يختار بعض المراهقين الإسرائيليين عدم الانخراط في الخدمة العسكرية رافضين القتل والإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشهم في غزة، ومثل هؤلاء المعترضين ضميريا في إسرائيل يطلق عليهم لقب "الرافضون" ويتعرضون لعقوبة السجن إضافة إلى يلاحقهم من اتهم اجتماعية بتأييد الإرهاب والخيانة وحتى معاداة السامية.

يقول الشاب إيتمار غرينبرغ (18 عاما)، والذي سُجن 5 مرات لرفضه التجنيد الإجباري في إسرائيل، لشبكة سي إن إن، إن رفضه للتجنيد جاء تتويجا لعملية طويلة من التعلم والمحاسبة الأخلاقية.

ويضيف "أدركت أنني لا أستطيع ارتداء زي يرمز إلى القتل والقمع كلما تعلمت أكثر" مؤكدا أن حرب إسرائيل على غزة عززت قراره بالرفض.

وقال غرينبرغ "هناك إبادة جماعية في غزة لذا لا نحتاج إلى أسباب وجيهة أكثر للرفض.. أريد هذا التغيير وسأبذل حياتي من أجله".

ويعتبر رفض التجنيد في إسرائيل خيار للنبذ، حيث قال غرينبرغ بأنه وُصف بأنه يهودي كاره لذاته و معاد للسامية ومؤيد للإرهاب وخائن حتى من قبل عائلته وأصدقائه.

وقال: "يُراسلني الناس على إنستغرام ويقولون إنهم سيذبحونني، كما فعلت حماس بالإسرائيليين في السابع من أكتوبر".

وتنقل شبكة سي إن إن عن منظمة ميسارفوت، التي تدعم المعترضين على التجنيد الإجباري في إسرائيل، أنه لم يرفض سوى 12 مراهقا إسرائيليا علنا التجنيد لأسباب ضميرية منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن هذا العدد أكبر مما كان عليه في السنوات التي سبقت الحرب.

إعلان

كما أكدت المنظمة أن هناك عدد أكبر بكثير من "الرافضين الرماديين" أو الأشخاص الذين يدّعون إعفاءات لأسباب نفسية أو صحية عامة للتهرب من التجنيد وتجنب احتمال قضاء عقوبة خلف القضبان.

آلاف الإسرائيليين يتظاهرو بشكل شبه يومي ضد استمرار الحرب ويطالبون بصفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار (إيميجز)

وفي الإطار ذاته صرحت منظمة "يش غفول"، وهي منظمة أخرى مناهضة للحرب تدعم المستنكفين ضميريا، لشبكة "سي إن إن" أن 20% من الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية، في المتوسط، يرفضون الخدمة سنويا، وفقا لأرقام نشرها الجيش الإسرائيلي. وأضافت أن هذا العدد يشمل كلا من الرافضين للتجنيد و"الرافضين الرماديين".

وقالت ليور فوغل، البالغة 19 عاما، وهي إحدى الرافضات للتجنيد الإجباري، إنها لطالما واجهت "مشاكل مع الجيش كمؤسسة قائمة على العنف والقوة"، ونجحت في إقناع طبيب نفسي بإعفاءها من الخدمة بسبب معاناتها من مشكلة نفسية.

وأضافت للشبكة سي إن إن أنها لم تبدأ بفهم دور الجيش في العنف اليومي الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في إسرائيل والأراضي المحتلة إلا بعد حصولها على إعفائها من الخدمة العسكرية. وقالت إن هذا الظلم هو ما يدفعها إلى نشاطها اليوم.

وقالت "لا يمكن الاستمرار في نظام الفصل العنصري، واستمرار هذا الحكم الذي يقمع فئة أخرى بشكل نشط. فهو ليس فقط غير أخلاقي وفظيع بشكل عام، بل سيؤدي في النهاية إلى انفجار في وجهك".

وقال أحد الرافضين الآخرين، ويدعى إدو عيلام، (18 عاما)، والذي قضى عقوبة في السجن لرفضه الانضمام للجيش "أُفضل هذا على قتل الأطفال"، وأضاف أنه إنه كان يأمل أن يُساعد احتجاجه الإسرائيليين على فهم أن "ألم الفلسطينيين هو نفسه ألم الإسرائيليين".

كما نقلت الشبكة عن راكيفيت لابيد، التي رفض أبناؤها أيضا الخدمة العسكرية قبل سنوات من الحرب، "أنا سعيدة لأن بعض الشباب ما زالوا على استعداد لقول ذلك.. لكنني آسفة لأنهم أقلية صغيرة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان فی إسرائیل سی إن إن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها

يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إسماعيل المسلماني أن استعانة إسرائيل بدول أوروبية لإطفاء الحريق الضخم الذي اندلع غربي القدس دليل على فشلها في التعامل مع هذه الأزمات.

وتقف إسرائيل عاجزة عن التعامل مع الحريق الثاني الآخذ في الاتساع، والذي تتحدث وسائل إعلام محلية عن أنه ربما يكون بفعل فاعل وليس بسبب الأحوال الجوية.

وعلى الرغم من محاولة 120 فريق إطفاء الحريق من البر والجو فإنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه، مما دفع تل أبيب إلى طلب الدعم من دول أوروبية.

وأكد المسلماني -في مقابلة مع الجزيرة- أن هذا الحريق يعكس فشل إسرائيل في التعامل مع هذا الحوادث الكبرى رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة، وقال إن استعانتها بدول أوروبية دليل على عدم امتلاكها البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات.

مشاهد من الحرائق المندلعة في أحراش غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/VEXoG6M48i

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 30, 2025

وهذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها إسرائيل إلى إخلاء هذا العدد من السكان في منطقة غربي القدس، فضلا عن إغلاق كافة الطوارئ بالمنطقة، وهو ما يؤكد عجزها عن التعامل مع الحريق، برأي المسلماني.

إعلان

ويضع هذا الفشل الحكومة في مواجهة انتقادات كثيرة بالنظر إلى زعمها المستمر امتلاك الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات، وهو ما أثبت الواقع كذبه، وفق المسلماني.

ولا يمكن للحكومة القول إنه الفشل الأول لها في التعامل مع هذه الحرائق، لأنها فشلت في التعامل مع حريق مماثل الأسبوع الماضي، كما فشلت في التعامل مع الحرائق التي كانت تندلع في مئات الدونمات خلال المعارك بينها وبين حزب الله اللبناني، كما يقول المسلماني.

وهذا هو الحريق الثاني الذي تتعرض له غربي القدس خلال هذا الأسبوع، وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وألغت كافة احتفالات يوم الاستقلال، والتي كانت مقررة مساء اليوم الأربعاء.

واندلع الحريق في منطقتي القدس وتل أبيب، وقال قائد فريق الإطفاء إنه الأكبر في تاريخ إسرائيل، وإنه ربما ينتشر إلى جبال القدس الغربية، ومن المحتمل أن تبدأ الحكومة إخلاء مدينة إلعاد من السكان.

ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد تم إجلاء سكان 8 بلدات غربي القدس بسبب هذه الحرائق المدفوعة بالسرعة الكبيرة للرياح، وصدرت أوامر بإخلاء مزيد من البلدات.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال 3 شبان فلسطينيين من القدس بسبب الاشتباه في تورطهم بإشعال الحريق كما قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني أن هناك شبهة عمل إرهابي في هذا الحريق.

امتداد الحرائق إلى مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/jfhn90HFPG

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025

غموض بشأن الأسباب

ولا يزال الغموض مسيطرا على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق، لكن دخول جهاز الشاباك على خط التحقيقات يشي بوجود شبهة جنائية فيه رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن، كما يقول كرام.

ويدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأزمة بنفسه، في حين يتساءل الإعلام الإسرائيلي عن كيفية عجز إسرائيل عن التعامل مع هذه الأحداث رغم ما تمتلكه من إمكانيات.

إعلان

وتمتلك إسرائيل 24 طائرة لإطفاء الحرائق إضافة إلى 3 طائرات تابعة للشرطة، كما يقول كرام الذي أشار إلى أن تل أبيب تمتلك مئات الطائرات لإشعال الحرائق في قطاع غزة وسوريا ولبنان، لكنها لا تمتلك ما يكفي لإطفاء حرائقها.

وحتى هذه اللحظة تمنع الرياح القوية الطائرات من التدخل لإطفاء النيران، ومن المقرر أن تصل غدا الخميس 3 طائرات من كرواتيا وإيطاليا للتعامل مع الحريق.

وقالت قناة "كان" الرسمية إنه تم إخلاء أكثر من مستوطنات وإجلاء 10 آلاف شخص من منازلهم بسبب هذه الحرائق، في حين طالب قائد فرق الإطفاء في القدس بعدم الاقتراب من شارعي 1 و3 ومنطقة القدس، مؤكدا أن السيطرة على الحريق لا تزال بعيدة.

مقالات مشابهة

  • لماذا يخفي جيش الاحتلال وجوه جنوده عن الإعلام؟
  • رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: الحرب كلفتنا ثمنا باهظا
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أمريكا في فيتنام؟
  • إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
  • أخطر من جبهة الحرب.. لماذا تخاف إسرائيل من بيت صغير في الجنوب؟
  • باكستان والهند على حافة الحرب.. وعمران خان يبعث رسالة من السجن
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أميركا في فيتنام
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أميركا في فيتنام؟
  • جيش الاحتلال يحشد قواته الاحتياطية لتوسيع عملياته العسكرية في غزة