رسميًا.. إسرائيل توافق على مقترح لتسهيل تهجير الفلسطينيين من غزة
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
القدس (CNN)--وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على مقترح مثير للجدل لتسهيل هجرة الفلسطينيين من غزة، في خطوة يحذر المنتقدون من أنها قد ترقى إلى مستوى التطهير العرقي.
وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأحد، إن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على اقتراح وزير الدفاع يسرائيل كاتس لتنظيم "النقل الطوعي لسكان غزة الراغبين في الانتقال إلى دول ثالثة، وفقا للقانون الإسرائيلي والدولي، ووفقا لرؤية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب"، حسب تعبيره.
ويمثل هذا القرار تأييدًا قويًا لخطة كانت تُعتبر في السابق ضمن الخيال اليميني المتطرف. ويأتي رغم تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت سابق، بعدم تهجير سكان غزة المدنيين بشكل دائم.
وقال منتقدو القرار إن أي تهجير جماعي لسكان غزة في خضم حرب مدمرة سيرقى إلى مستوى التطهير العرقي، وهو عمل مرتبط بجرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي. ورد المسؤولون الإسرائيليون بأن الهجرة ستكون طوعية وتتماشى مع المعايير القانونية الدولية.
لكن منظمات الإغاثة تقول إن حرب إسرائيل جعلت الحياة في غزة شبه مستحيلة. ووصف مارتن غريفيث، كبير مسؤولي الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، القطاع بأنه "غير صالح للسكن"، وقال إن سكانه "يشهدون تهديدات يومية لوجودهم في حد ذاته".
ومن شأن الموافقة الإسرائيلية أن تنشئ إدارة داخل وزارة الدفاع "لإعداد وتسهيل التنقل الآمن والمنضبط لسكان غزة الذين يرغبون في الانتقال الطوعي إلى دول ثالثة"، حسبما أفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان.
وسيشمل عمل تلك الإدارة "إقامة مسارات للحركة، ونقاط تفتيش للمشاة عند معابر محددة في قطاع غزة"، وبنية تحتية لكي تمكن الناس من المغادرة.
وقدّم المسؤولون الإسرائيليون الخطة على أنها تنفيذ لرغبة ترامب في السيطرة على غزة، وطرد سكانها الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، وتحويلها إلى "ريفييرا" شرق أوسطية.
وكانت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية في السلطة الوطنية الفلسطينية، فارسين أغابيكيان شاهين قالت لمذيعة شبكة CNN بيكي أندرسون الشهر الماضي، إن الفلسطينيين "متمسكون بالبقاء في أرضهم ولن يرحلوا".
رؤية ترامبوقال كاتس، الأحد، إن إسرائيل تستخدم "كل الوسائل لتنفيذ رؤية الرئيس الأمريكي"، بحسب بيان وزارة الدفاع.
وبدا أن ترامب تراجع عن تصريحاته خلال الشهر الجاري بشأن تهجير الفلسطينيين، إذ قال للصحفيين إن "لن يطرد أحد أي فلسطيني".
وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، الشهر الماضي إن المبادرة الأمريكية لإعادة إعمار غزة لن ترقى بالضرورة إلى "خطة إخلاء"، وإنها تهدف إلى "إحداث تغيير جذري في تفكير الجميع".
والعام الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إن بلاده لا تعتزم تهجير الفلسطينيين أو احتلال غزة.
وأضاف نتنياهو في بيان مصور في يناير/كانون الثاني عام 2024: "أريد أن أوضح بعض النقاط بشكل قاطع: ليس لدى إسرائيل أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين".
ومع ذلك، فقد دفع اقتراح ترامب إلى انتشار الفكرة بشدة، حيث يناقش السياسيون الإسرائيليون الآن بشكل علني التهجير الجماعي لسكان غزة كحل للحرب. وأكد يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، أن إسرائيل قد تُبقي على وجود دائم في القطاع.
وانتقدت منظمة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية الخطة، وقالت إن "إنشاء إدارة لطرد الفلسطينيين من غزة تعد واحدة من أغبى الخطوات التي تتخذها الحكومة".
كما أثار هذا الاحتمال انتقادات لاذعة من القادة العرب، وخاصة من مصر والأردن وهما أكثر دولتين معنيتين بعدم تهجير الفلسطينيين. وحذّر خبراء من أن تهجير الفلسطينيين سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويهدد أمن الدول المجاورة.
وقال سموتريتش، الأحد، إن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق كذلك على توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى أن 13 منطقة في الضفة الغربية ستنفصل عن المستوطنات القائمة وسيتم الاعتراف بها كمستوطنات مستقلة.
وأضاف: "بدلا من الاختباء والاعتذار، نرفع العلم ونبني ونستوطن. هذه خطوة مهمة أخرى على طريق السيادة الفعلية في يهودا والسامرة"، مستخدما الاسم الذي يُطلقه الإسرائيليون على الضفة الغربية.
وقال مجلس يشع، وهو هيئة شاملة تمثل المستوطنات اليهودية، إنه اعتبارا من يناير 2024، كانت هناك 150 مستوطنة في الضفة الغربية.
وأضاف أن القرار يكشف "كذبة قديمة مفادها أن (إسرائيل) لا تقيم مستوطنات جديدة، بل تُنشئ فقط "أحياء" في المستوطنات القائمة"، وأن "حكومة إسرائيل تدق مسمارا آخر في نعش مستقبل السلام والأمن".
وأفاد بيان صادر عن مكتب سموتريتش أن هذه الخطوة تأتي "بعد الموافقة على بناء عشرات آلاف الوحدات السكنية في يهودا والسامرة، وتُمثل خطوة مهمة أخرى في عملية تطبيع وتنظيم الاستيطان".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو حركة حماس دونالد ترامب غزة تهجیر الفلسطینیین الضفة الغربیة لسکان غزة
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: قمة السيسي وتميم تؤكد وحدة الصف العربي في رفض تهجير الفلسطينيين
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن الجولة الخليجية للرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل تحركا دبلوماسيا مهما في توقيت بالغ الحساسية، وذلك في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وما خلفه من أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وأكد فرحات، في تصريح صحفي اليوم، إن القمة المصرية القطرية التي عقدت اليوم في العاصمة القطرية الدوحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تمثل محطة محورية في التنسيق العربي المشترك، لا سيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وعلى رأسها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد فرحات أن الموقف الحاسم والواضح الذي أعلنه الرئيس السيسي وأمير قطر برفضهما القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، يمثل موقفا استراتيجيا يعكس وحدة الصف العربي في الدفاع عن الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني، ويبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين ستقابل برفض عربي شامل.
وأوضح أن تأكيد الرئيس السيسي خلال القمة على دعم خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون ربطها بأي مسارات تهجيرية، يعكس التزام مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتكامل الرؤية المصرية مع شركاءها العرب في قطر وغيرها من الدول الفاعلة في المنطقة مشيرا إلى أن إحياء مسار الحل السياسي العادل، الذي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو الطرح الذي يتسق مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن الزيارة تعكس مدى وعي الدولة المصرية بأهمية التحالفات الإقليمية، حيث لم تعد التحركات مقتصرة على البعد الثنائي فقط، بل تتكامل مع رؤية أشمل تهدف إلى بناء تكتلات عربية قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة التدخلات الخارجية حيث تسعى الدولة المصرية إلى تعميق التعاون مع دول الخليج في مجالات الاستثمار والتنمية، وذلك ضمن خطة الدولة لتوسيع قاعدة الشراكات وجذب رؤوس الأموال، بما يعزز من فرص النمو الاقتصادي ويخفف من الضغوط المالية التي تواجهها البلاد في ظل التحديات العالمية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الجولة الرئاسية هي رسالة واضحة بأن مصر حريصة على استقرار الإقليم، وتقود جهودا جادة لحماية القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مع استمرار دعمها لمسار التنمية من خلال شراكات قائمة على المصالح المتبادلة والاحترام المشترك.