ثم يرفع قبضته في الهواء ويصرخ "قاتلوا!" بينما اصطحبه أفراد الخدمة السرية بعيدًا عن المنصة. 


والتقط المصور الصحفي إيفان فوتشي من وكالة أسوشيتد برس صورًا لترامب مضرجًا بالدماء وهو يرفع قبضته في الهواء، وانتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وظهر ترامب علنًا لأول مرة بعد إطلاق النار بيومين في المؤتمر الوطني الجمهوري لعام 2024 في ميلووكي، ويسكنسن.

مقالات مشابهة

  • تيلستار.. القمر الصناعي الذي غيّر شكل كرة القدم
  • «من منا بلا خطيئة؟».. كواليس أول مواجهة على الهواء بين دينا وشقيقتها المعتزلة
  • هسيب صلاتي والقرآن واتفرج على إش إش.. أخت دينا المنتقبة تحرجها على الهواء
  • سر الاحتفاظ بنكهته.. طريقة تخزين ورق العنب بدون سلق
  • زيلينسكي يصف روسيا بالحثالة القذرة بعد غارة روسية على سومي قتلت العشرات
  • مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
  • البيت الأبيض يستبدل بصورة أوباما عملا فنيا يوثق محاولة اغتيال ترامب
  • استبدال صورة لأوباما في البيض الأبيض بعمل فني يوثق محاولة اغتيال ترامب
  • أمين عام حلف الناتو يحذر: روسيا قد تتجه لنشر أسلحة روسية في الفضاء
  • تطبيق نتنياهو وحملة إحنا مش بني آدمين في برنامج الشبكة