جنوب السودان على صفيح ساخن: هل تندلع حرب ثالثة؟
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
محمد تورشين
تشهد دولة جنوب السودان توترات متصاعدة تنذر بإمكانية اندلاع حرب أهلية جديدة، وسط استمرار الصراع على السلطة والثروة بين الفرقاء السياسيين. وقد تفاقمت الأزمة مؤخرًا بعد المناوشات التي اندلعت بين الجيش الشعبي وبعض الفصائل المسلحة التابعة لما يُعرف بـ”الجيش الأبيض”، الموالي لنائب الرئيس رياك مشار، مما يعكس هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
أسباب التوتر: جذور الأزمة
يرى المراقبون أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في تفاقم الأوضاع، ما يجعل احتمالية تجدد الحرب أمرًا واردًا:
1. تعثر تنفيذ اتفاقية السلامفي عام 2018، وقّعت الأطراف المتنازعة اتفاقية سلام لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات، لكن تنفيذها لم يتم بشكل كامل، خصوصًا فيما يتعلق بالبند الخاص بالترتيبات الأمنية، والذي ينص على دمج جميع الفصائل المسلحة في جيش وطني موحد. هذا التأخير خلق حالة من عدم الثقة بين الأطراف المتصارعة، مما أدى إلى استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش الحكومي والجماعات المعارضة.
2. تأجيل الانتخابات وتعطيل المسار الديمقراطيكان من المفترض أن تشهد جنوب السودان انتخابات عامة تُنهي المرحلة الانتقالية، إلا أن تأجيلها إلى ديسمبر من العام المقبل زاد من حالة الاحتقان السياسي، وأعطى إشارات سلبية حول جدية الحكومة في تنفيذ استحقاقات السلام. هذا التأجيل أدى إلى تفاقم الخلافات بين القوى السياسية، وزاد من مخاوف حدوث فراغ سياسي قد يعيد البلاد إلى مربع الصراع المسلح.
3. الفساد وانهيار الاقتصادتعتبر جنوب السودان من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، خاصة النفط، الذي يمثل العمود الفقري لاقتصادها. ومع ذلك، تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة بسبب تفشي الفساد والمحسوبية داخل مؤسسات الدولة. ورغم تدخل بعض الدول، مثل الإمارات، بضخ أموال عبر شراء النفط غير المستخرج، إلا أن هذه الأموال لم تُستثمر بالشكل الصحيح لمعالجة الأزمة الاقتصادية، مما أدى إلى استمرار التدهور المعيشي وارتفاع معدلات الفقر.
هل تلوح الحرب في الأفق؟في ظل استمرار هذه الأزمات دون حلول جذرية، يبدو أن احتمال اندلاع حرب ثالثة في جنوب السودان يظل قائمًا، بل قد يكون مسألة وقت فقط. فالتوترات السياسية، وانعدام الثقة بين الأطراف المتنازعة، والأزمة الاقتصادية الخانقة، كلها عوامل قد تشعل فتيل النزاع في أي لحظة.
ويبقى السؤال: هل يستطيع قادة جنوب السودان تجاوز المصالح الضيقة والعمل بجدية لإنقاذ البلاد من شبح الحرب؟ أم أن الصراع على السلطة والثروة سيظل العامل الحاسم في رسم مستقبل هذا البلد الفتي؟
باحث وكاتب سوداني متخصص في الشؤون المحلية والقضايا الأفريقية
الوسوممحمد تورشينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
الحرارة في العراق تواصل ارتفاعها.. موجة حارة تضرب البلاد خلال الأيام المقبلة
مارس 24, 2025آخر تحديث: مارس 24, 2025
المستقلة/- توقعت هيئة الأنواء الجوية استمرار ارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء العراق خلال الأيام المقبلة، وسط تحذيرات من موجة حارة قد تؤثر على الأوضاع المعيشية والصحية للمواطنين.
وذكرت الهيئة في بيان لها أن البلاد ستشهد ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، حيث يُتوقع أن تتجاوز حاجز الـ 50 درجة مئوية في بعض المناطق الجنوبية، فيما تسجل المدن الأخرى معدلات حرارة تفوق معدلاتها الموسمية.
ويعزو خبراء الطقس هذا الارتفاع إلى تأثير منخفض جوي قادم من الجزيرة العربية، والذي يتسبب في تدفق تيارات هوائية حارة وجافة، مما يزيد من شدة الحر ويؤثر على الحياة اليومية، خاصة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق.
من جهتهم، دعا مختصون في الصحة المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الحرارة المرتفعة، مثل تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، وشرب كميات كافية من المياه، وارتداء الملابس القطنية الفاتحة.
يُذكر أن العراق يشهد خلال فصل الصيف موجات حر قاسية بسبب موقعه الجغرافي وتأثير التغيرات المناخية العالمية، مما يفرض تحديات إضافية على البنية التحتية والخدمات الأساسية في البلاد.