صدى ونتائج إنتصارات السودان إقليمياً ودولياً (١)
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
الإنتصار الوشيك للسودان في معركة الكرامة على أكبر مؤامرة تتعرض لها دولة في العصر الحديث بدأت ملامحه تتشكل و تتكشف منذ إنتقال قواتنا المسلحة إلى مرحلة الهجوم البري بعد خطة الدفاع التكتيكية : (التخندق ، الضربات الجوية و استخدام المدفعية الإستراتيجية) التي واجهت بها تمرد المليشيا و هجماتها الغادرة على المقرات و الوحدات العسكرية في العاصمة و بعض الولايات ، ثم بعد ذلك إحتلالها للمرافق الخدمية التي حولتها إلى مناطق عسكرية ، و كذلك انتشارها في منازل المواطنين .
فبعد أن تمكنت قواتنا من إمتصاص الصدمة عملت على استنزاف قدرات و طاقات العدو ، إنتقلت إلى تنفيذ خطة القضاء على التمرد و هزيمة مشروعه ، و قد حققت هذه الخطة ننائج عظيمة في وقت وجيز قياساً بحجم المؤامرة و ما توفر لها من دعم عسكري ليس له مثيل ، حيث لم تحظ أي حركة تمرد في العالم بما حظيت به ملبشيا الجنجويد من دعم عسكري و لوجستي و حشد لعشرات الآلاف من المرتزقة عبر جسر جوي ينطلق من الإمارات إلى عدة مطارات في بعض دول جوار السودان !!
الإنتصار الذي حققته قواتنا حتى الآن مر بعدة مراحل كان أبرزها :
ـ عبور الكباري إلى الخرطوم و بحري في 26 سبتمبر 2024 ..
ـ تحرير منطقة جبل موية الإستراتيجية في 6 أكتوبر 2024 ..
ـ تحرير سنجة في 23 نوفمبر 2024 و بقية المناطق التي احتلتها المليشيا في ولاية سنار ..
ـ تحرير مدني في 12 يناير 2025 و التي سبقها تحرير مناطق جنوب الجزيرة ، و من ثم بقية مناطق ولاية الجزيرة التي لم يتبق منها إلا بعض الأجزاء في شمال الولاية ..
ـ تحرير مصفاة الخرطوم 25 يناير 2025 ..
ـ تحرير أمروابة و السميح و الرهد و فك الحصار عن مدينة الأبيض في يناير/فبراير 2025 ..
ـ تحرير القطينة و بعض مناطق شمال النيل الأبيض في 23 فبراير 2023 ..
ـ إستكمال تحرير مناطق جنوب سنار و النيل الأزرق و النيل الأبيض ..
ـ إستكمال تحرير بحري و شرق النيل و العمل على إستكمال ما تبقى محليتي أمدرمان و أمبدة ..
ـ إنفتاح قوات الدروع في أجزاء واسعة من محلية الخرطوم ..
ـ إلتحام الجيوش و تحرير و تطهير وسط الخرطوم الذي توج بإسترداد القصر الرئاسي (رمز السيادة) يوم أول أمس الجمعة 21 رمضان 1446 الموافق 21 مارس 2025 ..
بالضرورة فإن هذه الإنتصارات سيكون لها صدىً كبيراً على المستويين الإقليمي و الدولي و هذا ما سأتناوله في الجزء الثاني بإذن الله ..
سوار
23 مارس 2025
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ـ تحریر
إقرأ أيضاً:
مع اكتمال تحرير العاصمة بدأ الكلام عن إعادة الإعمار في السودان
مع اكتمال تحرير العاصمة بدأ الكلام عن إعادة الإعمار في السودان.
نتمنى أن يكون الإعمار ضمن رؤية شاملة للتنمية والنهضة في البلد وأن يتوجه أي دعم خارجي في هذا الصدد إلى مشاريع أساسية وذات أثر في دفع عجلة الإنتاج والتنمية مثل مشاريع النقل والطاقة. في النهاية الموارد ستكون محدودة ولابد من تحديد الأولويات بشكل متبصر وصارم.
نتمنى أن لا يتم اختزال قضية الإعمار في تشييد وترميم المباني وإعادة الأوضاع كما كانت عليه يوم 14 أبريل 2023 وبنفس العقلية القديمة.
لابد من وجود رؤية شاملة بأهداف محددة وبمشاركة خبراء مختصين وأن تكون معلنة ومتاحة للعامة.
ولكن أي خطط للإعمار والتنمية لابد أن تكون ضمن رؤية سياسية قومية حولها إجماع وطني على مستوى القطر. مثلا، إذا كانت الرؤية تقضي بتطوير مشروع الجزيرة فيجب أن يكون مفهوما لمواطن دارفور في إطار الرؤية الوطنية لا في إطار الصراع والتنافس بين الأقاليم، والعكس صحيح. إقامة طرق في دارفور أو في أي ولاية أخرى يجب أن تفهم في الإطار الكلي؛ لأن هناك رؤية شاملة، ولأن المشاريع تتكامل في إطارها، ولأن النفع يعود على الدولة ككل، على الجميع.
لا يمكن الفصل بين الإعمار والتنمية من جهة والتوافق السياسي من جهة. ومن الواضح أن قضية التوافق السياسي في البلد أصبحت قضية توافق اجتماعي، أي لم تعد قضية بين الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تشهد أساسا حالة من الضعف والانحلال إلى مكونات اجتماعية مناطقية وقبلية.
لا معنى ولا وجود لإعمار بدون رؤية شاملة وهذه الرؤية طبيعتها سياسية أولا قبل كل شيء.
حليم عباس